أبواب النور
10-11-2015, 12:29 PM
في عصر بعيد، كان الناس يحيون عبيد، هناك من كان عبدا لذاته، و هناك من كان عبدا لصفاته ،هناك من كان عبدا لسواه، و هناك من كان عبدا لهواه ، قصتنا هذه تبدأ من قصر معزول، يكاد يكون مجهول، لولى التلة التي جعلت منه مزار، و رفعته على كافة الأسوار ،القائمة في تلك المنطقة الملتزمة بدين الاولين ، لم يكن سيد القصر يعرف السكينة، إلا في ظل البهتان ،و المنكر، والضغينة، تلك هي شارته العرفية، التي عرفه بها كل الغرباء والرعية ،كان قصره مفتوحا للباعة الطوافين ، و كل رواد الصناعة ،فما كفت ساحاته و لو ساعة، عن استعراض كل أنواع البضاعة، أرفعها الخيول و العجول ،وحتى الماعز و الخرفان، الى جانب بعض الحيوانات المتوحشة و النادرة ، التي صيدت من الأماكن البعيدة و الخطرة . كان الملك شديد التباهي بقدرته، و جبروته لحد أنه أغار، على كل الشعوب المحيطة بمملكته الصغيرة ، و كانت تلك الشعوب، أعراش و قبائل ساخطة على المعتقد، و حافظة للملتحد، أي جاهلة بدين الحق، و شريعة الصدق و اليقين. كني السلطان باسم الحيوان، الأكثر ضراوة في البيان، لشراسته في الحروب واعتمار جسمه للندوب، فهد كان متسلطا جبار ،و كان يرأس كهنة ،لا يدركون معنى الرحمة و لا الاستغفار ،حيث كانوا يميلون ميل على الناس، من مختلف الأجناس ليسلبونهم أموالهم ،و حتى نسائهم و أبنائهم ،و كل ذالك جراء الانحراف الشديد، الذي كانوا يموجون فيه موجا ،و يطوفون فيه طوافا، بدون تكلفة و لا جهد جهيد ،على مرأى و مسمع من الملك، المتجاهل للأمور الدينية و الفقهية، الا المناجاة من كان يتودد اليها، في بعض الاوقات، لتمنحه الرضا و تنزع عنه فوضى المرضى، المصابين بالكسور و المحسوبين على القصور، ما دام الامام يحكم بشريعة نظام ،مرهون بالاسلام الممهد لقدوم ،الامام الأمين سيد الاولين و الآخرين ، و بينما كان الملك يسبح في ليل حالك، كانت زوجته تعرف بقديسة العصر، و سيدة النصر الأولى و الأخيرة، في تلك المنطقة المثيرة للإهتمام ،من طرف الاقوام الراغبة في جلب الحنطة، إلى أراضيها و الزيت إلى ساكنيها ،وكثيرا ما كانت الملكة شهد تحذرر زوجها، من مخاطر الاستبداد، و التعسف اتجاه الآخر، لأن الملك و ذويه ،كانوا من أصحاب الترفيه و المقام الرفيع ،و كانوا يظنون أنهم عرق غير فان ، لا يوجد ظهيرا في الزمان، لأنه خلق متجانس مع ذات الله و العياذ بالله ، و بعد تعاقب السنين، ترزق الملكة بأربع ذكور موهوبين، ورثوا عنها الطبع و الصفة ،و العدالة المنصفة ،و كانوا من أخيار الأبرار، و أرفعهم في الأقطار و أجملهم في الأنظار . شب الصبيان متفقهين في علوم الدين ،لأن شهد حرصت على أن يكونوا مؤمنين، و مسالمين حتى لا ترتاب منهم خلائق الله أجمعين، من شرقها إلى غربها ،و من جنوبها إلى شمالها، أما الأب فكان لا يحب الأدب، إنما كان يحب الرب بقدر، و كان يحملهم على جنب و يقول محذر
فهد : لا تنفروا من العقيدة ،حتى لا تنفر منكم الهمم، فتسطوا عليكم الأمم جمعاء ،أنا ولي أمري و لي عذري في ما فعلت ، جسدي يهوى الظهور و التألق، و لو حتى على حساب قومي، و الذين أكثرهم يحبذون رجمي.
سماحة الأب مع أطفاله، جعلتهم يتصدون لتعليقات الشعوب المستنفرة، فما فروا من التعليل كلما سمعوا كلمة ،تقلص من قيمة والدهم الحبيب، و استمروا رغم حداثة سنهم ،يحاربون البدع ليس بقناع مظلم، إنما بوجوه متحررة و نيرة و قلوب متزنة و ثائرة ،عمران كان الإبن البكر ،و كان بهي الطلعة، وسيم، و قدّه مستقيم، كان يهوى مجالسة الفقهاء ،رغم أنهم كانوا يحبذون الاختفاء، من الملك و أعوانه الجائرين، في الكهوف المكفهرة و الغابات الخطرة و العسرة ،أما لقمان فكان رصين و صائب، و ثري المواهب ،يحب المبارزة بالسيوف الغير مرنة، ويهوى ركوب الخيل الصافنة .يقظان كان شاعرا فنان، أي صحيح كان جسمه نحيف، إنما كان قوي بالأفكار و الأذكار و الاستغفار. شعلان كان فارس مغوار، إلا أنه عشق فن العمارة ،عشق جعله يتعلق بكل قصر عريق ،حتى لو كان مرتطما أو غريق ، سكينتهم لم تدم طويلا ،بعد تعرض مملكتهم إلى غزو عنيف ،من طرف أربعة ملوك أشداء و جبابرة ،تآمروا جهرا على الملك الصعلوك، لينزعوا عنه الكلفة و أراضيه الخصبة الشديدة البذر والوفيرة المياه الجوفية، بعد جهد و سهد، سطا جيش العهد على قصر الملك فهد، فاستسلم هذا الأخير رفقة حاشيته الموقرة ،و جنوده المنهكين لأعداء اليقين، لكن سيوف الغزاة كانت تواقة للعقاب، فثابرت على الذبح، و لم تذر من هؤلاء غير النساء ،و العجائز، و الأبناء الغير بالغين، و كان من بينهم الأطفال الأربعة ، الذين كانوا في غاية اليفاعة ،و لم يبلغوا بعد سن المناعة ،أو الرشد الذي يجعل منهم رجال صالحين للقتال ،و المبارزة بكافة الأسلحة الموجودة آنذاك .أعدم الملك فهد، و أصيبت الملكة شهد في كتفها الأيمن بجرح بليغ، و ذالك حين مالت على زوجها لتنعيه ،محاولة استجداء عطف الأعداء ،حتى لا ينكلوا بجسمه في حضرة أطفاله، المذعورين من هول المنظر اللعين ، لكنهم ركلوها ركلة شديدة، و قوية، ثم ضربة خنجر كانت كافية، لتطرحها أرضا أمام كلا الجيشين ،الجيش المرهق و الجيش المهيمن المتحاذق، و بدون هوادة سحبوا جثة سيد السادة ، وعلقوها أمام باب القصر، ليهلل لها الجيش ساخرا و شامتا بالحاكم الفظ العنيد، قاطع الطرقات و لص المقاطعات. غادرت الجيوش المتحدة المملكة البائدة، بعدما أصبح القصر يعوم في الدماء، و الطيور تحوم في السماء ،و اتجهت نحو واد منفرد لتخيم ،و تقتسم الغنائم، و بعد أخذ و عطاء ،توصل الملوك إلى تحقيق رغبتهم ،و تحصيل حصتهم من الأسرى، وكان عمران من نصيب الملك حجال، أو أكال ملك الشمال ،و أضحى لقمان من نصيب الملك يعقوب ملك الجنوب ،و بات يقظان من نصيب الملك حرب ،ملك الغرب ،وصار شعلان من نصيب الملك دامرق، ملك الشرق ،وعندما بلغ كل واحد من هؤلاء قصره العظيم ، صب جم غضبه على ضيفه الكريم، وأسكنه بدون تردد في قعر جحيم متمدد ، لينسيه في اليقين أو ملة الصالحين، و امتثلوا جميعهم للقرار المتعسف ،ما عدا الملك حرب ،ملك الغرب، الذي كان يطمح في رفع يقظان، إلى مرتبة فارس الفرسان، لأن الفتى كان من سلالة ، عبدت رب الجلالة بعدالة ، قبل أن تموج بين الحق ،و الضلالة و تضيع رفي طيات الرق الوضيع. اضطر الملك حجال إلى سجن عمران مدة من الزمن، ليرعب كيانه الصغير فلا يجرؤ على معاندة الحراس ،و يستكن للباس المتحرر، الذي فرضه عليه ذالك المجتمع المعروف بالتميع و الترويع ،و في ليلة من الليالي الحالكة، أمر الملك حجال الحراس بإحضار عمران إلى جناحه الخاص، ليستدرجه إلى أمور تنافي دستور الطهارة و حتى الإمارة
الملك حجال = ما بالك يا فتى، اقترب، أتخشى من الملك حجال؟
عمران = بل أخشى من سوء الأعمال ،و عدم الاعتدال، و قذر الرجال
الملك حجال = و هل ترى أني أملك كل هذه الصفات المنافية للأخلاق ؟
عمران = لا تجعل الكمال ذرة و الجمال مضرة في هذه المملكة الحرة أيها الملك العظيم
الملك حجال = أنت أقوى من الرجال ،و حديثك مثل سيف القتال ،من علمك حكمة الحديث أيها الفتى الظريف؟
عمران = علمني إياها القدير
الملك حجال = و هل هناك غيري على هذا الحصير؟
عمران = القدير لا ينزل إلى الحضيض ،و لا يشكو مثل المريض، لا يجفو مثل الحطب، و لا يُعلق على العتب
الملك حجال = من أي نوع أنت أيها المخلوق العسير؟
عمران = أنا إنسان له فم ،و أذنان ،و عين ،و لسان ،طبعي صنعته بيدي ،و كياني صنعه ربي
الملك حجال = و من ربك ؟
عمران = القدير
الملك حجال = أنت طفل خطير، سأريك ما تفعل الزنزانة بذبابة مصابة
عمران = إفعل ما تريد فأنا قلبي من حديد
الملك حجال = سأنهي ذالك الغرور في أوانه
عمران = أنت سألت، و أنا أجبت، فلما تتحامل على صبي، أيها الملك الغبي، سيعاقبك الله بشدة ،إن أصررت على تعذيبي و ترهيبي
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة





