تسجيل الدخول

بسم الله الرحمن الرحيم.
سلام الله عليكم .. طبتم.
إن الأمن القومي وسيادة أمريكا يمتدّانِ إلى كل المعمورة.
ولأجل " حماية " الأمن القومي الأمريكي تشرّع وتقنن أمريكا لنفسها " حقّ " شنّ الحروب الإستباقية عبر العالم. وبمحاداة ذلك يوجد الأمن القومي الإسرائيلي فيمتدّ هو الآخر عبر قارات كوكبنا.
فراح أبناء "يهودا " يعلنون للعالم أن القنبلة الباكستانية تهدد أمن إسرائيل، ودخول إيران ـــ إن كان صدقًا ـــ قلب الذرة يمسّ أيضا بأمن إسرائيل، ووجود السلاح المصري ــ الذي أصبح خردة ــ في سيناء يمسّ بأمن إسرائيل، ووجود جيش عراقي ــ الذي صار في خبر كان ــ في العراق يمسّ بأمن إسرائيل، ووجود "حزب الله في لبنان" يمسّ بأمن إسرائيل، .. ووجود حركة حماس في فلسطين يمسّ الأمن القومي لإسرائيل.
وبعد كل هذا، ترى لو يتساءل المرء؛ ويقول:
أين يبتدئ الأمن القومي العربي؟!
فلا محالة أن الجوابَ واضحٌ وضوح الشمس في منتصف النهار، إلاَ مَن كان على عينيه غشاوة.
ذروني أقول لأولئك وهؤلاء:
إن الأمن القومي لأيّ دولة عربية يبتدئ من حالة المساس بكرسي أو عرش الحاكم فقط لا غير، ما دامت إسرائيل لا تمسّ أيّ كرسيٍّ لأيّ حاكمٍ عربيٍّ.
فكل من ذي لبٍّ وجنان يعلم أن الأمن القومي العربي لا وجود له إلاّ في غرف نوم الحكام.
الا أن إسرائيل تقيم في جزءٍ من أرض مصر منطقة حيوية لأمنها القومي، وتقيم منطقة أخرى في جنوب لبنان، ومنطقة كذلك في الجولان السوري للمحافظة على أمنها القومي، ولا يمكن الحديث عن الأردن التي تحولت الى مملكة لأمن إسرائيل، ثم ليسأل من شاء ليسأل عن جزيرتي " تيران وصنافير" لمن كانتا؟ وتحت أي سيطرة هما يقبعان الآن؟ أفلا يحسّ العربان بأن الأمن القومي العربي أصبح هو أمن إسرائيل؟!.
وقد صار العربان يشنّون الحروب تلو الحروب ضد بعضهم البعض.
ومن يريد دليلاً وبرهانا فعليه أن يرنو ما هو يحدث في سوريا واليمن حين استقوى على شعبهما بعض العربان بمؤازرة ومشاركة " علوج الفرنجة ".
لهف نفسي حتى عبدة ابقرا الهند دخلت إلى قلب الذرة و تعقد صفقات مع عجول إسرائيل.
بينما الأنظمة العربية لا تخاف على أمنها و أمن شعوبها من دخول الابقار والعجول لقلب الذرة، وتخاف ـ تلك الأنظمة ـ من مظاهرات شعوبها، ومع ذلك فقد " حرّمها " بعض " فقهاء بيزنطة " نكاية بتلك الشعوب حتى يبقوا تحت الذل والهوان.
و مع هذا فإن جمال الصحراء الكبرى والصحاري العربية فقد جعلت منها أمريكا بطاحًا ومراضًا لعجول إسرائيل. لأن عبدة العجل وعبدة الأبقار أفضل عند أمريكا من عبادة الله الواحد الأحد القهار! هذا هو واقع الأمن القومي العربي وما كلماتي هذه إلاّ تذكرة " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد"
والسلام.

الأمير الجزائري
يا محترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه لمن السذاجة بمكان أن ينبريَ بعض الناس حتى في مواقع ومنتديات بني العربان
ليغالطوا خلق الله على أن ذلك " الحاكم "، أو ذلك " وليّ الأمر "
يعمل على رفاهية وتطور مجتمعه أو وطنه.
ثم يأتيك من يغالطك على أن للعرب من الجيوش التي تحمي سيادة وأمن الوطن.
رغم ان جلّ "الحكام والقادة العسكريين العرب" ــــ إلاّ من رحِم ربي ـــــ
يحملون رتبًا عسكرية عالية تعادل رتبة الفيلد ماريشال "Montgomery " وعلى صدورهم نياشين عسكرية لم يحلم بها " Hitler " نفسه.
إلاّ أنهم لم يقدّموا للمجهود الحربي العربي في مختلف أوقاته شيئًا
وليسأل كل ذي عقلِ حصيف، وفكرٍ شريفٍ، تُرى أي معركة خرج منها عرب هذا الزمن وهم من المنتصرين؟
وأي سيادة يتكلم عنها هؤلاء وأمصار العرب مستباحة.
يكفي أنه في يومٍ ما في عصرنا هذا أنّ الأمر وصل ببعض الأعراب حين صاروا يُحرَسون من طرف مجنّدات المارينز الأمريكي.
وأيّ هوانٍ أكثر من هذا.
ومع ذلك يأتي من يتبجح ببعض الكلام.
على أنّ هؤلاء " حاكم " يجب " طاعته.
مثلما أصمّوا الآذان بعض " سدنة الدين"
ولله في خلقه شؤون
يا محترم.
اشكر لك مداخلتك.
تحياتي

سلام الله على مَن مرّ على هذه " المضارب "، وطاب له المقام.
وما دام أمن وسيادة الأمصار العربية
تبتدئ ولا تنتهي إلاّ عند غرف نوم ملوك ورؤساء العرب.
فإنني قد تساءلت مرة منذ أمدٍ ليس بالبعيد.
ولا ضير إن أعَدتُ هنا ما قد استفسرتُ عنه:
ما جدوى وجود جيوش عربية "جرارة"؟
وما الحكمة في صرف ملايير الدولارات على تجهيز هذه الجيوش؟ التى كلّما أكل الصدأ عتادها بِيع في المزاد العلني بأسواق الخردة ليتمّ شراء عتاد بديل لن يستعمل يومًا لخدمة قضية.
والاجدر لنا في هذه الحالة، بل للتقليل من المخاطر المحيقة بالمواطن العربي، أن تعلن الشعوب العربية أنّ أمصارها عبارة عن دولٍ منزوعة السلاح. هكذا ترتاح من شر القتال ومن شر تبذير الملايير، حتى إذا لم يجنبها هذا الإجراء التحرش الاجنبي ـــ فهو موجود بوجود الجيوش العربية او بدونها ـــ فإنه سيخلّص الشعوب العربية من التسلط الداخلي من قبل حكامها الذين يتلّذذون في مخاطبة شعوبهم بعضلات العسكر قائلين:
هذا جيشي اتكئ عليه و لي فيه مآرب أخرى.

السلام على من يقرأ صفحتي، ويشاركني تذمّري وصرختي.
أيها الإخوان في هذا المكان.
لم يعد الحديث عن عربٍ باعوا أرواحم، أو عربانٍ "أطاعوا" وخنعوا لهؤلاء " الفرنجة " الذين نصبوهم على كراسيهم، وأثقلوا بهم رقاب العباد.
لأن موسم الخيانات لم يبدأ من اليوم، ولكن المسألة أبعد من ذلك بكثير، فهي ضاربة أطنابها في القدم في هذا العصر.
وليعذرني من يقرؤني إن قلتُ:
لقد تحول القادة والملوك والحكام العرب إلى فريسةٍ تشبه ذلك الخروف الذي يجد لذة وهو يُؤكل من قبل الذئب، إذ لا يوجد مرض في الدنيا أبشع من أن ترى حكام أقوى العواصم العربية يتلذذون بكل ما أوتوا من خيانة من تملق للبيت الأبيض وليس للبيت الحرام أو بيت المقدس وهم يشاركون " بعساكرهم " في دكّ حصون وحواضر عربيّة.
لأنهم يريدون ببساطة الحفاظ على عروشهم مهما كان الثمن ولتذهب الشعوب العربية إلى الجحيم، وعندما يصل مستوى الانحطاط إلى درجة لا تنفع معها حتى الدعوة لهم بالهداية.
ومع ذلك هناك بعض " فقهاء بيزنطة " لا يفترون من القول، حين يخلعون على هؤلاء أنهم " ولاة أمور" يحكمون بشرع الله.

هذا هو الغرب، وهؤلاء هم الحكّام العرب.
وهذا هو العالم.
عالمٌ كما تقول بعض الأساطير قائمٌ على قرن ثورٍ.
ترى من ذلك الثور الذي يتلاعب بكرتنا الأرضية بين قرنيه تلقفها ويدحرجها أنّى شاء.
فالثور هو الثور الأمريكي.
وقد أنذر العالمين المنظر العبقري/ Francis Fukuyama
منذ أواخر 1989 بخروج هذا الثور من زريبته ليصنع التاريخ بوجهه الأحمر القاني، إنّه وجه القوة الهوجاء التي يحرّكها منذ الحرب العلمية الثانية بمنطقٍ بسيطٍ: " أنا الأقوى اليوم، إذًا أفعل بك ما أشاء! لأنك إذا ما أصبحتَ قويًّا غدًا سوف تعاملني بنفس الطريقة"
منطقٌ أفرغ كل الأشياء من محتوياتها، ما عدا القوة الهوجاء طبعًا.
أفرغ المنظمات الأممية والجهوية والإقليمية فلم تعد نافعة ، ولا حتى يعود إليها " لمشورتها "، كما أفرغ بل أستعبد الأنظمة العربية التي لم تعد قادرة حتى على الاجتماع " لإصلاح ذات البين " ولو باللسان، رغم أنه درجة دون درجة أضعف الإيمان!
ربما كانت هذه الأنظمة العربية ــ المفرغة من مادتها الحيوية ــ على " حقٍّ " بالنظر إلى منطق القوة وحده، لأنها أدرى من غيرها بذريع فشلها في إعداد العدة للدفاع عن أوطانها و ضمان أمن شعوبها ، هذا الفشل الذي جعل من ديار و أبناء العرب مساحة للعدوان "النزواتي" ، لتجربة أحدث أسلحة الدمار الشامل مباشرة على الإنسان العربي الذي أصبح مجرد "جرذ من جرذان" المخابر الأمريكية الصهيونية المفتوحة .
طبعًا يبدو أن العدوان على العراق وسوريا واليمن " نزواتي " بالنظر إلى الذريعة المعلنة: ملاحقة " الجهاديين"، لكن الحقيقة غير ذلك، فالعدوان مبرمج منذ سنوات في انتظار مشاركة العرب فيه.
وها هي بعض الأنظمة العربية نالت " شرف " المشاركة في قتل بني جلدتهم من العرب، كانوا يقولون لهم يومًا :
أنتم إخوتنا.

ونظرًا أن العربَ لا يقرؤون ولا يسمعون.
فإن أحاديثهم، والإصغاء إلى بعضهم " كمن يؤذن في مالطا "
ثم بعد " خرابها "
ترى البعض منهم وكأنهم تنادوا مستصرخين.
أن تعالوا
" نتحالف ضد الإرهاب".
فبنو عرب إذًا هم أمام حربٍ جديدة وقائية لبعض الكراسي والعروش، خشية أن يأتي على حكمهم من القواعد فيخرّ عليهم سقف حمقهم وديكتاتوريتهم فيصبحون في خبر كان، عندها فلا تسمع منهم إلاّ:
أنجُ يا سعد فقد هلك سعيد.
ويلتحقون بمن سلفهم من أذاقوا شعوبهم الويل والثبور.
وحتى التاريخ سوف يسجل صحائفهم سوداء.
وعلى ذكر التاريخ.
التاريخ يمكن أن يثأر لنفسه من " فوكوياما" الذي تنبأ بنهايته ، من خلال تحنيطه في شكلٍ أقبح هو النموذج المسخ الذي جعل من أقزام بعض الحكام العرب " يتفرعنون " على شعوبهم.
يبقى أن يُقال لـ " فوكوياما"، أنّ للتاريخ منطق آخر: منطق الديمومة الذي يهزم منطق القوة مهما طغت وطال جبروتها.
وهذا الذي لابد أن يحسب له هؤلاء " الحكّام " ألف حساب.
فليس كل من هتفت له الجماهير تحبه.
وستشرق شمس الحرية يومًا إن كان الجوّ ربيعًا.