الحب أوله بذرة
19-01-2016, 08:44 PM
الحب أولــــــــه بـــــــــــــذرة
لو أنك قلت : ها نحن على شاطئ البحر ’ لا تجد من يلتفت إليك ولا من يسمع لك ’ لا استصغارا لك ولا إحتقارا ... هم يعلمون تمام العلم أنهم على شاطئ البحر كما يعلمون أنهم قرب الماء كقرب الحاجب من العين ’ فالبحر لا يُعرفه عالم في مختبره ولا حبر في صومعته قدر من في جوفه غاص أوعلى سطحه سبح ’ ولا يتساوى علما وإدراكا السباحون والغواصون ’ فمن غاص رأى وعلم ومن سبح حام وحلم...
أما إنك إن صدحت جهرا وقلت: أحبها هي. ثارت البراكين ثورانا’ وهجمت هجوما إناث الثيران وما كن إلا إنسا وجنا وشيطانا .. ترى نفسك وكأنك يوم الحشر ’ كل جن جنونه ’ كل استنكر الخبر ... تجمعوا حولك ولفوك بألسنتهم لا بجثثهم’ رمقوك بعيون لا تبصر وسألوك بأفواه نتنة منها ينبعث الشرر ...أفكار مجحفة جافة وعقول كخشب نخل خاوية
من هي..؟ أين هي...؟’ كيف هي..؟’ ما اسمها...؟’ ما سنها...؟’ ما لونها وشكلها..؟ ما مركزها....؟ ما مستواها...؟ من أهلها...؟ وهكذا دواليك من الجمر....
وأنت في هذا الحال ما أنت فاعل وما أنت قائل وعقلك تائه حائر...؟
على رسلك سأدلك على أحسن الردود ومكمن الجواهر وعذراء الدرر’ فقط أمهلني هنيهة لما ينمو الود ويشتد العود ’ فالحب أوله بذرة إن هي غُرست في طهر وسُقيت بدموع الفؤاد لا بماء وصديد من نهر ’ أكيد أنها تنمو بسرعة وتكبر حسبها من النهار ضياء شمس ومن الليل نور القمر’ أليست النجوم له توابعا ؟ وحين الرابع عشرة ينام القمر في حضن البدر ’ ساعتها يخضرالهشيم الأصفر و تهنأ الطيور مغردة وأوكارها تغادر حين طلوع الفجر....
على رسلك لا تتكلم ولا تزعم .لا تفعل ولا تتقول سأكفيك بإذن الله شرهم ’ دعهم في طغيانهم يعمهون’ فإن هم ألحوا وقدحوا حينها قل لهم: سلام على قوم لا يفقهون...؟
قل لهم: أنظروا إلى كبد السماء وأرقبهم مليا ’ ترى أعناقا مشرئبة في الهواء وهم لا يبصرون ’ وترى منهم من يعود إليك والغضب الأحمر يتطاير من عينيه وشدقيه , منهالا عليك سيل العرم مستهترا لا مستفسرا فيقول: ما بها؟ إنا نراها صافية الأديم زرقاء اللون لا سحاب يغطيها ولا ضباب يحجبها ’ أتتخذنا سخرية وهزؤا؟ وثلة منهم تجدها لاهية حضورها من عدمه لا يجدي ولا ينفع إلا أنه يجب الحذر من أظلافها التي على حين غرة تلسع ....
وقتها أعقد العزم وغربل الحرف ليسقط منه العليل والفعل الأجوف .
واعلم أنه حان وقت قطف الثمار هدأ السكون وطلع النهار هنيئا أكلها وشربها لكل من صبر .. لكل من حمد وشكر وقال الحمد لله والله أكبر.








