تسجيل الدخول

ياشيخنا الكريم يبدو أنك لم ترد على تعليقي الأخير والذي يدور حول سبب انسحاب المئات من خيرة إطارات الحركة منذ السبعينات إلى اليوم وسر الإنقسمات المتتالية للجماعة والذي لا يكفي أن نبرره بنظرية المؤامرة التي لا تكفي لوحدها في تفسير التراجع الرهيب في الرصيد النخبوي للحركة حتى وإن سلمنا بأن الكثيرمن هؤلاء الإطارات إنساقوا وراء الطمع في المناصب والمسؤوليات فلا شك أن هناك خلل في منهج الحركة في بناء الرجال وتكوين الأفراد والتعامل مع الكفاءات المعطلة داخل الحركة التي ربما تشعر بالتهميش نتيجة غياب الحوار وحرية إبداء الرأي والمشاركة في تسيير الحركة في ظل غياب مؤسسات حقيقية فاعلة وسيطرة فكرة الزعيم الملهم الذي يحكم بالشرعية التاريخية بعيدا عن الشورى ويبدو لنا أيضا والله أعلم أن الخط السياسي القائم على فكرة المعارضة السلبية والدائمة فضلا عن كونه يتعارض مع المنهج الإسلامي في الدعوة القائم على الحكمة والموعظة الحسنة ووالجدال بالتي هي أحسن فهوسلامي يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت دون أن يطرح نفسه بديلا للحاكم لأن همه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ترصد أخطاء الحاكم لفضحه وإثارة الفتنة والتمكن بعد ذلك من تجنيد الرعاع من الشعب فرأينا والله أعلم أن منهج المعارضة يحتاج إلى مراجعة لاسيما في الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالعالم الإسلامي التي تتطلب من الحركة الإسلامية التفاعل أكثر مع باقي التيارات والمبادرة بطرح البدلائل الإيجابية والمشاركة في صناعة الأحداث بعيدا عن الخطاب الراديكالي الذي علمتنا التجارب أن يثير الحساسيات والفتن بين أفراد ومؤسسات المجتمع ويستثير الأعداء وينفر الكفاءات التي تبقى في ظله شبه معطلة بدل أن يتم تجنيدها في ميادين مختفلة تسمح بخلق روافد جديدة للدعوة