أهل الأهواء وذكر شيء من علاماتهم
17-11-2008, 09:59 AM
أهل الأهواء وذكر شيء من علاماتهم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذه أبواب ذكرتها من الآثار السلفية الصحيحة في ذكر علامات أهل الأهواء أسأل الله أن ينفع بها
اجتهاد أهل الأهواء ليس بنافع لهم فلا يغتر بحالهم :
عن أبي الزبير ، عن جابر رضي الله عنه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من حنين ، وفي ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي ، فقال : يا محمد ، اعدل . فقال صلوات الله وسلامه عليه : ويلك ، ومن يعدل إذا لم أكن أعدل ؟ لقد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله دعني أقتل هذا المنافق ، فقال صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ، هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. الشريعة للآجري
وعن سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما - وذكر له الخوارج ، واجتهادهم وصلاحهم - فقال رضي الله عنه : ليسوا هم بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى ، وهم على ضلالة . الشريعة للآجري
قال الآجري بعد أن ساق نصوصا عديدة في هذا : (فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام ، عادلاً كان الإمام أم جائراً ، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج . وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قلته أخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين ، بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع أئمه المسلمين) . الشريعة للآجري
من علاماتهم أنهم لايأخذون من الأدلة إلا ماوافق هواهم :
أخرج ابن أبي عاصم في السنة عن أبي عامر الهوزني عبد الله بن لحى عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يكون أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه مفصل إلا دخله)).
وقال الألباني : حديث صحيح بما بعده رجاله أن هشام بن عمار فيه ضعف لكنه قد توبع كما يأتي.
قال الشاطبي : (ولذلك سمى أهل البدع أهل الأهواء لانهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها والتعويل عليها حتى يصدروا عنها بل قدموا أهواءهم واعتمدوا على آرائهم ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظورا فيها من وراء ذلك ) . الاعتصام للشاطبي
من علامات أهل الأهواء الإستدلال بالمتشابه وترك المحكم :
عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه حتى فرغ منها قال:
((قد سماهم الله تبارك وتعالى فإذا رأيتموهم فاحذروهم)).
عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : ذكر لابن عباس رضي الله عنهما الخوارج وما يصيبهم عند قراءة القرآن ؟ فقال رضي الله عنه : يؤمنون بمحكمه ، ويضلون عند متشابهه ، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون : آمنا به . الشريعة للآجري
من علاماتهم الحيرة والغفلة :
عن سليمان بن أبي نشيط ، عن الحسن - وذكر الخوارج - قال : حيارى سكارى ، ليسوا يهوداً ولا نصارى ، ولا مجوساً فيعذرون . الشريعة للآجري
من علاماتهم التخريب والفساد في الأرض على جهل وهوى :
فعن المعلى بن زياد قال قيل للحسن : يا أبا سعيد ، خرج خارجي بالخريبة - محلة عند البصرة - فقال : (المسكين رأى منكراً فأنكره ، فوقع فيما هو أنكر منه ). الشريعة للآجري
خرج ابن وهب بسند مقطوع عن الحسن قال: ( العامل على غير علم كالسائر على غير طريق و العامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بترك العبادة واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بترك العلم فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا - يعنى الخوارج - والله أعلم لأنهم قرأوا القرآن ولم يتفقهوا حسبما أشار إليه الحديث يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ) . الشريعة للآجري
وروى عن مكحول أنه قال: ( تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا وتفقه السفلة فساد الدين) . الشريعة للآجري
من علاماتهم أنهم أهل ضلال وتحريف لكتاب الله وللسنة:
وعن أبى الزناد أنه قال: ( وأيم الله إن كنا لنلتقط السنن من أهل الفقه والثقة ونتعلمها شبيها بتعلمنا آي القرآن وما برح من أدركنا من أهل الفقه والفضل من خيار أولية الناس بعيبون أهل الجدل والتنقيب والأخذ بالراي وينهون عن لقائهم ومجالستهم ويحذروننا مقاربتهم أشد التحذير ويخبرون أنهم أهل ضلال وتحريف لتأويل كتاب الله وسنن رسوله وما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى كره المسائل وناحية التنقيب والبحث وزجر عن ذلك وحذره المسلمين في غير موطن
حتى كان من قوله كراهية لذلك ذرونى ما تركتكم فإنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شىء فاجتنبوه ). الإعتصام للشاطبي
من علامات أهل البدع مفارقة الجماعة والإختلاف :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : ((من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ))أخرجه مسلم .
عن أيوب عن أبي رجاء قال سمعت ابن عباس يقول : (من فارق الجماعة شبرا فمات فميته جاهلية)
إسناده صحيح. السنة للخلال
ونقل عبيد عن حميد بن مهران قال سألت الحسن كيف يصنع أهل هذه الاهواء الخبيثه بهذه الآيه في آل عمران ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات قال : (نبذوها ورب الكعبة وراء ظهورهم ). الاعتصام للشاطبي
من علاماتهم اتخاذ الجهال والضلال أربابا في أمورهم وتقليدهم لهم في دينهم :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)) . وقال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1551 في صحيح الجامع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : ((إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ))رواه أحمد . وقال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1554 في صحيح الجامع
قلت : لاتغتر أيها السني بفصاحتهم وبلاغتهم فأهل البدع أهل لسان كما ذكر ابن القيم –رحمه الله –وقد قال الله تعالى في المنافقين : {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4
قال في الجلالين : (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) لجمالها (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحتها (كأنهم) من عظم أجسامهم في ترك التفهم (خشب) بسكون الشين وضمها (مسندة) ممالة إلى الجدار (يحسبون كل صيحة) تصاح كنداء في العسكر وإنشاء ضالة (عليهم) لما في قلوبهم من الرعب أن ينزل فيهم ما يبيح دماءهم (هم العدو فاحذرهم) فإنهم يفشون سرك للكفار (قاتلهم الله) أهلكهم (أنى يؤفكون) كيف يصرفون عن الإيمان بعد قيام البرهان ) .
قال ابن بطة العكبري في مقدمته لكتابه الإبانة : ( أني لما رأيت ما قد عم الناس وأظهروه وغلب عليهم فاستحسنوه من فظائع الأهواء وقذائع الآراء وتحريف سنتهم وتبديل دينهم حتى صار ذلك سببا لفرقتهم وفتح باب البلية والعمى على أفئدتهم وتشتيت ألفتهم وتفريق جماعتهم فنبذوا الكتاب وراء ظهورهم واتخذوا الجهال والضلال أربابا في أمورهم من بعد ما جاءهم العلم من ربهم (و) استعملوا الخصومات فيما يدعون وقطعوا الشهادات عليها بالظنون واحتجوا بالبهتان فيما ينتحلون وقلدوا في دينهم الذين لا يعلمون فيما لا برهان لهم به في الكتاب ولا حجة عندهم فيه من الإجماع وأيم الله لكثير مما ألقت الشياطين على أفواه إخوانهم الملحدين من أقاويل الضلال وزخرف المقال من محدثات البدع ( بالقول ) المخترع بدع تشتبه على العقول وفتن تتلجلج في الصدور فلا يقوم لتعرضها بشر ولا يثبت لتلجلجها قدم إلا من عصم الله بالعلم وأيده بالتثبت والحلم، جمعت في هذا الكتاب طرفا مما سمعناه وجملا مما نقلناه عن أئمة الدين وأعلام المسلمين مما نقلوه لنا عن رسول رب العالمين ( ) مما حض عليه من اتبعه من المؤمنين وما أمر به من التمسك بستنه وسلوك طريقته والاقتداء بهديه والاقتفاء لأثره....) الإبانة
من علاماتهم أخذ شيء من الإسلام وترك بعضه وإن ادعوا خلاف ذلك :
وقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) (البقرة:208) وقوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) النساء 60 الآية . وقوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) آل عمران: 106 . قال ابن عباس رضي الله عنه : تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدع والاختلاف. فضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب
من علاماتهم الشك في القلب :
قال البربهاري : (واعلم رحمك الله أنه ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تتبع فيها الأهواء بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح ولا يقال لم ولا كيف فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه الحق والسنة ). شرح السنة
من علاماتهم أنهم أسرع الناس للردة :
عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه كان يرى أن أسرع الناس ردة : أهل الأهواء .الشريعة للآجري
من علاماتهم انتحال العالم السني وأنه موافق لهم :
قال محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم : من إمامكم في مذهبكم هذا ؟ فيقولون : الحسن ، وكذبوا على الحسن ، قد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب القدرية . الشريعة للآجري
قلت : فتبين أن هذا من الكذب على الحسن وتلك عادتهم الكذب على علماء السنة والذابين عنها لايتورعون عن هذا أبدا وانظر ماقال الحسن يكذب مقالتهم عنه :
عن عاصم الأحول قال : سمعت الحسن يقول : (من كذب بالقدر فقد كذب بالحق - مرتين - إن الله عز وجل قدر خلقاً ، وقدر أجلاً ، وقدر بلاء ، وقدر مصيبة ، وقدر معافاة ، فمن كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن) .
قال محمد بن الحسين رحمه الله : (بطل دعوى القدرية على الحسن ، إذ زعموا أنه إمامهم ، يموهون على الناس ، ويكذبون على الحسن ، لقد ضلوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً) .الشريعة للآجري
من علاماتهم مشابهتهم لليهود والنصارى في انحرافهم عن الجادة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ( حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك ) وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي )). وقال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 5343 في صحيح الجامع ما بين قوسين ضعيف عند الألباني .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : (وتمام الحديث قوله: (وتفترق هذبه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا ملة واحدة - قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي ) رواه الترمذي ) فضل الإسلام
من علاماتهم الجدال والخصام :
قال الإمام أحمد أصول السنة عندنا :
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات ، والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين ). أصول السنة للإمام أحمد
وعن عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهباً يقول: ( دع المراء والجدال عن أمرك ، فإنك لا تعجز أحد رجلين : رجل هو أعلم منك ، فكيف تماري وتجادل من هو أعلم منك ؟ ولا يطيعك ، فاقطع ذلك عليك ) . الشريعة للآجري
هل يناظرهم السني ؟
جاء في كتاب السنة للخلال
قال عز وجل وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فاتقوا الله عباد الله واقبلوا وصيته وأمسكوا عن الكلام في هذا فإن الخوض فيها بدعة وضلالة ما سبقكم بها سابق ولا نطق فيها قبلكم ناطق فتظنون إنكم اهتديتم لما ضل عنه من كان قبلكم هيهات هيهات وليس ينبغي لأهل العلم والمعرفة بالله أن يكونوا كلما تكلم جاهل بجهله أن يجيبوه ويحاجوه ويناظروه فيشركوه في مأثمة ويخوضوا معه في بحر خطاياه ولو شاء عمر ابن الخطاب أن يناظر صبيغ ويجمع له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يناظروه ويحاجوه ويبينوا عليه لفعل ولكنه قمع جهله وأوجع ضربه ونفاه في جلده وتركه يتغصص بريقه وينقطع قلبه حسرة بين ظهراني مطرودا منفيا مشردا لا يكلم ولا يجالس ولا يشفا بالحجة والنظر بل تركه يختنق على حرته ولم يبلعه ريقه ومنع الناس من كلامه ومجالسته فهكذا حكم كل من شرع في دين الله بما لم يأذن به الله أن يخبر انه على بدعة وضلالة فيحذر منه وينهي عن كلامه ومجالسته فاسترشدوا العلم واستحضوا العلماء واقبلوا نصحهم واعلموا أنه لن يزال الجاهل بخير ما وجد عالما يقمع جهله ويرده إلى صواب القول والعمل إن من الله
عليه بالقبول فإذا تكلم الجاهل بجهله وعدم الناس العالم أن يرد عليه بعلمه فقد تودع من الخلق وربنا الرحمن ا لمستعان على ما يصفون فالله الله ثم الله الله يا إخوتاه من أهل السنة والجماعة والمحبة للسلامة والعافية في أنفسكم وأديانكم فإنما هي لحومكم ودماؤكم لا تعرضون لما نهىالله عنه عز وجل من الجدل والخوض في آيات الله وأكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر منه وكذلك أئمة الهدى من بعده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ارتضاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم واختاره لهم وكذلك التابعين بإحسان في كل عصر وزمان ينهون عن الجدل والخصومات في الدين ويحذرون من ذلك أشد التحذير.
قال محمد بن الحسين : من كان له علم وعقل ، فيرى جميع ما تقدم ذكري له من أول الكتاب إلى هذا الموضع ، علم أنه محتاج إلى العمل به ، فإن أراد الله عز وجل به خيراً لزم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان من أئمة المسلمين رحمة الله عليهم في كل عصر ، وتعلم العلم لنفسه ، لينتفي عنه الجهل ، وكان مراده أن يتعلمه لله عز وجل ، ولم يكن مراده ، أن يتعلمه للمراء والجدال والخصومات ، ولا لدنيا .
ومن كان هذا مراده سلم إن شاء الله تعالى من الأهواء والبدع والضلالة ، واتبع ما كان عليه من تقدم من أئمة المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم ، وسأل الله تعالى أن يوفقه لذلك .
فإن قال قائل : وإن كان رجل قد علمه الله عز وجل علماً ، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ، ينازعه ويخاصمه ، ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ، ويرد على قوله ؟
قيل له : هذا الذي نهينا عنه ، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين .
فإن قال قائل : فماذا نصنع ؟ .
قيل له : إن كان الذي يسألك مسألته ، مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة ، فأرشده بأرشد ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، وقول أئمة المسلمين . وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك ، فهذا الذي كره لك العلماء ، فلا تناظره ، واحذره على دينك ، كما قال من تقدم من أنمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً .
فإن قال : ندعهم يتكلمون بالباطل ، ونسكت عنهم ؟
قيل له : سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم ، كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين . الشريعة للآجري
وعن مهدي بن ميمون الأزدي قال : سمعت محمداً يعني ابن سيرين ، وما رآه رجل في شيء ، فقال له محمد إني قد أعلم ما تريد ، وأعلم بالمماراة منك ، ولكني لا أماريك ). الشريعة للآجري
قال الآجري : (ألم تسمع رحمك الله إلى ما تقدم ذكرنا له من قول أبي قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة ، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .
ألم تسمع إلى قول الحسن - وقد سأله رجل عن مسألة - فقال : ألا تناظر في الدين ؟
فقال له الحسن : أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أنت أضللت دينك فالتمسه .
ألم تسمع إلى قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل ؟
قال محمد بن الحسين : فمن اقتدى بهؤلاء الأئمة سلم له دينه إن شاء الله تعالى .
فإن قال قائل : فإن اضطر في الأمر وقتاً من الأوقات إلى مناظرتهم ، وإثبات الحجة عليهم ألا يناظرهم ؟
قيل : الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء ، فيمتحن الناس ، ويدعوهم إلى مذهبه ، كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله : ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ، ودعوهم إلى مذهبهم السوء ، فلم يجد العلماء بداً من الذب عن الدين ، وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل ، فناظروهم ضرورة لا اختياراً ، فأثبت الله عز وجل الحق مع أحمد بن حنبل ، ومن كان على طريقته ، وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم ، وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة . وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبداً) . الشريعة للآجر
من مواضيعي
0 السلام عليكم
0 نصيحة إلى أبناء الجزائر: بيان من مشايخ الإصلاح
0 قصة حقيقة مؤثرة/قصة الأخ سليم مع أمه .
0 منبر خاص بالبطاقات الدعوية وصنع التواقيع
0 حتى لا نخرّب أوطاننا بأيدينا/ خطبة جمعة للأخينا الفاضل خالد حمودة -حفظه الله-
0 العِزّة فى الانتساب إلى السلف الصالح
0 نصيحة إلى أبناء الجزائر: بيان من مشايخ الإصلاح
0 قصة حقيقة مؤثرة/قصة الأخ سليم مع أمه .
0 منبر خاص بالبطاقات الدعوية وصنع التواقيع
0 حتى لا نخرّب أوطاننا بأيدينا/ خطبة جمعة للأخينا الفاضل خالد حمودة -حفظه الله-
0 العِزّة فى الانتساب إلى السلف الصالح








