الإمبراطور الـ 43
06-12-2008, 06:37 AM
تلعب الصدف دورها في حياة البشر، اذ يجد البعض نفسه فجأة في مقدمة الصفوف زعيماً.. من دون تعب او جهد او حتى موهبة، والبعض الآخر يقذف به الحظ السعيد في احضان الشهرة والتأثير من، دون ان يحمل رسالة ذات مغزى او مضمون، وهناك طرف ثالث، وهو بالتأكيد يمثل اغلبية، تضعه الظروف في مواقف صعبة ومصيرية، وتفرض عليه اداء دور البطولة، شرط ان يظل خارج الصورة، بحيث لا يعرفه احد ولا يشعر بوجوده او حتى بغيابه الكثيرون.
ترى اين موقع الرئيس الاميركي جورج بين هذه النماذج؟ الاجابة ان هذا الرئيس الأميركي الثالث والاربعين الذي تقترب ايام ولايته الرئاسية من نهايتها، وبدأت ذاكرة العام 2008 «تؤرشفها» لتحملها معها وهي راحلة ايضا، يقع بين النموذجين الاول والثاني.. فهو ابن الرئيس السابق الذي دخل الى الحكم فجأة، ثم حملته الشهرة والاضواء الى عوالم لم يكن يتخيل يوما ان يصل اليها.
هذا الامبراطور عالمه عنوان للتناقضات، حيث يجمع بين الحب والكراهية، والقوة والضعف، والسعادة والحزن، والأمل واليأس، ومؤهلاته ليست عدة أو متنوعة.
عالمه كذلك غامض ومثير، تفوح منه رائحة البارود، وترسم ملامحه مشاهد متلاحقة من البرق الخاطف العنيف، وتحدد اتجاهاته بوصلة المصالح، وتزين صورته أفكار تتجاهل الآخر وتحط من شأنه، ويتوقف مداه عند أبعد نقطة يمكن أن تصل اليه طائراته الخفية وصواريخه العابرة.. في هذا العالم لم يكن هناك وقت للعواطف أو المشاعر أو الكرامة، ولا احترام لسيادة القانون أو لحرمة الدول، فكل شيء مباح، طالما كان في النهاية يوسع رقعة الامبراطورية ويقوّي قدرته.
فطموحاته لم تقف عند حدود معينة، وإرادته ظلت جداراً صلباً في وجه راغبي شل قدرته على الحركة.. إن حياته باختصار أشبه بلوحة فنية خطوطها وألوانها كثيرة ومتداخلة، لكننا لا نجتهد في قراءة تفاصيلها.. فيكفي ان ننظر الى العراق او الى افغانستان او نسترجع الرحلات السرية لتعذيب المتهمين بالارهاب، أو تضييق الخناق على الحرية الشخصية للاميركيين والتنصت عليهم .. لنعرف ونفهم.
انه يرفض الاعتذار عن جريمة غزو العراق، رغم ان المبررات التي سيقت لتبرير ذلك ثبت عدم صدقها.. لكنه عنيد ومصر على الخطأ، رغم انه ليس عيباً أن نخطئ، لكن الجريمة الكبرى أن نصر على الخطأ، ونرفض المراجعة والنقد الذاتي، ونتجاهل الاعتراف بالذنب والإقرار بتحمل المسؤولية والاعتذار حتى لو كان ذلك بأثر رجعي، محاولين التمسك بأفكار ومعتقدات ثبت فشلها وزيفها وعدم صلاحيتها للاستهلاك الفكري او السياسي، إما خوفاً من لوم الآخرين، أو لاقناع انفسنا بأننا كنا على صواب والباقي يسير في الاتجاه المعاكس للحقيقة.
انه كان يهزأ دائما بالخطوط الحمراء، ويصر على ان ينزع كرامة وكبرياء دول بكاملها، بعد ان حطم فؤادها مشاعرها وصورتها ايضا، انه اخذ من الحجاج سيفه ومن الاسود شراستها وتوحشها.. لكنها كما غيره عاد مجرد صور في ذاكرة 2008 ..حيث سيسحب سيف الحجاج منه لصالح خلفه.. فهل يتعظ الاخرون؟
----- منقـول -----
ترى اين موقع الرئيس الاميركي جورج بين هذه النماذج؟ الاجابة ان هذا الرئيس الأميركي الثالث والاربعين الذي تقترب ايام ولايته الرئاسية من نهايتها، وبدأت ذاكرة العام 2008 «تؤرشفها» لتحملها معها وهي راحلة ايضا، يقع بين النموذجين الاول والثاني.. فهو ابن الرئيس السابق الذي دخل الى الحكم فجأة، ثم حملته الشهرة والاضواء الى عوالم لم يكن يتخيل يوما ان يصل اليها.
هذا الامبراطور عالمه عنوان للتناقضات، حيث يجمع بين الحب والكراهية، والقوة والضعف، والسعادة والحزن، والأمل واليأس، ومؤهلاته ليست عدة أو متنوعة.
عالمه كذلك غامض ومثير، تفوح منه رائحة البارود، وترسم ملامحه مشاهد متلاحقة من البرق الخاطف العنيف، وتحدد اتجاهاته بوصلة المصالح، وتزين صورته أفكار تتجاهل الآخر وتحط من شأنه، ويتوقف مداه عند أبعد نقطة يمكن أن تصل اليه طائراته الخفية وصواريخه العابرة.. في هذا العالم لم يكن هناك وقت للعواطف أو المشاعر أو الكرامة، ولا احترام لسيادة القانون أو لحرمة الدول، فكل شيء مباح، طالما كان في النهاية يوسع رقعة الامبراطورية ويقوّي قدرته.
فطموحاته لم تقف عند حدود معينة، وإرادته ظلت جداراً صلباً في وجه راغبي شل قدرته على الحركة.. إن حياته باختصار أشبه بلوحة فنية خطوطها وألوانها كثيرة ومتداخلة، لكننا لا نجتهد في قراءة تفاصيلها.. فيكفي ان ننظر الى العراق او الى افغانستان او نسترجع الرحلات السرية لتعذيب المتهمين بالارهاب، أو تضييق الخناق على الحرية الشخصية للاميركيين والتنصت عليهم .. لنعرف ونفهم.
انه يرفض الاعتذار عن جريمة غزو العراق، رغم ان المبررات التي سيقت لتبرير ذلك ثبت عدم صدقها.. لكنه عنيد ومصر على الخطأ، رغم انه ليس عيباً أن نخطئ، لكن الجريمة الكبرى أن نصر على الخطأ، ونرفض المراجعة والنقد الذاتي، ونتجاهل الاعتراف بالذنب والإقرار بتحمل المسؤولية والاعتذار حتى لو كان ذلك بأثر رجعي، محاولين التمسك بأفكار ومعتقدات ثبت فشلها وزيفها وعدم صلاحيتها للاستهلاك الفكري او السياسي، إما خوفاً من لوم الآخرين، أو لاقناع انفسنا بأننا كنا على صواب والباقي يسير في الاتجاه المعاكس للحقيقة.
انه كان يهزأ دائما بالخطوط الحمراء، ويصر على ان ينزع كرامة وكبرياء دول بكاملها، بعد ان حطم فؤادها مشاعرها وصورتها ايضا، انه اخذ من الحجاج سيفه ومن الاسود شراستها وتوحشها.. لكنها كما غيره عاد مجرد صور في ذاكرة 2008 ..حيث سيسحب سيف الحجاج منه لصالح خلفه.. فهل يتعظ الاخرون؟
----- منقـول -----
من مواضيعي
0 نتيجة مقابلة اليوم : الجزائر -المغرب
0 أكبر المليارات للمحترفيـن
0 الحكم بسجن شكيب،خليفه و آخرون/فيديو
0 الحكم بالسجن شكيب،خليفه و آخرون
0 اسرائيل : رئيس وزراء مصر معادي لنا
0 أوباما يريد اسقاط العمامة
0 أكبر المليارات للمحترفيـن
0 الحكم بسجن شكيب،خليفه و آخرون/فيديو
0 الحكم بالسجن شكيب،خليفه و آخرون
0 اسرائيل : رئيس وزراء مصر معادي لنا
0 أوباما يريد اسقاط العمامة
