محتــــــــرفــــــــون ..ومنحـــــــــرفـــــــون !!!
05-04-2007, 09:41 AM
دراسة أجراها زميل اقتصادي لشيخ ليـــاص حول انعكاسات نظام الاحتراف ماديا على المستوى المعيشي للاعبين أظهرت نتائج مخيفة جدا ومزرية ومحزنة في آن واحد، وقد تمنيت لو لم اطلع عليها بالإجمال، كون خلاصتها ذات شقين متباعدين تماما في المعطيات، ولكن طالما وقعت بين يدي فمن واجبي اليوم ومن باب التذكير والتأمل أن أذكر شيئا منها على الأقل، لكي تكون عبرة حقيقية لكل لاعب محترف يهمه أمر مستقبله ولم يفرط بعد في المال الذي استطاع أن يجمعه حتى اللحظة .. طالما هو بخير وعافية، فعلى الرغم من تقدم المستوى المعيشي أو الحياتي لنصف هؤلاء اللاعبين، إلا أن ثلث من دخلوا عالم الاحتراف من أوسع أبوابه محاطون بالأضواء والقبلات والملايين.. خرجوا في النهاية وبكل أسف من أضيق أبواب الدنيا مكبلين بمرارة سؤال الناس ولو إلى حين.. وهنا مكمن العبر المؤلمة، فمن بين هؤلاء اللاعبين المشاهير الذين غرتهم الفلاشات والدلال والهبات دون تحسب للمستقبل، أصبحوا الآن في حكم المدين لا الدائن بفعل الفاقة الحقيقية وانعدام مصادر الدخل المطمئنة، بعدما أنفقوا معظم ما كانوا يملكون وبإفراط على هوى أنفسهم الأمارة في رحلات سياحية باذخة وتفاهات لا تبرر(قيل مثلا أن لاعبا مثل معوش يصرف ملايين في يوم وليلة...)، حتى عادوا إلى نقطة الصفر، وآخرون كانوا يجاملون كل من حولهم ماديا حتى فقدوا كل شيء.. دون تحسب لهذه اللحظة، ليواجهوا قسوة الحياة بمفردهم بعد أن لم يعد للمتمصلحين فوائد يجنوها من ورائهم، أو بعبارة أخرى بعد أن (جفت البير وبانت ضفادعها)، وليس هذا فحسب.. بل منهم من كالت له الأيام ما لم يكن يتوقع من الفقر وتبعاته المؤسفة .. أجارني الله وإياكم منه، حتى أصبح تحت الحديدة وليس على الحديدة كما يقال في الأمثال (و تنظم لهم جوبيليات ومباراة إعتزال لتجمع لهم فرنكات )، ورابع وخامس وسادس يتقاسمون الهم بنفس واحد.. لكنهم لا يستطيعون الإفصاح عن شيء لأنهم هم من فرطوا في حق أنفسهم وليس المجتمع، لا أسوق الشق السيئ من نتائج تلك الدراسة للشماتة بمن ساءت أحوالهم معاذ الله، ولكنني أريد فقط أن أذكر بها كل لاعب محترف لم يدخل مخاطر المستقبل بعد نحو أهمية التنبيه للمرحلة التي ستلي مرحلة انتهاء زمن نجوميته، لكي لا يقع في نفس الخندق ثم لا يغاث، إضافة إلى أهمية ضرورة التسريع في إدراج اللاعبين المحترفين إلى قوائم المستفيدين من مؤسسة التأمينات الاجتماعية عبر آلية تضمن لهم شيئاً من العائد المادي الذي يفي بمتطلبات الحياة الآمنة، سواء من خلال الاستقطاع من مرتباتهم أو عقودهم الإجمالية للاستفادة منها حينما يقال لهم «باي باي»، أو يصاب أحدهم بإصابة لا تمكنه من ممارسة الكرة على الإطلاق، خصوصا في ظل ضيق الأفق التفكيري للكثير منهم في كيفية التعامل مع المستقبل، ورعونة تصرفات البعض الآخر في مدخراته الحالية لما هو آت، في ظل ديمومة معادلة أن الإنسان في علاقته مع الأيام يوم له ويوم عليه في الدنيا..
لفعة الهضاب