أطفال يقودون سيارات وحافلات وأولياؤهم يصوّرونهم!
16-02-2016, 01:27 AM

زهيرة مجراب



انتقدت مصالح الأمن ظاهرة سياقة الأطفال لسيارات وحافلات بتشجيع من طرف أوليائهم، حيث أكد الملازم الأول للشرطة رشيد فيلالي هذه الظاهرة مؤكدا أنها تتسبب في كوارث في الطرقات. وأضاف أن مصالح الشرطة ستحقق في عديد الفيديوهات التي ينشرها الأولياء الذين يدفعون بأطفالهم والمواطنين إلى التهلكة.
طفل يقود حافلة للمسافرين بسرعة 140 كم
صنع فيديو للطفل "محمد" يبلغ من العمر 14 سنة، من حاسي بحبح بولاية الجلفة، أثناء قيادته للحافلة الحدث على موقع "اليوتيوب" حيث راح الطفل يقود حافلة لنقل المسافرين والجو مضطرب والأمطار تتساقط بسرعة 140 كلم في الطريق السريع وسط السيارات ولم يكتف بذلك بل راح يلوح بيديه مع أن الطريق خطرة جدا، وبالرغم من أن الطفل أظهر في الفيديو مهاراته العالية في القيادة غير أن الخطر يظل قائما، فالسائق مجرد طفل ومرافقه مشغول بالتصوير، وصرح الطفل بأن والده هو من علمه القيادة .
طفل صغير آخر يدعى "عبد الله"، يظهر من خلال لهجته أنه من إحدى ولايات الغرب، عمره 11 سنة، يقود السيارة وسط الحي الشعبي وقد أبدى براعة كبيرة في القيادة. ويبدو أن قيادة الأطفال الصغار تحوّلت لموضة حيث شاهدنا في أحد الفيديوهات طفلا يبلغ من العمر 7 سنوات، منهمكا في القيادة ويسمع أغنية رايوية والأدهى من هذا أنه يقود دون حذاء ويتحدث في الهاتف النقال بينما كان مرافقه منشغلا بتصويره، وبما أن الأطفال السابقين كانوا رفقة أحد أقاربهم فالطفلة "مايا" صاحبة 5 سنوات، من إحدى ولايات الشرق، فكانت تقود السيارة بمفردها بينما يجرب تصويرها من الخارج .
وفي هذا الإطار، حمل رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الطفل "ندى"، عبد الرحمان عرعار، الأولياء مسؤولية هذا السلوك الغريب الذي يقدم عليه الأطفال، مؤكدا أن القانون واضح وصريح فالقيادة للبالغين 18 سنة فما فوق وعلى الأولياء الذين يسمحون لأبنائهم بالقيادة في هذه السن المبكرة أن يتحملوا مسئوليتهم كاملة فالقانون يحمي القصر مهما كان الخطأ غير أنه بين 13 و18 سنة تقع عليه أيضا المسؤولية الجزائية، فعلى الأولياء الراغبين في تعليم أبنائهم القيادة الخروج بهم إلى الحظائر المخصصة بذلك.
وأردف المتحدث بأن الطفل مسؤولية الوالدين غير أنه في زمننا هذا تنصل الأولياء من مسؤوليتهم وتخلوا عنها، زيادة على غياب الرقابة فالأبناء أصبحوا هم من يتحكمون في الأولياء والعلاقات الاجتماعية بدأت تتلاشى لأن السلطة الأبوية بدأت تفقد مكانتها في المجتمع.