الكتاب و التكنولوجيا
25-11-2008, 08:51 AM
الكتاب و التكنولوجيـــــا


نظرا لوجود علاقة وثيقة بين الكتاب و التكنولوجيا في ثقافتنا و فكرنا المعاصر كان لزاما علينا أن نسعى إلى محاولة استعراض بعض المفاهيم لإدراك العديد من الظواهر التي سوف نقوم بتوضيحها في هذه العجالة.
و الجدير بالذكر و الملاحظة, أن مفهوم تكنولوجيا الكتاب تزيد من اهتمامنا إذا عرفنا أن هذه الأخيرة و بكل بساطة معناها التطبيق المنتظم للمعارف و العمل على بناء ثقافي تطوري ليست له علاقة آو صلة بالإنتاج مثل الأجهزة و المواد السمعية البصرية.
و المهم في هذا السياق هو استخدام السبل التي تقوم على مبادئ الكتابة الحضارية المبنية على كل المواد المجدية و النافعة في تحقيق تكنولوجيا الكتاب.
و يمكن تفسيرها أيضا على أنها عملية تصميم يستهدف من خلالها توفير نوع من الكتابة الناجحة المبنية على معيار قيم و أخلاق الأمة و هي أيضا أخلاقيات مصنفة على أشكال مختلفة لا تخرج عن نطاق الآداب العام و عقيدة الأمة.
و تتسم تكنولوجيا الكتاب بأسس مستمدة من نظريات الكتابة و ليست عملية ارتجالية تقتصر على الطريقة التقليدية المعروفة بالطبع و النشر و التوزيع دون المنهج العلمي الموضح في مقالنا تحت عنوان * سمات الكتاب على وزن القيم و الأخلاق*.
و لها أيضا بالإضافة إلى الأسس , أصول مستمدة من الإيمان الذي يفسر السلوك القائم عليها الكاتب و المبني على*الالتزام و* سلامة القصد و *نبل الغاية.
إن استخدام هذه المفاهيم في تأسيس ما نسميه بتكنولوجيا الكتاب لا تكفي لوحدها بل يتطلب منا العمل على توظيف أدوات تحقيق الاستجابة إلى جوانب أخرى كالمهارات المطلوب اكتشافها من خلال السلوكيات التي تخترع المواقف التي يتحقق من خلالها ما نصبو إليه بالأخص إذا تم استغلالها على شكل أدوات أو حلقات تعتمد على ميكانيزمات تحرض على استخراج خباياها.. التي توصلنا إلى برمجتها في مشروع نموذج و نظام أطلقنا عليه اسم *بانوراما الكتاب* يشتمل على خريطة وطنية بالدرجة الأولى لكل مجالات الكتاب
يعرض في أسلوب شيق يعتمد على الفهارس التي عرضت بواسطتها المعلومة المصممة على شكل محاور حتمية و خصائص معروفة.
أما تطرقنا إلى النظرة المستقبلية على ضوء الطريقة المذكورة لوجدنا و من منطلق واقع هذه الأخيرة : أن علاقة التكنولوجيا بالكتاب ستحدد في المستويات التي ستمر بها المتطلبات التي تستلزمها.
و من المفيد أيضا في هذا المقام أن نشير إلى خصائص العصر الذي نعيشه و المبين لاستحالة الاستمرار في العمل بالأساليب التقليدية.
إن متطلبات الكتاب و الكتابة و المطالعة و الطبع و النشر و التوزيع و الإشهار..يئست من الخطوات البطيئة و الحلول المؤقتة أصبحت تتطلب رؤية شاملة من خلال تطور مجال التكنولوجيا و المعلومة التي نلتمس من خلالها مختلف الحلول لهذه الأزمة.
هناك إستراتيجية يتم بواسطتها نقل التكنولوجيا إلى مجال الكتاب – كتابة, طباعة, نشر..- و لا يمكن لنا بناء هذا الإستراتيجية على قاعدة حلول سطحية سريعة و سهلة..كتوفير المعدات الحديثة, و الميزانيات الضخمة..و غيرهما ثم نركن إلى الروتين المعروف بصرف ما خصصناه دون تخطيط استراتيجي مربح..
إن الانبهار بالتكنولوجيا في غياب البرامج و الخطط و رسم الاستراتيجيات و ركود المؤسسات المكلفة بإعداد الكوادر , لهو الأمر الكبير * حسب اعتقادي لتخلفنا و تقاعسنا في هذا الميدان.
إن انخفاض النظرة العلمية التي يبنى عليها العمل ستحرمنا لا محالة من أدوات الإستراتيجية التي نصبو إلى تحقيقها من خلال التقدير – التحديد ثم إدارة وظائف التكنولوجيا, أو ما يسمى بالتسيير المنظم الذي يعتمد على نظام * لوحة التسيير *
أما بالنسبة لما يساعد على عملية إدخال التكنولوجيا في ميدان الكتاب , أن يشترك كل من الكاتب و القارئ و غيرهما ممن تعنيهم حضارة الكتاب.
محمد داود
التعديل الأخير تم بواسطة محمد داود ; 25-11-2008 الساعة 08:53 AM