الروائي الجزائري ياسمينة خضرة: ينبغي التوقف عن شيطنة الآخر
05-10-2008, 03:27 PM
الروائي الجزائري ياسمينة خضرة: ينبغي التوقف عن شيطنة الآخر

'ألبير كامو الجزائر' يرى في قيام اتحاد متوسطي امكانية لاخراج الضفة الجنوبية من احباطاتها المتكررة على جميع الاصعدة.
لندن - خلافا لاراء العديد من رجال السياسة والمثقفين في الجزائر، يتفاءل الروائي الجزائري محمد مولسهول المعروف أدبيا باسم زوجته "ياسمينة خضرة"، بمشروع "الاتحاد من اجل المتوسط" الذي اطلقه الرئيس الفرنسي بحضور زعماء اربعين دولة.
ويرى محمد مولسهول وهو عسكري سابق ومدير المركز الثقافي الجزائري بباريس حاليا، ان هذا المشروع يمكن ان يكون له دور كبير في تحريك المياه الراكدة وفك جزء من الانسداد الحاصل في الشرق الأوسط، على مستويات عدة ومن بينها الثقافية والفكرية.
وهبت في الجزائر، قبيل اطلاق قمة الاتحاد من اجل المتوسط، عاصفة سياسية بين مختلف القوى السياسية بسبب موافقة السلطات على المشاركة في مشروع يرى فيه الكثير "غموضا" ونقاط ظلّ مثيرة للجدل.
لكن مولسهول الذي يحاول سبر أغوار انكسارات العالم الإسلامي والعربي في العديد من اعماله، ان البحر الابيض المتوسط "منطقة تلاقي وحوض رائع احتضن الملاحم والاساطير ويمكن لشعوبه ان تحوله الى جنة عدن".
ويقول الاديب الجزائري، ان نظرة شعوب البحر الابيض المتوسط الى حوضهم واحدة من منطلق علاقتهم العاطفية به، لكن "الجزائريين مثلا ينظرون اليه على انه منفذ هروب، وبوابة تجسد احلامهم، والفرنسيون يرون فيه غزواتهم وحروبهم وحنينهم الى الماضي، وفي بلدان اخرى يمثل مصدرا للشر والاضطهاد، ولآخرين نافذة للحظ السعيد".
ويعترف الاديب الجزائري ان البحر المتوسط ولحد الان هو بمثابة حدود تسد الافق في وجه سكان الضفة الجنوبية لكن المطلوب بحسبه هو ان "نبني جسورا للتواصل".
ويعكف الاديب الجزائري حاليا على الاعداد لرواية تدور احداثها حول المصالحة الفرنسية الجزائرية ويقول احد شخصياتها "وحدهم الواعون من لهم القدرة على التصالح" ويضيف الكاتب ان الثقافة يمكن ان تلعب دورا حاسما في التغلب على الحقد الذي تربى بين الجانبين.
ويطالب الجزائريين من فرنسا الاعتذار عن جرائم 132 سنة من الاستعمار وجرائم الابادة، كما لا يتوانى الفرنسيون الذين يحنون الى "الجزائر الفرنسية" في المطالبة بتعويضات عن "ممتلكاتهم" التي تركوها بالجزائر غداة استقلالها في 1962.
ولا يظهر النزاع القائم بين البلدين في الجانب الدبلوماسي والسياسي فحسب بل يطال ايضا الثقافة والتاريخ ومناهج التعليم.
ويرى مولسهول ان الاتحاد من اجل المتوسط يمكن ان يفتح حوارا بين الضفتين وكما في حالة الجزائر "نحن الآن ضحية احباطاتنا المتتالية ولاكفاءتنا واحتقارنا للاخر". ويضيف ان "الجزائر لها خيرات هائلة لكنها لا تمنح الجزائريين سوى الفقر، والبؤس والفوضى. الجزائر اهلكها الارهاب، والرشوة والمحاباة واللاكفاءة وثقافة الاحتقار والغضب والرغبة في الهروب".
ويضيف ان حالة الانفصام التي تستوطن نفوس الجزائريين شيئا فشيئا تشغله دوما. "لقد اصبحوا ناقمين على كل شيء... فالماضي افلت منا والحاضر خدعنا لكن لدينا المستقبل".
ويقول الاديب الجزائري انه ينتظر الكثير من مشروع الاتحاد من الاجل المتوسط" بشرط ان يكون مبنيا على صدق وليس حسابات كواليس. مضيفا ان الاتحاد سيسهل حرية تنقل الاشخاص والسلع والاستثمارات بين الضفتين، ويؤكد ان دول المغرب العربي هي "جنة تنتظر حرثها، ويمكننا عمل الكثير".
وعن مشاركة بلاده قال انه "من دون الجزائر لن يكون هناك اتحاد متوسطي فعال" واضاف ان الجزائر يمكن ان تصبح "سلة غذاء البحر الابيض المتوسط".
واستطرد مولسهول قائلا ان الاتحاد المتوسطي "لن يتحقق ابدا اذا لم دام هناك اضدهاد للشعب الفلسطيني واضاف انه اذا كانت اسرائيل تود فعلا السلام فينبغي ان تعمل على تجسيده. وان لا تعاقب شعب باكمله من اجل "اعتداء معزول".
وأثار محمد مولسهول الذي حصد في السنوات الماضية العديد من الجوائز من فرنسا ودول أوروبية أخرى، جملة من الانتقادات من قبل النقاد العرب والجزائريين خصوصا، بعد صدور روايته المثيرة للجدل "الاعتداء" والتي تطرق عبرها الروائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما اعتبره النقاد العرب مساسا غير مبرر بالقضية الفلسطينية.
واشاد الاديب الجزائري حضور الرئيس السوري بشار الاسد القمة المتوسطية في باريس، معتبرا الامر خطوة عقلانية تعيد سوريا الى الساحة الدولية وقال انه ينبغي التوقف عن "شيطنة الاخر" وان عزل أية دولة لا يؤدي الا الى جعلها خطرة فعلا.
وصدرت لياسمينة خضرة "ثلاثية العالم العربي – الإسلامي" التي شرع فيها الكاتب بعدما فرغ من تقديم شهادته في شأن الأزمة الجزائرية، فنشر رواية "سنونوات كابول"، ثم رواية "الاعتداء" ورواية "صفارات بغداد".
في الرواية الأولى تناول ظروف الحرب في أفغانستان والحياة في ظل حكم طالبان عبر سرد تفاصيل قصة أربعة أشخاص يتغنون بالحب على رغم ظروف الحياة القاسية. في حين تناول في رواية "الاعتداء" قصة مواطن عربي يعيش في إسرائيل يكتشف أن زوجته أصبحت "إرهابية" وقد فجّرت نفسها في تل أبيب.
وتأتي رواية "صفارات بغداد" لتختم الثلاثية وتحاول الإجابة عن السؤال الشائك: لماذا يصبح الإنسان في العالم العربي عرضة للأفكار الجهادية؟
ويواجه مولسهول تهما بانه يستغل الأحداث الدولية لتحقيق الانتشار التجاري. إلا أن البعض الأخر يصر على اعتباره كاتباً إنسانياً، لا يختلف عن ألبير كامو.
ويعتبر الروائي ياسمينة خضرة (محمد مولسهول) نفسه "ناطقا أدبيا" لماهية الكتابة، وانتقد أيضا القارئ العربي الذي وصفه "بأنه لا يحترم الكاتب" وأن هذا الأخير "مهمش" ومنبوذ في بلده.
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة










