واش درت لك يا ولد بلادي*** واش داروا لك أولادي؟
21-09-2008, 05:18 AM
واش درت لك يا ولد بلادي*** واش داروا لك أولادي؟
لم يكن شيئا مذكورا في ذاكرة الجزائريين الذين ولدوا قبيل الاستقلال وما بعدها. القليل منا من كان يسمع به لأسباب خاصة بجزائر الاستقلال. مع العلم أن اسمه قد سجل بماء من الذهب في مناسبات تتعلق بمقومات الهوية الجزائرية الحديثة. فقد غاب أو غيّب اسمه مدة ثمانية وعشرين سنة من الزمن وكان يعد خلالها من الغابرين. فجأة، وبإيعاز من فاعل، يلملم الغبار ويعود الروح فيظهر أمام أعين الشباب كأنه المهدي المنتظر وتشرئب إليه الأعناق. لقد كنت من جملة المخدوعين لما صدقت ما كان يوصف به من الخصال المغرية، فانطفأت ثورتي ودخلت في الصف أنتظر مثل الجزائريين. ولم يدم الانتظار وعرفت أن الرجل لم ينس نكبات الدهر.
كان لأخي وصديقي ماسينسا أن يشاركني أحاسيسي المثقلة بالمخاوف. قلت له إن الرجل قد ينقذ ماء الوجه بالنزوع إلى إرضاء الذين جاؤوا به. فهو قد شاب وتنزّه عن مآسي الجزائر كما أعطى الدليل أنه يحب الجزائر لما ابتعد عن البلاط.
- ثمانية وعشرون سنة من الغربة وفي المغرب في عهد بومدين، تعجب صاحبي، وتعتقد أن بإمكانه أن يسيّر هذا البلد! إن هذا الرجل مريض. إنه مصاب في عقله. سيقتلونه لا محالة.
- أنت أيضا أضنك مريض. لماذا هذه السوداوية؟ منذ ثمانية وعشرين سنة وهو تحت الطاعة الملكية، فكيف لا يطيع ذويه؟ مع العلم أن الشرط الرئيس كي تنجو في بلادنا أن تكون طيعا.
- إذن، في هذه الحالة يا أخي، عليك أن تحضر نفسك لغياب طويل. نحن الآن في وضع لا يحسدنا عليه إلا من كان مريضا أو جاهلا. فطاعته لهم ستجعلنا من الغائبين إلا إذا دخلنا الصف وتراجعا عن أفكارنا التي كانت سببا في عودته. فهمت؟
- ماذا تعني، سألته متعجبا؟
- لماذا استقال أو أقيل الرئيس الشاذلي؟ لأنه بكل بساطة، لا يريد أن يستجيب لرغباتهم التي منها إلغاء الانتخابات وحل الجبهة الإسلامية وهي نفسها الرغبات التي أبدتها الحكومات الغربية.
- الجزائر في خطر يا أخي. أنت هنا تعيد رسم صورة جزائر ما قبل إنزال سيدي فرج. وإن لم يكن هناك لا قوات ولا أسلحة. الاستعمار هذه المرة، ليس فرنسا ولا إنجلترا وإنما هي العولمة. إننا فعلا أمام خيارين لا ثالث لهما: أن نرضخ للأمر الواقع بما يفرضه علينا من التضحيات والتنازلات من أجل أن تحيا الجزائر إلى حين نجمع قوانا لنعيد الكرة وننزعها من مخالب الاستعمار الجديد؛ أو نواجه ونقاوم عدوا لا نعرفه ونحن ضعفاء بدون ضمانات إلا الهزيمة التي ستلحقنا من أنفسنا وتذهب الجزائر في مهب الرياح.
- أنا أوافقك تماما. فماذا تختار أنت؟
- أنا أختار الحل الأول كي لا نعطي مبررا للعابثين لينقضوا على الجزائر.
- وأنا سأمسح نفسي مسحا وسأفعل المستحيل كي لا ارفع يدي ضد أي كان وأنتظر.
لم ننتظر كثيرا كي نعرف أن الرجل إنما جاء لنذهب نحن...
لم يكن شيئا مذكورا في ذاكرة الجزائريين الذين ولدوا قبيل الاستقلال وما بعدها. القليل منا من كان يسمع به لأسباب خاصة بجزائر الاستقلال. مع العلم أن اسمه قد سجل بماء من الذهب في مناسبات تتعلق بمقومات الهوية الجزائرية الحديثة. فقد غاب أو غيّب اسمه مدة ثمانية وعشرين سنة من الزمن وكان يعد خلالها من الغابرين. فجأة، وبإيعاز من فاعل، يلملم الغبار ويعود الروح فيظهر أمام أعين الشباب كأنه المهدي المنتظر وتشرئب إليه الأعناق. لقد كنت من جملة المخدوعين لما صدقت ما كان يوصف به من الخصال المغرية، فانطفأت ثورتي ودخلت في الصف أنتظر مثل الجزائريين. ولم يدم الانتظار وعرفت أن الرجل لم ينس نكبات الدهر.
كان لأخي وصديقي ماسينسا أن يشاركني أحاسيسي المثقلة بالمخاوف. قلت له إن الرجل قد ينقذ ماء الوجه بالنزوع إلى إرضاء الذين جاؤوا به. فهو قد شاب وتنزّه عن مآسي الجزائر كما أعطى الدليل أنه يحب الجزائر لما ابتعد عن البلاط.
- ثمانية وعشرون سنة من الغربة وفي المغرب في عهد بومدين، تعجب صاحبي، وتعتقد أن بإمكانه أن يسيّر هذا البلد! إن هذا الرجل مريض. إنه مصاب في عقله. سيقتلونه لا محالة.
- أنت أيضا أضنك مريض. لماذا هذه السوداوية؟ منذ ثمانية وعشرين سنة وهو تحت الطاعة الملكية، فكيف لا يطيع ذويه؟ مع العلم أن الشرط الرئيس كي تنجو في بلادنا أن تكون طيعا.
- إذن، في هذه الحالة يا أخي، عليك أن تحضر نفسك لغياب طويل. نحن الآن في وضع لا يحسدنا عليه إلا من كان مريضا أو جاهلا. فطاعته لهم ستجعلنا من الغائبين إلا إذا دخلنا الصف وتراجعا عن أفكارنا التي كانت سببا في عودته. فهمت؟
- ماذا تعني، سألته متعجبا؟
- لماذا استقال أو أقيل الرئيس الشاذلي؟ لأنه بكل بساطة، لا يريد أن يستجيب لرغباتهم التي منها إلغاء الانتخابات وحل الجبهة الإسلامية وهي نفسها الرغبات التي أبدتها الحكومات الغربية.
- الجزائر في خطر يا أخي. أنت هنا تعيد رسم صورة جزائر ما قبل إنزال سيدي فرج. وإن لم يكن هناك لا قوات ولا أسلحة. الاستعمار هذه المرة، ليس فرنسا ولا إنجلترا وإنما هي العولمة. إننا فعلا أمام خيارين لا ثالث لهما: أن نرضخ للأمر الواقع بما يفرضه علينا من التضحيات والتنازلات من أجل أن تحيا الجزائر إلى حين نجمع قوانا لنعيد الكرة وننزعها من مخالب الاستعمار الجديد؛ أو نواجه ونقاوم عدوا لا نعرفه ونحن ضعفاء بدون ضمانات إلا الهزيمة التي ستلحقنا من أنفسنا وتذهب الجزائر في مهب الرياح.
- أنا أوافقك تماما. فماذا تختار أنت؟
- أنا أختار الحل الأول كي لا نعطي مبررا للعابثين لينقضوا على الجزائر.
- وأنا سأمسح نفسي مسحا وسأفعل المستحيل كي لا ارفع يدي ضد أي كان وأنتظر.
لم ننتظر كثيرا كي نعرف أن الرجل إنما جاء لنذهب نحن...
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة






