عوام.. ماشي دوام!
27-05-2015, 07:34 AM
الكانب
جمال لعلامي
حملة "الأيادي البيضاء" التي تلاحق مديرين عامين ومسؤولين في مختلف القطاعات الحيوية والحساسة، كسوناطراك و"الجوية الجزائرية" والبنوك و"نافطال" وهيئات أخرى، لا تقلّ أهمية و"نفوذا"، هذه الحملة نقلت الرعب إلى دواخل هؤلاء الذين يعلمون جيّدا أن المسؤولية "عوام ماشي دوام"!
يُروى والعهدة على الراوي، أن وزراء ممّن تمّ تنحيتهم مؤخرا فجأة ودون سابق إنذار، يعيشون هذه الأيام أسوأ أيامهم، ومنهم من اعتكف بمنزله، منتظرا مراسلة تطالبه بمغادرة "السكن الوظيفي"، ومنهم من استنجد بأصدقاء قدماء وأوفياء للتخفيف عنه ومواساته في مصيبته الجلل!
كذلك، المديرون الذين أسقطهم غربال "التغيير والتطهير"، يعيشون حسب أصداء وكواليس مهرّبة ومسرّبة من محيطهم، "ليال حالكات" بعدما جاءهم نبأ إقالة لم يكونوا ربما ينتظرونها بهذه السرعة والمباغتة والطريقة التي يعتقد بعضهم أنها تكريس لمبدأ "جزاء سنمار"!
مشكلة الكثير من المسؤولين، أنهم عملوا بالمثل الشهير "هنا يموت قاسي"، فاعتقدوا أنهم لن يُغادروا إلى الأبد، ولذلك لم يمنحوا لأنفسهم حتى فرصة لملمة أغراضهم الشخصية وحزم حقائبهم وملئها من المكتب بأجمل الذكريات والمذكرات وأسوئها!
لكن، ليس خافيا أن بعض هؤلاء "ما يستهلش التمرميد"، فقد عمل بانتماء وولاء ووفاء، فكان يستحقّ أن لا يعلم مثلا بخبر تنحيته عبر الصحافة ونشرات الأخبار العاجلة، لكن هذا التشخيص المرّ والمؤسف، لا يُعطي الحقّ لأولئك في التسمّر إلى ما لا نهاية!
فعلا: لو دامت لغيرك لما وصلت إليك، وهذه هي سنة الحياة أيضا، غير أن التعاطي مع أحداث كهذه وقرارات من طرف بعض المديرين والوزراء، تصبح غير مبرّرة خاصة عندما تتلوّن بردود فعل ترفض في شكلها ومضمونها مبدأ التداول على المناصب والحقائب!
لا مشكلة في العزل وإنهاء المهام إن كان "منصفا"، ولا ضرر في الإحالة على التقاعد، إن كان في وقته، ولا ضرار في التحويل إذا كان مفيدا ونافعا، وتصبح القرارات أكثر جدوى، عندما يسقط الفاشلون والمتورّطون في سوء التسيير، ويُجازى الناجحون والمجتهدون على الأقلّ بكلمة طيّبة، وذلك أضعف الإيمان، لعدم قتل الرغبة في العمل والندم على كلّ شيء!
من المفيد للجميع، عدم وضع الجميع في "شاشية واحدة"، حتى لا يذهب "المحرم مع المجرم"، وحتى لا تزر وازرة وزر أخرى، ويبقى العقاب والجزاء طريقا للموازنة والإنصاف وتوزيع المسؤولية!







