ما راي الشروق اليومي في هذا؟
31-08-2008, 01:35 PM
News: زمن الكلاب المدربة! – بقلم: كمال زايت
سألت مؤخرا إن كنا في ''الخبر الأسبوعي'' نقوم بحملة ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ فاستغربت السؤال وأجبت بأننا لسنا ضد بوتفليقة أو غيره· لأننا نرى بأن مهمة الصحافة تعرية أي نظام، ومواجهته بعيوبه وأخطائه ونقائصه، بعيدا عن التحامل أو التشفي· وبعيدا أيضا عن منطق ''معزة ولو طارت''، بمعنى أننا نستطيع أن نقول للمحسن أحسنت بنفس الشجاعة التي نقول بها للمخطئ أخطأت·
وأضاف سائلي إن كنا على استعداد لنشر مقال لشخصية تمدح بوتفليقة؟ فأجبته على الفور بالإيجاب· لأننا فعلا منفتحون على جميع الآراء والمواقف، ولم ولن ندخل في حملة مع أو ضد أي كان، بدليل أننا لم نفعل ذلك في رئاسيات 2004 التي انقسم فيها القوم إلى قسمين، واحد يقف إلى جانب علي بن فليس والثاني يدعم بوتفليقة، لذا لم نطلب العفو والمغفرة من أي كان·
ومن أغرب ما سمعت من إشاعات أننا في مؤسسة ''الخبر'' جمعنا كل المعارضين لبوتفليقة من أجل القيام بحملة ضده، وهذا من أسخف ما سمعت، وينم عن عقدة المؤامرة التي يراها البعض في كل مكان، في حين أن الأمور أبسط بكثير، وتتعلق أساسا بممارسة المهنة بمصداقية، حتى لا يشعر القارئ بأننا نسخر منه ونستخف بعقله، دون أية حسابات سياسية أو ترتيبات انتخابية·
كما سمعت إشاعة أخرى تسري هذه الأيام في أوساط المهنة، تقول بأن هناك حملة تقودها بعض العناوين ضد الرئيس وسياساته، وأن الهدف منها هو التصدي لفكرة العهدة الثالثة· ومرد هذه الإشاعة أن بعض العناوين خرجت إما عن تحفظها أو تجرأت بتوجيه انتقادات ـ بصرف النظر عن موضوعيتها ـ لرئيس الجمهورية وسياساته·
ما نقرأه هذه الأيام من نقد سواء كان عفويا أو مفتعلا، مرتجلا أو متحكما فيه عن بعد، هو الوضع الصحيح للمهنة، لأن الصحافة كانت دائما تلعب دور سلطة مضادة، على اعتبار أن الأحزاب غير قادرة أو راغبة في لعب هذا الدور، ولكنها منذ رئاسيات 2004 دخلت ـ في عمومها ـ الجحر، وأحنت رأسها في انتظار هبوب العاصفة، حتى وإن استساغ البعض تقليد النعامة بدفن الرأس في التراب·
أما الطريف في الأمر هو أن الانتقاد الذي أضحى يواجه به الرئيس جاء في أعقاب العمليات الانتحارية الأخيرة والتصعيد الأمني الذي عرفته البلاد خلال شهر أوت· في حين أن معظم الصحف غضت الطرف عن اعترافات رئيس الجمهورية بالفشل، ولم تواجهه بالكلام الذي كان يجب أن يقال، بل إن بعض الزملاء ـ لا سامحهم الله ـ اعتبروا ما صدر عن الرئيس آنذاك شجاعة وجأشا يستحق عليه مكافأة!
كما أن معظم العناوين تجاهلت الحديث عن قضية توقيف الدبلوماسي الجزائري المتهم في قضية اغتيال علي مسيلي، في حين أن الخبر تداولته كل وسائل الإعلام الأجنبية، وبعض العناوين الوطنية، وعدم إعطاء المعلومة ليس كفيلا بإخفائها أو إسدال الستار ليها، بدليل أن الدبلوماسي حساني ما يزال حبيس التراب الفرنسي، في وقت يحمل فيه جواز سفر دبلوماسيا، وهي إهانة ما بعدها إهانة في جزائر العزة والكرامة!
وبعد كل هذا، هل يهم ما تقوله الصحف إذا كان الواقع يقول غير ذلك، بمعنى لو كان نظام بوتفليقة قد نجح في مهمته، ووفّى بوعوده، وغيّر حياة الجزائريين إلى الأحسن، هل كان سيكترث بأي حملة عفوية أو حقيقية أو مفتعلة تقودها الصحف الجزائرية، أو حتى وسائل الإعلام العالمية مجتمعة· بالتأكيد لا، لأنه لو قال ألف أعمى بأن الشمس غير موجودة، وقال مبصر واحد أن الشمس موجودة، فهل يمكن أن نصدق أن الشمس غير موجودة؟
وبالتالي إذا كانت الصحافة قد تشجعت وقررت أن تكسر القيود التي فرضت عليها أو فرضتها هي على نفسها، فذلك شيء لا يمكن إلا أن نرحب به، أما إذا كان الأمر يتعلق بسيناريو جديد رسم لتحضير رئاسيات ,2009 وأسند فيه للصحافة دور ما، فذلك أمر لا يمكن لعاقل أن يقره، لأن المهنة هي التي ستدفع الثمن غاليا، مهما كانت نهاية السيناريو المرسوم، وحتى لو كان كاتب هذا السيناريو تغير عن ذلك الذي كان في رئاسيات ,2004 لأن زمن الكلاب المدربة التي توظف مناسباتيا، يجب أن ينتهي، خاصة في مهنة الصحافة التي يجب أن تسمو فوق دور ''الكومبارس'' المسنود لها في كل مرة·
سألت مؤخرا إن كنا في ''الخبر الأسبوعي'' نقوم بحملة ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ فاستغربت السؤال وأجبت بأننا لسنا ضد بوتفليقة أو غيره· لأننا نرى بأن مهمة الصحافة تعرية أي نظام، ومواجهته بعيوبه وأخطائه ونقائصه، بعيدا عن التحامل أو التشفي· وبعيدا أيضا عن منطق ''معزة ولو طارت''، بمعنى أننا نستطيع أن نقول للمحسن أحسنت بنفس الشجاعة التي نقول بها للمخطئ أخطأت·وأضاف سائلي إن كنا على استعداد لنشر مقال لشخصية تمدح بوتفليقة؟ فأجبته على الفور بالإيجاب· لأننا فعلا منفتحون على جميع الآراء والمواقف، ولم ولن ندخل في حملة مع أو ضد أي كان، بدليل أننا لم نفعل ذلك في رئاسيات 2004 التي انقسم فيها القوم إلى قسمين، واحد يقف إلى جانب علي بن فليس والثاني يدعم بوتفليقة، لذا لم نطلب العفو والمغفرة من أي كان·
ومن أغرب ما سمعت من إشاعات أننا في مؤسسة ''الخبر'' جمعنا كل المعارضين لبوتفليقة من أجل القيام بحملة ضده، وهذا من أسخف ما سمعت، وينم عن عقدة المؤامرة التي يراها البعض في كل مكان، في حين أن الأمور أبسط بكثير، وتتعلق أساسا بممارسة المهنة بمصداقية، حتى لا يشعر القارئ بأننا نسخر منه ونستخف بعقله، دون أية حسابات سياسية أو ترتيبات انتخابية·
كما سمعت إشاعة أخرى تسري هذه الأيام في أوساط المهنة، تقول بأن هناك حملة تقودها بعض العناوين ضد الرئيس وسياساته، وأن الهدف منها هو التصدي لفكرة العهدة الثالثة· ومرد هذه الإشاعة أن بعض العناوين خرجت إما عن تحفظها أو تجرأت بتوجيه انتقادات ـ بصرف النظر عن موضوعيتها ـ لرئيس الجمهورية وسياساته·
ما نقرأه هذه الأيام من نقد سواء كان عفويا أو مفتعلا، مرتجلا أو متحكما فيه عن بعد، هو الوضع الصحيح للمهنة، لأن الصحافة كانت دائما تلعب دور سلطة مضادة، على اعتبار أن الأحزاب غير قادرة أو راغبة في لعب هذا الدور، ولكنها منذ رئاسيات 2004 دخلت ـ في عمومها ـ الجحر، وأحنت رأسها في انتظار هبوب العاصفة، حتى وإن استساغ البعض تقليد النعامة بدفن الرأس في التراب·
أما الطريف في الأمر هو أن الانتقاد الذي أضحى يواجه به الرئيس جاء في أعقاب العمليات الانتحارية الأخيرة والتصعيد الأمني الذي عرفته البلاد خلال شهر أوت· في حين أن معظم الصحف غضت الطرف عن اعترافات رئيس الجمهورية بالفشل، ولم تواجهه بالكلام الذي كان يجب أن يقال، بل إن بعض الزملاء ـ لا سامحهم الله ـ اعتبروا ما صدر عن الرئيس آنذاك شجاعة وجأشا يستحق عليه مكافأة!
كما أن معظم العناوين تجاهلت الحديث عن قضية توقيف الدبلوماسي الجزائري المتهم في قضية اغتيال علي مسيلي، في حين أن الخبر تداولته كل وسائل الإعلام الأجنبية، وبعض العناوين الوطنية، وعدم إعطاء المعلومة ليس كفيلا بإخفائها أو إسدال الستار ليها، بدليل أن الدبلوماسي حساني ما يزال حبيس التراب الفرنسي، في وقت يحمل فيه جواز سفر دبلوماسيا، وهي إهانة ما بعدها إهانة في جزائر العزة والكرامة!
وبعد كل هذا، هل يهم ما تقوله الصحف إذا كان الواقع يقول غير ذلك، بمعنى لو كان نظام بوتفليقة قد نجح في مهمته، ووفّى بوعوده، وغيّر حياة الجزائريين إلى الأحسن، هل كان سيكترث بأي حملة عفوية أو حقيقية أو مفتعلة تقودها الصحف الجزائرية، أو حتى وسائل الإعلام العالمية مجتمعة· بالتأكيد لا، لأنه لو قال ألف أعمى بأن الشمس غير موجودة، وقال مبصر واحد أن الشمس موجودة، فهل يمكن أن نصدق أن الشمس غير موجودة؟
وبالتالي إذا كانت الصحافة قد تشجعت وقررت أن تكسر القيود التي فرضت عليها أو فرضتها هي على نفسها، فذلك شيء لا يمكن إلا أن نرحب به، أما إذا كان الأمر يتعلق بسيناريو جديد رسم لتحضير رئاسيات ,2009 وأسند فيه للصحافة دور ما، فذلك أمر لا يمكن لعاقل أن يقره، لأن المهنة هي التي ستدفع الثمن غاليا، مهما كانت نهاية السيناريو المرسوم، وحتى لو كان كاتب هذا السيناريو تغير عن ذلك الذي كان في رئاسيات ,2004 لأن زمن الكلاب المدربة التي توظف مناسباتيا، يجب أن ينتهي، خاصة في مهنة الصحافة التي يجب أن تسمو فوق دور ''الكومبارس'' المسنود لها في كل مرة·
