محمد لخضر حمينة لـ"الشروق": أعرف سارق مكتب بومدين.. وهذه أسراري مع الأسد وبورقيبة والحسن الثاني
06-06-2015, 12:49 AM


  • "السعفة الذهبية" من مكتب بومدين و"طريق مكة" جديدي"
  • أنا مسلم وأعتز بحملي اسم "محمد" وأرفض الأوصياء
  • بورقيبة والحسن الثاني كرماني فيما هاجمني وزراء الجزائر
  • لهذه الأسباب رفضت المشاركة في تظاهرة قسنطينة
  • رفضت إخراج فيلم للأسد دون كشف الخيانة العربية
  • أعرف
  • طالب الإبراهمي حاول منعي من المشاركة في
حاوره بوهران: حسان مرابط


يكشف كاردينال السينما الجزائرية، محمد لخضر حمينة، في هذا الحوار المثير لـ"الشروق"، عن مشروعه الجديد "طريق مكة" وما يخبئه في جعبته من نقد لبعض الحكومات والمملكات العربية التي استغلت الثروات وأفقرت شعوبها، كما يكشف فيه حقيقة الإسلام بناء على قصة كتبها يهودي اعتنق الإسلام منذ أزيد من ستين سنة، إضافة إلى ما رافق تتويجه بالسعفة الذهبية وعلاقته ببعض الرؤساء.
بعد "غروب الظلال" ما هي مشاريعك السينمائية؟
لدي مشروع يتعلق بفيلم "طريق مكة"، مقتبس من كتاب للكاتب اليهودي ليوبول دفاس الذي اعتنق الإسلام وكتب هذا العمل الأدبي بعنوان "الطريق إلى مكة"، ويحكي كيف أصبح مسلما لأنّ ليوبول دفاس يهودي نمساوي، في سنوات الأربعينات، ونشر الكتاب سنة 1954، كما توفي عن عمر 108 سنوات.

ما ذا يمثل لك هذا الكتاب؟
هذا العمل بالنسبة لي يعتبر مرجعا لكل التلاميذ والطلبة المسلمين في العالم الإسلامي، بحيث صار ليوبول ديفاس بمثابة الابن لآل سعود، ولا يتعلق الأمر بنقد الملك السعودي لكن أصبح كابنه، والوحيد الذي كان قد قدم له الحماية في ما بعد ورآه بأنه صوت الإسلام .. فكان اليهودي الذي اعتنق الإسلام لا يطلق على الملك فيصل كلمة الملك بل يلقبه بالإمام، هذا الأخير فهم بأنّ الاسلام هو طريقة ونمط حياة وكمثال أنا رفضت المشاركة في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من هذا المنطلق.

لماذا رفضت المشاركة في تظاهرة قسنطينة؟ وضح أكثر؟
أولا لا توجد ثقافة عربية وتكاد تنعدم أيضا في السعودية وقطر وغيرها، بالمقابل شاركت في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" لأن الإسلام ثقافة قبل أن يكون دينا، إنّه ثقافتنا ويقوم على الإيمان ولا يفرض عليك أشياء وفي الإسلام لك حق الاعتقاد أولا.

ما محلّ فلسطين من هذا الصراع؟
فلسطين كانت أرضا للفلسطيني، كما كان شعب موريست يعيش في هذه الأرض مع الآخرين ويمكنكم القول بأنّ العرب مكثوا 700 سنة في إسبانيا، وبعد أن تمكن العرب والمسلمون من الانتشار أسسوا مدنا بتميمون وبشار وبالتالي تأسست إفريقيا الشمالية الإسلامية وغيرها من الأمور.

متى ستصورون "طريق مكة"؟
طبعا قرأت السيناريو، وأعتقد بأن بداية التصوير تكون بعد سنة، لأنّ هناك عناصر كثيرة ينبغي توفرها، لأنه فيلم يتطلب أموالا كثيرة، لأنني سأتنقل إلى بلدان عربية كالسعودية وقطر والكويت ومختلف البلدان الأخرى.

جاهر بوجدرة بإلحاده، هل لخضر حمينة مسلم؟
أنا مسلم بالفطرة، وولدت على هذا الدين، كما أنني أحمل اسم محمد، وأعتز وأتشرف بكوني مسلما، لأنّ الإسلام من جهة أخرى هو الوحدة والتكافل، لكن اليوم يريدون تحويل الإسلام إلى ملكية خاصة كما الأرض خاصتهم، والله هو من أعطاهم ذلك، انطلاقا من خيرات البترول والغاز الموجودة في باطن الأرض بينما يموت آخرون من الجوع.
الإسلام هو عدالة اجتماعية دقيقة ومراقبة لروح العمل والجماعة حتى في إطار الحفاظ على المرأة ويشرح كيف يمكن للمسلمين أن يتزوجوا من مسيحيات وهذا ليس في القرآن فقط بل يتحدث حديث نبوي شريف مما جاء في معناه بأنّه يصعب على المرأة المسلمة أن تتزوج يهوديا أو مسيحيا، لأنّ اليهود والمسيحيين لهم خصائص.

بما تفسر هذا الجدال؟
ميلاد الإسلام عاشه اليهود والمسيح معا مثل شيء تريد تحطيمه، واليوم ما يزال الأمر والحدث والصراعات بنفس الشكل، فمثلا الاخوة كواشي اين ولدوا ليس في الجزائر بل في فرنسا، والداهما ولدا هنا، لذا يعتبران فرنسيين وليسا جزائريين ولم يأتيا إلى الجزائر ولا يتحدثان العربية أبدا، لكن القنوات التلفزيونية العالمية والعربية تنقل تصريحات وأخبارا بأن الشابين من اصول جزائرية وهذا للتشويه وضرب الاسلام والعرب.

هل وقع اختيارك على ممثلين معينين لأداء أدوار الفيلم؟
ليس بعد، فالعمل لم ينطلق، كما أنّ التصوير ربما لا يكون في السعودية لأنّ صحراء الجزائر عندي أجمل.

هل الفيلم هو انتقاد للملكة العربية السعودية وقطر؟
"طريق مكة" سيحرج الكثير من الدول العربية.

من هو المنتج لهذا الفيلم؟ أليست وزارة الثقافة؟
أنا من ينتج الفيلم كما كنت منتجا لمعظم أعمالي المنجزة في السنوات الماضية.

أنت الرئيس الشرفي لدورة مهرجان الفيلم العربي الثامنة بوهران، لماذا تم برمجة فيلمك "غروب الظلال "خارج المنافسة؟
صحيح، لكن كنت قبل سنوات في منافسة مهرجان "كان" وقدمت فيلمي هناك ولم يكن جاهزا، وتحدث معي الرئيس الراحل هواري بومدين بخصوص السعفة الذهبية التي تركتها له في مكتبه ليشاهدها الرؤساء العرب لدى زيارتهم له، لكن السعفة اختفت وأعلم من "سرقها" لكن لا يمكنني اتهامه لأنني لا أملك دليلا قاطعا على ذلك.

هل قدمت طلبا للحكومة بهدف استرجاعها؟
لم أقدم أبدا طلبا بهذا الشأن، فأنا أعرف سارقها لكن دون دليل لدي يدينه.

بعد حصولك على السعفة الذهبية لم تكن بعض الأطراف داخل الحكومة الجزائرية راضية عن ذلك؟
أجل، وأتذكر أنّه وجهت لي دعوتان لتكريمي وتهنئتي من قبل الملك المغربي الحسن الثاني والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، لكن فضلت الذهاب أولا للرئيس بورقيبة احتراما لكبر سنّه، وأجلت زيارتي للمك الحسن الثاني ولدى استقبالي من قبل بورقيبة احتضنني وقال لي "أنتم الجزائريون تتقاتلون فيما بينكم، فلا يعقل أن من تحصل على السعفة الذهبية يقابل بمعاملة كهذه".

ولدى علمك بـما حدث لك من صعوبات ومحاولة منع طالب الإبراهيمي فيلمك من المشاركة في "كان"، هل أخبرت بومدين بذلك؟
لم أشأ أن أخبره وأوتره، لكن لما علم وأهديته السعفة الذهبية قال لي :"أنت فحل وعلابلي بلي تسلك راسك".

هل تتذكر مواقف حدثت لك مع الرئيس الراحل هواري بومدين؟
ذات يوم كنت بفرنسا من أجل عملية تركيب أحد أفلامي، والذي تدوم قصته أربع ساعات ونصف، فاتصل بي بومدين وقال لي أريد فورا أن تنهي العمل في أقرب وقت وتعود إلى الجزائر لتقديمه أمام الوفود العربية المشاركة، فقلت له يمكنني ذلك لكن الأمر صعب قليلا، فرد سنوفر لك كل الظروف والإمكانات والطائرة لا تقلق، وبالفعل كان بومدين عند وعده، فكان الموعد بقاعة حرشة حسان المزينة عن آخرها، وقدمت الفيلم أمام أنظار الرئيس السوري حافظ الاسد وأنور السادات الرئيس المصري ورؤساء عرب آخرين، ونظرا لطول الفيلم قمنا بفترة استراحة حينها سأل حافظ الأسد عني واخبر بومدين أنه يريد أن يراني فذهبت فشكرني ومدحني وقال لي هل هذا هو الفيلم قلت له هذا نصف الفيلم فقط فتعجب وشكرني وطلب مني أن أصور له فيلما عن احدى المعارك، فأخبرته بجاهزيتي.

هل صورت هذا الفيلم؟
لا لم أصوره لأنني قلت له لا أصور افلام عن الهزائم وإذا وصورت الهزيمة فسأكشف المتسببين فيها من الخونة وكانوا بعض الرؤساء العرب، لأنّي سألته حينما طلب مني انجاز الفيلم هل انهزمتم ام انتصرتم في المعركة فقال انهزمنا.