حكّ تربح.. الباك! / بقلم: جمال لعلامي
07-06-2015, 08:46 AM
ككلّ سنة، اليوم البكالوريا تحبس أنفاس أكثر من 800 ألف مترشح، ومعهم يعيش الآلاف من عائلاتهم والملايين من الجزائريين على الأعصاب، إلى غاية الخميس المقبل، تاريخ انتهاء الامتحانات الرسمية لأغلى وأهم شهادة على الإطلاق، ظلت منذ زمن صانعة أفراح ومنتجة أعراس.
بعد الخميس القادم، سيلزم الـ 800 ألف مترشح بيوتهم، ينتظرون "فأل الخير"، ويتسمّرون ينتظرون نتائج "باك بن غبريط"، بعدما قررت هذا العام وقف تحديد وإعلان العتبة، بعد سنوات من تعويد التلاميذ عليها، في عهد أبوبكر بن بوزيد، وبعده لفترة قصيرة مع عبد اللطيف بابا أحمد!
"بن" و"بابا" كانا فأل خير على المترشحين للبكالوريا، لكن "البن" فاجأت "أبناءها التلاميذ" بإلغاء العتبة التي ناضلوا من أجلها واحتجوا في سبيلها وبها نجحوا في البكالوريا.. أو على الأقل هكذا اعتقدوا!
"بن" و"بابا" كانت مفيدة عندما كانت من الجمع المذكر السالم، لكن عندما سيطرت تاء التأنيث على "البن" الثانية، سقطت العتبة في الماء، وألغيت، ولذلك يُمسك 800 ألف مترشح بطونهم في انتظار ظهور هلال النتائج، حيث ستتضح حصيلة الإلغاء وجدواه!
مصيبة كل القطاعات، وليس وزارة التربية فقط، أن أغلب المسؤولين يتعاملون عند تعيينهم مع ملفاتهم ومهامهم وصلاحياتهم، وفق منظور "تعلـّم الحفافة في روس اليتامى"، ولذلك أقرّ مثلا بن بوزيد العتبة، و"نجح" فيها، وأنجح التلاميذ معه، كما أبقى عليها بابا أحمد، رغم إعلانه عن التخلي عنها، لكنه رحل من الوزارة بعد الحفاظ على نفس النتائج تقريبا!
بن غبريط "دارت رايها" هي الأخرى فألغت "عتبة بن بوزيد"، وقد تنجح في قرارها، فإذا تحسنت النتائج، قالت إن إلغاء العتبة لم يؤثر، وبالتالي فإن قرارها كان صائبا وثوريا، وليس هداما ومخرّبا، وإذا تأثرت النتائج وانهارت، مسحت الموسى في من قبلها، واتهمتهم بتدمير المستوى بإقرار تلك العتبة الملعونة خلال السنوات البائسة الماضية!
من المفروض، وهذا المعمول به في أغلب الدول المتقدمة، أن قرار العمل بالعتبة أو إلغاءه، لا يكون هكذا بجرّة قلم من الوزير، وإنّما يأتي تتويجا لسلسلة اجتماعات ولقاءات وحوارات ونقاشات، بين أهل القطاع، وبإشراك الأولياء أو حتى النوابغ من التلاميذ!
اليوم، ستبدأ الرؤية في الاتضاح، وبينما ينتظر التلاميذ وأولياؤهم النتائج، فإن بن غبريط ستنتظرها أيضا.. فإذا ربح التلاميذ ربحت معهم، وإذا خسروا ستخسر معالي الوزيرة الكثير!







