سيرة العلامة ~~ ابن باز~~ رحمه الله
19-12-2008, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذه ترجمه بسيطه لسيره العلامه فضيله الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .

هوالشيخ المحدث الأثري الفقيه،النابغة، كبير المفتين، ورئيس العلماء المتقنين، عبد العزيز بن عبدالله ابن باز، يُكنى أبا عبد الله،ولد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في الثاني عشر من ذي الحجةعام 1330هـ ، من أسرة في مجموعها صلاح،ونشأ منذ صباه على رسالة الإسلام،فحفظ كتاب الله تعالى، وتلقى علومه عن كبار مشايخ نجد، وفي مقدمتهم :الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قاضي الرياض، والشيخ سعد بن حمد العتيق قاضي الرياض ـ العزبن عبد السلام في عصره ـ والشيخ حمدبن فارس، والشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة، أخذ عنه علم التجويد،وسماحة الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأسبق، لازمه عشرسنوات واستفاد منه فوائد عظيمة .
وأصيب بعمى العينين، فازداد حفظاًوورعاً وعلماً، وعوَّضه الله بذكاءفي القلب . وبارك الله في علم الشيخ حتى حصَّل ووصل إلى ما وصل إليه من الحفظ والفقه، وأصبح إماماً من كبارأئمة الدنيا في هذا العصر .

توليه القضاء :
عمل سماحة الشيخ قاضياً في الخرج،فكان الأب والمعلم، قريباً من قلوب الناس، حتى أنهم بكوا عليه وأكثروامن الهلع لما انتقل منها .

اشتغاله بالتدريس :
رأى الشيخ رحمه الله أن القضاء قديشغله عن التدريس والعلم، فترك القضاء وذهب إلى معهد الرياض معلماً،وفي كلية الشريعة محاضراً، فكان يلقي الدروس ارتجالاً لحافظته القوية،وكان محبباً إلى الطلاب .

إدارة الجامعةالإسلامية :
ثم تولى إدارة الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، فكان يحضر في إدارة الجامعة ويجتمع بالأساتذة ويوجههم التوجيه السليم ويدعوهم إلى اللين في التعامل، والاهتمام بالتحصيل العلمي، وكان يمر على الطلبة في الفصول فيسلم عليهم ويسمع ما عندهم،وربما درَّس الشيخ بعض المحاضرات،وكان يفتح مكتبه للطلبة، وهذه ميزة يفتقدها كثير من العلماء والمسؤولين حيث إغلاق الأبواب في وجوه الطلبة والمسلمين .

الشيخ والعلم :
يعد الشيخ من كبارالمفتين في العالم الإسلامي، فقدشارك في مؤتمرات كثيرة، وألقى من المحاضرات ما لا يحصى، وله مؤلفات كثيرة نافعة، فهو نحوي يجيد اللغة ويمليها على طلابه، وله في الفرائض قدم، وفي الحديث محدث جهبذ مغرم بعلم الرجال، يطالع كثيراً في ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر، وقد قال الشيخ لبعض محبيه : ربما حفظت ثمانين في المائة من هذا الكتاب، ( وفتح الباري )وقد قرأه مرات عديدة، وهو الذي تولى الإشراف على إخراجه وتحقيقه للناس بالاشتراك مع العالمين الفاضلين :الشيخ محب الدين الخطيب، والشيخ محمدفؤاد عبد الباقي رحمهما الله تعالى .

كرم الشيخ :
وأما كرم الشيخ رحمه الله تعالى فحدث ولا حرج، فهو لا يرد طلباً، وقد ذكربعض طلبة العلم : أن أحد المجاهدين وفد على الشيخ مرة من المرات، فلم يجدالشيخ إلا غرضاً مهماً له فباعه وأعطاه قيمته في سبيل الله عز وجل .
ويتمثل كرم الشيخ في اجتماع الناس على سفرته، فيحضر سفرته العلماءوطلبة العلم والمفكرون والأدباءوالعامة والفقراء والمساكين وعابريالسبيل، فيرحب بالجميع، وهذا أمرمعلوم لا يحتاج إلى إثبات، لأن الكثيرين رأوا ذلك .

البرنامج اليومي :
يبدأ الشيخ نشاطه قبيل صلاة الفجر،ثم يصلي الفجر في مسجده، فإذا انتهى من الصلاة وفرغ من أذكار الصباح،يبدأ درسه إلى طلوع الشمس، وأكثر مايدرس الشيخ في كتاب ( فتح الباري ) و (فتاوى ابن تيمية ) و ( بلوغ المرام ) و (الكتب الستة ) و ( شرح الطحاوية )وغيرها من العلوم النافعة . فإذا فرغ من الدرس صلى ركعتين وعاد إلى بيته،ثمَّ يذهب إلى مكتبه، فإذا وصل وجدالمراجعين بانتظاره فيسلم عليهم ويستقبلهم ويعانق منهم القادم،ويبدأ باستعراض المعاملات، والإجابة على الأسئلة، وحل المشاكل وتوجيه النصائح وإيجاد الحلول، كما يتلقى المكالمات الهاتفية من الداخل والخارج حيث تتصل به الهيئات والجماعات والمؤسسات والأفراد من أنحاء العالم، فيفتيهم ويرد عليهم الواحد تلو الآخر، وهو في ذلك لا يكل ولا يمل .
ثمَّ يصلي الظهر جماعة، ويعود إلى عمله، وفي الثانية بعد الظهر يعودإلى منـزله وقد سبقه ضيوفه، فيتغدى معهم غداءً جماعياً، ثمَّ يصلي العصر، وربما ألقى كلمة بعد الصلاة ثم يعود إلى المنـزل، ثم يصلي المغرب ويعود إلى منـزله للقراءة والنظر في شؤون الناس حتى وقت العشاء، ولاينتهي مجلسه من الزوار والروّاد، ولايزال بين قراءة وإملاء وحديث نافع حتى وقت متأخر، وقلَّ ما يتاح له الإخلاد إلى النوم قبل منتصف الليل .

اللهم أرحمه وأسكنه الفردوس الاعلى وألحقنا به في جنات النعيم اللهم آميين