ارقابة الذاتية في الصحف
10-11-2008, 07:46 PM
الرقابة الذاتية في الصحف
منذ مدة حكيت حكاية رمزت لها باسم "سي لخضر"، والتي ترمز للرقابة على الصحافة، فبعد أن كانت الصحف حرة تكتب ومصالح الرقابة الرسمية تحذف، وتراقب. وصلنا إلى مرحلة الرقابة الذاتية، فالرقابة الرسمية لا وجود لها إلا في حالات نادرة، الصحف اليوم تراقب نفسها، كيف ذلك؟
إنها الرقابة الذاتية، رئيس التحرير يتلقى النقاط والخطوط الحمراء التي لا يجب الدوس عليها أو تجاوزها، والتي يحددها وفق طبيعة تمويل الصحيفة، فإن كان يحلب من بقرة الاشهار العمومي ويطبع في المطابع العمومية، فعليه أن يحفظ مصالح أولياء نعمته، في هذه الحالة ليست الدولة ككل، وإنما من يقدمون له ضرع البقرة...والفاهم يفهم، وعليه بالإضافة إلى عدم التعرض لهم استشعار مواطن مصلحتهم وتقديمها للرأي العام على أنها مكاسب لا يجب التفريط فيها، كما عليه اكتشاف مواقع أعداء عرابيه والهجوم والإ‘نقضاض عليها بلا هوادة، أي أنه سيمارس الحرب بالوكالة نيابة عنهم، وما حال الصحف التي تطبع في مطابعها ببعيد، وسأتعرض في مرة أخرى لصحيفتي الخبر والوطن وتجربتهما التي تكتنفها العديد من نقاط الظل..
الداعي لطرح هذا الموضوع هو ما قرأته اليوم في صحيفة النهار على أساس أنه حوار مع مجاهد كبير، في الحقيقة كبره يستمده من شقيقه مدير الأمن الوطني، المكتوب في معناه ومبناه بعيد كلية عن الحوار أو الكتابة الصحفية فهو أقرب للكتابة التلغرافية الفارغة، المفيد هو الرسالة التي يحملها هذا الحوار والإعلان الذي يذيله: ترقبوا في العدد القادم حوارا مع المجاهد .... وحرمه المصون الفدائية والمجاهدة...، ليس مجاهدا من مجموعة ال22 كمحمد مشاطي وما حدث معه..، لكنه السيد مدير الأمن الوطني...، الصحيفة نسيت أنها حملت في صفحتها الأولى صورة مكبرة لعناصر "النينجا" تحت عنوان: 60 ساعة مع النينجا، المتصفح يجد شيئا هزيلا في الداخل يقدم على أساس أنه تحقيق صحفي؟؟؟؟، أترك التعليق لكم..
وجه الغرابة أيضا، هو أن الصحيفة لا تحمل في هذا العدد سوى صفيحات من إشهار البقرة الحلوب...، سألني زميلي: كيف تعيش صحيفة كهذه؟، قلت له: يا غبي ربما هي تطبع بالمجان، راهي تخدم في الفايدة....
لإزالة جو القنطة الذي سببته لكم بهذه الخربشات انتقيت لكم هذه الحكاية الساخرة والمعبرة:
الداعي لطرح هذا الموضوع هو ما قرأته اليوم في صحيفة النهار على أساس أنه حوار مع مجاهد كبير، في الحقيقة كبره يستمده من شقيقه مدير الأمن الوطني، المكتوب في معناه ومبناه بعيد كلية عن الحوار أو الكتابة الصحفية فهو أقرب للكتابة التلغرافية الفارغة، المفيد هو الرسالة التي يحملها هذا الحوار والإعلان الذي يذيله: ترقبوا في العدد القادم حوارا مع المجاهد .... وحرمه المصون الفدائية والمجاهدة...، ليس مجاهدا من مجموعة ال22 كمحمد مشاطي وما حدث معه..، لكنه السيد مدير الأمن الوطني...، الصحيفة نسيت أنها حملت في صفحتها الأولى صورة مكبرة لعناصر "النينجا" تحت عنوان: 60 ساعة مع النينجا، المتصفح يجد شيئا هزيلا في الداخل يقدم على أساس أنه تحقيق صحفي؟؟؟؟، أترك التعليق لكم..
وجه الغرابة أيضا، هو أن الصحيفة لا تحمل في هذا العدد سوى صفيحات من إشهار البقرة الحلوب...، سألني زميلي: كيف تعيش صحيفة كهذه؟، قلت له: يا غبي ربما هي تطبع بالمجان، راهي تخدم في الفايدة....
لإزالة جو القنطة الذي سببته لكم بهذه الخربشات انتقيت لكم هذه الحكاية الساخرة والمعبرة:
رقابة
ابراهيم خريط
ابراهيم خريط
وضع المحرر الجديد في صحيفة الحقيقة مقالته الأولى أمام رئيس التحرير.. رجع خطوتين إلى الوراء، ووقف برهبة وخشوع، يسرق نظرات خاطفة إلى ملامحه وتقلّصات وجهه التي تتبدل باستمرار.
قرأ رئيس التحرير سطورها، وأبدى إعجابه، بهز الرأس والهمهمة والابتسامة. ثم نظر إليه، وقال بإعجاب:
- عظيم.. عظيم..
هدأت نفس المحرر واسترخت أعصابه المشدودة، وكاد يطير فرحاً، لولا أن قال رئيس التحرير: ولكن...
سأله متلعثماً وقد تبدد فرحه: ماذا....؟!
- انظر هنا..
دنا المحرر بخطى متعثرة وقال متسائلاً: أين؟!
خط رئيس التحرير بالقلم الأحمر على أحد السطور، وقال:
- هنا... اقرأ.... الرقابة لا تسمح بهذا الكلام.
احتج المحرر: سيدي... أنا لا أشتم أحداً ولا أتجنّى على أحد... لم أذكر أسماء أو ألقاباً أو صفات.
- لابأس. أوافقكَ الرأي.. غير أن هذا الكلام يثير أكثر من سؤال.. فيه غمز ولمز من طرف خفي، وأنت في أول الطريق.
هل تفهمني؟!
ابتلع المحرر غصته وقال: طيب.. احذفه.
كان يعتقد أن هذه الملاحظة هي الأولى والأخيرة، لولا أن أضاف رئيس التحرير مستنكراً:
- وهذه الفقرة.. فيها تلميح وإشارة إلى بلد ما..
قال المحرر كمتهم يدافع عن نفسه: بلد أجنبي.. أين المشكلة..
- ياعزيزي... البلد الأجنبي.. إما صديق لا نريد عداوته أو عدو لا نود أن نستفزّه.. ألست معي؟!
وقبل أن يسمع جوابه حذف الفقرة بخطين أحمرين متصالبين، ثم تابع بشيء من اللوم والاستنكار:
- يا أخي... وهذه العبارة لا مبرّر لها.. قد تفتح علينا أبواباً نعجز عن إغلاقها... وهذه الأفعال.. اقرأ... يوجد خلل.. نغرق في دوامة... متى نقضي على الفساد.. لماذا تتناول الحاضر دائماً؟! الماضي أكثر سلامة... فلماذا لا تقول: كان، ليس، لعلّ. مابها هذه الأفعال؟!
رد المحرر مازحاً: إنها أفعال ناقصة.
- هذا صحيح، لكنها لا تضعك في دائرة السؤال.
- هل من ملاحظة أخرى؟!
- لا... أبداً.. الباقي بدون تعديل.
أعاد له المقالة، وقد طمست الخطوط الحمراء معظم فقراتها وسطورها وكلماتها، وقال:
- أعد كتابتها على هذا النحو حتى تكون مجازة للنشر.
عندما قرأ المحرر مابقي من النص، لم يجد سوى الأفعال الناقصة، وأدوات النصب والجر.
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة










