تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > أرشيف > المنتدى الاسلامي العام

> الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهل

 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : الجزائر/ الشلف
  • المشاركات : 1,592
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أبو عبد الرحمن2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهل
17-12-2008, 04:50 PM
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
وهذه الجملة تنطبق على ديانة كل رسول؛ لأنها مشتملة:
* أولا على التوحيد, الاستسلام لله بالتوحيد، لأن الشرك باطل في كل ملة.
* ثم الانقياد لله جل وعلا بالطاعة وترك اتباع الهوى في الأوامر والنواهي، والطاعة هنا تندرج في طاعة كل رسول خُوطب العبد بأن يتبعه بحسب الزمان والمكان.
* والبراءة من الشرك وأهله، هذه فيها الكفر بالطاغوت، وبُغض الشرك، وبُغض أهل الشرك لما هم عليه من عبادة غير الله جل وعلا، كما قال جل وعلا ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ?[النحل:36].
هذا يعم جميع المرسلين في الإتيان بالتوحيد والاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد، فكل رسول أمر أن يعبد الله وحده لا شريك له.
والجملة الثانية وهي الانقياد له بالطاعة فيدل عليها الله جل وعلا ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ?[النساء:64].
والجملة الثالثة وهي قوله والبراءة من الشرك وأهله هذه يدل عليها قوله تعالى ?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ?[الممتحنة:4]الآية, قوله (فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) يعني من المرسلين من كانوا على دينه الحنيفية دين الإسلام، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ) يعني لأقوامهم، وهذا دليل على الجملة الثالثة من تعريف الإسلام العام.
وأعظم من خُصَّ بكمال هذه الجمل الثلاث هو محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وما مَنَّ الله عليه من الرسالة، فالإسلام الخاص له من هذه الثلاث أكمل ما أُمر به نبي.
فمن جهة الاستسلام لله بالتوحيد فهذا أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ والانقياد للرسول بالطاعة أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
والبراءة من الشرك وأهله أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فصار له عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ من الأمر بهذا الإسلام أعظم مما لغيره من الأنبياء عليهم سلام الله أجمعين.
لهذا يدخل في قوله هنا (باب وجوب الدخول في الإسلام) يعني هذا الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد فهذا واجب الدخول فيه، وأن يستسلم المرء لله جل وعلا بالتوحيد، وأن يترك البدع الشركية والمحدثات الوثنية وكل عقيدة فيها شرك وفيها كفر وفيها ضلال من جهة التشريك سواء أكان أكبر أم أصغر، هذا كله واجب الدخول في التوحيد وللاستسلام لله جل وعلا به؛ يعني بالتوحيد بجميع أنواعه -توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات-، والحذر من ضده والبعد عنه وهو الشرك بأنواعه.
كذلك الانقياد للرسول ( بالطاعة، كذلك البراءة من الشرك وأهله كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
إذن مراد المؤلف هنا في قوله (باب وجوب الدخول في الإسلام) أنه يجب على الناس أن يدخلوا في الإسلام.
والإسلام هذا الذي يجب الدخول فيه كما ذكرنا لك صنفان: عقيدة وشريعة، وإذا كان كذلك فمسائل الإسلام متنوعة متعددة، كما قال جل وعلا ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً?[البقرة:208]، يعني أدخلوا في الإسلام كله، وهذا يدل على وجوب الدخول في كل الإسلام وعدم التفريق بين أمر وأمر فيه من جهة قبوله واعتقاده.
إذا تبين هذا، فهذا الوجوب في قوله (وجوب الدخول في الإسلام) نوعان:
وجوبٌ تركه كفر: لأن الإسلام منه ما إذا تُرِك فهو كفر، كترك التوحيد أو فعل الشرك الأكبر، أو نحو ذلك من المكفرات.
والثاني وجوبٌ تركه محرم على العبد: وهذا المحرم يكون: تارة يكون كبيرة وتارة يكون صغيرة. لهذا فكل عقيدة أو شريعة وكل أمر سواء أكان أمرا علميا أو أمرا عمليا، ويقابله النهي، واجب على العباد الدخول فيه، فمن تركه ترك الواجب، وهذا الترك قد يكون كفرا، وقد يكون محرما، وليس بكفر، بحسب نوع ما تُرِك من العقائد والشرائع.
قال رحمه الله تعالى(وقول الله تعالى ?وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ?[آل عمران:85]. وقوله تعالى: ?إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلاَمُ?[آل عمران:19]).
(الدِّين) مرَّ معنا تفسير وهو أن الدِّين مأخوذ في اللغة من قولهم: دان بكذا؛ أي التزم به، ودَيْدَنُ المرء كذا إذا كان يتعاهد هذا الشيء ويلتزم به ويكون عادةً له، فبين العادة وبين الدين تلازم، وسبق أن ذكرته لكم في الباب الذي قبله.
فإذن في قوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِيناً) يعني أن يجعل طاعته وعادته التي يتقرَّب بها في غير الإسلام فإن ذلك لن يقبل منه سواء أكان ذلك في أمور العقائد أم في أمور الشرائع, سواء أكان ذلك في الأمور العلمية أم كان في الأمور العملية, فإذا كان ثم التزام بشيء يتقرب به إلى الله فهذا صار دينا له، فيدخل حينئذ في عموم هذه مسائل العقيدة والتوحيد ويدخل فيه أيضا مسائل البدع العملية؛ لأن صاحب البدعة العملية قد اتخذ دينا التزمه؛ التزم دينا وجعل له عادة يتعبَّد بها، فإذا كانت ليست من الإسلام فإنها تدخل في عموم هذه الآية.
قال جل وعلا في سورة الشورى ?أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ?[الشورى:21] والدين في هذه الآية يدخل فيه المحدثات والبدع التي كما استدل بها أهل العلم يعني بالآية على رد المحدثات والبدع.
فإذن هذه الآية وهي قوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) يدخل في الإسلام أو يُعنى بالإسلام الإسلام المعروف وهو دين الإسلام أصلا كأن يدين بدين اليهودية(5) أو النصرانية بعد رسالة محمد عليه الصلاة والسلام أو يدين بدين البوذية أو بأي دين يتقرب به إلى الله جل وعلا، فهذا كله باطل وهو في الآخرة من الخاسرين، وأيضا يشمل بعموم لفظها أنه من ابتغى دينا يتدين به ويتقرب به إلى الله جل وعلا وهو ليس بالإسلام الذي جاء به محمدٌ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فإنه أيضا لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
وقوله (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الخسارة هنا بحسَبها:
* قد تكون خسارة كبرى بأن يخسر الجنة ويدخل النار ويكون من المخلَّدين فيها.
* وقد تكون خسارة صغرى بأن يخسر الدخول في الجنة والسلامة من العذاب مطلقا؛ ولكن يُعذب بقدر ما عنده من المخالفة إن لم يغفر الله جل وعلا له و يتجاوز.
فإذن قوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) هذا فيها شرط وجزاء، إذا ابتغى أحد غير الإسلام فإنه لن يقبل منه مهما كان تعبده، وليس الشأن في ذلك أن يكون متعبدا, باكيا, خاشعا, فإن الشأن هو في اتباع الطريق, في اتباع السبيل دون نظر إلى تعبد الشخص؛ تعبد الإنسان، لهذا وصف الله جل وعلا طائفة بأنهم يعملون ويتعبون ولكنهم في النار قال جل وعلا ?عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ?[الغاشية:3-8]، فهم عاملون وناصبون ويتعبون ويعملون, ويتعبدون وربما بَكَوا من خشية الله, وربما أكثروا تخليص النفس من الشوائب؛ لكنهم كما وصف الله جل وعلا أنهم يَصْلَون نارا حامية، وذلك لأن الشأن ليس هو في عمل العبد؛ ولكن الشأن هو في أن يكون عمله على وفق ما أمر الله جل وعلا به، فإذا ابتغى غير الإسلام دينا, ابتغى النصرانية, ولو كان فيها راهبا متعبدا خاشعا لكنه لم يبتغِ الإسلام ولم يستسلم لله بالتوحيد وابتغى غير ذلك فهو في الآخرة من الخاسرين المخلدين في النار ولن يقبل منه ذلك.
وهكذا أيضا في المعنى الأخص وهو من ابتغى عملا ليس هو من الأعمال التي أمر الله جل وعلا بها وجاءت بها السنة مثل المحدثات المختلفة والعقائد المتنوعة التي أُحدثت في هذه الأمة؛ عقائد المرجئة, عقائد الخوارج, عقائد القدرية, عقائد المعتزلة, الجهمية, الأشاعرة... إلى آخره، فهم يظنون أنهم محسنون وأنهم أكثر تنزيها؛ ولكن هل هذا عليه الدليل؟ هل هذا عليه نص الشرع؟ هل هذا هو الإسلام الذي جاء في النصوص؟ إذا لم يكن كذلك فإن من ابتغاه ولو رام ما رام تنزيها فإنه لن يقبل منه وسيخسر بحسب ما فعل.
وكذلك أهل التعبدات المختلفة من الصوفية ونحوهم فإنهم وإن لبسوا الصوف وتبتلوا, وخرجوا وتعبدوا وأخذوا أنفسهم بالرياضات المختلفة لتصفو النفس وكثُر تعلقهم بالله جل وعلا وتجردهم من الدنيا؛ لكنهم لما لم يكونوا على الإسلام الذي جاء به محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ولم يكن لهم فيما يفعلون أدلة فإنه لن يقبل منهم ذلك.
وكذلك أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهل الغيرة، إذا لم يكونوا على السبيل فإنه لن يقبل منهم ذلك, فالخوارج ما خرجت إلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبسبب غلوهم فيه قتلوا عثمان رضي الله عنه.
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحا وقرآنا
حتى إن الذي قتل عليا رضي الله عنه وهو عبد الرحمن بن ملجم كان قتله تقربا من الله جل وعلا، ولما أرادوا قتله قصاصا يعني قتل عبد الرحمن بن الملجم قصاصا قال: لا تباغتوني القتل -يعني مرة واحدة-؛ لكن قطِّعوا أطرافي شيئا فشيئا حتى أنظر إلى تعذيبي في الله جل وعلا. وقال فيه عمران بن حطان يمدحه لما هو عليه من الصلابة -كما يزعمون- في الدين قال في وصفه في أبيات معروفة وهي أبيات ضلال والعياذ بالله قال في مدح عبد الرحمن بن الملجم:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحتسبـه لأوفى البريـة عند الله ميـزانا
وهذا سلكه أيضا طائفة من المعتزلة فغلوا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أدخلوا فيه الخروج عن الحكام وعلى الولاة.
ولازالت الأمة منذ ظهور الخوارج إلى وقتنا الحاضر وهم يُبتلون بمن يغلو في هذا الباب، ولهذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في عقيدته الواسطية فيما تميز به أهل السنة من الوسطية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال في وصفهم: هُم مَعَ هذِهِ الأُصُولِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ. لأن هناك من الطوائف من أمرت ونهت على غير ما أوجبته الشريعة وإنما على نحو ما أملته عليه أهواؤهم.
المقصود من ذلك أن ابتغاء غير الإسلام دينا هذا يدخل فيه كل من ابتغى غير ما جاءت به الشريعة ودل عليه الدليل، وإذا كان كذلك فواجب إذن على المكلف أن يدخل في الإسلام وأن لا يدخل في فعل من الأفعال بأمر إلا وقد تبينت له حجته وخاصة مسائل العقائد ومسائل العمل والمنهج؛ لأن هذه هي التي تميز وليس فيها اجتهاد فيها؛ ولكن الاجتهاد يحصل في الأمور الفرعية كما هو معلوم، أما ما قعَّده أئمة أهل السنة والجماعة في كتب العقائد وبينوا فيه من سمات وصفات أهل السنة فإن ذلك ليس مجالا للاجتهاد بل واجب الإلزام به.
قال (وقوله تعالى ?إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلاَمُ?[آل عمران:19]) وهذا ظاهر وهو في معنى الآية التي قبلها, الدِّين الذي يقبله الله جل وعلا هو الإسلام فقط، وأما غير الإسلام الذي عليه الدليل فإنه لا يقبله الله جل وعلا وليس دينا عنده، وإن كان العبد عده دينا.
قال (وقول الله تعالى ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?[الأنعام:153] الآية، قال مجاهد: السبل: البدع والشبهات) هذه الآية فيها الدليل على أنَّ صراط الله جل وعلا واحد, قال (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ)، ووجه الدلالة من الآية على الباب أن الله جل وعلا أمر بإتباع هذا الصراط بعد أن بيَّنه قال (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا) والإشارة (وَأَنَّ هَذَا)، هذه إشارة إلى أمر واضح بيّن يُعرَّف به لأن التعريف؛ تعريف الشيء يحتاج إلى عبارة تدل عليه، كأن إذا قيل عرف مثلا ما هو الهوى؟ يحتاج إلى عبارة تدل عليه, ما هو مثلا اللحم؟ ما هو الإنسان؟ ما هي الطائرة؟ ...إلى آخره، فالعبارة تعرف به، وأقصر تعبير باتفاق العقلاء يعرِّف بالشيء ويوضحه بحيث لا يلتبس أن يكون بيِّنا أمامك فتشير إليه، فإذا قيل مثلا ما الرسالة؟ فرفعت هذه، ما الظرف؟ إذا قيل ظرف فيه ورقة, إذا قيل هذا تُصور فصار واضحا، هذا؛ لأنه بين, أما إذا وُصف بالعبارة فيحتاج إلى بيان كثير.
وهنا الله جل وعلا أشار إلى هذا الطريق الواضح فقال (وَأَنَّ هَذَا)، وهي إشارة إلى شيء يشاهد؛ يشاهده الناس, يشاهده الصحابة, يشاهده من كان في ذاك الزمان وفي كل زمان، (وَأَنَّ هَذَا) الإشارة إلى السبيل والسنة وما في القرآن والسنة دون غيرها, (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا) إذن الإشارة لما كان في عهد النبي ( وكان عليه هديُه، فكل ما لم يدخل في هذه الإشارة فيمكن أن تقول إنه خارج على الصراط المستقيم.
قال(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا) والصراط المستقيم فُسِّرَ في سورة الفاتحة بعدة تفاسير وفي هذه الآية بأنه السنة وأنه الإسلام والقرآن أو أنه محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وهذه كلها متلازمة، فمن لزم الإسلام فقد لزم السنة، ومن لزم السنة فقد لزم القرآن، ومن لزم القرآن على حقيقته فقد لزم الإسلام والسنة وهكذا, بل يجب لزوم الإسلام الذي دلَّ عليه القرآن والسنة وبيَّنه نبينا الكريم محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
قال (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا) فهو صراط واحد كما بيّنتُ لك في الباب الذي قبله، فأمر بإتباعه فقال (فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).
ودلت الآية على أن اتباع الصراط الذي هو الإسلام والسنة واجب بأمر الله جل وعلا به وأن اتباع غيره من الأهواء والشبهات والبدع محرم لقوله (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)، وهذا نهي، والنهي هنا للتحريم فدل ذلك على مراد المصنف من الاستدلال بالآية على وجوب الدخول في الإسلام وتحريم الخروج عنه إلى غيره.
قال رحمه الله بعد ذلك (وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» أخرجاه، وفي لفظ «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»).
هذا الحديث متفق عليه، متفق على صحته في لفظه الأول (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا...)، واللفظ الثاني (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا...) رواه مسلم في الصحيح وعلقه البخاري أيضا في صحيحه جازما به.
وهذا الحديث بهذين اللفظين حجة وأصل عظيم من الأصول في ردّ البدع والمحدثات بجميع أنواعها, وهذان اللفظان مهمان، وكل منهما له حجة في باب:
* أما الأول فقوله(مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ) فهو يشمل الذي ابتدع البدعة وأحدث الحدث ولو لم يعمل بذلك، فمن أحدث الحدث فهو مردود عليه ولن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
* واللفظ الثاني (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا) هذا يشمل الذي يعمل ولو لم يحدث.
فإذن اللفظان دل أحدهما على المحدِث ودل الآخر على الذي عمل بما أحدثه المحدِث.
وهذا الحديث دالٌّ للأعمال في ظاهرها، كما أن حديث عمر رضي الله عنه ««إِنّما الأعْمَالُ بالنّيات, وإِنّمَا لِامْرِىءٍ ما نَوَى» ميزان للأعمال في باطنها، فمن صحت نيته في باطنه واستقام عمله الظاهر على وفق السنة فإنه حينئذ مقبول الدين، وأما إذا فات أحدهما فليس بمقبول العمل لأنه إذا فات الإخلاص لم يقبل العمل، وإذا فاتت المتابعة والالتزام بالظاهر فإنه لا يُقبل العمل.
إذا تبين ذلك فالمحدثات قسمان:
* محدثات في الدنيا.
* محدثات في الدين.
وهذا الحديث يراد به محدثات في الدين؛ لأنه قال (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا) وقوله(فِي أَمْرِنَا هَذَا) يُعنى به الدين.
أما المحدثات في الدنيا فليست مشمولة بالنهي، ولهذا الصحابة رضوان الله عليهم توسعوا في تنظيم أمور الدنيا على وفق المصلحة، وتنظيم أمور الدنيا تارة يدخل تحت قاعدة المصالح المرسلة، وتارة يدخل تحت قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة، وليس هذا بموطن بيان ذلك.
أما المحدثات في الدين فهي مردودة جملة واحدة، فليس لأحد أن يُحدث حدثا في الدين سواء أكان ذلك الحدث في الأمور العلمية في أمور العقائد أم في الأمور العلمية.
فإذن هذا الحديث يستدل به على بطلان كل عقيدة محدثة، ويستدل به على بطلان كل عمل يُتقرب به إلى الله محدث، فمن جاء بعقيدة محدثة كعقائد الخوارج أو المرجئة أو المؤولة في الصفات أو نفي الصفات أو في القدر في الجبر ونحو ذلك، فإنه يقال له هل كان على هذا أمر النبي (؟ فلا بد أن يقول: لا؛ ولكن هذا هو الذي يجب التزامه لأجل أن لا ينسب للشرع كذا، أو أن ينزه الله جل وعلا عن كذا...إلى آخره.
ولهذا كان من الكلام الحسن مثلا في بعض الصفات ما قاله والد الإمام الجويني رحمه الله حيث قال: إني لما تأملت تأويل الصفات وجدت أن النبي ( كان يتلو القرآن وفيه آيات الصفات، وكان يصف الله جل وعلا في أحاديثه وعنده الصحابة ومنهم الحاضر ومنهم الباد، ومنهم الذكي ومنهم غير الذكي، ومنهم العاقل ومنهم دون ذلك، ومنهم من قد يتصور شيئا غير الظاهر ومنهم من قد لا يتصور إلا الظاهر، فلم يتبع ذلك بأشياء تصرفها عن ظاهرها، فدل على أن نصوص الغيب واجب الإيمان بها على ظاهرها دون التأويلات المحدثة.
وهذا الذي قاله حق، ومن جهة أخرى في المسائل العملية الحديث حجة على رد كل محدثة في العمل يُتقرب بها إلى الله جل وعلا، والمحدثات في الدين هي البدع، لهذا قال «وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» (كل محدثة) يعني محدثة في أمرنا هذا, محدثة في الدين بدعة, البدع أيضا هناك بدع في الدنيا وبدع في الدين، والمذموم هو الابتداع في الدين أما الإحداث في الدنيا فلا يدخل في البحث؛ لأنه لا يدخل في قوله (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا) وإنما المقصود التكلم على الديانة.
إذا تبين ذلك فالبدع مذمومة كلُّها، وكل بدعة مردودة لأدلة من الكتاب والسنة، ومن السنة هذا الحديث الجامع الشامل الذي عدّه طائفة من أهل العلم ثلث الدين، وعدّه طائفة آخرون ربع الدين؛ لأنه يشمل مسائل كثيرة تغطي ربع مسائل الدين في العقائد وفي الشرع.
البدعة تنافي الدخول الكامل في الإسلام إذا كانت بدعة عملية، والبدع قسمان:
* بدع كفرية.
* بدع دون الكفر (عقدية أو عملية).
فتارة يكون الأمر بدعة ويكون كفرا أكبر أو شركا أكبر, وتارة يكون دون ذلك؛ دون الكفر, وهذا يشمل العقائد ويشمل العمليات.
فمثاله مثلا في البدع العقدية التي هي كفر: سَلْبُ الرب جل وعلا عن جميع صفاته، وأنه ليس له صفة البتة، هذه البدعة أحدثت لم يكن عليها حتى أهل الجاهلية, هم يعتقدون أن لله جل وعلا صفات، فأتى جهم ونفى جميع الصفات عن الرب جل وعلا، وأنه لا يتصف بصفة النية غير صفة الوجود المطلق بشرط الإطلاق كما يزعمون.
وأما البدع العملية التي هي كفر كالاستشفاع بالموتى، الاستشفاع بالموتى هو شرك أكبر مخرج من الملة وهو بدعة محدثة أيضا في هذه الأمة، ولها وسائل كثيرة أحدثت.
القسم الثاني البدع دون الكفر منها ما يكون في:
العقائد: كبدع الإرجاء، بدع الخوارج، وبدع القدرية، وبدع تأويل الصفات، والكلام في الأحوال و المقالات... إلى آخره؛ يعني من جهة الاعتقاد.
القسم الثاني بدع عملية: وهي التي يكثر فيها الكلام من جهة عمل الناس لها، صلوات مبتدعة, أذكار مبتدعة, أحوال مبتدعة, احتفالات مبتدعة...إلى آخر ذلك، هذه كلها لا تصل إلى الكفر والشرك، وإنما هي بدع بحسب حالها.
والبدع العملية قسمان:
1. بدع أصلية.
2. وبدع إضافية
البدع الأصلية: ما أحدث وليس له أصل يتبعه، مثل إحداث حفلات الموالد أو المآتم، أو نحو ذلك مما لم يكن له أصل أصلا في الشريعة، فهذه بدعة أصلية أُحدثت في هذه الأمة.
والقسم الثاني بدع إضافية: أصل العمل مشروع؛ ولكن زِيد عليه أشياء صارت بدعة, سماها أهل العلم بدعا إضافية، مثل الاجتماع على الذكر على نحو ما, ترديد أشياء بعد الصلاة المفروضة, وأشباه ذلك, الصلاة على النبي ( على صفة ما, مثل ما جاء أن ابن مسعود رضي الله عنه جاء إلى قوم وقد جعلوا لهم كبيرا وبينهم حصى ويقول لهم سبحوا مائة، هللوا مائة احمدوا مائة...إلى آخره، فقال لهم: لأنتم على طريق أهدى من طريق محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؟ أو أنتم على شعبة ضلالة؟ هذه آنية رسول الله ( لم تكسر-يعني أن العهد قريب- وهؤلاء زوجاته عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لم يمتن، وهؤلاء أصحابه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، فقالوا: يا أبى عبد الرحمن الخير أردنا. قال: كم من مريد للخير لم يبلغه. هذه الصفة التي فعلوها التسبيح مشرع, ولكن أضافوا عليها صفة صارت محدثة.
لهذا بعض أهل العلم يقول: البدع المحدثة قسمان:
- بدعة أُحدث أصلها وهو القسم الأول.
- بدعة أحدث وصفها وهو القسم الثاني.
إذا تبين ذلك فالبدعة لها عدة تعريفات, عرّف بها أهل العلم وسبق ذكرها؛ لكن على اختصار نمر عليها عليها.
وهي: أن البدعة عُرِّفت بما أحدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول الله ( في قول أو عمل أو اعتقاد، وجُعل ذلك هديا ملتزما, وطريقا مسلوكا. هذا عرَّفها به بعض أهل العلم على نحو هذا التعريف.
والثاني ما عرَّفه به الشاطبي وغيره: بأن البدعة طريقة في الدين مخترعة يُقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريق الشرعية، والتزم بذلك.
مقتطف من محاضرة لشيخ صالح أل الشيخ بعنوان فضل الاسلام
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن2 ; 17-12-2008 الساعة 04:58 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-11-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,813
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • dakka will become famous soon enough
الصورة الرمزية dakka
dakka
شروقي
رد: الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك
17-12-2008, 08:28 PM
اقتباس:
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
الإستسلام لا يكون إلا عن قهر وجبروت وهو إنقياد بعد تمرد ،
ولا يكون إلا بعد الحروب وعلى المنهزم خيار أخير هو الإستسلام صاغرا .

لكن الله لا إله إلا هو خلق عباده بالرفق و الرحمة ، وهو معهم أينما كانو بلطفه وعنايته وكرمه .
لدي شكوك بليغة في أن هناك سموم وراء هذه الفكرة ،،،
وقد قرأت موضوعا حول هذا لا أذكر أين لكن سأوافيك بالتحليل الجازم ،
فيف غوغل .


إذا كان الإسلام هو الإستسلام لماذا لم يسمى مباشرة " إن الدين عند الله الإستسلام "
ههههههههههههههههههههههههههههه
تحريف الكلمات عن مواضعها فن قديم وهو صناعة راقية عند بن سعود ،
سأجتهد مثلكم فقد أصبح كل من هب ودب يجتهد :
أنا الشيخ العلامة dakka أقول أن الإسلام هو السلام
مارأيك في هذا المذهب الجديد الذي إخترعته لكم الآن
أظن أنه خير من إجتهاد كل علماء الوهابية مجتمعين :
حابين تقولو لنا إذا صفعك الهودي على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيصر ،
شعال حنان شعال رومنتيك المذهب ديالكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    28

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
رد: الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك
17-12-2008, 08:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dakka مشاهدة المشاركة
الإستسلام لا يكون إلا عن قهر وجبروت وهو إنقياد بعد تمرد ،
ولا يكون إلا بعد الحروب وعلى المنهزم خيار أخير هو الإستسلام صاغرا .

لكن الله لا إله إلا هو خلق عباده بالرفق و الرحمة ، وهو معهم أينما كانو بلطفه وعنايته وكرمه .
لدي شكوك بليغة في أن هناك سموم وراء هذه الفكرة ،،،
وقد قرأت موضوعا حول هذا لا أذكر أين لكن سأوافيك بالتحليل الجازم ،
فيف غوغل .


إذا كان الإسلام هو الإستسلام لماذا لم يسمى مباشرة " إن الدين عند الله الإستسلام "
ههههههههههههههههههههههههههههه
تحريف الكلمات عن مواضعها فن قديم وهو صناعة راقية عند بن سعود ،
سأجتهد مثلكم فقد أصبح كل من هب ودب يجتهد :
أنا الشيخ العلامة dakka أقول أن الإسلام هو السلام
مارأيك في هذا المذهب الجديد الذي إخترعته لكم الآن
أظن أنه خير من إجتهاد كل علماء الوهابية مجتمعين :
حابين تقولو لنا إذا صفعك الهودي على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيصر ،
شعال حنان شعال رومنتيك المذهب ديالكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ياأخاناهل انت مريض همك المخالفة لاغير
أسلمت لرب العالمين

ياخي حالة روح ترقد الـنـوم
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:23 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى