موظفات يفقدن أنوثتهن بسبب إهمال المظهر واللهث وراء المال
04-02-2015, 09:14 PM

يقال "إن سن المرأة في مظهرها".. حكمة قديمة أصبحت تطبقها الكثير من الجزائريات على غرار نساء العالم في وقت باتت الشكليات معيار للرأي المسبق في الشخص، وتقدير واحترام له دون معرفة مبادئه وأخلاقه، وأمام اتساع رقعة الإيمان بالشكليات والمظاهر راحت أكبر الشركات العالمية تروّج لآخر صيحات الموضة، وتستقطب المولعات بها لدرجة الإفراط في تزيين مظهرهن حتى تحوّلن لدمى"الڤارڤوز" فأثرن سخرية الآخرين ومنهن من حافظن على مظهر أنيق ومحترم بإمساك العصا من الوسط.. غير أن الوظيفة والعمل شغلت الكثير من الجزائريات فأهملن الاعتناء بمظهرهن وصحتهن معا.

أكدت شائعة جعافري، رئيسة المرصد الوطني للمرأة، أن الكثير من الموظفات أصبحن لا يعتنين بمظهرهن الخارجي، بحجة ضيق الوقت، ويوجد بالمقابل جزائريات تفرطن في المفاتن، وتجعل من نفسها تقول شائعة "كرنافال" من خلال ألوان صارخة وغير متناسقة، وأوضحت أن الأناقة ليس معناها تبرج المرأة وعدم احترام الغير لمظهرها، ولكن يجب أن تراعي في ذلك أنوثتها، وتواظب على ذلك مهما كانت وظيفتها.

قالت جعافري، إن بعض الموظفات أصبحن يثرن السخرية، من خلال سراويل ضيقة يقترب لونها من لون الجلد، مشيرة أن أناقة المرأة تبدأ من نظافة الحذاء والتناسق في الألوان، مشيرة أن ارتداء الحجاب لموظفات الجمارك والشرطة والدرك والحماية المدنية يجب أن يكون مشروطا بتناسق ألوان الخمار بالبذلة الرسمية"المتحجبة لا ترتدي خمارا بلون معاكس للبذلة في الوظائف المحترمة" تقول، ثم تضيف بأن بعض المؤسسات الخاصة والعمومية تستغل المرأة لدرجة أنها حوّلت منهن نساء مترجلات يرتدين سراويل ضيقة على طول السنة.

اللباس المحترم واللائق لا يقترن بالتخلي عن لبس السروال، ولكن شريطة أن يكون عريضا ولا يُظهر مفاتن الجسم.

من جهتها، أرجعت الباحثة في علم الاجتماع ثريا التيجاني، أستاذة بجامعة بوزريعة، عدم اهتمام المرأة الموظفة بمظهرها، للعادات والتقاليد التي تجعلها محرجة من إبداء هذا الاهتمام أمام زملائها من الرجال، حيث قالت إن العقلية التي يفكر بها الرجل الجزائري واتهامه المسبق للمرأة، انعكست في سلوك الموظفات من خلال التخلي عن فكرة تزيين نفسها والاعتناء بأناقتها في المؤسسة التي تعمل فيها، خاصة العاملات في مؤسسات وشركات لا تشترط عامل الأناقة، مما جعلها تترك التزيّن والألبسة الراقية للحفلات والأعراس فقط، أكدت ثريا التيجاني، أن أغلب النساء العاملات اللواتي يفرطن في الاهتمام بمظهرهن، اتهمن بالتحرش وهذا حسب دراسة قامت بها سابقا.

وترى باحثة علم الاجتماع، أن أغلب الجزائريات اليوم يدخلن عالم الشغل وللحفاظ على أنوثتهن يجب تضيف الباحثة، انتهاج المؤسسات والشركات سياسة فرض الأناقة على الموظفات من خلال بذلات متقاربة ومتناسقة الألوان مع الأحذية والحقائب، وفتح نواد نسوية تتحدث عن مستجدات الموضة وطريقة اللبس العصري والمحتشم من خلال التشجيع المعنوي.


http://jawahir.echoroukonline.com/articles/1849.html