دُروس الجُمعَة 14 : 01/02ذو القعدة 1429هـ
31-10-2008, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعة مباركة للجميع
درس اليوم
للأخت نوال23 بارك الله فيها
بعنوان:النفاق
جمعة مباركة للجميع
درس اليوم
للأخت نوال23 بارك الله فيها
بعنوان:النفاق
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه.
أما بعد:
أما بعد:
على الرغم من عدم قبول الإنسان لنفسه المرض ، إلاّ انه قد يسقط ضحيته . وعلى الرغم من نفرة الإنسان من الفقر ، إلاّ انه قد يصاب به..
كذلك لا يرضى أي إنسان لنفسه بالنفاق، ولكنه قد يقع في شركه.
غير إن هذا لا يعني إن الإنسان عاجز عن مواجهة النفاق، كما انه غير عاجز عن مواجهة المرض والفقر .
ويخطأ من يستهين بالنفاق دون أن يحصن نفسه منه ، وذلك لان النفاق يسلب من الإنسان كل صفات الخير ، ويحرمه من فعل الصالحات ، وينتزع منه كل القيم السامية .. حتى يجعله منبوذاً مدحوراً .
ولا نبالغ إن قلنـا ؛ إننا إذا لم نحذر النفــاق ، فانه سوف ينفذ إلى قلوبنا من حيث لانشعـر ، دون أيـة صعوبـة تذكر . وعندها ليس من السهل يمكننا التخلص منه ، والنجاة من آثاره .
وهذا ما يدعونا إلى أن نحصن أنفسنا من النفاق بسور منيع .
ولا يغيب عنا ؛ أن إنشاء مثل هذا السور لا يتم إلاّ بفهم حقيقة النفاق ، والاطلاع على مساوئه وسلبياته .. وكذلك معرفة صفات المنافقين، وأمثالهم في المجتمع. لذا سنقوم بشرح معنى النفاق أولا
فالنفاق في اللغة لوجدناه من جنس الخداع والمكر، و إظهار الخير وإبطان الشر.
ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:
النفاق الاعتقادي:ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن: يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.
قال الله تعالى:(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).(النساء:145).
كذلك لا يرضى أي إنسان لنفسه بالنفاق، ولكنه قد يقع في شركه.
غير إن هذا لا يعني إن الإنسان عاجز عن مواجهة النفاق، كما انه غير عاجز عن مواجهة المرض والفقر .
ويخطأ من يستهين بالنفاق دون أن يحصن نفسه منه ، وذلك لان النفاق يسلب من الإنسان كل صفات الخير ، ويحرمه من فعل الصالحات ، وينتزع منه كل القيم السامية .. حتى يجعله منبوذاً مدحوراً .
ولا نبالغ إن قلنـا ؛ إننا إذا لم نحذر النفــاق ، فانه سوف ينفذ إلى قلوبنا من حيث لانشعـر ، دون أيـة صعوبـة تذكر . وعندها ليس من السهل يمكننا التخلص منه ، والنجاة من آثاره .
وهذا ما يدعونا إلى أن نحصن أنفسنا من النفاق بسور منيع .
ولا يغيب عنا ؛ أن إنشاء مثل هذا السور لا يتم إلاّ بفهم حقيقة النفاق ، والاطلاع على مساوئه وسلبياته .. وكذلك معرفة صفات المنافقين، وأمثالهم في المجتمع. لذا سنقوم بشرح معنى النفاق أولا
فالنفاق في اللغة لوجدناه من جنس الخداع والمكر، و إظهار الخير وإبطان الشر.
ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:
النفاق الاعتقادي:ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن: يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.
قال الله تعالى:(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).(النساء:145).
الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر، وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب،والتكاسل عن الصلاة..مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".
من أهم صفات المنافقين:
إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه، ومن هذه الصفات:
1- أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[البقرة:8].
2- أنهم يخادعون المؤمنين: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].
3- يفسدون في الأرض بالقول والفعل: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)[البقرة:12].
4- يستهزئون بالمؤمنين: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[البقرة:14، 15]
5- يحلفون كذبًا ليستروا جرائمهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[المنافقون:2].
6- موالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)[النساء:138-140].
ويقول الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)[الحشر:11، 12].
7- العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً)[الأحزاب:12-18].
8- تدبير المؤامرات ضد المسلمين أو المشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام، بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما أوقع كثيرًا من المجاهدين في قبضة الكافرين والأعداء إلا تآمر هؤلاء المنافقين في فلسطين، في الشيشان، وغيرهما.
9- ترك التحاكم إلى الله ورسوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)[النساء:60-63].
هكذا حال المنافقين، فهم حين لا يقبلون حكم الله ورسوله، ويفتضح نفاقهم، يأتون بأعذار كاذبة ملفقة، ويحلفون الأيمان لتبرئة أنفسهم، ويقولون: إننا لم نرد مخالفة الرسول في أحكامه، وإنما أردنا التوفيق والمصالحة، وأردنا الإحسان لكل من الفريقين المتخاصمين. ومن عجيب أمرهم في ذلك أنهم إذا وجدوا الحكم لصالحهم قبلوه، وإن يك عليهم يعرضوا عنه، كما أخبر الله بذلك حيث قال: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور:47-50].
10- ومن صفاتهم الخبيثة طعنهم في المؤمنين وتشكيكهم في نوايا الطائعين: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:79].
ما هو موقف الشريعة من النفاق
إن خطر النفاق والمنافق بدا واضحا لكل مسلم قد قرأ القرآن الكريم فقد انزل الله تعالى سورتين في القرآن الكريم قد انفرد بذكر النفاق والمنافق فيهما .وكفى بعظم خطر هذه الخصلة إنه تعالى أنزل سورة في قرأنه الكريم أسماها بسورة " المنافقون " ،، بالإضافة إلى انه تعالى قد بين أن العدو هو المنافق حيث قال تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (7) وكما هو واضح لأهل العلم أنه تعالى هنا حين حصر العدو بالمنافق يريد ان يبين تعالى أن الكافر عدو ظاهر والمنافق عدو باطن كما يسميه المصطلح الحديث الطابور الخامس ( الجواسيس) فالخطر الداخلي أعظم واشد من الخطر الخارجي .
ومن اجـل أن يتخلـص الإنسان من هذه الحالة المرضية ، فان عليـه أن يكون صريحاً مع نفسه ، محاسباً لها على الدوام ، وان يطـرح على نفسه دائماً السؤال الذي سبق وان طرحناه وهو : ما هو النفـاق ، وهل فيَّ نسبة من النفاق أم لا ؟ ثم يعرض نفسه بعد ذلك على المقاييـس القرآنية لكي يستطيع من خلالها أن يسلط الأضواء الكاشفـة على نفسه ، ويكتشف النفاق في مراحل ظهوره الأولى لكي يقضي عليه وهو في المهد . ولكي لا يخدع نفسه بأنه مؤمن، وانه يحمل حقيقة الإيمان دون أن يعرض نفسه للامتحان، ودون أن يخضعهـا للمعايير الإلهية.
وفي هذه الحالة وحدها -حالة عرض النفس على القرآن- سيكون بمقدور الإنسان التخلص من رواسب النفاق، وحينئذ ستنطبـق عليه مواصفـات الإنسان المؤمـن المخلـص فـي إيمانه. كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وخلتان لاتجتمعان في المنافق ؛ فقه في الإسلام ، وحسن سمت في الوجه ". (
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن خطر النفاق والمنافق بدا واضحا لكل مسلم قد قرأ القرآن الكريم فقد انزل الله تعالى سورتين في القرآن الكريم قد انفرد بذكر النفاق والمنافق فيهما .وكفى بعظم خطر هذه الخصلة إنه تعالى أنزل سورة في قرأنه الكريم أسماها بسورة " المنافقون " ،، بالإضافة إلى انه تعالى قد بين أن العدو هو المنافق حيث قال تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (7) وكما هو واضح لأهل العلم أنه تعالى هنا حين حصر العدو بالمنافق يريد ان يبين تعالى أن الكافر عدو ظاهر والمنافق عدو باطن كما يسميه المصطلح الحديث الطابور الخامس ( الجواسيس) فالخطر الداخلي أعظم واشد من الخطر الخارجي .
ومن اجـل أن يتخلـص الإنسان من هذه الحالة المرضية ، فان عليـه أن يكون صريحاً مع نفسه ، محاسباً لها على الدوام ، وان يطـرح على نفسه دائماً السؤال الذي سبق وان طرحناه وهو : ما هو النفـاق ، وهل فيَّ نسبة من النفاق أم لا ؟ ثم يعرض نفسه بعد ذلك على المقاييـس القرآنية لكي يستطيع من خلالها أن يسلط الأضواء الكاشفـة على نفسه ، ويكتشف النفاق في مراحل ظهوره الأولى لكي يقضي عليه وهو في المهد . ولكي لا يخدع نفسه بأنه مؤمن، وانه يحمل حقيقة الإيمان دون أن يعرض نفسه للامتحان، ودون أن يخضعهـا للمعايير الإلهية.
وفي هذه الحالة وحدها -حالة عرض النفس على القرآن- سيكون بمقدور الإنسان التخلص من رواسب النفاق، وحينئذ ستنطبـق عليه مواصفـات الإنسان المؤمـن المخلـص فـي إيمانه. كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وخلتان لاتجتمعان في المنافق ؛ فقه في الإسلام ، وحسن سمت في الوجه ". (
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيكِ أختي على الدرس
نسأل الله أن لا يجعلنا من المنافقين
من مواضيعي
0 السلام عليكم
0 أول يد آليّة .. تحسّ !
0 15/02/2008 ~ 15/02/2013 .. خمس سنوات قضيتها هنا ♥
0 إنتاج أول لقاح لمرض التدرن (السل) قريبا
0 القطار الذي لا يتوقف .. في الصين
0 فساتين قبائليـــــة + لمسات عصرية
0 أول يد آليّة .. تحسّ !
0 15/02/2008 ~ 15/02/2013 .. خمس سنوات قضيتها هنا ♥
0 إنتاج أول لقاح لمرض التدرن (السل) قريبا
0 القطار الذي لا يتوقف .. في الصين
0 فساتين قبائليـــــة + لمسات عصرية









.gif)



