حملة "فايسبوكية" لتجريد الخواص من النقل وتحويله للقطاع العمومي
10-06-2016, 12:18 AM

راضية مرباح

أطلقت مجموعة من الشباب حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" حملت شعار "أوقفوا المجازر المرورية"، وتحويل النقل من الخواص إلى القطاع العمومي، بالموازاة مع تصاعد منحنى حوادث الطرقات التي تتسبب فيها حافلات النقل الجماعي للمسافرين، لاسيما تلك التي تعني المسافات الطويلة، خاصة الرابطة منها بين الشمال وولايات الجنوب، آخرها المحرقة التي سجلت عشية رمضان في الأغواط، وراح ضحيتها 33 شخصا و22 جريحا، تليها حادث المدية الذي أسفر، أمس، عن وفاة شخص وجرح 21 آخرا إثر انحراف حافلة.
جه هؤلاء الشباب عبر صفحات مختلفة نداء إلى السلطات المعنية بضرورة التحرك لإنقاذ طرقاتنا من مجازر مرورية تتضاعف يوميا، أمام غياب روح المسؤولية لدى اغلب أصحاب الحافلات، الذين يضربون القوانين عرض الحائط، لا سيما في الشق المتعلق بالسرعة المفرطة، والتعامل مع سائق واحد يجتاز مسافة طويلة تقتضي مرافقا له، حسب ما تمليه القوانين التي لن تطبق –حسبهم إلا بتجريد الخواص من النقل وتحويله للقطاع العمومي، الذي يمكن أن يعطي أكثر أمنا وسلامة.

وتأتي هذه المبادرة تزامنا وتصاعد الحوادث التي حولت طرقاتنا إلى مقابر جماعية، أصبحت تخيف الراكب قبل السائق، وعلق البعض على المبادرة بالقول إن الخواص يستغلون خطوطهم، سواء ببيعها لآخرين غير مؤهلين، في حين يجعلها البعض وسيلة للربح السريع والتسابق في الطرقات بين زملاء المهنة، لاستباق الوصول إلى المواقف، واستقبال اكبر عدد من المسافرين، بدون أدنى مبالاة بالركاب الذين تحبس أنفاسهم في منتصف الطريق، كما أن لقضية التعامل مع سائقين في الخطوط الطويلة طُرحت بقوة، بحيث لا تزال تضرب عرض الحائط رغم وجوبها، وهي التعليمية التي يمكن أن تطبق بالقطاع العمومي في حالة العودة إليه.

وأجمعت بعض التعليقات الأخرى على ضرورة استبدال القابض بالسائق لدى الخواص، حيث يقوم هذا الأخير بالدورين، يقبض الأموال ويستريح ويأخذ المقود بعد مرور الساعات المخصصة للسائق الأول في المسافات الطويلة، وإن كانت تعليقات أخرى تطالب بازدواجية الطريق العابر للجنوب، حتى يعطي لها أكثر اتساعا ذهابا وإيابا، إلا أن البعض الآخر رد بأن المشروع هدر للأموال، لاسيما بمناطق لا تعرف حركية كبيرة للمركبات.