قضية المعاناة .. بتاريخها الكامل!
02-05-2007, 01:48 PM

عـــــامُ 1967 و حربُ الأيّامِ السّتةِ :
بعدَ الحربِ و قيامِ اليَهودِ باحتلالِ كافّةِ أراضي فلسطينَ, ازدادَ عددُ المهاجرينَ و المشرّدينَ و الّلاجئينَ :
فَفي العاشرِ من نيسانِ 1969، بلغَ عددُ المسجّلينَ في مديريّةِ شؤونِ الّلاجئينَ في العراقِ (13743) لاجئاً، منهم (13208) نسمة في (بغدادَ)، و (335) نسمة في (الموصلِ)، و (200) نسمة في (البصرة) .
و بعدَ ذلك بعشرِ سنوات -1979- قدّرتْ منظّمةُ التّحريرِ الفلسطينيّة العددَ بما مجموعُهُ (19184) فلسطينيّ .
و في 1986 أعطت هيئةُ الإحصاءِ بوزارةِ التخطيطِ العراقيةِ رقم 27000 لاجئ .
و في هذا الإطارِ عاشَ التجمعُ الفلسطيني الّلاجئ فوقَ الأرضِ العراقيةِ ظروفاً صَعبةً و قاسيةً بالرّغمِ من شهورِ العسَلِ الطّويلةِ الّتي حَكَمت مسارَ العلاقاتِ الرسميةِ بينَ القِياداتِ التّقليديّةِ الفِلسطينيّةِ، الّلهم سوى مرحلتينِ انتعشَ فيهما هذا التجمعُ الفلسطيني اللاجيءُ :
المرحلةُ الأولى:
تمّت في ظلِّ حكمِ (عبدِ الكريم قاسمِ), الّذي عَمِلَ على إسكانِ جُزءِ منَ الفِلسطينييّنَ في تجمّعِ مدّنيِ حديثٍ في حيّ (الطوبجي) و حي (الحرّيةِ) في (بغداد)، و عملَ على تأسيس فوجِ التّحريرِ الفلسطينيّ .
والمرحلةُ الثانيةُ:
تمّت بعدَ انقلابِ عام 1968, الّذي جاءَ بحِزبِ البَعثِ إلى السُّلطةِ حاملاً شِعاراتهِ القوميّةِ، حيثُ تمّ التّطبيقُ العمليُّ لعدَدِ منَ القرَاراتِ الّتي كانَ قد تمّ اتخاذُها في فتراتٍ سَابقةٍ في العراقِ و بقيت حِبرًا على ورقٍ .
و للحقِ ...
فإنّ الجهودَ التي بُذِلت بعدَ عامِ 1968 أدّت إلى خطواتٍ إضافيّةٍ تمّ اتّخاذُها من قِبلِ الحُكومةِ العراقيّةِ آنذاك, و أفضت إلى استصدَارِ مرَاسيمَ و قراراتٍ رئاسيةٍ سهّلت حرَكةَ اللاجئ الفلسطينيّ, و أعطتهُ حقّ (التملّكِ) و (العملِ) أسوةً بباقي المواطنينَ العراقييّنَ، فضلا عن إعادةِ إسكانِ غالبيّةِ الّلاجئينَ الفلسطينيّينَ في مناطقَ سكنيةٍ لائقةٍ تناسبُ البشرَِ وفقَ الحدِّ الأدنى من المعاييرِ المطلوبةِ.
و أوّلُِ هذه التّجمعاتِ السّكنيةِ تقعُ شرقيّ بغدادَ في المنطقةِ المسماةِ «مساكنِ البلدياتِ», الّتي يُحاولُ الروافضُ و الصفويّونَ الآنَ إخراجَ العائلاتِ الفِلسطينيّةِ منها, تحتَ ذرائعَ مختلفةٍ تخفي وراءَها القولَ الذي تردّدُه بعضُ معارضاتِ الأمسِ العراقيةِ بأن «الفلسطينيينَ وقفوا دوما إلي جانبِ نظامِ صدامِ حسينٌ» ! (4)
و بعدَ يومٍ واحدٍ من سقوطِ نظامِ صدّامِ, سقطَ 3 من الشهداءِ الفلسطينيينَ في المكانِ ذاتِه على يد القوىِ و الأطرافِ المُشار إليها في حيّ البلديّات !!

عــــامُ 1991 و غزوُ الكويتِ :
في هذا العامِ خرجَ الكثيرُ من الفلسطينيّينَ من بعضِ دولِ الخليجِ و غيرِها لا سيّما منَ الكويتِ متّجهينَ إلى العرَاقِ لينجوا بأنفسِهم من مصائبَ لا ناقةَ لهم فيها ولا جملْ !
و يُمكنُ القولُ أنّ هناك عدَداً ممّن يحملُ وثائقَ و جوازاتِ سفَرٍ عربية مُختلفة قد دخلوا آنذاك إلا أنّ هذهِ الفئةَ غيرُِ مشمولةِ بتعريفِ (اللاجئِ), الّذي يُشترطُ فيهِ أن يكونَ من منطقةٍ احتُلّت منذُ 1948، و أن يكونَ قد دخلَ العراقَ و أقامَ به قبل 25/09/ 1958.
و لغرَضِ جمعِ الشّملِ أُجيزَ ضمُ الزّوجةِ إلى زَوجِها الفلسطينيّ المسجّلِ قبلَ عامِ 1961، في حين لا يجوزُ ضمُ الزوجِ إلى الزوجةِ !
فإذا أضفتَ هذه المعلومةِ إلى ما سبقَها من قيمةِ الميزانيّةِ المُخَصصّةِ لخدمتِهم في وزراةِ الشؤونِ الإجتماعيّةِ و العمَلِ, تبيّنَ لكَ مدى الأسى و العذابِ الّذي قاسوه سواء ماديّاً أو اجتماعيّاً ببُعدِهم عن أقارِبِهم و أهلِيِهم !

عــــامُ 2003 :
تمّ تسجيلُ (24000) لاجئٍ فلسطينيٍّ من قِبَلِ طواقمِ المفوّضيةِ السّامِيَةِ لشؤون ِالّلاجئينَ, و ذلك في منطقَةِِ (بغداد) وحدَها !
و بهذا يصبحُ عددُ الّلاجئينَ في العراقِِ عـــامَ 2003 ما تقديرُه (42000) شخصٍ !
و بعدَ سقوطِ بغدادَ و احتلالِ العراقِ عام 2003, اختلفت الأمورُ و اختلطَ الحابلُ بالنابلِِ، و انقلبت الموازينُ، و استُهجِنَ الوجودُ الفلسطينيّ لمحاولةِ إلغائِهِ من الوجودِ بأي طريقةٍ, و ذلكَ من قِبَلِ بعضِ الأحزابِ و الجهاتِ الّتي علا صوتُها مع قدوم أسيادِها الأمريكيّين، و اعتَبروا الّلاجئََ الفلسطينيّ كأنّه كائنٌ جديدٌ نزلَ من الفضاءِ الخارجيِّ غيرَ مرغوبِ به في البلادِ، و هذا ظاهرٌ و مَلموسٌ و تشهَدُ له الأحداثُ و الحَوادثُ المتكرّرَةُ و اليوميّةُ .
و الآنَ .. يوجدُ في العراقِ حوالي (15000) لاجئٍ يَهيمونَ على وجوهِهِم مع أطفالِهم و نسائِهم من مخيمٍ إلى آخرَ, و من ملجئٍ إلى آخرَ, فلا هم إلى وطنِهم -فلسطينَ- قادِرونَ على العودةَِ، و لا هم في العراقِ الجريحِ يستطيعونَ البقاءَ و العَيشَ بسلامٍ ..
لِسانُ حَالِهِمُ يَقوُلُ:
أَسْتودِعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً *** بالكرخِ مِنْ فَلَكِ الأزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعتُهُ و بِوِدِّي لَو يُوَدِّعُني *** صَفْوَ الحياةِ وأَنَّي لا أُوَدِّعُهُ
وكم تَشَبَّثَ بِي يومَ الرَّحيلِ ضُحىً *** وَ أَدْمُعي مُسْتَهِلَّاتٍ وَ أَدْمُعُهُ
اعْتَضْتُ مِنْ وَجْهٍ خِلِّي بَعْدَ فُرْقَتِهِ *** كَأسَاً أَجْرَعُ مِنها مَا أُجَرِعُهُ
وَدَّعتُهُ و بِوِدِّي لَو يُوَدِّعُني *** صَفْوَ الحياةِ وأَنَّي لا أُوَدِّعُهُ
وكم تَشَبَّثَ بِي يومَ الرَّحيلِ ضُحىً *** وَ أَدْمُعي مُسْتَهِلَّاتٍ وَ أَدْمُعُهُ
اعْتَضْتُ مِنْ وَجْهٍ خِلِّي بَعْدَ فُرْقَتِهِ *** كَأسَاً أَجْرَعُ مِنها مَا أُجَرِعُهُ
صَواريخُ القَتلِ والاغتيالِِ اليهوديِّ تنتظرُهم على حُدودِ فلسطينَ، و خناجرُِ و "آلاتُ ثقبِ الأجسادِ" الدّريل" الطائفيّةُ الصفويّةُ تطاردُهم في بلادِ الرافدينِ، و كلّ ما تريدُه منهم ..
إمّا القتلُ .....
و إمّا القتلُ !!
و السّؤالُ الذي يطرحُ نفسهُ: لماذا تتمُ تصفيةُ هؤلاءِ ؟؟؟!
.
.
.
هذا فصلٌ آخرُ من قصّةِ المأساةِ .. هذا فصلٌ آخرُ من (قصّةِ نكبتَين) ...
و كانَ اللهِ في عونِ أهلنا و أحبابِنا الفلسطينيّين ..
أَخِي ..
لا تَبْكِ !
فكيفَ تبكي ؟!
كيفَ تبكِي؟ و هَل هنَاكَ دُمُوعُ ؟
ذَهَبَ الأهلُ و الهَوى و الرَّبيعُ
كلّ يوم أحبّه تَتَهاوى
و قبورٌ غَريبةٌ و جُموعُ
لا التّرابُ الذي يضمّ شظَاياهم
ترابٌ و لا الرّبوع ربوعُ !

حَمِّلْ فضْلاً لا أمْرَاً ...... المقطع المرئي [ قصة نكبتين: من أين تبدأ هذا البوحَ يا قلمُ ؟! ]
http://ia311533.us.archive.org/1/ite...eeen/2222.rmvb
http://tornadodrive.com/download.php/2210/2222.rar.html
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..
و إن عجزتَ فلا أقلَّ من الدّعاء ..
و دُمتُم بخَير ..
[ حَمْلَــــــةُ نُصْرَةِ فِلسْطِيْنِيِّ العِــــــــــراقِ ]
===================================
(1) مقال للكاتب د. سلمان أبو ستة : (متى طردوا من مواطنهم ؟)
(2) مقال لـلكاتب خالد الاختيار -سوريا الغد - فضاآت
(3) المجتمع 1702
(4) (الشرق الأوسط اللندنية ـ 28/4/2003)
من مواضيعي
0 يا سائلين عن الجنان :: هل تسمعون ؟!
0 في عصر حقوق الحيوان، زوجان يقضيان أسبوع العسل في سجون النمسا!
0 صَرَخَتْ تُنادينا و لكنّا نيام .. فيلم مؤثر
0 (الآن):: الفيلم الجريء والمميز :: دماء على عتبات القدس
0 صرخة :: سترون كيف نسجل مواقفنا !!
0 .. غَزّةُ تكشِفُ الحَقَائِقَ!!
0 في عصر حقوق الحيوان، زوجان يقضيان أسبوع العسل في سجون النمسا!
0 صَرَخَتْ تُنادينا و لكنّا نيام .. فيلم مؤثر
0 (الآن):: الفيلم الجريء والمميز :: دماء على عتبات القدس
0 صرخة :: سترون كيف نسجل مواقفنا !!
0 .. غَزّةُ تكشِفُ الحَقَائِقَ!!
التعديل الأخير تم بواسطة ورقة بن نوفل ; 02-05-2007 الساعة 01:51 PM












