هل إسلامنا اليوم في تقهقر..؟
24-03-2016, 08:14 PM
هل إسلامنا اليوم في تقهقر....؟


(( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) الصف . 8 /9 .
(جاء الإسلام غريبا ويعود غريبا فطوبى للغرباء).
أي والله لصدق منك هذا أيها الصادق المصدوق ...
حين تختل الموازين تشح السماء.... عندما تلد الأمة ربتها وترى الحفاة العراة رعاء الشاة
بنيانهم يعلو... لما يذهب الحياء وتُضيع الأمانة ويُهجر كتاب الله و تُنكر سنة حبيبه محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- ’ حين تُسند الأمور لغير أهلها انتظر الساعة..؟رجل خصه الله واصطفاه فبعثه رحمة للعالمين فأخرج الناس من الظلمات إلى النور.منهم من به آمن واتبع نهجه وكثير منهم فاسقون.............
إنه محمد بن عبد الله الهاشمي رسول الله ونبيه – عليه الصلاة والسلام- إنه المبعوث رحمة للعالمين .
رجل لا ينطق عن الهوى إنما هو إليه يوحى بلسان عربي مبين....
لسان وقف دونه البلغاء وجهابذة اللغة تائهين ’ حيث الكلام كلا م الحق سبحانه وتعالى
وقفوا دونه عاجزين وهم الذين تميزوا بالفصاحة والبلاغة فما لهم كُبكبوا على وجوههم
يرد بعضهم لبعض همس الحديث؟
وتجري الأعوام والقرون ’ وقد دخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا ’ بعد أن سطعت شمس الحرية والعدالة والإنصاف ’ بعد أن تآخى الغني والفقير والعالم والأمي’ ’ بعد أن احتضن بصدق وإخلاص المسلم أخاه المسلم ’ بعد أن أنير الكون بنور رب العالمين ’ بعد أن رصت صفوف المساجد وعلا صوت الحق عاليا فتسارع الناس لتلبية النداء فاشتدت عروة الأخوة وأمنت الدابة طريقها’ لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ’ هكذا كان الاسلام وكان المسلمون’ وهكذا حصحص الحق وخنس طوعا وكراهية أعداء الله الكافرون
إلى أن حل زمن فيه تنصل الكثير من أمة الاسلام مما ذكر ’ فهم في الظاهر مسلمون وفي الباطن ساهون لا هون وإن شئت فقل غير عابئين ’ ما دل ويدل على قدوم أمر عظيم
( طوبى للغرباء) أجل المسلم الحق اليوم والذي يتمسك بدينه أضحى غريبا بين أهله وفي وطنه أمسى يُنعت بالمتخلف الرجعي الذي لا حق له في الحياة الكريمة ’ بل زد على ذلك وأنه سبب كل ما حدث وما يحدث ’ وأن أعداء الاسلام قد مسكوا بلوح القيادة فراحوا يوجهون من شاؤوا من أمة الاسلام حسب نزواتهم وشهواتهم فاختلقوا من الأكاذيب ما شاؤوا ’ وسقوا جذور نبت الفتن والنعرات ’ وأدركوا أن القضاء على هذا الدين لا يتأتى إلا بغرس فسائل التفرقة وإراقة الدماء والدمار بين ابناء الاسلام ’ وكان لهم ما ابتغوا وذلك بإغراءت بعض مرضى القلوب وشرائح ليست بالهينة من بين أوساط الدعاة الذين انسابوا وراء ضلالهم وطغياانهم فهم فيه يعمهون...
فرقوا بين الأخ وأخيه’ وبين المرء وزوجه وبين أفراد القبيلة والعشيرة والأهل ’ ولم يكفهم هذا فراحوا يشككون حتى في أصول الدين والطعن في صدق وإخلاص العلماء
( فانتظر الساعة)وحسب ما وصلت إليه وما عشته وأعيشه وأعايشه من علامات سبق وأن أشار إليها النبي محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- أكاد أجزم وأنها علامات الساعة الصغرى ’ ولا أعيد ذكر ما سبق فكما قيل: البعرة تدل على البعير والقدم تدل على السير
إذن والحال كما ذكرت فما المخرج من ذلك ؟.
( الزم بيتك) كيف ذلك يا رسول الله – عليه الصلاة والسلام- ؟ نعم جلنا إن لم أقل كلنا يرى بأم عينيه صباحا مساء ’ جهارا نهارا’ وبالليل أشد ’ منكرات ’ موبقات’ إنتهاكات للمال والأعرض ’ سفك دماء لا لسبب إلا لكون الشيطان الرجيم زين فسولت الأنفس الأمارة فكان ما كان.
بهذا القدر أكتفي حيث ما في الآيتين الآتيتين ما فيه العبرة والعبارة جلي الإشارة
(( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون)).الأعراف: 27 . هنا يقف أحد منا فيقول بل نحن مؤمنون ويأتي الرد سريعا بل أنتم قوم لا تعقلون.
والآية الثانية هنا والتي يتوعد فيها إبليس اللعين وقبيله (( ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن ءاذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا)) النساء 119 .أيضا لعل أحدا يقول: نحن بنو آدم لسنا من الحيوانات ويصب عليه الرد الفصل لو أنكم كنتم تتذكرون.
لكل منا عقل إذ استعمل فيما خُلق له فمن المؤكد يقف على حال أمة الاسلام اليوم ويجيب نفسه ’ أيرضى بهذا الحال الذي أوصلنا أنفسنا نحن إليه بإنحرافنا عن الصراط المستقيم أعتقد أن الجواب لا وكلا’ وإذا تعذر بكونه لا حول له ولا قوة ’ عليه أن يتذكر بأن يصلح نفسه وأهله بالتي هي أحسن وفقا لما أمر به الله تعالى ونبيه عليه الصلاة والسلام ’ فلا يهرع مستعجلا لما لا يرضي رب العالمين’ نجادل بالتي هي أحسن والذي بيننا وبينه عداوة كأنه ولي حميم’ ألآ إني لدالكم على أمر إذا ما فعلناه نصرنا الله وقذف في قلوب أعدائنا الرعب ألآ وهو رص الصفوف صلاة الفجر ونبذ الوهَن من قلوبنا لأن الذي أعده الله للمتقين هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم إن طاعة ولي الأمر لمن موجبات الدين وإسداء النصح وطلب العون والتوفيق له من الله رب العالمين
فلا يغرنكم تلاعب خصومنا فيما يروجونه من إفتراءات وترهات ويزينون لنا ما أبغضه الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام
اللهم ردنا إليك ردا جميلا.