قصة قصيرة للأطفال
22-11-2008, 08:31 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الشقراء و الساحرة

عاش في قديم الزمان في إحدى البلدان رجل وزوجته سعيدين وقد رزقهما الله ابنة جميلة وكان بجوار منزلهم حديقة لعبور ساحرة بها خضر وفواكه وذات يوم اشتهت الزوجة بعض تلك الفاكهة والخضار فطلبت من زوجها أن يحضر لها القليل منها وفي الليل هب الزوج من النافذة وما إن قطف بعض الخضر حتى صاحت به العجوز الساحرة وأرادت قتله ولى الرجل إلى بيته هاربا فتبعته العجوز ودخلت بيته تريد الإنتقام منه فأخذ يتوسل إليها عندها قالت سأعفو عنك بشرط أن تعطيني إبنتك حينما تكبر لتساعدني في أشغال البيت وتحت تهديداتها وافق الأب المسكين على ذالك مرت السنين وكبرت البنت واصبحت فتاة رائعة الجمال ورزقت شعرا ذهبيا طويلا وكانت تخرج كل يوم إلى الحديقة المنزل لتلعب غير أن أبوابها منعاها من الإبتعاد عن البيت خشية أن تراها العجوز الساحرة فتأخذها وكان شديدي الحرص عليها وذات يوم جاءت الساحرة لتأخذ البنت بعد أن شعرت أنها أصبحت قادرة على أعمال المنزل طرقت العجوز الساحرة الباب بعنف وبسرعة خبأ الوالدان إبنتهما في مكان خفي من الدار وبعد أن دخلت العجوز طلبت والدي الفتاة تسليمها إياها غير أنهما اعتذرا لها وأخبراها أن الفتاة غير موجودة فهددتهما بالإنتقام منها قائلة سآخذ البنت مهما كان الأمر وستكون تعيسة مدى حياتها وفي إحدى الليالي المظلمة أمرت الساحرة العجوز غرابها العملاق أن يحظر لها البنت مهما كلفه الأمر فإنطلق بكل سرعة وبعد لحظات تمكن من دخول غرفة الفتاة وبينما كانت مستغرقة في النوم أمسك بثيابها وطار بها محلقا بإتجاه برج بعيد وجدت الفتاة نفسها أخيرا ببرج عال ليس له باب وقد أسكنتها العجوز الساحرة غرفة في أعلاه هكذا كانت تقضي الفتاة المسكينة معظم وقتها وحيدة حزينة تفكر في مخرج تتخلص به من عند هذه الساحرة الماكرة وكانت تطل من حين إلى آخر من النافذة على أشجار الحديقة وورودها تتسلى بتغريد الطيور وهي تطير فرحة مسرورة وتتمنى أن تصبح يوما حرة طليقة مثلها في إحدى الأيامبينما دلت الفتاة شعرها للعجوز لتصعد إلى البرج كان أمير مارا في نزهة فشاهد الفتاة وهي في تلك الحالة وأعجب كثيرا بجمالها وشعرها الذهبي الطويل وأحس أن الفتاة سجينة بهذا البرج بقي الأمير يتأمل هذا المشهد متألما لحالة الفتاة الجميلة وقرر أخيرا أن يخلصها مما فيه رجع الأمير إلى قصره ولم شغل باله سوى تخليص الفتاة التي تمنى أن تكون زوجة له في اليوم التالي إنطلق الأمير مبكرا بإتجاه البرج ولما وصل إلى جهة النافذة التي كانت تطل منها الفتاة وأمرها أن تدلي له شعرها وبسرعة فائقة صعد الأمير البرج وجلس إلى الفتاة الجميلة بعد أن طمأنها بأن لا تخاف وأن تكون سعيدة فأخذها إلى قصره فطلب منها الزواج وافقت البنت بسرعة فتزوجا وفرحوا وذات يوم بحث لها عن والديها فوجدهما فأخذهما لهما وما إن رأى الابوان ابنتهما التي لم يروها منذ سنين طويلة حتى دهشا وفرحا فرحا عليها وتوجه إلى الأمير الشجاع وشكراه على صنيعه وأنسى الوالدين حزنهما الطويل وعاش الجميع في سعادة وهناء .