الشهيد دبيح شريف
19-11-2008, 12:05 PM
سلسلة ذاكرة الشهيد
المؤلف: محمد داود
في إحدى أزقة العاصمة الضيقة, كنت واقفا أتتبع حركاته في كل يوم أذهب فيه إلى المدرسة,
كان يظهر في الساعات الأولى من الصباح بشارع ضيق وبزاوية فيه, يتوقف ويخرج كرسي صغير ليجلس عليه ويبدأ عمله اليومي..
انه عمي حمدان الاسكافي ..
كل الناس ينادونه بعمار البلاندي.. وهو يبتسم في وجه كالمارة..
قصدته يوما وطلبت منه أن يخيط محفظة أخي سليم
فعرض علي الجلوس بجانبه..
فجلست, وبدأ عمله وهو يقول..
ابن من أنت يا بني ؟
فقلت..أنا.. ابن عبد الرحمان صاحب محل الأقمشة الموجود في شارع الشهيد دبيح الشريف.
فقال..اعرفه جيدا
ويعرفني أيضا..
أبوك هذا.. قبل أن يبدأ عمله الحالي..
كان ملاكما بارعا
كنا نتدرب سويا في قاعة صغيرة كان يديرها احد المعمرين..
كانوا يكرهون الجزائريين يبغضونهم بغضا شديدا وبالأخص أنا ووالدك..
لأننا.. بكل بساطة كنا نتحداهم..
لم يهزمنا اى واحد منهم طوال ثلاث سنوات قضيناها في ممارسة الملاكمة..
إلى أن جاء اليوم الذي توقفنا فيه عن الملاكمة ودخلنا كما يقولون – المعمعة-
فقلت لعمي حمدان..
لم افهم ماذا تقصد بكلامك؟
فقال..سأروي لك باختصار قصتي مع أبيك..
اعلم يا بني.. انه في عام 1955 اتصل بنا احد المناضلين وعرض علينا الانخراط في صفوف الثورة التحريرية المباركة وبالضبط بفرق الفدائيين..
وكان مجال عملنا بالعاصمة وبدقة بالمرادية والمدنية..
وهناك تعرفنا على الشهيد ذبيح الشريف المدعو السي مراد..
ولد الشهيد ذبيح الشريف في 10 مايو 1926 بأحد أحياء العاصمة في أسرة وطنية محافظة ..
تابع دراسته الابتدائية بذات الحي , إلى أن اضطر لمغادرة صفوف الدراسة إلى ميدان العمل لمواجهة مصاعب الحياة آنذاك..
انخرط منذ شبابه في صفوف الحركة الوطنية , حزب الشعب الجزائري ثم بحركة الانتصار للحريات الديمقراطية..
عرف بالجد والإخلاص في أداء الواجب ..
كلفته القيادة بالإشراف على فدائيي المنظمة الخاصة إلى أن اكتشف أمر هذه المنظمة.. فغادر الوطن إلى فرنسا عام 1950 بطريقة سرية وبأمر من الشهيد القائد ديدوش مراد .
تعرض للمطاردة و الملاحقة المستمرة من طرف مصالح الأمن الفرنسي..إلى أن عاد إلى الوطن عام 1953 أين استأنف نضاله إلى غاية ليلة 01 نوفمبر 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية المباركة ..
وسرعان ما بدأ نشاطه يعم كل أحياء العاصمة وأصبحت العمليات الناجحة حديث الناس اليومي .
فسارع العدو وبالاعتماد على وسائله الرهيبة إلى محاولة احتواء هذا النشاط الفدائي إلى يوم اكتشاف أمره..
فأصبح اسمه متداولا بين مصالح الأمن التي كثفت من عمليات البحث عنه..
اضطر بعدها لمغادرة العاصمة والالتحاق بإخوانه بالجبل لمواصلة المعركة على وثيرة أخرى, أين أشعلها حربا ضروسا ضد العدو وانشأ شبكات للدعم وصناعة
المتفجرات إلى أن شاء القدر ويسقط البطل ذبيح الشريف رفقة زميله عثمان حاجي المدعو –رمال- شهيدان في ميدان الشرف نتيجة وشاية عقب قيامهما بإحدى المهام الخاصة بوسط العاصمة في يوم 26 أوت 1956..
لم اشعر..إلا وعمي حمدان يسلمني المحفظة
قائلا..هذه محفظتك قد انتهيت من ترقيعها يا بني..خذها وبلغ سلامي لأبيك..
عندها..ناولته اجر عمله, فرض مسكه وقال.. أنت ابن أخ عزيز علينا..
فكيف أخذها منك؟
فقلت.. ولكنه اجر أتعابك يا عم حمدان..
فقال ..أجرنا على الله..وأجرنا سنحصده عندما تبنون الجزائر تحافظون عليها..
كم كان عظيما هذا الرجل الشهم الذي قبلت رأسه ثم انصرفت..
وأنا التفت إليه بين الحين والآخر إلى أن اختفيت وسط زحام المارة ..
مقام الشهيد
من مواضيعي
0 لو كان يدري واش أنسى ؟
0 آه يا الكرسي..
0 قال السردوك يا أهلاكي
0 أنت ضيف الله
0 * السلم الموسيقي في الفن الشعبي العنقاوي
0 وسائط الموسيقى الشعبية العنقاوية
0 آه يا الكرسي..
0 قال السردوك يا أهلاكي
0 أنت ضيف الله
0 * السلم الموسيقي في الفن الشعبي العنقاوي
0 وسائط الموسيقى الشعبية العنقاوية







