صنع هناك ليرمى هنا ..!؟
28-08-2008, 09:04 PM
السلع الصينية ، والتركية وكل السلع التي تأتينا محملة في بواخر من كل أصقاع العالم تغزو الجزائر وتغرق أسواقها ، فالطفرة البترولية جعلتنا مقصد لتجار الدنيا وشركات العالم ، التي سال لعابها من الخزينة الوطنية المكدسة عن آخرها بمليارات الدولارات ، والمستوردين عندنا على قدم وساق للتسابق لاستيراد كل شيء من الأحذية الصينية المكتوب في أسفلها لفظ الجلالة ، إلى مواد غذائية منتهية الصلاحية ، كل شيء يأتينا من هناك ولا يهم كمه ولا نوعه ، المهم أنه " ماد إين تشاينا " وصنع هناك ليفرغ هنا ، حتى كادت الجزائر أن تكون أكبر مستورد للخردة والمواد الغير صالحة للاستهلاك ، و لأن الجزائر لم تعد تهتم كثيرا بقيمة ما تستورده صار الكل يتكالب من أجل بيع ما لا يحتاجه لنا بأسعار خرافية لأننا مستعدون لأن ندفع ولا يهم إن صار الذي نستورده بعد أيام خردة يلمها شباب وأطفال مفرغة واد السمار " طيميط " ليعاد بيعه أو تصديره " ببلاش" من طرف أشخاص يعرفون جيدا كيف تؤكل الكتف . وبعدما يتم تفريغ النفايات المستوردة ستكتشف مصالح قمع الغش والمراقبة خلال شهر رمضان الكريم ، الذي من المفروض أن يكون شهر بركة ورحمة وتراحم سلعا مستوردة من هناك لا تصلح ربما حتى للاستهلاك الحيواني لكنها موجهة واستوردت من أجل الاستهلاك البشري ، لكن هذه المصالح لا تكتشف الأمر في حينه بل تكتشفه حين يصل إلى التاجر البسيط لأنها لو اكتشفته في حينه لما تكررت مثل هذه المهازل والأمراض التي نشتريها من الخارج بالعملة الصعبة ومن أموال الشعب ، التي تقدمها البنوك بتسهيلات وكرم "حاتمي" للمستوردين من أجل استيراد ما خف وثقل حمله من أشياء لا تصلح من كل أصقاع الأرض ، في الوقت الذي لازالت ملفات الشباب الذي يريد الاستثمار مكدسة في رفوف البنوك التي كونت لها جمهورية خاصة تسيرها كيفما شاءت وكما تريد ، وبعد رمضان سيحل علينا العيد لنستورد بأموالنا وبالعملة الصعبة " بالات الشيفون " ليستغلها المعوزين ، ومن يدري ربما ستدخل "بالة الشيفون" مستقبلا في برامج وزارة التضامن وتكون مثلها مثل قفة رمضان وتوزع لكل أسرة ملابس رثة من "بالة الشيفون" من أجل كسوة العيد وهكذا نستورد مرض آخر ندفع فيه الشيء الفلاني تحت رعاية رسمية
وهكذا ، بعد ثورة صناعية كبيرة في السبعينات بمركبات ضخمة ومناطق صناعية ، كان الكل يعتقد أننا سننافس بها العالم وجدنا أنفسنا بعد حين ونحن في نشوة من سكرة نؤسس هياكلا ضخمة جوفاء وسميناها مصانع وحقيقة الأمر لم تكن تلك الهياكل سوى مشاريع سياسية آنية لصناعة البهرجة والمهرجانات ، والتصفيق على الإنجازات ، في الوقت الذي كان الإنتاج فيها تحت الصفر ، لتهب أعاصير الحقيقة علينا فجأة لنكتشف أننا كنا نبصق في وجوهنا دون أن نشعر ، وبعدما صارت هياكلنا الصناعية مجرد أطلالا بدأت من الصفر ووصلت اليوم إلى تحت الصفر ، لتظهرت فئة من الذين أفلسوا المصانع وساهموا في التخطيط لهذه الهياكل الصناعية ليخططوا من جديد ويقدموا للجميع دروسا اقتصادية يعجز جهابذة الاقتصاد عن استيعابها أو أن تهضمها عقولهم ، ليصبح اقتصاد البازار ، نظاما اقتصاديا قائما بذاته له شروطه ورجاله ، و رجاله ليسوا سوى بعض الذين أفلسوا ما اعتقدوه بالأمس طفرة اقتصادية وقفزة نوعية ،
من مواضيعي
0 دموع المهرج
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما







