نريد حلولا للأزمة الاقتصادية ، أتخمتنا التحاليل
27-08-2015, 11:34 AM
نريد حلولا ، لا تحليلات


رشيد ولد بوسيافة (الشروق أونلاين) أوت 2015


ما إن انهارت أسعار البترول ومعها قيمة الدينار، حتى تحوّل الجميع إلىمحللين اقتصاديين يتفننون في تقديم التّشخيص لما حدث ويحدث، وكيف بددتالسّلطة ما يزيد عن 800 مليار دولار دون أن تستفيد منها في الإقلاعالاقتصادي، بينما يغفل الجميع عن الحلول الممكنة لمواجهة الأزمة المرتقبةوالتي يجمع الجميع على أنها ستكون أخطر من أزمة 1986.
لكن الحقيقة المرّة هي أن أغلب هؤلاء الذين يخرجون علينا بتحليلات سوداوية وتوقعات صادمة كانوا هم صناع الفشل، وهم سبب ما نحنمقبلون عليه من قحط وفاقه، كيف لا وبعضهم كانوا وزراء أو مسؤولين، أو كبارمؤسسات الدولة، ومع ذلك لا يحمّلون أنفسهم أي مسؤولية في هذا الفشل.
قبليومين، أعلن الديوان الوطني للحبوب حصيلة هذا العام والتي تشير إلى أنالجزائر تنتج نصف ما تستهلكه من القمح، وعليه فإنّ المطلوب من الخبراء فيهذا المجال أن يفكروا في السياسات الزراعية التي ستمكن من استدراك النصفالآخر الذي يتم استيراده بأموال البترول، على ألاّ تكون على طريقة برامجالدعم والامتياز الفلاحي وغيرها من تجارب النهب المقنن للمال.
على هؤلاء المحللين والخبراء أن يفكروا في سياسات أنجع لتشغيلالشباب عوض البرامج المطبقة التي كانت تمنح الشّاب الفاشل في مساره الدراسيمليار سنتيم، بينما يتم توظيف خريجي الجامعة مقابل مبلغ 7000 دينار شهريا،تحت تسميات الشبكة الاجتماعية وعقود ما قبل التشغيل وغيرها من البرامجالتافهة التي اعتمدتها السلطة لشراء السلم الاجتماعي.
على هؤلاء الخبراء أن يقترحوا قواعد وآليات توقف اقتصاد البازاروتضع حدا لأولئك الذي كسروا الإنتاج الوطني بشركات استيراد ـ استيرادوحولوا البلاد إلى مفرغة كبيرة للمنتجات الرّديئة التي ترفضها أغلب البلدانفي العالم بما فيها البلدان الأكثر تخلفا.
لا يوجد بلد في العالم أساء له أبناؤه كما نفعل نحن في الجزائر، باشتراكنا كلنا في منظومة الفشل التي حولت بلدا غنيا بالثروات الطبيعية والبشرية إلى بلد فاشل وشعب كسول وعاجز عن العمل لدرجة يتم فيها استيراد اليد العاملة من الصين ومصر وبلدان أخرى للعمل في ورشات البناء وشق الطرقات، فيما حولت سياسات السلطة الخرقاء الجيل الجديد من الشباب إلى جمع من الفاشلين لا هم لهم إلا اللهث وراء أموال الريع التي توزعها السلطة ضمن برامج التشغيل!!

بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ