جمعة دامية في* تونس والكويت والصومال وفرنسا *"داعش*" تنتهك رمضان بمذابح مروّعة
26-06-2015, 10:24 PM
نفذ الجمعة تنظيما "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" و"القاعدة" عمليات دامية في أربع دول وهي الكويت وتونس والصومال وفرنسا، مخلفين عشرات القتلى والجرحى، وصدمة كبيرة في الدول الأربع وفي العالم.
في الكويت، نفذ انتحاري ينتمي إلى "داعش" عملية انتحارية في مسجد شيعي قتل فيها نحو 24 مصليا خلال صلاة الجمعة، وأشاد التنظيم بالعملية وبررها بأن المسجد هو "معبد للرافضة المشركين؟" على حدّ وصفه، كما قامت "حركة الشباب" الإسلامية الصومالية التابعة لـ"القاعدة" بعملية دموية ضد الجنود البورنديين خلفت حسب آخر المعلومات، نحو 50 قتيلاً على الأقل في صفوف الجنود البورنديين.
وفي تونس، نفذ شاب جامعي لا يتعدى الـ24 من عمره، عملية دموية قتل فيها 27 شخصا، منهم 20 سائحاً أجنبياً، ولم تتبنّ اي جهة هذه العملية، لكن يُعتقد ان "داعش" هي التي تقف وراءها بالنظر إلى استهدافها السياحة، على غرار ما حدث في مارس الماضي بمتحف الباردو.
وفي فرنسا، قتل شخص وعلق رأسه، واتهم شاب سلفي يدعى ياسين صالحي بالعملية التي تأتي بعد ستة أشهر من عمليتي "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي اللتين تبنتهما "القاعدة" أنذاك، وأودت بحياة 17 فرنسياً.
هي عملياتٌ دموية ضربت أربع دول في يوم واحد دون نسيان ما يحدث في العراق وسوريا من عمليات "روتينية" يومية تنفذها "داعش".
منهم 20 سائحا أجنبيا
37 قتيلاً في هجومٍ دام على فندق بسوسة التونسية
الإرهابي طالب جامعي تسلل إلى الشاطئ بثياب البحر
قالت وزارة الصحة التونسية إن37 شخصا قتلوا في هجوم إرهابي، استهدف فندقاً في مدينة سوسة الساحلية.
وأكد شهود عيان أن منفذ العملية تسلل إلى الشاطئ بثياب البحر وقد أخفى سلاحه الكلاشنيكوف تحت مظلة يحملها، وأطلق النار بصورة عشوائية على السياح، ويوجد بين القتلى نحو 20 سائحاً أجنبياً على الأقل.
ذكر شاهد عيان من شاطئ نزل "امبريال مرحبا" بالقنطاوي سوسة لموقع "الشروق" التونسية، أن الإرهابي كان يحمل شمسية (باراسول) وقام بفتحها على الشاطئ وسحب من داخلها سلاحا ناريا، ثم بدأ في إطلاق النار على السياح في الشاطئ وأردى قرابة 14 شخصا، ثم انتقل إلى جهة المسبح المفتوح وفتح النار ثانية، حيث قتل أربعة أشخاص، وانتقل إلى داخل النزل وفتح النار عشوائيا، ثم فر هاربا نحو أحد الفنادق المجاورة، حيث التحقت به إحدى فرق الحرس وقضت عليه.
إلى ذلك، أكد كاتب الدولة للأمن رفيق الشلي أن منفذ العملية الإرهابية بنزل القنطاوي من ولاية سوسة هو شخص واحد، وهو شاب تونسي من ولاية القيروان، لا يتعدى 24 سنة، طالب بإحدى الجامعات.
يذكر أنه في مارس الماضي قتل مسلحان 21 سائحا أجنبيا في متحف باردو بالعاصمة تونس، في هجوم دام تبناه تنظيم "داعش" ووجّه ضربة موجعة للسياحة التونسية التي تشكل مصدر دخل هام للبلد.
كاتب الدولة لدى وزير الداخلية التونسي رفيق الشلي لـ"الشروق":
"بوجود السلاح والإرهاب لسنا في مأمن"
قال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي، إن الاعتداء الإرهابي الدموي الذي حصل أمس في تونس، هو نتيجة للحرب التي تقودها الدولة التونسية على الإرهاب، خاصّة في ظل وجود السلاح والعناصر الإرهابية.
وأفاد المسؤول الحكومي التونسي في حديث لـ"الشروق"، إن تونس ليست في مأمن من عمليات مماثلة، وذكر "لم نقل أبداً إننا في مأمن، لكننا لم نبق مكتوفي الأيدي، فقد شرعنا في عمليات استباقية، فككنا من خلالها العشرات من الخلايا الإرهابية، كما أننا أحبطنا العديد من العلميات الإرهابية الخطيرة قبل تنفيذها".
وعن حيثيات الاعتداء الإرهابي، أوضح الشلي "أحد منفذي الاعتداء كان بلباس البحر، ويخفي رشاش كلاشينوف، وعندما وصل قبالة الفندق شرع في إطلاق النار على الموجودين.. وتمّ التصرف مع الحادث من قِبل أعوان والمصالح المختصة في عين المكان، قبل صول وحدات محاربة الإرهاب التي قضت على أحد المعتدين".
ورفض المتحدث الحديث عن تراخٍ أمني وقال "هذه أمور ممكنة الوقوع، لأننا في بلاد يتواجد به السلاح والإرهاب"، وتابع "هنالك مخطط أمني خاص تزامنا مع رمضان دخل حيّز الخدمة بما في ذلك بالمناطق السياحية، وأؤكد لكم أنه تم إفشال عدد كبير من العمليات الإرهابية".
عضو لجنة الدفاع بالبرلمان التونسي عماد الدايمي لـ"الشروق":
"الجهة الداعمة للإرهاب في تونس مرتبطة بالإرهاب الدولي"
ربط عضو لجنة الدفاع بالبرلمان التونسي عماد الدايمي، الاعتداء الإرهابي في تونس، مع الاعتداءات التي شهدتها فرنسا والكويت والصومال أمس، للتأكيد على "عالمية الإرهاب" وأن "الجهة التي تقف وراء دعم الإرهاب في تونس مرتبطة بدوائر الإرهاب الدولي".
وسجل الدايمي في حديث لـ"الشروق"، أن عملية سوسة هي "ضربة خطيرة وكبيرة للسياحة والاقتصاد التونسي ولمعنويات الشعب التونسي بعد الاعتداء الذي استهدف متحف باردو شهر مارس الماضي"، وتوقع تأثر النشاط السياحي بعد ما جرى، لكنه توجّه برسالة إلى السياح الأجانب مفادها "ما نقوله للسياح وتحديدا للدولة التي لها ضحايا، إن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وليست هنالك دولة في منآى عن الاعتداءات الإرهابية.. ما حدث هو ظرف استثنائي تمر به تونس".
وعن الآليات الواجب اتخاذها لمواجهة اعتداءات محتلمة، قال البرلماني التونسي "يجب أن يكون الرد قويا عبر تفعيل إستراتيجية وطنية ضد الإرهاب، وأن لا تكون محاربة الإرهاب مناسباتية"، ونزّه المصالح الأمنية في بلاده من "تهمة" التراخي، وسجل "نعتبر أن القوات المسلحة تقوم بواجبها، لكن الإشكال هو عدم وجود إستراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب".
العقيد السابق في الجيش بن اعمر بن جانة لـ"الشروق":
"هنالك نفاق أمريكي في محاربة الإرهاب والأولى التنسيق مع دول الجوار"
قال العقيد السابق في الجيش الوطني الشعبي، بن اعمر بن جانة، إن ظاهرة الإرهاب أصبحت خطيرة، نتيجة لتمدد التنظيمات الإرهابية بـ"طريقة سرطانية" خاصة اتساع رقعة أتباع تنظيم "داعش"، على اعتبار وجود مؤامرة تضم 87 دولة ضد العراق وسوريا.
يرى الملحق العسكري السابق في السفارة الجزائرية بسوريا، أن الحل الأمثل لمواجهة التنظيمات الإرهابية القادمة من خارج الحدود، هو إقامة تنسيق أمني كبير وفعّال وصادق مع دول الجوار، في ظل "النفاق والخبث" اللذين تتعامل بهما أوروبا وأمريكا مع مسألة محاربة الإرهاب، ويشرح قائلا "أوروبا وأمريكا تستغلان المجوعات الإرهابية لضرب الإسلام والدول العربية، ولهذا وجب إقامة جسور تعاون في المجال الأمني والاستخباراتي مع الدول العربية شريطة أن تكون مبنية على الصدق".
ويرفض بن جانة، ما يُشاع عن تكفل الإدارة الأمريكية بمحاربة الإرهاب، خاصة وأنها تقود تحالفا دوليا ضد تنظيم "داعش"، إذ يقول "لا يمكن التصديق أو القبول بهذا الرأي، فهي تقول إن تنظيم "داعش" سيتسمر في العراق وسوريا لـ10 سنوات أخرى، بعد عقد من الزمن ستنتهي العراق وسوريا إلى فتات... هي ستبقى تتفرج على الدول العربية حتى تنهك قواها في محاربة الإرهاب لتقوم بتنفيذ مخططاتها الصهيونية".
"داعش" يتبنى العملية الدموية
24قتيلا بتفجير لمسجد شيعي في الكويت
أعلنت مصادر طبية كويتية مقتل 24 شخصا في الانفجار الذي حدث بمسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصوابر وسط مدينة الكويت أثناء أداء صلاة الجمعة، وقد تبنى تنظيم "داعش" التفجير وقال إن منفذه هو "أبو سليمان الموحد".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزارة الداخلية قولها في بيان صحفي إن الأجهزة الأمنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به ومعرفة عدد المصابين والضحايا.
وتفيد الأنباء بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من المصلين وتظهر الصور الواردة من مكان الانفجار وقوع أضرار كبيرة في بناية المسجد بفعل التفجير. وطوقت قوات الشرطة المكان ومنعت الدخول إليه.
وتشير المعلومات تشير إلى أن الانفجار وقع أثناء سجود المصلين خلال صلاة الجمعة. وفور الحادث، انتقل أمير الكويت صباح الأحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى موقع التفجير، للوقوف على مجريات الحادث الدامي.
وقد بثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة أظهرت عشرات الضحايا وقد كست ملابسهم الدماء، كما أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمسجد، في حين تجمّع العشرات أمام المسجد وسط حالة من الهلع.
المشتبه به سلفي يدعى ياسين صالحي
قتيل وجريحان بهجوم إرهابي على مصنع في فرنسا
قتل شخص بقطع الرأس وأصيب آخران في هجوم إرهابي استهدف صباح أمس الجمعة مصنعا للغاز الصناعي قرب ليون شرق فرنسا، في هجوم جديد كان يخشى حدوثه بعد اعتداءات يناير الماضي في باريس.
وأعلن وزير الداخلية بيرنار كازنوف أن الموقوف يدعى ياسين صالحي، ويبلغ 35 من العمر، متحدر من المنطقة نفسها. وأضاف أن الاستخبارات رصدته بين 2006 و2008.
وأكد أن صالحي "على علاقة بالتيار السلفي" لكن سجلّه القضائي فارغ.
وكانت مصادر قريبة من الملف أعلنت توقيف شخص يشتبه بأنه المنفذ أو أحد المنفذين بعيد الهجوم.
وذكرت حصيلة أولى مقتل شخص عثر على جثته مقطوعة الرأس قرب الموقع وإصابة شخصين بجروح طفيفة. وعُلق الرأس المقطوع على سياج قرب المصنع وبدت عليه كتاباتٌ بالعربية.
وأفاد مصدر قريب من التحقيق أن مهاجما دخل مصنع الغاز الصناعي في منطقة سان كانتان فالافيي وهو يرفع علما جهاديا وفجّر عددا من قوارير الغاز. وصرح مصدر آخر قريب من الملف "حسب العناصر الأولى في التحقيق دخلت سيارة فيها شخص أو أكثر المصنع. وعندها وقع انفجار".
وأضاف "عُثر على جثة مقطوعة الرأس قرب المصنع، لكننا لا نعلم حتى الساعة إن كانت نقلت إلى هذا الموقع" مضيفا "كما عُثر في المكان على راية تحمل كتابة بالعربية".
يذكر انه بين 7و9 يناير نفذ ثلاثة جهاديين سلسلة هجمات في باريس وضاحيتها استهدفت مجلة شارلي ايبدو الساخرة وشرطية تابعة للبلدية ومتجرا يهوديا. وأوقعت الاعتداءات 17 قتيلا، ما اثار صدمة شديدة في فرنسا والغرب عموما. على هذه الخلفية أقرت فرنسا هذا الأسبوع إجراءات جديدة مثيرة للجدل توسع صلاحيات التنصت القانونية لأجهزة استخباراتها.
هولاند يدعو الفرنسيين إلى "عدم الخضوع للخوف"
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أنه تم التعرف على هوية منفذ الهجوم على مصنع الغاز أمس الجمعة، مضيفاً أنه ربما يكون هناك شريك له في العملية التي قُتل فيها شخص واحد وأُصيب اثنان بجروح.
وقال في كلمة أمام قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل عودته إلى باريس ظهيرة أمس، إن "هذا الهجوم شُن من سيارة يقودها شخص واحد، وربما كان مصحوباً بشخص آخر".
ودعا هولاند الفرنسيين إلى "عدم الخضوع للخوف"، ووعد مواطنيه "بالقضاء على المجموعات والأفراد المسؤولين عن أعمال مماثلة" ووعد بالعمل على "حمايتهم وكشف الحقيقة".
رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري لـ"الشروق":
"الآن علينا أن نطرح السؤال على فرنسا: من يقتل من؟"
طالب رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري، بضرورة مطالبة القوى العظمى بوقف تمويل الجماعات الإرهابية في عدد من مناطق الصراع، وذكر "يجب علينا الآن أن نسال الفرنسيين: من يتقل من؟".
وأدان زكري، العملية التي حصلت في فرنسا، أمس، وقال للشروق: "الإرهاب مدان، يجب التأكيد على هذا الأمر، لأن ما حصل لا يسهّل حياة المسلمين، لكن علينا كذلك ان نتساءل اليوم: من يقتل من؟ بعد سنوات كان فيها الساسة الفرنسيون يطرحون السؤال علينا".
وسجل المتحدث "يجب توضيح عدة مسائل: من يمول الإرهاب في الخارج؟ وكيف تتحرك الجماعات الإرهابية؟ الآن على القوى العظمى وقف تعاملها مع التنظيمات المسلحة الإرهابية".
وعن تأثر الجالية المسلمة بما حدث في فرنسا، في ظل الحديث عن مشتبه من جنسية جزائرية، قال "لقد استمعت إلى زوجة المشتبه به، التي نفت أي علاقة له بالجماعات الإرهابية أو التطرف، وقالت إن زوجها قضى الليلة في البيت.. الاعتداءات ضد المسلمين زادت بـ500 بالمئة في 3 أشهر الأولى من هذه السنة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية".
زوجة ياسين صالحي المتهم بارتكاب العملية الإرهابية تؤكد:
"زوجي خرج للعمل كالعادة ويستحيل أن يقوم بعمل إرهابي"
أكدت ظهر أمس، زوجة ياسين صالحي المتهم بارتكاب الاعتداء الارهابي على مصنع للغاز بضواحي ليون في اتصال مباشر مع قناة "بي ام تي في" ان زوجها خرج صباح أمس، الجمعة، كالعادة متوجها للعمل كموزع، وانها لا تتصور زوجها يقوم بالفعل الشنيع الذي علمت به من خلال اقرباء شاهدوا التلفزيون قبلي وذهلوا مثلي للحدث". وأضافت "أنا أعرف زوجي الذي أنجبت معه 3 أبناء وليست هناك علاقة لزوجي بالإرهاب من بعيد أو من قريب".
وكما جرت العادة، كان المحلل السياسي الجزائري محمد سيفاوي أول ضيف على القناة المذكورة من منطلق تخصصه في الإسلام السياسي بوجه عام والإرهاب الذي يمارس باسمه بوجه خاص. وقال سيفاوي ردا على تعليق زوجة الشاب ياسين صالحي أن فرضية كذبها واردة كما هو فرضية صدقها، والسبب هو أن عقيدة الجهاديين تنص على عدم كشف ممارساتهم وأهدافهم للناس المقربين منهم حتى إذا تعلق الأمر بالزوجات ويدخل ذلك بحسب سيفاوي في صلب النهج الإسترتيجي الذي يتبعه الجهاديون.
اللافت للإنتباه في تحليل سيفاوي، هو ترديده مقولات كل المفكرين الفرنسيين الذين يؤكدون أن الحديث اليوم عما يسمونه "الإرهاب الإسلامي" كما حدث إثر أحداث "شارلي" يدفع الكثير من المسلمين إلى وصف صاحب المقولة بالإسلاموفوبي الأمر الذي لا يساعد في تقدير سيفاوي على محاربة الإرهاب الذي يروح ضحيته المسلمين في معظم الأحيان على تعبيره.
ويجدر الذكر أن الإعلام الفرنسي انتبه إلى تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الذي لم يذكر مقولة "الإرهاب الإسلامي" معلقا على الاعتداء المنسوب إلى ياسين صالحي، الأمر الذي يترك المحلل الموضوعي إلى الربط بين الخلاف الشخصي المفترض بين المعتدي ياسين ومسؤوله الذي قتل وقطع رأسه وعلق في مدخل المصنع.
هذا العنصر الإخباري لم تتوقف عنده وسائل الإعلام الفرنسية رغم أهميته القصوى في معرفة الأسباب الحقيقية التي ادت الى الإعتداء موازاة مع فرضية "الإرهاب الإسلامي" التي تبقى قائمة في حال ثبوت ارتباط ياسين صالحي بشبكة جهادية ما.
يذكر أن وزير الداخيلة برنار كازنيف قد اكد أن تصنيف ياسين في خانة "الخطيرين على الأمن الوطني" عام 2004 لم يجدد عام 2006 وأن المتهم ليس صاحب سوابق عدلية.
تبنتها "حركة الشباب الإسلامية" المتشددة
عشرات القتلى في هجوم على قاعدة عسكرية إفريقية بالصومال
أعرب مسؤولون عسكريون في الصومال أمس الجمعة، عن مخاوفهم من سقوط عشرات القتلى في هجوم شنّته "حركة الشباب" الإسلامية المتشددة على قاعدة عسكرية للاتحاد الإفريقي جنوب البلاد.
وذكر القائد العسكري الصومالي رفيع المستوى، عبد الكريم عثمان، أن قاعدة تابعة للاتحاد الإفريقي في قرية ليجو تعرضت في البداية لهجوم انتحاري باستخدام سيارة ملغومة أعقبه إطلاق نار كثيف على القوات الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي في المنطقة.
وأضاف: "تقاريرنا الأولية تشير إلى مقتل خمسة جنود صوماليين وعدة مسلحين إسلاميين، ولكني لا أستطيع تحديد عدد الضحايا في صفوف قوات الاتحاد الإفريقي".
ويتمركز أكثر من 20 ألف جندي من الاتحاد الإفريقي في الصومال لمساعدة حكومة مقديشو في معركتها ضد "حركة الشباب" المتشددة. وتعدّ ليجو قاعدة العمليات لقوات الاتحاد الإفريقي في منطقة شبيلي السفلى.
وأعلنت "حركة الشباب" مسؤوليتها عن الهجوم عبر إذاعة "راديو الأندلس" المؤيدة لها.
ضرب في تونس والكويت والصومال وفرنسا
أيّ رسالة يبعث بها "داعش" للعالم؟
اهتزت الجمعة أربع دول على أنهار من الدم والدموع، وقّعها تنظيم "داعش" بحسب المعطيات الأولية حتى الآن، فقد كشفت وزارة الداخلية التونسية عن مقتل 27 شخصا على الأقل، في هجوم استهدف أحد الفنادق في مدينة سوسة الساحلية، في وقت خلّف انفجار عنيف مقتل 24 شخصاً بمسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصوابر وسط مدينة الكويت، أثناء أداء صلاة الجمعة، وقد تبنى التفجير تنظيم "داعش"، وقال إن منفذه هو "أبو سليمان الموحد"، بينما أعلنت "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية قتل عشرات الجنود في هجوم على قاعدة تابعة لقوات الاتحاد الإفريقي في منطقة ليغو، أمّا فرنسا فقد شهدت مقتل شخص، وإصابة اثنين آخرين بجروح في اعتداء نفذه شخص يحمل راية "داعش" في مصنع للغاز قرب مدينة ليون وسط شرق فرنسا.
وإذا كان تنظيم "داعش" قد عرف تمدّدا جغرافيا كبيرا في الأشهر الأخيرة، بانضمام العديد من الجماعات الإرهابية إلى "خلافة" البغدادي المزعومة، حيث صار في مقدوره تنفيذ عدّة عمليات في أكثر من مكان عبر العالم، فإنّ تزامن هذه الأحداث الإرهابية وتوقيتها، يحمل برأي المراقبين، رسائل ذات دلالات سياسية وأمنية وعقديّة، خصوصًا أنها جاءت في مناطق متفرقة واستهدفت أطرافا مختلفة.
وتأتي هذه العمليات في وقت تحتدم فيه المواجهات ضد التنظيم في سوريا والعراق وكذا في ليبيا، القلاع الرئيسية لأنصاره، ويتنامى الخطاب والسعي الدولي لمحاربة التنظيم، ما يعني برأي البعض أنّ مثل هذه الأحداث تندرج ضمن ردّ الفعل وإثبات قدرة "الجماعة" على ضرب "خصومها" من حيث لا يحتسبون، فضلاً عن لفت النظر إلى "مربّع أعدائها" المستهدفين، ممن تسمّيهم "الغرب الصليبي"، ومن والاه من القوات العسكرية النظامية والإقليمية، إلى مصالح الدولة القطرية، مرورًا بطائفة الشيعة التي يكفرها التنظيم الإرهابي.
وربّما يبعث "داعش" من خلال هذه العمليات المتباعدة جغرافيا برسالة إلى التحالف الدولي الذي يحاصره في بلاد الشام والعراق، مفادها أنّه تنظيمٌ أممي يمثل "جند الخلافة"، وقد صار في إمكانه أن يستهدف أعداءه في أيّ بقعة من الأرض.
ومعلوم أن الجماعات الإرهابية تفعّل نشاطاتها الإرهابية في شهر رمضان المعظم، لأنّ اعتقادها الواهم يوازي أعمالها العبثية بالجهاد المقدس، فهي تؤثر الانتحار والهمجية في الشهر المبارك على سائر الشهور، وهي التجربة المريرة التي عاشتها الجزائر منتصف التسعينات من القرن الفائت، وهي تتكرّر اليوم مع "داعش" وأخواتها في مناطق أخرى.







