نكفره احتياطا !!!
17-09-2008, 02:47 PM
نكفره إحتياطاً!!!



الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على إمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،



وبعد:


كنت جالساً أشاهد إحد البرامج الدينية!! والتي تبثها إحدى الفضائيات الدينية- وما أكثرها اليوم-
وكان هذا البرنامج يضم شيخاً وطلاباً يحيطون به وهو يخوض ويتشعب معهم في موضوعٍ قديم جديد
أعني به موضوع الحكم على الآخريين، وتقييمهم في ميزان الشرع من خلال أقوالهم، وأفعالهم، والتي منها كتاباتهم بالتأكيد.
وحتى هذه اللحظة لم يكن في القضية ما يستحق الوقوف عنده.
ولكن وفي لحظةٍ واحدة إستجد في الموضوع أمراً أدهشني وأقلقني في الوقت نفسه!!
وذلك عندما سأل أحد الطلبة شيخه عن رأيه في أحد الكتاب الموجودين في الساحة والذي –كما يرى الطالب- في كتاباته مسحة من الحداثة.
وحتى الآن ليست ثمة مشكلة.
إنما المشكلة كانت تكمن في جواب الشيخ!
أتدرون ماذا كان جوابه؟
لقد قال له: لم نقرأ له، ولكن نكفرهُ احتياطاً!!!!؟
وهنا قفزتُ من مكاني وأنا أصيح: الله أكبر... آن لإبي حنيفة أن يمد رجله!!
نعم إخواني: كيف لا وقد وصل بنا الحال أن نكفر الناس إحتياطاً!!
إن هذه الحالة التي اكلمكم عنها هنا ليست حالةً شاذةً لكي تضيع في بحر الصواب، كما أنها ليست زلةُ قلم فتضيع بين السطور، ولا هي هفوةُ لسان أنزلقت بها الشفتان، ولا هي شطحةُ صوفي أخطأ من كثرة الهذيان!!
لو كان الأمر شيئاً من ذلك، لكان هيناً، ولما استحق منا الوقوف عنده.
ولكن المشكلة أن هذه الحالة الجديدة أصبحت ظاهرة تمتد بإمتداد الشبكة العنكبوتية طولاً وعرضاً وتتوسع بتوسع الإتصالات، والفضائيات!
ولاعجب أن يحصل ذلك في زمن صار فيه النت: شيخاً، ومعلماً، وقاضياً، ومفتياً، وملهماً، ومنظراً، ..و ..و..!!
ومن لم يصدق ما أقول فليقم بجولةٍ خاطفةٍ وسريعة على مواقع الشبكة العنكبوتية، وعلى غرف البالتوك، ثم لينظر إلى الكم الهائل من ألفاظ التفسيق، والتضليل، والتكفير، والرمي بالردة، والتهمة بالزندقة، ونحو ذلك...
هذا فضلاً عن ألفاظ: السب، والشتم، والقذف، واللعن ..و..!! والتي هي أهون من سابقتها بكل حال!
لينظر إلى الكم الهائل من الأسماء التي يتم طرحها في كل يوم في مزاد التجريح، والتشريح!!
هكذا من غير ضوابط يتقيدُ بها، ولا قواعد ينطلق منها، ولا حتى إلمام بعلم روايةٍ، أو علم دراية!!
أقول يا إخواني: علينا أن نتقي الله في أنفسنا، ونحذر من هذا المطب العظيم، والمنزلق الخطير الذي ننجرُ إليه.
أعني به: منزلق المسارعة في تكفير الناس، من غير أدلة كافية، ومعرفةٍ وافيةٍ، بالشخص محل النظر، فضلاً عن أن يكون ذلك بطريق الإحتياط!!
لا سيما وقد تقرر عند أهل العلم: أن من ثبت إسلامهُ بيقين، فلا يزول منه بالشك.



والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته

منقول

ملاحظة : لم يكن بالمقدور تغيير عنوان الموضوع فتم حذفه وإعادة وضعه