الموت البطيء - الجزء 3 -
28-06-2008, 08:14 PM
بعد هذا النقاش، أحس "لحسن" بطمأنينة غريبة زائفة، تمنى أن تحمله لهنيهة فوق بساط الريح القادم من ذكريات حياته السعيدة، علّه يستأنس ولو لفترة وجيزة بصور الأحباب تمر من تحته، غير مبالٍ بقوانين الجاذبية الأرضية، ربما سيستريح مؤقتا من الوخز المؤلم المتكرر للواقع المفروض عليه،...نعم ربما...لكن الأستاذ أدرك أن طبيعته الأكاديمية العلمية لا تسمح له بالاسترسال المطول في تشخيص غيبيات الأمور، ...لذا يتحتم عليه الآن إتباع القاعدة الثانية في الإستراتيجية التفاوضية...ألا وهي: ...مناقشة المطالب... حينها..اعتدل الدكتور في جلسته وخاطب المفاوض من جانيه الأيسر قائلا: -
من فضلك ...أيمكنني معرفة مطالب الجهة التي تمثلها؟
- أجاب المفاوض بعد تردد قصير:...لحد الساعة لا توجد مطالب محددة، الشيء الوحيد المهم الآن هو سلامتك أنت وهذا الدماغ الذي تحمله.
- كيف لا توجد مطالب محددة...من حقي معرفة مبتغاكم كي أفاوض عليه...!!
- اسمع يا دكتور ..لديّ معلومات قليلة مصرّح لي بأن أقدمها لك..
- ما هي ؟
- أنّك يا دكتور كنت في خطر حقيقي .. وكان واجبنا حمايتك ..أنت وعائلتك..
- أي خطر... وممن؟
- من الموساد الإسرائيلي؟
- الموساد..!!... وما دخلهم في هذا الأمر...؟ ومن أنتم بالله عليك يا هذا ؟
- نحن من الاستخبارات الجزائرية، كنا نراقبك يا أستاذ منذ زمن اكتشافك لنظريتك الجديدة حول النواة، خاصة وأن صداها قد امتدّ لكافة بلدان العالم، وأنت تعلم أننا في عصر العولمة...لذا فإن أطرافا كثيرة اجتذبها سائل نبوغك يا دكتور..وآثرت الاستحواذ على خلايا دماغك لتستفيد بها ...
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....ومن يثبت لي أنّك حقيقة تدّعي كما تقول..فلربما أنت واحد من أولئك الأنذال..
- اسمع يا دكتور...لقد رُتِّبَ ليوم اختطافك من الجزائر منذ زمن طويل، فقد أخبرتنا عيوننا في إسرائيل بخطة استهدافك وعائلتك الكريمة، وقُدّم لنا المخطط وكان ممضيا من طرف الوزير الأول الاسرائيلي...!
- اسمع أيّها المفاوض...إن هذه الحيلة لم ولن تنطل عليّ...فافعلوا ما شئتم، إنّ لي ربّا سيحمين...انتهى وقت كلامي ...من فضلك أريد البقاء لوحدي....
- حسن يا دكتور...لا تبتئس...فقط حاول الاسترخاء...أتركك الآن لوحدك ..ولكن تذكر أننا نريد فقط حمايتك...مع السلامة...
أمسك المفاوض بالسيجارة الثانية، وقبل إشعالها جاهد قليلا كي ينهض من الأريكة، ثم استدار ونظر إلى الدكتور نظرة فيها كثير من العطف الغريب، ثم توجه نحو باب الغرفة الأرجوانية، ولماّ هم بفتحه... سارعت النسمات الخجولة - التي كانت تراقب حوار الرجلين- إلى مرافقة المفاوض لملئ حيّز آخر، معلنة انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات، شعر حينها "لحسن" بإحساس غريب يسري في كامل أرجاء الغرفة، أراد بعدها استيضاح الأمر من عدة أوجه، فلم يفلح ...فقد تشوش تفكيره بين مكونات هذا الخيال الواقعي، لم يستطع الدكتور أن يوفق بإخراج مونتاج منطقي لمقاطع صور الأحداث التي عايشها طيلة اليومين الماضيين،....يتبع
من مواضيعي
0 المطرات الحزينة
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات








