الأمير خالد بن الهاشمي بن الحاج عبد الكريم
22-11-2008, 08:40 PM
الأمير خالد بن الهاشمي بن الحاج عبد الكريم
المقدمة
لكل امة رجال مخلصون يقفون الى جانب شعوبهم وقت الشدائد والمحن اذا حق للجزائر ان تفتخر بابطالها امثال الامير عبد القادر ، المقراني ، ديدوش مراد و بن بولعيد ... فمن واجب ابنائها ان يعرفوا هؤلاء الرجال الذين يعتبرون رموزا ومعالم تاريخية في مسيرة البلاد وياتي اسم الامير خالد بن هاشم كمعلم الذي فرضه المستعمر الفرنسي وكتبت صفحة الدفاع بانه رجل وهب للجزائر كل حياته ونشاطه وللإسلام كل عواطفه وقلبه قلب رجل شريف نبيل لا يخشى في الله وفي سبيل احقاق الحق صولة جاهل ولا لومة لائم فيا شعب الثورة والنضال لا تنس رجالك فمن اهمل مآثر رجاله فقد تنكر لتاريخه وما كان ذالك يوما من شيمك وانت الذي سجلت بدم ابنائك صفحات في التاريخ ، لقد تمكن الامير عبد القادر من ارضاء ربه واسعاد شعبه
مولده ونشاته وعيش حياته
ولد الامير خالد بن الهاشمي بن الحاج عبد الكريم حفيد الامير عبد القادر الجزائري والزعيم السياسي الشهير بدمشق (الشام) سنة 1875م وتلقى بدمشق علومه الابتدائية حيث تثقف على ايدي بعض شيوخها ، وفي سنة 1892 م عاد الامير الهاشمي الى الجزائر بغية الاستقرار بعد ان قدم للحكومة الاستعمارية من شواهد الاخلاص ما جعلها لا ترى حرجا من اقامته في البلاد الجزائرية واصطحب معه عائلته واميره الصغير ، زاول دراسته الثانوية بالجزائر ثم ارسل الى باريس للدارسة بثانوية (لويس لوغران) ثم في كلية (سان سير ) الحربية على نفقة الحكومة الفرنسية ورغم اصرار ابيه .
اخلاقــــــــــــــه
اشتهر خالد ايام دراسته في سان سير وخلال حياته العسكرية كلها بالصلابة وقوة الارادة وشدة الشكيمة يقول كلمة الحق مهما كانت قاسية ومهما كانت الظروف ويدافع عن حقوق وكرامة مواطنيه في احرج المواقف وقد كان يهيئ نفسه لتولي النضال بعد الحرب من اجل تحقيق الوعود التي قطعتها فرنسا للجزائريين وقد شاركوا يومئذ في الحرب العالمية الاولى بربع مليون من الجنود وتركوا فوق ساحات القتال المختلفة ما يزيد عن الثمانين الف جزائري
تالق نجم الامير خالد في مجال السياسة الجزائرية واخذ منذ ذالك التاريخ يزداد توهجا ولمعانا سنوات عدة اصبح رمزا للكفاح والنضال فاثار الشعور وفجر ما انطوت عليه قلوب الشعب من طاقات الكبت الذي تقادم عليه الزمن وايقظ الهمم ورجع الى القاعدة الشعبية يستمد منها القوة التجاوب بينهما فاذا بالشعب الجزائري يقف عملاقا ويستعد للثوابت الكبرى
نشاط خالد قبل نفيه
بعد ان انتشرت بنود الرئيس الامريكي كما راينا وعمت موجة التفاؤل المسرفة كل الشعوب ، اعتقد الامير خالد ان ساعة الخلاص قد حلت وان العدل الذي كان يامل ان يتحقق على ايدي فرنسا بعد انتصارها سيتحقق لا محالة بواسطة الروح الانسانية الاممية الجديدة التي تستضفي على العالم كله عهدا جديدا رجع الامير خالد الى الجزائر وقد حصل على اجازة عن التعليم بهذه الكلية الا ان خالد كان لا يردد ذلك اذ كان يقول " انا عربي واريد ان ابقى عربيا وان لا اتخلى عما او من به واعتقده من الاحراء "
لذلك فقد رجع الى الجزائر سنة 1895 م وقبل اتمام دراسته كانت الدواوين السرية الفرنسية قد لاحظت انه سيء الطوية والنوايا اتجاه فرنسا مما جعل الادارة الفرنسية تفرض عليه الاقامة الجبرية ببوسعادة الا ان الامير خالد تمكن من الالتحاق مرة اخرى بكلية (سان سير ) واظهر تفوقا ملحوظا في الفنون العسكرية وتخرج برتبة ضابط نابه وعمل في الجندية الفرنسية لمدة ثلاثة وعشرين سنة خاض خلالها غمارالحرب العالمية الاولى وكان فيها مثالا للشجاعة والاقدام ونال اثنائها مرتبة قبطان وذلك سنة 1908م ولو لم يكن اهليا جزائريا لينال اكثر من ذلك ، واخذ يفاتح الرجال وانصاف الرجال واشباه الرجال ممن كانوا ينتصبون فوق المقاعد النيابية في المجالس البلدية والعمالية والنيابيات المالية والذين لم يصلوا الى تلك الكراسي الواهية الا بفضل الادارة الفرنسية القاهرة لا بفضل اصوات مواطنيهم الحرة ويراودهم على ان يؤلفوا وحدة تتقدم الى الرئيس ويلسون بعريضة تثبت حق الجزائر في الحرية ونتفصح عن رغبتها في الاستقلال الا انه لم يجد منهم الا الاعراض فتوجه نحو الشباب الحر فوجد ما كان يرجوه من تاييد ومؤازرة فتم الاتفاق على العمل من اجل تحرير الجزائر .
واذا كانت قيادة الناس اصعب الفنون وادقها واشدها حاجة الى المزايا والخصائص التي لا تتوفر الا في القليل من الناس فان الامير خالد كان ذات مميزات شخصية هائلة فهو حفيد البطل الامير عبد القادر يجري في جسمه دم جده الثائر ومؤمن صادق الايمان شجاع مقدام شهم كريم صريح الى اقصى درجات الصراحة خطيب مفوه باللغتين العربية والفرنسية له مقدرة عجيبة على الاقناع ، وبهذه الشخصية القوية برز الامير خالد كأعظم شخصية في الحركة الوطنية الجزائرية خلال (1913-1919) ، كان اول عمل قام به في هذه الفترة – انه حرر مع اصحابه عريضة المطالبة بالاستقلال اشتملت على مقدمة تبين عراقة الجزائر في الحرية والاستقلال – ودفاعها عن دالك طيلة 17 عاما ضد الغزو الفرنسي ثم الثورات المتعاقبة بعد ذالك ضد الاحتلال مما يدل على ان الشعب الجزائري لم يرضخ وانه يعمل كل ما في وسعه من اجل الاستقلال وقد وضحت العريضة الحالة المزرية التي يعيشها شعب الجزائر .
نشاطه في المنفى
نفي الامير خالد في شهر جوان 1923 بتهمة معادته الحكومة الفرنسية صراحة ونشر البلبلة في اوساط المسلمين الجزائريين واثارتهم على الادارة الفرنسية فكانت تظن انها بنفيه سوف تقضي عليه وعلى حركته غير ان هذا الظن لم يكن في محله فما زاده هذا النفي الا تماسكا بمبادئه وحدة مواقفه ضد فرنسا ومهاجمتها في عقر دارها
اختار الامير خالد مدينة الاسكندرية بدلا من دمشق موطن ميلاده لأنه كان يظن انها يومئذ ارض الحرية والكرامة عوضا عن دمشق التي كانت تقاسي شر انواع الاضطهاد الفرنسي
كان اول عمل قام به في الاسكندرية اتصاله بالمهاجرين المغاربة الذين كانوا يتابعون الاحداث السياسية واطوارها في المغرب العربي غير نه لم يمكث طويلا بها حتى ركب البحر الى البلاد الفرنسية اوائل سنة 1924 حيث اتصل بجموع المهاجرين في باريس فاندمج فيهم وتجانس معهم ولقي منهم المؤازرة و التاييد فاستانف كفاحه وقام بحملته العنيفة لدى الحكومة ولدى الراي العام الفرنسي مقدما مطالب الشعب الجزائري التي لخصها يومئذ في عشر نقاط صارت بعد ذالك منهاجا في الحركة الجزائرية الى يوم انبثاق فجر الحركة التحريرية والاستقلالية
كانت مصر تخضع يومئذ لقصر الملك فؤاد وتخضع قبل ذالك لقصر المندوب السامي الانجليزي وتخضع فوق ذلك لقصور الخاضعين من الباشاوات الإقطاعيين ولقوانين و لقوانين الامتيازات القنصلية التي تجعل للمثلي فرنسا الحق في محاكمة وسجن و ابعاد الرعايا الفرنسيين هذه العوامل مجتمعة جعلت شرطة الملك فؤاد تلقي القبض على الامير خالد و تأخذه من بين اهله وتودعه سجن الاجانب وقد حوكم في الاسكندرية بمحكمة القنصلية الفرنسية في اوت 1925 بتهمة حمل جواز سفر مزور ومحاولة الهروب من منفاه الى اوربا وقد صدر الحكم ضده بخمسة شهور سجنا نافذة
كان امل خالد ان يعود بعد السجن الى الجزائر وقد تضمنت رسائله للرفاق والاصدقاء هذا الامل الذي لم يقدر له ان يتحقق اذ قضى بقية حياته في المنفى حيث توفي في دمشق سنة 1936
ففي مقال خالد بجريدة الاقدام بتاريخ : 23 مارس 1923 " ان الفرنسيين القاطنين بالجزائر ينتظرون بمرارة اليوم الذي سيرغمون فيه على شد أمتعتهم وحقائبهم للعودة الى الوطن الام فمستقبلهم غامض مجهول والافق أمامهم ملبد بالغيوم والسحب والعاصفة على وشك الرعد والقصف على رؤوسهم وهم منذ الآن يتألمون ويتحسرون عليه ... فأي شيء اعز عليهم من مغادرة بلد كانوا يعيشون فيه عيشة الأمراء والأسياد في ثراء واسع بلا كد او تعب تخدمهم أقوام وأمم من العبيد دون أمل في الرجوع يوما إلى ذالك الفردوس ؟
الخــــــــــــــاتمة
اعتبر بعض الاستعماريين نضال الامير خالد امتدادا لمقاومة جده الامير عبد القادر وهم ليسوا مخطئين لأن نضال الامير خالد انما هو حلقة من سلسلة المقاومة الطويلة والذليل هو ان الفرنسيين ضاقوا ذرعا بالأمير خالد وقرروا نفيه من البلاد معتقدين انهم بهذه الطريقة يسترحون منه وتهدأ البلاد بنفي شخص تحول الى رمز نضال الا ان الوعي الوطني الذي عم الجزائر انتقل الى العمال الجزائريين في فرنسا ولذالك ما كاد يطأ ارض فرنسا حتى وجد ترحيبا تطور الى شعور وطني عمالي والى نواة تنظيم وطني فيما عرف بإسم نجم شمال أفريقيا اختير الأمير خالد رئيسا شرفيا له تكريما لكفاحه ونضاله وعن طريق النجم بدأت فكرة الاستقلال تخامر الأذهان وتبلورت في النفوس والمحافل السياسية ومعنى ذالك ان نضال الأمير خالد لم يذهب سدى بل أسفر عن نتائج مباركة ولم يغادر الوطن الا بعد أن تسلم منه جزائريون آخرون راية النضال .
المقدمة
لكل امة رجال مخلصون يقفون الى جانب شعوبهم وقت الشدائد والمحن اذا حق للجزائر ان تفتخر بابطالها امثال الامير عبد القادر ، المقراني ، ديدوش مراد و بن بولعيد ... فمن واجب ابنائها ان يعرفوا هؤلاء الرجال الذين يعتبرون رموزا ومعالم تاريخية في مسيرة البلاد وياتي اسم الامير خالد بن هاشم كمعلم الذي فرضه المستعمر الفرنسي وكتبت صفحة الدفاع بانه رجل وهب للجزائر كل حياته ونشاطه وللإسلام كل عواطفه وقلبه قلب رجل شريف نبيل لا يخشى في الله وفي سبيل احقاق الحق صولة جاهل ولا لومة لائم فيا شعب الثورة والنضال لا تنس رجالك فمن اهمل مآثر رجاله فقد تنكر لتاريخه وما كان ذالك يوما من شيمك وانت الذي سجلت بدم ابنائك صفحات في التاريخ ، لقد تمكن الامير عبد القادر من ارضاء ربه واسعاد شعبه
مولده ونشاته وعيش حياته
ولد الامير خالد بن الهاشمي بن الحاج عبد الكريم حفيد الامير عبد القادر الجزائري والزعيم السياسي الشهير بدمشق (الشام) سنة 1875م وتلقى بدمشق علومه الابتدائية حيث تثقف على ايدي بعض شيوخها ، وفي سنة 1892 م عاد الامير الهاشمي الى الجزائر بغية الاستقرار بعد ان قدم للحكومة الاستعمارية من شواهد الاخلاص ما جعلها لا ترى حرجا من اقامته في البلاد الجزائرية واصطحب معه عائلته واميره الصغير ، زاول دراسته الثانوية بالجزائر ثم ارسل الى باريس للدارسة بثانوية (لويس لوغران) ثم في كلية (سان سير ) الحربية على نفقة الحكومة الفرنسية ورغم اصرار ابيه .
اخلاقــــــــــــــه
اشتهر خالد ايام دراسته في سان سير وخلال حياته العسكرية كلها بالصلابة وقوة الارادة وشدة الشكيمة يقول كلمة الحق مهما كانت قاسية ومهما كانت الظروف ويدافع عن حقوق وكرامة مواطنيه في احرج المواقف وقد كان يهيئ نفسه لتولي النضال بعد الحرب من اجل تحقيق الوعود التي قطعتها فرنسا للجزائريين وقد شاركوا يومئذ في الحرب العالمية الاولى بربع مليون من الجنود وتركوا فوق ساحات القتال المختلفة ما يزيد عن الثمانين الف جزائري
تالق نجم الامير خالد في مجال السياسة الجزائرية واخذ منذ ذالك التاريخ يزداد توهجا ولمعانا سنوات عدة اصبح رمزا للكفاح والنضال فاثار الشعور وفجر ما انطوت عليه قلوب الشعب من طاقات الكبت الذي تقادم عليه الزمن وايقظ الهمم ورجع الى القاعدة الشعبية يستمد منها القوة التجاوب بينهما فاذا بالشعب الجزائري يقف عملاقا ويستعد للثوابت الكبرى
نشاط خالد قبل نفيه
بعد ان انتشرت بنود الرئيس الامريكي كما راينا وعمت موجة التفاؤل المسرفة كل الشعوب ، اعتقد الامير خالد ان ساعة الخلاص قد حلت وان العدل الذي كان يامل ان يتحقق على ايدي فرنسا بعد انتصارها سيتحقق لا محالة بواسطة الروح الانسانية الاممية الجديدة التي تستضفي على العالم كله عهدا جديدا رجع الامير خالد الى الجزائر وقد حصل على اجازة عن التعليم بهذه الكلية الا ان خالد كان لا يردد ذلك اذ كان يقول " انا عربي واريد ان ابقى عربيا وان لا اتخلى عما او من به واعتقده من الاحراء "
لذلك فقد رجع الى الجزائر سنة 1895 م وقبل اتمام دراسته كانت الدواوين السرية الفرنسية قد لاحظت انه سيء الطوية والنوايا اتجاه فرنسا مما جعل الادارة الفرنسية تفرض عليه الاقامة الجبرية ببوسعادة الا ان الامير خالد تمكن من الالتحاق مرة اخرى بكلية (سان سير ) واظهر تفوقا ملحوظا في الفنون العسكرية وتخرج برتبة ضابط نابه وعمل في الجندية الفرنسية لمدة ثلاثة وعشرين سنة خاض خلالها غمارالحرب العالمية الاولى وكان فيها مثالا للشجاعة والاقدام ونال اثنائها مرتبة قبطان وذلك سنة 1908م ولو لم يكن اهليا جزائريا لينال اكثر من ذلك ، واخذ يفاتح الرجال وانصاف الرجال واشباه الرجال ممن كانوا ينتصبون فوق المقاعد النيابية في المجالس البلدية والعمالية والنيابيات المالية والذين لم يصلوا الى تلك الكراسي الواهية الا بفضل الادارة الفرنسية القاهرة لا بفضل اصوات مواطنيهم الحرة ويراودهم على ان يؤلفوا وحدة تتقدم الى الرئيس ويلسون بعريضة تثبت حق الجزائر في الحرية ونتفصح عن رغبتها في الاستقلال الا انه لم يجد منهم الا الاعراض فتوجه نحو الشباب الحر فوجد ما كان يرجوه من تاييد ومؤازرة فتم الاتفاق على العمل من اجل تحرير الجزائر .
واذا كانت قيادة الناس اصعب الفنون وادقها واشدها حاجة الى المزايا والخصائص التي لا تتوفر الا في القليل من الناس فان الامير خالد كان ذات مميزات شخصية هائلة فهو حفيد البطل الامير عبد القادر يجري في جسمه دم جده الثائر ومؤمن صادق الايمان شجاع مقدام شهم كريم صريح الى اقصى درجات الصراحة خطيب مفوه باللغتين العربية والفرنسية له مقدرة عجيبة على الاقناع ، وبهذه الشخصية القوية برز الامير خالد كأعظم شخصية في الحركة الوطنية الجزائرية خلال (1913-1919) ، كان اول عمل قام به في هذه الفترة – انه حرر مع اصحابه عريضة المطالبة بالاستقلال اشتملت على مقدمة تبين عراقة الجزائر في الحرية والاستقلال – ودفاعها عن دالك طيلة 17 عاما ضد الغزو الفرنسي ثم الثورات المتعاقبة بعد ذالك ضد الاحتلال مما يدل على ان الشعب الجزائري لم يرضخ وانه يعمل كل ما في وسعه من اجل الاستقلال وقد وضحت العريضة الحالة المزرية التي يعيشها شعب الجزائر .
نشاطه في المنفى
نفي الامير خالد في شهر جوان 1923 بتهمة معادته الحكومة الفرنسية صراحة ونشر البلبلة في اوساط المسلمين الجزائريين واثارتهم على الادارة الفرنسية فكانت تظن انها بنفيه سوف تقضي عليه وعلى حركته غير ان هذا الظن لم يكن في محله فما زاده هذا النفي الا تماسكا بمبادئه وحدة مواقفه ضد فرنسا ومهاجمتها في عقر دارها
اختار الامير خالد مدينة الاسكندرية بدلا من دمشق موطن ميلاده لأنه كان يظن انها يومئذ ارض الحرية والكرامة عوضا عن دمشق التي كانت تقاسي شر انواع الاضطهاد الفرنسي
كان اول عمل قام به في الاسكندرية اتصاله بالمهاجرين المغاربة الذين كانوا يتابعون الاحداث السياسية واطوارها في المغرب العربي غير نه لم يمكث طويلا بها حتى ركب البحر الى البلاد الفرنسية اوائل سنة 1924 حيث اتصل بجموع المهاجرين في باريس فاندمج فيهم وتجانس معهم ولقي منهم المؤازرة و التاييد فاستانف كفاحه وقام بحملته العنيفة لدى الحكومة ولدى الراي العام الفرنسي مقدما مطالب الشعب الجزائري التي لخصها يومئذ في عشر نقاط صارت بعد ذالك منهاجا في الحركة الجزائرية الى يوم انبثاق فجر الحركة التحريرية والاستقلالية
كانت مصر تخضع يومئذ لقصر الملك فؤاد وتخضع قبل ذالك لقصر المندوب السامي الانجليزي وتخضع فوق ذلك لقصور الخاضعين من الباشاوات الإقطاعيين ولقوانين و لقوانين الامتيازات القنصلية التي تجعل للمثلي فرنسا الحق في محاكمة وسجن و ابعاد الرعايا الفرنسيين هذه العوامل مجتمعة جعلت شرطة الملك فؤاد تلقي القبض على الامير خالد و تأخذه من بين اهله وتودعه سجن الاجانب وقد حوكم في الاسكندرية بمحكمة القنصلية الفرنسية في اوت 1925 بتهمة حمل جواز سفر مزور ومحاولة الهروب من منفاه الى اوربا وقد صدر الحكم ضده بخمسة شهور سجنا نافذة
كان امل خالد ان يعود بعد السجن الى الجزائر وقد تضمنت رسائله للرفاق والاصدقاء هذا الامل الذي لم يقدر له ان يتحقق اذ قضى بقية حياته في المنفى حيث توفي في دمشق سنة 1936
ففي مقال خالد بجريدة الاقدام بتاريخ : 23 مارس 1923 " ان الفرنسيين القاطنين بالجزائر ينتظرون بمرارة اليوم الذي سيرغمون فيه على شد أمتعتهم وحقائبهم للعودة الى الوطن الام فمستقبلهم غامض مجهول والافق أمامهم ملبد بالغيوم والسحب والعاصفة على وشك الرعد والقصف على رؤوسهم وهم منذ الآن يتألمون ويتحسرون عليه ... فأي شيء اعز عليهم من مغادرة بلد كانوا يعيشون فيه عيشة الأمراء والأسياد في ثراء واسع بلا كد او تعب تخدمهم أقوام وأمم من العبيد دون أمل في الرجوع يوما إلى ذالك الفردوس ؟
الخــــــــــــــاتمة
اعتبر بعض الاستعماريين نضال الامير خالد امتدادا لمقاومة جده الامير عبد القادر وهم ليسوا مخطئين لأن نضال الامير خالد انما هو حلقة من سلسلة المقاومة الطويلة والذليل هو ان الفرنسيين ضاقوا ذرعا بالأمير خالد وقرروا نفيه من البلاد معتقدين انهم بهذه الطريقة يسترحون منه وتهدأ البلاد بنفي شخص تحول الى رمز نضال الا ان الوعي الوطني الذي عم الجزائر انتقل الى العمال الجزائريين في فرنسا ولذالك ما كاد يطأ ارض فرنسا حتى وجد ترحيبا تطور الى شعور وطني عمالي والى نواة تنظيم وطني فيما عرف بإسم نجم شمال أفريقيا اختير الأمير خالد رئيسا شرفيا له تكريما لكفاحه ونضاله وعن طريق النجم بدأت فكرة الاستقلال تخامر الأذهان وتبلورت في النفوس والمحافل السياسية ومعنى ذالك ان نضال الأمير خالد لم يذهب سدى بل أسفر عن نتائج مباركة ولم يغادر الوطن الا بعد أن تسلم منه جزائريون آخرون راية النضال .
من مواضيعي
0 رحيل إبراهيم الفقى صاحب "المفاتيح العشرة للنجاح"
0 تفسير قوله تعالى " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما "
0 عيد سعيد كل عام و أنتم بخير 1432
0 كيفية رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام
0 خطبة الجمعة بمسجد بلال بن رباح بمدينة قالمة 6-5-2011
0 صلاة الجمعة بمسجد بلال بن رباح بمدينة قالمة
0 تفسير قوله تعالى " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما "
0 عيد سعيد كل عام و أنتم بخير 1432
0 كيفية رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام
0 خطبة الجمعة بمسجد بلال بن رباح بمدينة قالمة 6-5-2011
0 صلاة الجمعة بمسجد بلال بن رباح بمدينة قالمة







