أئمة يطالبون بعدم تخصيص يوم الجمعة لصلاة الاستسقاء
01-01-2016, 08:29 PM
زهيرة مجراب
دفعت حالة الجفاف التي مازالت تعيشها البلاد وشح الأمطار العديد من الأئمة إلى ترديد دعاء الاستسقاء عقب صلاة الجمعة مثلما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، مطالبين وزارة الشؤون الدينية بالسماح بتكرار صلاة الاستسقاء عدة مرات حتى تتحقق الغاية بسقوط المطر مع ضرورة توعية المواطنين بأهميتها وآدابها.
يعتقد غالبية الأئمة أن تمسك وزارة الشؤون الدينية باختيار يوم الجمعة كل مرة كيوم لأداء صلاة الاستسقاء، وقلة توعية المواطنين بأهميتها وراء عزوف الأغلبية عنها. فكما هو معلوم أن الجمعة يوم العطلة الأسبوعية فجل المصلين يتفرغون لقضاء حاجياتهم أو النوم والاستيقاظ في ساعات متأخرة لأداء صلاة الجمعة، غير أن تعمد الوزارة اختيار هذا اليوم يحول دون التحاق معظمهم بالمساجد لأدائها.
وفي هذا الإطار، أوضح نائب رئيس لجنة الإفتاء وإمام مسجد التقوى بالشراقة، الشيخ عبد الحميد زبيري، أن صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة طلبا للمطر. ويجوز أداؤها في أي يوم من أيام الأسبوع وليس شرطا أن يكون يوم جمعة، وهي تصلى وفق آداب خاصة تسبقها كرد المظالم حتى يتحقق الطلب زيادة على خروج المصلين متذللين قلوبهم خاشعة للمولى عز وجل مع إعلان الحاكم والمحكوم التوبة، وخروجهم جميعا رجالا ونساء وأطفالا للتضرع إلى الله.. وهو ما لا يتوافر في الصلوات المقامة حاليا، حيث يترك قرار أدائها لآخر لحظة بالرغم من أن الأمر متعلق بظاهرة مهمة وحساسة جدا وفي انعدام المطر ضرر للبلاد والعباد. وأردف المتحدث أنه في حالة عدم سقوط المطر، فبالإمكان تكرارها عدة مرات حتى تتحقق الغاية المرجوة. وأضاف إمام مسجد التقوى أنه يجوز للأئمة في نهاية كل خطبة جمعة الدعاء بسقوط المطر. وقد ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه – قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهُمَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَمِنَ الْغَدِ وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى". وهو ما يعمد إليه حاليا العديد من الأئمة على حد قول محدثنا فيدعون لسقوط المطر بعد كل صلاة جمعة.









