قصـة الاغتيـال.
05-10-2008, 11:18 PM
قصـة الاغتيـال.
يـروي أحـد "التائبين" أحـداث عمليـة الاغتيـال فيقـول : "عندمـا تقـرّر التنقـل إلـى منطقـة بوفاريك، علـى بعـد 100 كم جنـوب العاصمـة، لم نكـن نعلـم بالتحديـد مـا وراء القصـد. فقـد قيـل لنا أننـا سنرافق وفـدا في مهمـة سريـة إلى هذه المنطقـة، ولا يتعـدى عملنا تأمين المسيـر. وعرفنـا أثنـاء السفــر أن الوفـد كان يضـم رجلين هما الوحيدان اللذان يملكـان التفويض الرسمي من الجبهـة الإسلامية بعد عمليـة الاعتقـال. كلّفتهما الجماعـة بمهمـة الصلـح بين جماعتين متناحرتين، إحداهمـا يترأسهـا زيتونـي المعروف بالسفـاح. ورغـم تآلفنـا مع هذا النـوع من المهـام، فقد بـدا الأمـر خطيرا جدا لأن ذلك المجـرم معـروف بغـدره وعداوتـه الشديـدة لقيـادي جيـش الإنقـاذ والكل على علم بعلاقاتـه مع المخابرات. ومـع ذلك لم يكـن لنـا خيـار التراجـع ونحـن في طريـق محفوفـة بالمخاطـر.
كان الطريـق – على خلاف العادة- خاليـا من حواجـز الدرك والعسكـر. وهو أمـر قد أثـار مخاوفنـا. وعند بلوغنـا مكان اللقـاء، لاح لنا عن بعـد حاجـز من الدرك وكأنـه يذكرنـا بنهايـة المسيـر. وعلى مقربـة مـن مكـان اللقـاء، توغـل الجميع داخـل الغابـة وبقيت أنا، رفقـة اثنين من الاخـوة "المجاهدين"، نراقب المؤخـرة من داخـل السيـارة.
كان في استقبالنـا ثلاثـة من المقاتلين بالـزي الأفغانـي، يحملـون أسلحـة متطــورة. وكـان اللقـاء جافـا يخلـو من مراسيم الترحيب التي ألفناهـا كالعنـاق والمصافحـة! حينئذ، عرفت أن علينـا بالاحتيـاط والحـذر. ولمـا تـوارى الجميع داخل الغابـة، نزلنـا من السيـارة وبقينـا على حافـة الطريق فوق ربـوة عالية ننتظـر الإذن بالتحـاق الركب. وفي ذلك الجـو المشحـون بالقلق، أشـار إلينا أحـد المقاتلين بالتقـدم، لكننا أبينـا... وفي لمـح من البصـر، اختلط الحابل بالنابـل وتحـول الهـدوء الذي كان يسـود المنطقـة إلى جحيـم. سمعنـا صـوت الرصاص يـدوي داخل الغابـة وفي نفس الوقت بدأت تلـوح وراءنا عشـرات الشاحنـات العسكريـة متوجهـة نحـونا ثم تلتها طائـرة مروحيـة تطلق النيرا ن بإحكـام. ولما شرعت في الإنـزال اخترنـا مواقعنـا تأهبـا للمواجهـة. لكننـا عجزنـا بعد أن اكتشفنـا أننـا محاطيـن من كل جانب في طـوق من النيران، ونحن لا نملك إلا القليل مـن الذخيـرة وأسلحتنا لا تقـوى على الـرّد. وما كـان لنا إلا الاحتمـاء بالشعـاب والأشجـار، نحـاول الإفلات من الحصـار.
في الوقت الذي أخـذ العسكـر يختـارون مواقعهـم تأهبا للقتـال، تمكننـا من الانسحـاب من منطقـة العمليـات واحتمينـا بملجـإ صنعـه المقاتلون من قبـل، وسـط مقبـرة مسيحيـة. وبفضـل أحـد مقاتلـي الجماعـة المسلحـة، نجونـا نحن الأربعـة وقد أخبرنـا أن زيتونـي هو المدبّـر للكميـن. ثم عـرض علينـا خدماتـه مقابـل الانضمـام إلينـا، هاربـا من ذلك المجـرم السفـاح. حينـذاك، لم يكـن في وسعنـا رفـض عرضـه وهـو منقذنـا مـن هـلاك أكيـد ثـم إنـه رجـل كنـا نعرفـه قبـل ذلك اليـوم. وهو يعـرف المنطقـة جيـدا. فقـد نصحنـا باللجـوء، مـرة أخـرى، إلـى دار مهجـورة مجـاورة لإحـدى القـرى التي ما تـزال تعمـل لحسـاب زيتونيي. ولبثنـا فيهـا ليلـة كاملـة ثم تحرّكنـا شرقـا، تجنبـا لعمليات التمشيـط التـي شـرعت فيها قـوات الجيش والدرك. وبفضـل هـذا الرجـل، استطعنـا الدخـول إلى المدينـة ومنهـا إلـى أحـد الأحيـاء النائيـة، أيـن استضافتنـا عائلـة تعمـل لحسـاب زيتونيي، وهي تنـوي النـزوح إلى العاصمـة هـروبا من بطش الجماعات المسلحـة.
كانت الشمس تميـل إلى الغـروب وكان الجـو هـادئا، نسمـع خلالـه صـوت الطائـرات المروحيـة وهـي تقـذف بالصواريـخ مركـزة نيرانهـا علـى المنطقـة التـي انسحبنـا منها. كنـا أربعـة من الناجيـن من الكمين، خامسنـا هـو دليلنـا الـذي يبـدو عليـه القلـق من الصدمـة. بقي صامتـا طـوال مـا كانت الطائـرات تلفـظ نيرانهـا. ولما سكتت، كـان يـؤذن لصـلاة المغـرب فصلينـا ثم تناولنـا قليلا من الطعـام ثم انتشرنـا مـرة أخـرى طالبيـن مقـر قيـادة جماعتنا الـذي بلغنـاه مـع بـزوغ الفجـر. هنـاك عرفنـا تفاصيـل ما حـدث لنـا. وبعد أيـام قليلـة من تلك الحادثـة يحتـرق الجميـع بنـار الثـأر ويعقـدون العـزم علـى محاربـة شياطيـن زيتونيي أينمـا كانـوا.. فينقلب ذلك إلـى نصـر مبين لعمـلاء النظـام الحاكم من الذيـن يسيـّرون هـذه الحـرب القـذرة.
يـرى العارفـون أنه ابتـداء من هـذا التاريـخ، يتحـول العمل المسلح إلى مجـرد وسيلـة بيـد طغمـة متستـرة بالنظـام الحاكـم وعملائـه. يفعـلون ما يشـاءون، على الرغـم من إفـلات بعضهـم فيتلاعبـون بنفـوس البشر.. وتأكـد الجميـع أن ما كان يسمـى بالجماعـات (الإسلامية) المسلحـة، ما هي إلا مجموعات مـن الحاقديـن على كل مـن يـدبّ علـى الأرض. تستعملهـا المخابـرات العالميـة وأصحـاب الأعمال والمـال لقضـاء حاجاتهـا. فباستثنـاء بعض الجيـوب التي بقيت تحـارب رمـوز النظام وهي منهكـة القـوى، استـوى جميـع حملـة السـلاح في قهـر المواطنيـن. ولم تعـد آلـة الدمـار تضـرب إلا من سوّلت لـه نفسـه المسـاس بمصالحه. وتحـول "الإرهـاب" إلـى مؤسسـة مـن مؤسسـات النظـام الحاكم دون أن تعلـن في الجريـدة الرسميـة. فـوزّعـت المهـام بيـن مختلف أنـواع المسلحيـن وأحيـط المواطنـون مـن كل جـانب وحبسوا في قفص من شياطيـن الإنـس. وتضافـرت الجهـود لإذاقتـهم مـزيدا مـن مـرارة العيش، حتـى ضـاقت بهـم الأرض وعجــزوا حتـى عـن الفـرار. أمـا مـن بقـي مـن المقاتليـن الإسلامييـن، فقـد حاولـوا لـمّ الشتـات، لكنـهم عجـزوا بعـد أن افتقـدوا علّـة وجودهـم وأعلنـوا فشلـهم علـى المواجهـة وحمايـة رموزهـم... بـل أصبحـوا عرضـة للاختـراق، فتفجـرت تلك الجيـوب المتناثـرة إلـى جماعـات يضـرب بعضهـا بعضـا وتسـدّ مسـدّ قـوات الأمـن المنهمكـة في عمـل يصعب فهـم أبعـاده. ولم يبـق لـهم إلا التحصين لحمايـة أنفسـهم، جاعليـن المواطنيـن درعـا، على وهنـه. لكنـهم لـم يتوقفـوا على إنتـاج الخـراب والأحـزان بـل إنهـم أصبحـوا عرضـة للاستغـلال من قبـل أعـدائـهم.
يـروي أحـد "التائبين" أحـداث عمليـة الاغتيـال فيقـول : "عندمـا تقـرّر التنقـل إلـى منطقـة بوفاريك، علـى بعـد 100 كم جنـوب العاصمـة، لم نكـن نعلـم بالتحديـد مـا وراء القصـد. فقـد قيـل لنا أننـا سنرافق وفـدا في مهمـة سريـة إلى هذه المنطقـة، ولا يتعـدى عملنا تأمين المسيـر. وعرفنـا أثنـاء السفــر أن الوفـد كان يضـم رجلين هما الوحيدان اللذان يملكـان التفويض الرسمي من الجبهـة الإسلامية بعد عمليـة الاعتقـال. كلّفتهما الجماعـة بمهمـة الصلـح بين جماعتين متناحرتين، إحداهمـا يترأسهـا زيتونـي المعروف بالسفـاح. ورغـم تآلفنـا مع هذا النـوع من المهـام، فقد بـدا الأمـر خطيرا جدا لأن ذلك المجـرم معـروف بغـدره وعداوتـه الشديـدة لقيـادي جيـش الإنقـاذ والكل على علم بعلاقاتـه مع المخابرات. ومـع ذلك لم يكـن لنـا خيـار التراجـع ونحـن في طريـق محفوفـة بالمخاطـر.
كان الطريـق – على خلاف العادة- خاليـا من حواجـز الدرك والعسكـر. وهو أمـر قد أثـار مخاوفنـا. وعند بلوغنـا مكان اللقـاء، لاح لنا عن بعـد حاجـز من الدرك وكأنـه يذكرنـا بنهايـة المسيـر. وعلى مقربـة مـن مكـان اللقـاء، توغـل الجميع داخـل الغابـة وبقيت أنا، رفقـة اثنين من الاخـوة "المجاهدين"، نراقب المؤخـرة من داخـل السيـارة.
كان في استقبالنـا ثلاثـة من المقاتلين بالـزي الأفغانـي، يحملـون أسلحـة متطــورة. وكـان اللقـاء جافـا يخلـو من مراسيم الترحيب التي ألفناهـا كالعنـاق والمصافحـة! حينئذ، عرفت أن علينـا بالاحتيـاط والحـذر. ولمـا تـوارى الجميع داخل الغابـة، نزلنـا من السيـارة وبقينـا على حافـة الطريق فوق ربـوة عالية ننتظـر الإذن بالتحـاق الركب. وفي ذلك الجـو المشحـون بالقلق، أشـار إلينا أحـد المقاتلين بالتقـدم، لكننا أبينـا... وفي لمـح من البصـر، اختلط الحابل بالنابـل وتحـول الهـدوء الذي كان يسـود المنطقـة إلى جحيـم. سمعنـا صـوت الرصاص يـدوي داخل الغابـة وفي نفس الوقت بدأت تلـوح وراءنا عشـرات الشاحنـات العسكريـة متوجهـة نحـونا ثم تلتها طائـرة مروحيـة تطلق النيرا ن بإحكـام. ولما شرعت في الإنـزال اخترنـا مواقعنـا تأهبـا للمواجهـة. لكننـا عجزنـا بعد أن اكتشفنـا أننـا محاطيـن من كل جانب في طـوق من النيران، ونحن لا نملك إلا القليل مـن الذخيـرة وأسلحتنا لا تقـوى على الـرّد. وما كـان لنا إلا الاحتمـاء بالشعـاب والأشجـار، نحـاول الإفلات من الحصـار.
في الوقت الذي أخـذ العسكـر يختـارون مواقعهـم تأهبا للقتـال، تمكننـا من الانسحـاب من منطقـة العمليـات واحتمينـا بملجـإ صنعـه المقاتلون من قبـل، وسـط مقبـرة مسيحيـة. وبفضـل أحـد مقاتلـي الجماعـة المسلحـة، نجونـا نحن الأربعـة وقد أخبرنـا أن زيتونـي هو المدبّـر للكميـن. ثم عـرض علينـا خدماتـه مقابـل الانضمـام إلينـا، هاربـا من ذلك المجـرم السفـاح. حينـذاك، لم يكـن في وسعنـا رفـض عرضـه وهـو منقذنـا مـن هـلاك أكيـد ثـم إنـه رجـل كنـا نعرفـه قبـل ذلك اليـوم. وهو يعـرف المنطقـة جيـدا. فقـد نصحنـا باللجـوء، مـرة أخـرى، إلـى دار مهجـورة مجـاورة لإحـدى القـرى التي ما تـزال تعمـل لحسـاب زيتونيي. ولبثنـا فيهـا ليلـة كاملـة ثم تحرّكنـا شرقـا، تجنبـا لعمليات التمشيـط التـي شـرعت فيها قـوات الجيش والدرك. وبفضـل هـذا الرجـل، استطعنـا الدخـول إلى المدينـة ومنهـا إلـى أحـد الأحيـاء النائيـة، أيـن استضافتنـا عائلـة تعمـل لحسـاب زيتونيي، وهي تنـوي النـزوح إلى العاصمـة هـروبا من بطش الجماعات المسلحـة.
كانت الشمس تميـل إلى الغـروب وكان الجـو هـادئا، نسمـع خلالـه صـوت الطائـرات المروحيـة وهـي تقـذف بالصواريـخ مركـزة نيرانهـا علـى المنطقـة التـي انسحبنـا منها. كنـا أربعـة من الناجيـن من الكمين، خامسنـا هـو دليلنـا الـذي يبـدو عليـه القلـق من الصدمـة. بقي صامتـا طـوال مـا كانت الطائـرات تلفـظ نيرانهـا. ولما سكتت، كـان يـؤذن لصـلاة المغـرب فصلينـا ثم تناولنـا قليلا من الطعـام ثم انتشرنـا مـرة أخـرى طالبيـن مقـر قيـادة جماعتنا الـذي بلغنـاه مـع بـزوغ الفجـر. هنـاك عرفنـا تفاصيـل ما حـدث لنـا. وبعد أيـام قليلـة من تلك الحادثـة يحتـرق الجميـع بنـار الثـأر ويعقـدون العـزم علـى محاربـة شياطيـن زيتونيي أينمـا كانـوا.. فينقلب ذلك إلـى نصـر مبين لعمـلاء النظـام الحاكم من الذيـن يسيـّرون هـذه الحـرب القـذرة.
يـرى العارفـون أنه ابتـداء من هـذا التاريـخ، يتحـول العمل المسلح إلى مجـرد وسيلـة بيـد طغمـة متستـرة بالنظـام الحاكـم وعملائـه. يفعـلون ما يشـاءون، على الرغـم من إفـلات بعضهـم فيتلاعبـون بنفـوس البشر.. وتأكـد الجميـع أن ما كان يسمـى بالجماعـات (الإسلامية) المسلحـة، ما هي إلا مجموعات مـن الحاقديـن على كل مـن يـدبّ علـى الأرض. تستعملهـا المخابـرات العالميـة وأصحـاب الأعمال والمـال لقضـاء حاجاتهـا. فباستثنـاء بعض الجيـوب التي بقيت تحـارب رمـوز النظام وهي منهكـة القـوى، استـوى جميـع حملـة السـلاح في قهـر المواطنيـن. ولم تعـد آلـة الدمـار تضـرب إلا من سوّلت لـه نفسـه المسـاس بمصالحه. وتحـول "الإرهـاب" إلـى مؤسسـة مـن مؤسسـات النظـام الحاكم دون أن تعلـن في الجريـدة الرسميـة. فـوزّعـت المهـام بيـن مختلف أنـواع المسلحيـن وأحيـط المواطنـون مـن كل جـانب وحبسوا في قفص من شياطيـن الإنـس. وتضافـرت الجهـود لإذاقتـهم مـزيدا مـن مـرارة العيش، حتـى ضـاقت بهـم الأرض وعجــزوا حتـى عـن الفـرار. أمـا مـن بقـي مـن المقاتليـن الإسلامييـن، فقـد حاولـوا لـمّ الشتـات، لكنـهم عجـزوا بعـد أن افتقـدوا علّـة وجودهـم وأعلنـوا فشلـهم علـى المواجهـة وحمايـة رموزهـم... بـل أصبحـوا عرضـة للاختـراق، فتفجـرت تلك الجيـوب المتناثـرة إلـى جماعـات يضـرب بعضهـا بعضـا وتسـدّ مسـدّ قـوات الأمـن المنهمكـة في عمـل يصعب فهـم أبعـاده. ولم يبـق لـهم إلا التحصين لحمايـة أنفسـهم، جاعليـن المواطنيـن درعـا، على وهنـه. لكنـهم لـم يتوقفـوا على إنتـاج الخـراب والأحـزان بـل إنهـم أصبحـوا عرضـة للاستغـلال من قبـل أعـدائـهم.
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة





