تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > أرشيف > المنتدى الاسلامي العام

> تحذير الشيخ الالباني من منهج وفتاوى يوسف القرضاوي

 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-12-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,991
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • أبو عبد الرحمن يوسف is on a distinguished road
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
تحذير الشيخ الالباني من منهج وفتاوى يوسف القرضاوي
21-12-2008, 11:10 PM
تحذير الشيخ الالباني من منهج وفتاوى يوسف القرضاوي) والرد على فلسفته الخطيرة للتحلل من الأحكام الشرعية

السائل : يوسف القرضاوي منذ سنتين ذهب إلى استراليا وأفتى الناس بفتوى يعني فتنتهم مفاد هذه الفتوى أنه قال أن الربا محرم على آخذه - على صاحب
الربا – ...
الشيخ : الله يهديه !
السائل : أما الفقير الذي تصل إليه فليست محرمة عليه ويجوز بناء المساجد و...
الشيخ : الله أكبر !
السائل : والله فتن بها كثير من المسلمين هناك.
الشيخ : الله أكبر !
يوسف القرضاوي دراسته أزهرية وليست دراسته منهجية على الكتاب والسنة.
وهو يفتي الناس بفتاوى تخالف الشريعة ، وله فلسفة خطيرة جدًا ، إذا جاء الشيء محرمًا في الشرع يتخلص من التحريم بقوله: ليس هناك نص قاطع بالتحريم ، ولذلك أباح الغناء ، وأباح لذاك الإنجليزي الذي كان أسلم وهو من كبار المغنيين البريطانيين أن يظل في مهنته ، وأن يأكل من كسبه ، وادعى القرضاوي بأنه ليس هناك نص قاطع في تحريم الغناء أو آلات الطرب. هذا خلاف إجماع علماء المسلمين أن الأحكام الشرعية لا يشترط فيها النص القاطع بدليل أنهم - ومنهم القرضاوي نفسه - يقول الأدلة الكتاب والسنة والإجماع والقياس ، والقياس ليس دليلاً قاطعًا لأنه اجتهاد ، والاجتهاد معرض للخطأ وللصواب كما هو في الحديث الصحيح ، لكنه جاء بهذه النغمة أنه لايوجد دليل قاطع لكي يتخلص ويتحلل من كثير من الأحكام الشرعية ، والرسول يقول ((لعن الله آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه)) فلا يجوز أبدًا أن يستفيد المسلم من مال حرام بحجة إن هو لم يأكل الربا وهذا الحديث يقول ((لعن الله آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه)).
أما بناء المساجد من الأموال الربوية ، فالرد عليه بقوله عليه السلام ((إن الله طيبٌ ولا يقبل إلا طيبًا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا)) ثم ذكر الرجل أشعثَ ، أغبرَ ، يطيل السفر ، يرفع يديه يقول: يا ربِ ، يا ربِ ، ومأكله حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذاك.
هذه أحاديث كلها ترد على القرضاوي وأمثاله ممن يفتون بآرائهم على طريقة الآرائيين قديماً الذين يغلب عليهم أن يكونوا من الأحناف.)
  • ملف العضو
  • معلومات
حكيم حبيب
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 18-12-2008
  • المشاركات : 849
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • حكيم حبيب is on a distinguished road
حكيم حبيب
عضو متميز
رد: تحذير الشيخ الالباني من منهج وفتاوى يوسف القرضاوي
26-12-2008, 11:52 PM
رسالة القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع ((للغماري رحمه الله))
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدوآله الأكرمين. وبعد: فمنذ ثلاثين سنة، طبعت رسالة (بداية السول في تفضيل الرسول) بتعليقاتي. ثم طبعت مرة ثانية بتلك التعليقات، وطبعت مرة ثالثة بتعليقات الشيخ محمدناصر الألباني، وقد تعرض لي في مقدمة تعليقاته، وتهجم علي، وهو هجام، مع اعترافهبأنه استفاد من النسخة التي صححتها تصحيح بعض الأخطاء في المخطوطة التي علق عليها. وأبى أن يترك اعترافه، دون أن يشفعه بما يكدر صفوه، فلمزني بأشياء حصلت في تلكالرسالة، أذكرها وأجيب عنها بحول الله.
قال:
أولا،
لقد جرى الشيخ في تخريجالأحاديث، على سنن جمهور المخرجين، فهو لا يعني إلا نادرا ببيان مرتبة الأسانيد منالصحة والضعف، بل ولا الأحاديث. وأقول: لم أبين الأسانيد، لأن الرسالة في الفضائلالنبوية، ولتلك الأحاديث ما يؤيدها من القرآن والسنة الصحيحة. على أن مما قررهالعلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائلوالترغيب والترهيب ما لم يكن موضوعا، ونص على هذا الإمام أحمد وابن المباركوالسفيانان وغيرهم من الأئمة، واستمر العمل على هذا في جميع الأعصار، إلا أن ابنالعربي المعافري شذ عن الجمهور، فقال: لا يجوز العمل بالضعيف في الفضائل والترغيبوالترهيب، وتبعه القنوجي في نزل الأبرار، وقلدهما الألباني، لولوعه باتباع الشواذ. على أن
ص 2
ابن العربي خالف الجمهور قولا ونظرا فقط. أما في العمل فقد عملبالضعيف في الفضائل في كتابه سراج المريدين وهو من نفائس كتبه، وفي شرح الترمذيوشرح الموطأ، وفي الأحكام أيضا. والجمهور الذين أجازوا العمل بالضعيف في الفضائلونحوها، اقتدوا بصنيع الشارع، حيث تجاوز في الفضائل، ما لم يتجاوز في الفرائضوالأحكام. وإليك أمثلة من ذ لك: صلاة النافلة أجاز أن تصلي من قعود مع القدرة علىالقيام ويجوز أن تصلي ركعة قياما وركعة قعودا، ففي صحيح مسلم والسنن، عن عائشة أنالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي ليلا طويلا قائما، وليلا طويلا قاعدا، وفيالصحيحين عنها أنها لم تر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي صلاة الليل قاعدا حتىأسن، وكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين أو أربعين آيةثم ركع، ثم يفعل في الركعة الثانية كذلك. مثال ثان: روى الشيخان عن ابن عمر: أنرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوتر على بعيره. يفيد جواز صلاة النافلة علىالدابة. مثال ثالث: روى الشيخان عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلميصلي في السفر، على راحلته حيث توجهت به، وفي الصحيحين أيضا عن عامر بن ربيعة، رأىالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته، وهذالا يجوز في صلاة الفريضة. مثال رابع: صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاةالليل صفات منها عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي تسع ركعاتلا يجلس فيها إلا في الثامنة، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعدفيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا، رواه مسلم في صحيحه. ومنها عنعائشة أيضا قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كبر وضعف أوتر بسبعركعات لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم فيصلي السابعة ثم يسلم تسليمة،رواه النسائي.
ص 3
ومنها عن عائشة أيضا قالت: لما أسن رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم وأخذ اللحم صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن ثم يصلي ركعتين بعدأن يسلم رواه النسائي. ومنها عن عائشة: أن النبي صلى الله وآله وسلم كان يوتر بخمسلا يجلس إلا في آخرهن، رواه النسائي. هذه صفات كلها صحيحة، ولا يجوز شيء منها فيصلاة الفريضة. مثال خامس: تبييت النية قبل الفجر في صيام الفريضة واجب لا يصح الصومإلا به، وفي صوم التطوع ليس بواجب، روى مسلم والأربعة عن عائشة قالت: دخل علي رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم من شيء؟ فقلنا: لا، فقالفإني إذن صائم ثم أتانا يوما آخر، فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس، فقال أرينيه،فلقد أصبحت صائما، فأكل. زاد النسائي: قال يا عائشة إن منزلة من صام في غير رمضانأو في التطوع، بمنزلة رجل أخرج صدقة ماله فجاد منها بما شاء فأعطاه وبخل منها بماشاء فأمسكه . يستفاد من الحديث مثال سادس، وهو: من صام تطوعا يجوز له أن يفطر ولايتم صومه، ولا إثم عليه ولا قضاء. مثال سابع: الترتيب بين المناسك في الحج مندوب،وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عكسه، فقال: لا حرج ). روى الشيخان عنعبد الله بن عمرو، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتاه رجل يومالنحر، وهو واقف عند الجمرة، فقال يا رسول الله حلقت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولاحرج، وأتاه آخر، فقال: إني ذ بحت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج ، وأتاه آخر، فقال: إني أفضت إلى البيت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج فما سئل يومئذ عن شيء إلا قالافعل ولا حرج . هذا مدرك الذين أجازا العمل بالضعيف في الفضائل ونحوها، غير أنهماحتاطوا مع ذلك، فاشترطوا للعمل به ثلاثة شروط:
ص 4
أحدها: أن يكون معناهمندرجا تحت أصل عام مثل آية، أو حديث صحيح، أو قاعدة من قواعد الشريعة. ثانيها: ألايكون ضعفه شديدا كالواهي ونحوه. ثالثها: ألا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليهوآله وسلم. على أن قولهم: لا يجوز العمل بالضعيف في الأحكام، ليس على عمومه، لأنالأئمة عملوا بالحديث الضعيف في كثير من الأحكام، وللحافظ ابن الملقن كتاب جمع فيهالأحاديث الضعيفة التي عمل بها الأئمة مجتمعين أو منفردين، ورتبه على الأبوابالفقهية وهو جدير بأن يطبع، وفي تدريسي لنيل الأوطار بزاويتنا الصديقية ألفت أنظارالطلبة إلى الأحاديث التي عمل بها الأئمة أو الجمهور، وهي ضعيفة، مع علمهمبضعفها.
قال الألباني:
وثانيا
رأيته يعتمد على تحسين الترمذي، وظني به أنهيعلم أنه متساهل كما صرح بذلك الذهبي وغيره من الحفاظ النقاد. وأقول: لم أعتمد علىتحسين الترمذي في تلك الرسالة إلا مرة أو مرتين على الأكثر، ولم يكن تقليدا بلإقرار له، لأنه صواب. ذكر الذهبي في الميزان، في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بنعوف تضعيف الأئمة له وأن بعضهم نسبه إلى الكذب، ثم قال: وأما الترمذي فروى من حديثهالصلح جائز بين المسلمين وصححه، ولهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي ا ه‍وتعقبه الحافظ العراقي في شرح الترمذي، فقال: لا يقبل هذا الطعن منه في حق الترمذيوإنما جهل الترمذي من لا يعرفه، كابن حزم، وإلا فهو إمام يعتمد عليه، ولا يمتنع أنيخالف اجتهاده اجتهاد غيره في بعض الرجال، وكأنه رأى ما رآه البخاري، فإنه روى عنهأنه قال. حديث كثير عن أبيه عن جده في العيدين إنه حديث حسن ا ه‍ فهذا الحافظالعراقي وهو من الحفاظ النقاد، يصرح أن الترمذي إمام معتمد عليه، وأن ما اعتبرهالذهبي تساهلا منه، هو في الحقيقة اختلاف في الاجتهاد، فإطلاق التساهل على الترمذي،مما لا ينبغي، نعم قد تعقبته في تحسينه أو تصحيحه، في كثير من مؤلفاتي وتعليقاتي. والألباني يعتمد على المناوي وعلى القاري، وأين درجتهما من الترمذي.
ص 5
قال الألباني
رابعا:
يعزو الحديث لغير المشاهير من أصحاب السنن وغيرهمممن ألف في الصحيح، فهو لما خرج الحديث الأول أنا سيد ولد آدم ولا فخر عزاه لابنأبي عاصم في الأدب، الخ كلامه. وأقول: هذا التعقب غفلة منه كبيرة، ذ لك أن مؤلفالرسالة قال في الخصلة الأولى: أنه ساد الكل، فقال: أنا سيد ولد أدم ولا فخر ،فعزوت الحديث لمن رواه بهذا اللفظ، وقال في الخصلة 18: أنه كما ذكر السؤدد مطلقافقد قيده بيوم القيامة. فعزوت الحديث مقيدا إلى كتب الصحاح والسنن والمسانيدالمشهورة، ولم أخالف القاعدة في العزو، لكن الألباني غفل وذهل. وقولي في حديث ابنمسعود الخلق عيال الله . سنده جيد، سهو لا أدري كيف حصل لي؟ بل أوقعني فيه صنيعالحافظ السخاوي قال: ونحو هذا أنه ذكر حديث عائشة في المستدرك بلفظ أنا سيد ولد أدموعلي سيد العرب فقال: وهو حديت ضعيف، خلافا لقول الذهبي أنه موضوع، وهذا تبجح بارد،وتطاول على الحافظ الذهبي بدون مبرر (1)، لأن مدار الحديث على حسين بن علوان، وعمرالوجيهي وغيرهما من الوضاعين، وقد أقر الحافظ العسقلاني الذهبي على وضعه فانظر لسانالميزان، 4 - 289 - 290 وفي ظني أن ابن تيمية أيضا قال بوضعه في كتابه الحجة منهاجالسنة ا ه‍ وأقول: أولا: حديت أنا سيد ولد أدم وعلي سيد العرب ضعيف كما قلت فيتعليقاتي على بداية السول. وقول الذهبي: موضوع، غلو غير مقبول. ذلك أن الحديث وردمن غير طريق ابن علوان وعمر الوجيهي، فرواه الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك أنرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من سيد العرب؟ قالوا: أنت يا رسول الله،فقال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، قال الحافظ الهيثمي: فيه خاقان بن عبد اللهبن الأهتم ضعفه أبو داود. قلت: خاقان ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ولم يجرحه،وعبارته: خاقان بن عبد الله بن الأهتم أخو يحيى بن أبي الحجاج المنقري روى عن
(
هامش)
(1)
هذا التعبير خطأ لا وجه له وإن استعمله بعض من يدعي الأدبوالصواب أن يقال: بدون مسوغ. (*)
ص 6
الحكم بن عتيبة وعلي بن زيد بن جدعان،روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث ومسدد وهشام بن الكلبي. سمعت أبي يقول بعض ذلك،وبعضه من قبلي ا ه‍ وهو بصري، والبصريون أبعد الناس عن التشيع. طريق آخر، روىالحاكم في المستدرك من طريق عمر بن الحسن الراسبي ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيدبن جبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد ولد آدموعلي سيد العرب . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وفيه عمر بن الحسن وأرجو أنهصدوق ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين ا ه‍ قلت: إسناد الحديث نظيف ليس فيهكذاب ولا متهم، وعمر بن الحسن هو الراسبي، ذكره ابن أبي حاتم في الجر ح والتعديل،فقال ما نصه: عمر بن الحسن الراسبي البصري، روى عن القاسم بن الفضل الحداني وديلمبن غزوان وسكين بن عبد العزيز، روى عنه محمد بن موسى الحرشي ا ه‍ ولم يجرحه بشيء،وبمقتضى القاعدة المقررة يكون تعديل الحاكم له مقبولا، لكن الذهبي يعقب قول الحاكم: أرجو أنه صدوق، فقال: أظن أنه هو الذي وضع هذا، وهو تعنت شديد وقول بالظن، والظنأكذب الحديث. والعجب من الحافظ كيف وافق الذهبي على هذا الحكم المتعنت، وغفل عماتقتضيه القاعدة في هذا المقام؟! والكمال لله تعالى. فالحديث بهذين الطريقين طريقأنس، وطريق عائشة لا يبعد أن يكون من قبيل الحسن لغيره. ثانيا: الحامل للذهبي علىالحكم بوضع الحديث، فهمه أن الحديث يقتضي تفضيل علي على الشيخين رض الله تعالىعنهم. وعلى أساس هذا الفهم، رد هو وغيره كثيرا من الأحاديث في فضل علي عليه السلام. وحكموا بوضعها أو نكارتها. ولم يسلم من نقدهم بهذا الفهم إلا قليل وأيد ذلك عندهمأن المبتدع إذا روى حديثا يؤيد بدعته، ترد روايته، ونفذوا هذه القاعدة بدقة فيمايرويه الشيعة من فضائل علي عليه السلام. بل يستنكرون الحديث الوارد في فضله، ولو لميكن في سنده شيعي. روى الحاكم من طريق عامر بن السمط عن أ بي الجحاف داود بن أبيعوف عن معاوية بن ثعلبه عن أبي ذ ر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا عليمن فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك يا علي فقد فارقني قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي وزاد: بل منكر، والحديث رواه البزاز، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. وإنما استنكره الذهبي لأمرين: أن هذا اللفظ لم يرد في حق أحد الشيخين، وأنه يفيدالطعن في معاوية وفرقته.
ص 7
وقد يدعون بطلان حديث صحيح في فضل علي عليهالسلام ويستدلون بما هو أشد بطلانا من الدعوى. مثال ذلك ما رواه أحمد في فضائلالصحابة والحاكم في المستدرك والخطيب في تاريخ بغداد من طريق أحمد بن الأزهر ثناعبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: بعثنيالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب، فقال أنت سيد في الدنيا وسيدفي الآخرة من أحبك فقد أحبني وحبيبك حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله والويللمن أبغضك بعدي. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة، وإذاانفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح، سمعت أبا عبد الله القرشي يقول: سمعت أحمدبن يحيى الحلواني يقول: لما ورد أبو الأزهر من صنعاء، وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث،أنكره يحيى بن معين، فلما كان يوم مجلسه، قال في آخر المجلس: أين هذا الكذابالنيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر، فقال: هو ذا أنا،فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس، فقربه وأدناه، ثم قال له: كيف حدثكعبد الرزاق بهذا ولم يحدث به غيرك؟ فقال: اعلم يا أبا زكريا أني قدمت صنعاء، وعبدالرزاق غائب في قرية له بعيدة، فخرجت إليه وأنا عليل، فلما وصلت إليه سألني عنخراسان، فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته قال لي قد وجب حقكعلي فأنا أحدثك بحديث لم يسمعه مني غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه يحيىبن معين واعتذر إليه ا ه‍ كلام الحاكم. وكتب الذهبي على قوله صحيح على شرط الشيخين،ما نصه: هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر، وليس ببعيد من الوضع، وإلا لأي شيء حد ثبه عبد الرزاق سرا ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه اه‍ ثم وافق على الحكاية التي رواها الحاكم، وفيها بيان سبب تخصيص أبي الأزهر بهذاالحديث، وتصديق يحيى بن معين له. فلم يبق لاستنكاره حجة إلا التعنت. وقد ذكره ابنكثير في البداية والنهاية 7 - 356 وقال: رواه غير واحد عن أبي الأزهر، وما ضعفه ولااستنكره. وقال الخطيب في التاريخ: وقد روته محمد بن الأزهر من عهدته إذ قد تربع علىروايته ا ه‍.
ص 8
وبعد هذا فاسمع ما قيل في الحكم ببطلانه ووضعه: روىالخطيب عن أبي حامد بن الشرقي: أنه سئل عن حديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن معمرفي فضائل علي؟. فقال: هذا حديث باطل، والسبب فيه: أن معمرا كان له ابن أخ رافضي،وكان معمر يمكنه من كتبه، فأدخل عليه هذا الحديث، وكان معمر رجلا مهيبا لا يقدرعليه أحد في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق من كتاب ابن أخي معمر ا ه‍ قلت: هذا كلام بأصل جدا، وبيان ذلك: أن ابن أخي معمر، شخص وهمي لا وجود له، ولا يعرف أخلمعمر. وكيف يوجد ابن بدون أب غير عيسى عليه السلام؟ وعلى فرض وجود هذا الابنالمزعوم، فلم يكن معمر ليمكنه من كتبه يعبث فيها. كيف وهو ثقة إمام ولو فرض إدخالشيء في كتبه من الابن المزعوم، فيكون في غير رواية عبد الرزاق ولا بد، لأن روايتهعن معمر متقنة. قال أحمد: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين،كان معمر يتعهد كتبه وينظر فيها باليمن، وكان يحدثهم حفظا بالبصرة، فكيف يتعهد كتبهويحدث بها عبد الرزاق وفيها دخيل لابن أخيه المزعوم، ولم يشعر به؟ هل حدث بها وهونائم.؟ أو مغلوب على عقله؟ ثم إن معمرا كان ثبتا في الزهري بصفة خاصة، قال ابنمعين: أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر، وقال ابن معنى أيضا: معمر أثبت في الزهريمن ابن عيينة، وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: معمر أحب إليك في الزهري أو ابنعيينة أو صالح بن كيسان أو يونس؟ فقال في كل ذلك، معمر. وقال الغلابي: ابن معينيقدم مالك بن أنس على أصحاب الزهري ثم معمرا. فهلا كان ابن أخيه المزعوم أدخل عليهالحديث في غير روايته عن الزهري!! ومن هنا يعلم أن الذي اختلق حكاية ابن أخي معمر،ليبطل بها الحديث لم يوفق في حبكها وصياغتها، فكانت تحمل بطلانها في تضاعيفها،ويأبى الله إلا أن يظهر الحق ويخذل الباطل.
ثالثا: اتخذ النواصب وتبعهم كثير منأهل السنة انخداعا بهم، مسألة احتمال الحديث تفضيل علي على الشيخين تكأة يستندونإليها في رد أحاديث كثيرة في فضل علي عليه السلام، كما سبق. وابن تيمية أكثر الطعنفي أحاديث فضل علي عليه السلام، تجد ذلك في منهاجه واضحا، فلا يعتمد عليه فيما يطعنفيه من تلك الأحاديث، لأن فيه انحرافا عن علي عليه السلام، كما نبه عليه الحافظ فيترجمته من الدرر الكامنة. وقال في لسان الميزان: لكن وجدته - يعني ابن تيمية - كثيرالتحامل إلى الغاية في در الأحاديث التي يوردها بن المطهر وإن كان معظم ذلك منالموضوعات والواهيات، لكنه در في رده
ص 9
-
يعني المنهاج - كثيرا منالأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظيتكل على ما في صدره، والإنسان عرضة للنسيان وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضيأدته أحيانا إلى تنقيص علي رضي الله عنه ا ه‍ ج 6 ص 319 / 320 وألالباني حريص كلالحرص على تلقيب ابن تيمية بشيخ الإسلام، مع أنه لقب مبتدع، لا أصل له عن السلف إلاما جاء بإسناد واه عن عبد الله بن أبي رأس المنافقين: أنه رأى أبا بكر رضي الله عنهوجماعة من الصحابة، فقال لأصحابه: انظروا كيف أصرف هؤلاء السفهاء فتقدم إلى أبيبكر، فصافحه وسماه شيخ الإسلام نفاقا ومداهنة، ثم إن الإسلام دين الله أنزله علىرسوله. فكيف يكون أحد شيخا له؟!. والعجيب في أمر هذا الألباني أنه يحرص على تلقيبابن تيمية بهذا اللقب المبتدع، ويعيب على الذين يسودون النبي صلى الله عليه وآلهوسلم في الصلاة عليه ويعتبر لفظ السيادة بدعة؟! ويعتبر الذين يذكرونها مبتدعة! معأن سيادته صلى الله عليه وآله وسلم ثابتة بالتواتر، ومعلومة بالضرورة لكل مسلم. رابعا: قال الفيومي في المصباح: وساد يسود سيادة، والإسلام السؤدد وهو المجدوالشرف، فهو سيد والأنثى سيدة قلت: فمعنى قوله عليه الصلاة والسلام علي سيد العربأنه ذو الشرف والمجد فيهم، لأنه من أهل البيت فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم أنه جمع علينا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثم أدخلهم تحت ثوبهوجللهم بكساء كان عليه، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،فسر قول الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)،ولهذا الحديث طرق عن أم سلمة وعائشة وواثلة بن الأسقع وأبي سعيد الخدري وسعد بن أبيوقاص وغيرهم فهو حديث مستفيض. فعلي عليه السلام سيد العرب لكونه من أهل البيتالنبوي، وهذه خصوصية له، خصه الله بها. وأهل المشرق يطلقون لفظ السيد على الرجل منأهل البيت. وخصوصية أخرى لعلي رضي الله عنه، وهي أنه يقال له: عليه السلام، لأن هذهالكلمة تقال لأهل البيت، ولا يقال لغيرهم، وإن كان أفضل منهم كأبي بكر وعمر رضيالله عنهما. ولعلي عليه السلام خصوصية ثالثة، وهي أنه إذا صلى شخص على النبي صلىالله عليه وآله وسلم، صلى على آله معه، دخل علي دخولا أوليا. وننبه هنا
ص 10
على خطأ وقع من جماهير المسلمين، قلد فيه بعضهم بعضا ولم يتفطن له إلا الشيعة. ذلك أن الناس حين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكرون معه أصحابه، معأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله الصحابة فقالوا: كيف نصلي عليك؟ أجابهمبقوله: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد وفي رواية اللهم صل على محمد وأزواجهوذريته ولم يأت في شيء من طرق الحديث ذكر أصحابه، مع كثرة الطرق وبلوغها حدالتواتر، فذكر الصحابة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، زيادةعلى ماعلمه الشارع، واستدرك عليه، وهو لا يجوز. وأيضا فإن الصلاة حق للنبي صلى الله عليهوآله وسلم، ولآله، لا دخل للصحابة فيها، لكن يترضى عنهم. للصحابة فيها، لكن يترضىعنهم. وروى مالك حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم . قال ابنعبد البر في التمهيد: استدل قوم بهذا الحديث على أن آل محمد هم أزواجه وذريته خاصةلقوله في حديث مالك عن نعيم المجمر وفي غير حديث مالك اللهم صل على محمد وعلى آلمحمد . وفي هذا الحديث اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، قالوا: فجائز أن يقولالرجل لكل من كان من أزواج محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذريته: صلى اللهعليك، إذا واجهه، وصلى الله عليه، إذا غاب عنه، ولا يجوز ذلك في غيرهم ا ه‍ وأهلالكساء هم أساس الذرية وأصلها.
ص 11
فائدة حصل خلاف كبير في توجيه التشبيهفي الصلاة الإبراهيمية، وذكروا وجوها كثيرة، وألف العلامة محمد موسى الروحانيالبازي كتابا سماه فتح العليم لحل أشكال التشبيه العظيم في حديث كما صليت علىإبراهيم . ذكر فيه سبعة وثمانين ومائة جواب، وألهمني الله جوابا رافعا للإشكال،ذكرته في كتاب فضائل النبي في القرآن. وحاصله: أن التشبيه نوعان: الأول: إلحاقمفضول بفاضل، نحو زيد كالبدر، وأبو يوسف كأبي حنيفة، والشجاع كالأسد. والآخر: إلحاقمتأخر، بمتقدم من غير نظر إلى المفاضلة بينهما، بل قد يكون المتأخر أفضل منالمتقدم. نحو قول الله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحاتليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) شبه استخلاف المسلمين باستخلافاليهود، لكونه سابقا في الوجود، مع أن استخلاف المسلمين أعم وأقوى. والتشبيه فيالصلاة الإبراهيمية من هذا النوع، والمعنى: اللهم صل على محمد كما سبقت الصلاة منكعلى إبراهيم من غير اعتبار مفاضلة بينهما. وإن كانت الصلاة على محمد في الواقع أفضلمنها على إبراهيم وبهذا زال الإشكال، ولم يبق محل لكثرة القيل والقال. وهذه الفائدةذكرناها استطرادا، متممة لبحث الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. خامسا: عاب الألباني مخالفتي للذهبي، واعتبرها تبجحا باردا وتطاولا على مقامه بدون مسوغ. وأقول: هنا يصح ذكر الحديث يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينهفالألباني أكثر الناس تطاولا على مقام أئمة كبار، مع تبجح أبراد من الثلج، وسفهسمج، ويكفيه ذما وعابا أنه تطاول على مقام الإمام مسلم بن الحجاج الحافظ العلم وضعفأحاديثه في صحيحه الذي هو أحد الصحيحين اللذين تلقتهما الإمامة بالقبول، ولهما عندالحفاظ جلالة ومهابة، وليته ضعف تلك الأحاديث بعلم ومعرفة، ولكن بجهل ووقاحة. وقدتتبع تلميذنا الأستاذ المحقق الفاضل محمود سعيد: الأحاديث التي ضعفها، بالنقدوالتزييف حديثا في كتاب سماه تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم . وبينسقوط تضعيفه
ص 12
بالقواعد الحديثية، من قرأ هذا الكتاب، تبين له أنالألباني ضعيف في علم الحديث متنا ورجالا، بخلاف ما يدعيه لنفسه. وميزة أخرى لهذاالكتاب: أن صاحبه عف اللسان، ينتقد بلطف، ويناقش بأدب، لا تجد فيه لفظا نابيا، ولادعوى عريضة، بخلاف الألباني، فإنه كثير الدعوى، سفيه اللسان شتام هجام فيه زعارة،وعرامة قبيحة، كأنه لم يقرأ الأحاديث الذامة لسوء الخلق، والناهية عن السب والشتم. ومن معايبه - وما أكثرها - لمزه لمن يخالفه بالابتداع، فهو عند نفسه: قسيم النار،من كان معه فهو سني يستحق الجنة، ومن خالفه فهو مبتدع، يستحق النار، ومن تبجحهالسخيف، قوله في تعليقاته على كتاب السنة لابن أبي عاصم ج 1 / 76. وقد خرجت أسماءهؤلاء الأئمة - يعني الذين ضعفوا أبا حنيفة رضي الله عنه، في الأحاديث الضعيفة، بمالا تراه في كتاب آخر، ولدينا مزيد ا ه‍ وفي هذه الجملة سخافات: منها: تطاوله علىمقام الإمام أبي حنيفة أحد أئمة المسلمين وهو ثقة عدل. ومنها تبجحه بأن ما جاء بهلا يوجد عند غيره ونقول له: مادح نفسه يقرنك السلام. ومنها وهو أشدها سخافة وقبحا: تمثله بالآية الكريمة. وإذا قال الله تعالى (ولدينا مزيد) فهو حق لأن عطاءه ليس لهحد، ونعمه ليس لها عد. لكن ماذا عند الألباني من المزيد غير الجهل والوقاحة؟!. وذكرفي مقدمة شرح العقيدة الطحاوية ص: 67 طبعة رابعة، عبارة: العصمة لله وحده. وهذهالعبارة لا تجوز في جانب الله، ولا يصح إضافة العصمة وصفا تعالى. ذلك أن العصمةملكة تقوم بشخص النبي تحول دون وقوع المعصية منه، وهي خاصة بالأنبياء والملائكة،فيقال: النبي معصوم، والملك معصوم، وعند الأشعرية: أن الملك ليس بمعصوم، وهذا خطأ. ولعلهم استندوا إلى حديث هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة، وهو حديث باطل، وأن صححهابن حبان، والكمال لله. ومما يدل على تقليد الألباني في الرجال، وقلة اطلاعه، أنهفي تعليقه على كتاب صفة الفتوى والمفتي والمستفتي لما ذكر مؤلف الكتاب حديث من أفتىالناس بغير علم، لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض . كتب عليه الألباني: إسنادهضعيف، فيه عبد الله ابن بشر عن علي بن موسى الرضا. الأول لم أجد من ترجم له
ص 13
والآخرة، قال ابن حبان يروي عن أبيه العجائب كأنه كان يهم ويخطئ ا ه‍. فاقتصار الألباني على كلام ابن حبان في تضعيف على الرضا، قصور ينبئ عن قلة اطلاعوكثرة جهل، فقد نقل أبو سعد ابن السمعاني كلام ابن حبان كما نقله الألباني، معأحاديث منكرة رويت من طريقة، وقال: والخلل في رواياته من رواته فإنه ما روى عنه إلامتروك ا هـ. ونقل الذهبي في ترجمته من الميزان، قول ابن طاهر: يأتي عن آبائهبعجائب، وقال عقبه: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كذب عليه ووضععليه نسخة سائرها كذب على جده جعفر الصادق ا ه‍. وقال في المغني: علي بن موسى بنجعفر الرضا، عن آبائه. قال ابن طاهر، يأتي عن آبائه بعجائب. قلت الشأن في صحةالإسناد إليه: فإنه كذب عليه وعلى جده ا ه‍ وأظن الألباني اطلع على بعض هذه النقولأو جميعها، لكنه أثر كلام ابن حبان، لنصب عنده. والتشيع الذي شم رائحته منا، خير منالنصب الذي شممنا رائحته منه. وما أحسن قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
ياراكبا قف بالمحصب من منى * * واهتف بقاعد خيفها والناهض
إن كان رفضا حب آل محمد * * فليشهد الثقلان أني رافضي

13
والآخرة، قال ابن حبان يروي عن أبيهالعجائب كأنه كان يهم ويخطئ ا ه‍. فاقتصار الألباني على كلام ابن حبان في تضعيف علىالرضا، قصور ينبئ عن قلة اطلاع وكثرة جهل، فقد نقل أبو سعد ابن السمعاني كلام ابنحبان كما نقله الألباني، مع أحاديث منكرة رويت من طريقة، وقال: والخلل في رواياتهمن رواته فإنه ما روى عنه إلا متروك ا هـ. ونقل الذهبي في ترجمته من الميزان، قولابن طاهر: يأتي عن آبائه بعجائب، وقال عقبه: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلافالرجل قد كذب عليه ووضع عليه نسخة سائرها كذب على جده جعفر الصادق ا ه‍. وقال فيالمغني: علي بن موسى بن جعفر الرضا، عن آبائه. قال ابن طاهر، يأتي عن آبائه بعجائب. قلت الشأن في صحة الإسناد إليه: فإنه كذب عليه وعلى جده ا ه‍ وأظن الألباني اطلععلى بعض هذه النقول أو جميعها، لكنه أثر كلام ابن حبان، لنصب عنده. والتشيع الذي شمرائحته منا، خير من النصب الذي شممنا رائحته منه. وما أحسن قول الإمام الشافعي رضيالله عنه: يا راكبا قف بالمحصب من منى * * واهتف بقاعد خيفها والناهض إن كان رفضاحب آل محمد * * فليشهد الثقلان أني رافضي
من أخطاء الالباني
ومن أخطائهالدالة على قلة فهمه، وضعفه في قواعد الاستنباط: أنه اختار للمصلي أن يقول فيتشهده: السلام على النبي، ولا يقول: السلام عليك أيها النبي، مع أن الأحاديثالصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثبت فيها التشهد بلفظ الخطاب. ففيالصحيحين عن أبو مسعود قال: أخذ رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم بيدي، وعلمنيالتشهد كما يعلمني سورة من القرآن. قال قل التحيات لله والصلوات والطيبات السلامعليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهدألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ورواه بقية الستة كذلك. وفي صحيحمسلم والأربعة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمناالتشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. فذكر مثل تشهد ابن مسعود.
ص 14
ورواهمسلم والأربعة إلا الترمذي عن أبي موسى قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم، وبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم وكان عند القعدة فليكن من أولقول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاتهالحديث. وهكذا ثبت التشهد بخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السلام عليه، منحديث ابن عمر وجابر وسلمان الفارسي وابن الزبير وعائشة وأبي يعيد الخدري وغيرهم وهوتواتر، وواظب عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو سنة من قول النبي صلى اللهعليه وآله وسلم وفعله. وأخذ به الشافعية، فقالوا بوجوب الخطاب في السلام على النبيصلى الله عليه وآله وسلم. لكن ثبت في صحيح البخاري بعد روايته للحديث عن ابن مسعودقوله: بين ظهرانينا فلما قبض، قلنا: السلام يعني على النبي. قال الحافظ في فتحالباري: كذا وقع في البخاري، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيمالإصبهاني والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه، بلفظ: فلما قبضقلنا السلام على النبي، بحذف لفظ يعني. وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبينعيم. قال السبكي في شرح المنهاج، بعد أن ذكر هذه الرواية عن أبي عوانة: وحده: إنصح هذا عن الصحابة، دل على أن الخطاب في السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلمغير واجب، فيقال: السلام على النبي: قلت: قد صح بلا ريب، وقد وجدت له متابعا قويا،قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء: أن الصحابة كانوا يقولون - النبي صلىالله عليه وآله وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات قالوا: السلام علىالنبي، وهذا إسناد صحيح ا ه‍ كلام الحافظ. قلت: كلام عطاء هذا، عنعنه ابن جريح كمافي مصنف عبد الرزاق ج 2 ص 204 وابن جريح مدلس، فلا يقبل ما عنعنه.
قال الألباني: وقول ابن مسعود: فقلنا السلام على النبي. يعني أن الصحابة رضي الله عنهم كانوايقولون السلام عليك أيها النبي في التشهد. والنبي حي بينهم، فلما مات عدلوا عن ذلكوقالوا: السلام على النبي، ولا بد أن يكون بتوقيف منه، ويؤيده إن عائشة رضي اللهعنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة، السلام على النبي، رواه السراج في مسندهوالمخلص في فوائده بسندين صحيحين عنها ا ه‍
ص 15
وهذا الكلام يدل على جهلعريض. وقد أغرب بعزو أثر عائشة إلى السراج والمخلص خلص الله الألباني من جهله، معأنه في مصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق، وجهل الألباني فيما قاله يتبين بوجوه: الأول: أن قول ابن مسعود: فلما قبض قلنا السلام على النبي، ليس عن توقيف بل هواجتهاد منه وممن وافقه، استنادا منهم إلى أن الوفاة تناسبها الغيبة، وهو خطأ، لماسيأتي: الثاني: لو كان عند ابن مسعود توقيف بذلك، لصرح به بأن يقول: فلما قبض قلنابأمره أو بإرشاد، فلما لم يقل دل على أنه رأي له محض. الثالث: أن التشهد يتعلقبالصلاة التي هي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وكان الصحابة يتعلمونه، كمايتعلمون السورة من القرآن، فلو كان عندهم توقيف، لنقلوه إلينا كما نقلوا ألفاظالتشهد، لأنه قيد متمم لها، وهم يعرفون إن نقل المقيد بدون قيد لا يجوز. الرابع: أنه ثبت بالأسانيد الصحيحة في الموطأ ومصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق وغيرهاعن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر رضي الله عنه يعلم الناس التشهد علىالمنبر، وهو يقول: قولوا: التحيات لله الزاكيات لله الصلوات لله السلام عليك أيهاالنبي ورحمة الله وبركاته. الخ. هكذا علم عمر التشهد على منبر النبي صلى الله عليهوآله وسلم بحضرة المهاجرين والأنصار، ولو كان توقيف بتغيير صيغة السلام، لما خفيعلى عمر، ولو خفي عليه، لنبهه بعض الصحابة الذين سمعوا تعليمه. ومثل هذا ما رواهالطحاوي في معاني الآثار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان أبو بكر رضي الله عنهيعلمنا التشهد على المنبر كما تعلمون الصبيان الكتاب، ثم ذكر مثل تشهد ابن مسعودرضي الله عنه، لكن في سنده زيد العمي. ومثله ما رواه الطبراني من طريق إسماعيل بنعياش عن حريز بن عثمان عن راشد بن سعد عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان يعلم الناسالتشهد وهو على المنبر: التحيات لله والصلوات والطيبات فذكر مثل تشهد ابن مسعود. الخامس: روى الطبراني بإسناد صحيح عن الشعبي قال: كان ابن مسعود يقول بعد السلامعليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته: السلام علينا من ربنا: فهذه
ص 16
الجملة زادها ابن مسعود اجتهادا منه، فكذلك تغيير صيغة السلام من الخطاب إلىالغيبة، اجتهادا منه أيضا. السادس: أن البيهقي روى في سننه عن القاسم عن عائشة رضيالله عنها قالت: هذا تشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: التحيات لله إلى آخره،مثل تشهد ابن مسعود. قال النووي في الخلاصة: إسناده جيد: وهو يفيد أن تشهد النبيصلى الله عليه وآله وسلم مثل تشهدنا، وهي فائدة حسنة ا ه‍. السابع: روى أبو عاصمقال أخبرنا ابن جريح قال: سئل وأنا أسمع عن التشهد؟ فقال، التحيات لله، وذكر تشهدابن عباس، ثم قال: لقد سمعت عبد الله بن الزبير يقولهن على المنبر، يعلمهن الناس،ولقد سمعت عبد الله ابن عباس يقول مثل ما سمعت ابن الزبير يقول، قلت: فلم يختلف ابنالزبير وابن عباس؟ فقال: لا، أخرجه الطحاوي. ووقع هذا الأثر في مصنف عبد الرزاقبصيغة الغيبة وما هنا أرجح، لأنه أحال على تشهد ابن عباس، والسلام فيه بصيغةالخطاب. الثامن: أن المسلمين المقيمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكةواليمن وأطراف الجزيرة العربية، كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيتشهد الصلاة بصيغة الخطاب ولم يأمرهم بتغيير صيغة السلام، لكونهم غائبين عنه. التاسع: أن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لا تستوجب تغيير السلام من الخطاب إلىالغيبة، لأن سلامنا عليه يبلغه حيث كنا، روى أحمد والنسائي عن ابن مسعود عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم قال: إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتيالسلام صححه ابن حبان. وللحديث طرق كثيرة. العاشر: قال ابن حزم أثناء الرد على منزعم أن رسالة النبي تنتهي بانتقاله، ما نصه: وكذلك ما أجمع الناس عليه، وجاء بهالنص، من قول كل مصل فرضا أو نافلة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اه‍ من كتاب الفصل ج 1 ص 89، لابن القيم قريب من هذا المعنى في كتاب الروح. وقال ابنتيمية في الجواب الباهر: والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قد شرع للمسلمين فيكل صلاة، وشرع للمسلمين إذا دخل أحدهم المسجد أي مسجد
ص 17
كان، فالنوعالأول كل مصل صلاة يقول المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ا ه‍. وقال في موضع آخر من هذا الكتاب: وهم يقولون في الصلاة: السلام عليك أيها النبيورحمة الله وبركاته، كما كانوا يقولون ذلك في حياته ا ه‍. الحادي عشر: أن قول ابنمسعود: فلما قبض قلنا السلام على النبي، لا يجوز أن يكون نسخا لما علمه النبي صلىالله عليه وآله وسلم من التشهد للصحابة كما كان يعلمهم السورة من القرآن، لأن النسخلا يثبت إلا بوحي، ولا وحي بعده صلى الله عليه وآله وسلم. ولا يثبت بقول الصحابيكما يقرر في الأصول. بل غاية ما يفيد قول ابن مسعود أن يكون قرينة على أن الخطابغير واجب، فلو قال مصل في بعض الأحيان: السلام على النبي، صحت صلاته. وقالالشافعية: تبطل لأن الخطاب عندهم واجب. وهم أسعد بالدليل، وأحق بموافقة قول النبيصلى الله عليه وآله وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي وعهدنا بالألباني، يظهر الحرص علىالتمسك بالوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما بالنا نراه في هذه المسألةيحيد عن اللفظ النبوي المتواتر والمتوارث بين الأمة جيلا عن جيل. ثم يختار لفظايزعم أنه عن توقيف؟!. ولا غرابة في ذلك، فإنه يتكلم على فقه الحديث وهو لا يعرفالأصول، ولا يحسن قواعد الاستنباط، فخبط خبط عشواء ويتيه في ضلالة عمياء، يجعلالمحكم منسوخا والمخصوص عاما، والموقوف مرفوعا كما هنا. ولو أنه اقتصر على الكلامفي سند الحديث - على تخليط له فيه - لكان خيرا له وأفضل، وأستر لحاله وأجمل، علىأنه كثيرا ما يضعف الحديث بالهوى والعصبية، متعاميا عن المتابعات والشواهد، ويريدإحياء أقول ميتة كقول ابن العربي لا يجوز العمل بالضعيف في فضائل الأعمال ويزعم أنإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أمر يفيد استحبابه، وعلى هذا فالسلام علىالمصلي يستحب، وكل الضب مستحب. وتارة يرمي بقاعدة أصولية في غير موضعها، فيؤكد بذلكجهله بعلم الأصول، فقد استعمل في كتاب الجنائز قول الأصوليين: تأخير البيان عن وقتالحاجة لا يجوز، فضحكنا من حسن استعماله لهذه القاعدة!! وتارة يتحمس للتغليظ فيحكم، فيؤدي به الحماس
ص 18
إلى الزيادة على الشارع. ثبت في الصحيح عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم (اعفوا للحي خالفوا المجوس - اشتمل الحديث على الأمربإعفاء اللحي وتعليله بمخالفة المجوس، لأنهم يحلقون لحاهم. فلم يقف الألباني عندهذا التعليل واعتبره غير كاف في الزجر عن حلق اللحي، فعلله بعلتين أخريين ذكرهما فيرسالة أدب الزفاف، وهما تغيير خلق الله والتشبيه بالنساء وزيادة هاتين العلتينتعتبر استدراكا على الشارع، والاستدراك على الشارع لا يجوز، لأنه لا ينسى فيذكر ولايغفل فينبه. وبالجملة فلألباني في استنباطه وغيرها سقطات عظيمة يتحمل وزرها ووزر منيقلده فيها، لإقدامه على الخوض في ما لا يحسنه، وقد أخطأ من زعمه وهابيا بل هو أعمقمن الوهابيين تعصبا وأشد منهم تعنتا، وأجمد على بعض النصوص بغير فهم وأكثر ظاهريةمن ابن حزم، مع سلاطة في اللسان وصلابة في العناد لا تخطر بخلد إنسان، وهذا شعارأدعياء السنة والسلفية في هذا الزمان. وبلغنا عنه أنه أفتى بمنع إعطاء الزكاةللمجاهدين الأفغانيين، نصرهم الله، فخالف نص القرآن في قوله تعالى (إنما الصدقاتللفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيلالله وابن السبيل فريضة من الله) وأجمع العلماء على أن سبيل الله، هو الجهاد، ولادليل للألباني على مخالفة النص والإجماع إلا عقيدة. وهو في الحقيقة الضال المضل،يسعى في التفريق بين المسلمين، ويعمل على خذلان المجاهدين الذين أوجب الله نصرهموإمدادهم بالمال والسلاح والعتاد، والله تعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) والنبيصلى الله عليه وآله وسلم يقول: المسلم أخو المسلم وتواتر عنه صلى الله عليه وآلهوسلم تواترا قطعيا معلوما بالضرورة أنه كان يكتفي في إسلام المرء بالشهادتين ولميشترط شيئا آخر غيرهما، وجرى على هذا صحابته الكرام، وتابعوهم بإحسان. فما بال هذاالألباني المبتدع، يفرق بين المسلمين ويضلل جمهورهم كالأشعرية الذين منهم المالكيةوالشافعية، وبعض الحنابلة، وكالماتريدية الذين هم الحنفية. ولم يبق من المسلمين سنيإلا هو ومن على شاكلته من الحشوية والمجسمة الذين ينسبون إلى الله تعالى ما لا يليقبجلاله. وآية فساد عقيدته أن العلماء عابوا على ابن تيمية قوله بإثبات حوادث لا أوللها، ورجح حديث كان الله ولم يكن شيء قبله على حديث كان الله ولم يكن شيء غيرهوكلاهما في صحيح البخاري، ليوافق الحديث قوله المخالف لقولالله تعالى
ص 19
(
الله خالق كل شيء... وخلق كل شيء فقدره تقديرا)، (إنا كل شيء خلقناه بقدر) ولإجماع المسلمين على أن الله كان وحده لا شيء معه، ثم أوجد العالم، وابن تيمية لميفهم الحديثين، فلجأ إلى الترجيح بينهما فأخطأ. والصواب الذي لم يوفق إليه أن حديثكان الله ولم يكن شيء قبله، أو كان الله قبل كل شيء، يبين معن اسمه تعالى الأول. وحديث كان الله ولم يكن شيء غيره، يبين معنى اسمه الواحد الأحد. ثم أخطأ خطأ آخرحيث زعم أن مع الله تعالى في الأزل حوادث لا أول لها بالنوع لا بالعين والنوع لاوجود له إلا في جزئي من جزئياته كما تقرر في علم المنطق، وزعم أن الناس اشتبه عليهمالفرق بين النوع والعين، لا بل هو الذي اشتبه عليه الحال. والعين هو الجزئي الذي لايتحقق وجود النوع إلا به والمقصود أن ابن تيمية انفرد بهذه المقالة الشنعاء، وعابهاالعلماء عليه، واطلع عليها الألباني، فكان تعقيبه عليها: أن قال: وليته لم يقلها. ولم يزد على ذلك، كأنه خالف في فرع من فروع الطهارة، وكان الواجب عليه أن يشتد فيإنكار هذه المقالة وبيان فسادها ومخالفتها للقرآن والإجماع، لأنها تتعلق بالعقيدة،لكنه يشتد فقط ويبالغ في إنكار السبحة وقراءة القرآن على الميت ونحو هذا من المسائلالتي لا تعد من الضروريات في الدين. فأيهما صلى الله عليه وآله في الأزل؟! معارضاقوله تعالى (الله خالق كل شيء) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان الله ولميكن شيء غيره ؟!!. وهكذا شأن هذا الألباني وإخوانه الزائغين يتشددون في مسائل هينة،ويحابون بعضهم البعض على حساب الدين والعقيدة!. ولو أن تلك المقالة صدرت عن أشعريأو صوفي، لوفع الألباني عقيرته بإنكارها وإكفار قائلها، لكن حيث صدرت عن شيخالإسلام ابن تيمية، اكتفى بقوله: ليته لم يقله!!.
ص 20
سلف ابن تيمية فيمقالته تلك، عبد الله بن ميمون الاسرائيلي صاحب كتاب دلالة الحائرين، وأنعم بهسلفا!!. ومن أخطائه في الرجال: أنه يعزو في الضعيفة إلى فوائد أبي عثمان البجيرميبالباء الموحدة، وهذا الخطأ تكرر منه بتكرر العزو إلى الفوائد، والصواب: النجيرميبالنون، وهي نسبة إلى نجيرم، بفتح النون وكسر الجيم، بليدة قرب البصرة نسب إليهاقوم من أهل الأدب واللغة والحديث. ومن قبيح تعنته - وكل تعنت قبيح - ما كتبه علىصلاة ابن مسعود التي رواها إسماعيل القاضي وابن ماجة، بلفظ: اللهم اجعل صلواتكورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولكإمام الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون،وذكر الصلاة الإبراهيمية. فعلق عليه الألباني بقوله: قال الحافظ ابن حجر: إسنادهضعيف، ذكر ذلك في فتوى له في عدم مشروعية وصفه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيادةضعيف، ذكر ذلك في فتوى له في عدم مشروعية وصفه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيادة فيالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وهي فتوى مهمة، جرى الحافظ فيها على طريقةالسلف في الإتباع وترك الابتداع ا ه‍ وهذا جمود شديد، وتزمت ممقوت، يشبه نكتة تحكىعن فلاح، ذهب إلى فقيه القرية، يسأله عن يمين أوقعها صهره على بنته التي تسمىفاطمة، فأخبره الفقيه بحكم اليمين، وقرأ عليه نص الحكم في كتاب الفقه الموجود فيه،فقال له الفلاح: لكن لم يذكر اسم بنتي فاطمة!! وهذا المبتدع، يريد أن يثبت فزيادةالسيادة بدعة، والناطق بها مبتدع، فلقد حظر واسعا، ونطق هجرا. وما أتى إلا من قبلجهله بقواعد علم الأصول التي كيف يكون جمع الأدلة، والتوفيق بينها، حتى تصير في خطمستقيم، لا تناقض بينها ولا تعارض. فنحن حين نذكر السيادة في الصلاة على النبي صلىالله عليه وآله وسلم، لم نزدها من قبل أنفسنا، ولكن من قوله صلى الله عليه وآلهوسلم في الحديث المتواتر أنا سيد ولد آدم . فضممنا هذا الحديث إلى حديث الصلاة عليهصلى الله عليه وآله وسلم، وعملنا بالدليلين، وهذا مستند ابن مسعود في وصف النبي صلىالله عليه وآله وسلم بسيد المرسلين.
ص 21
وكثير من الأحكام بل غالبها لمتستفد من دليل واحد بل من دليلين أو أكثر، فالصلاة عرفت أركانها وشروطها وسننهاومبطلاتها، من عدة أدلة. وكذلك الصيام والزكاة والحج، وهي أركان الإسلام. وهذا منالوضوح بحيث لا يحتاج إلى بيان ولكن المتزمتين لا يفهمون. والمبتدع الألباني، وقعفي البدعة التي ينعاها علينا، وهو لا يشعر، لضعف فهمه، وقلة إدراكه. فهو حين يصليعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته كتبه، يصلي على أصحابه معه، وزيادةالصحابة بدعة (لما تقدم بيانه). أرأيت كيف وقع في البدعة وهو ينعاها على غيره؟!!. نسأل السلامة والتوفيق. ومن جهله بعلم الأصول، وهو جهل فاضح: أنه جعل القراءة خلفالإمام في الصلاة الجهرية منسوخة، بزيادة مدرجة في الحديث. قال في صف صلاة النبيصلى الله عليه وآله وسلم ص 80 ثم نهاهم عن القراءة كلها في الجهرية، وذلك حينماانصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، وفي رواية أنها صلاة الصبح، فقال إني أقول ما ليأنازع قال أبو هريرة: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم فيما جهر فيه بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموقرءوا في أنفسهم سرا فيما لا يجهر فيه الإمام ا ه‍. كتب هذا تحت ترجمة: نسخالقراءة وراء الإمام في الجهرية. وهذا جهل كبير، يتبين بالوجوه الآتية: الأول ليسفي الحديث نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن القراءة خلف الإمام، روى مسلموالنسائي عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر فجعل رجليقرأ خلفه (سبح اسم ربك الأعلى) فلما انصرف قال:
ص 22
أيكم قرأ؟ فقالالرجل: أنا، فقال: لقد ظننت أن بعضكم خالجنيها . قال شعبة: قلت لقتادة: كأنه كرهه،قال: لو كرهه لنهى عنه وحيث لم يوجد نهي، فلا نسخ يصح. الثاني قال البيهقي فيالمعرفة قوله: فانتهى الناس عن القراءة، من كلام الزهري، قاله محمد بن يحيى الذهليصاحب الزهريات، ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو داود، واستدلوا على ذلك بروايةالأوزاعي حيث ميزه من الحديث وجعله من قول الزهري وكيف يصح ذلك عن أبي هريرة وأبوهريرة يأمر بالقراءة خلف الإمام فيما جهر به وفيما خافت ا ه‍. وكذا قال الترمذي فيالسنن، ولو صح عن أبي هريرة لم يكن فيه دليل نسخ، لأن النسخ لا يثبت إلا بقولالشارع كما هو مقرر في الأصول، ولا يثبت بقول صحابي فضلا عن تابعي. الثالث أنه لميثبت نهي عن القراءة مع الإمام إلا مقيدا باستثناء الفاتحة. ففي صحيح ابن حبان عنأنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى بأصحابه، فلما قضى صلاته أقبل عليهمبوجهه فقال: أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟! . فسكتوا، قالها ثلاثا،فقال قائل: إنا لنفعل قال: فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه . ورواهأبو يعلى والطبراني في الأوسط، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات. وروى أحمد عن أبيقتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: تقرؤون خلفي؟! قالوا نعم، قال: فلا تفعلوا إلا بأم القرآن . وروى أحمد أيضا بإسناد صحيح عن رجل من الصحابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلكم تقرؤون والإمام يقرأ؟! قالها ثلاثا،قالوا: أنا لنفعل ذلك، قال: فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه . وروى أبو داود والترمذي عن عبادة بن الصامت قال كنا خلف رسول الله صلى الله عليهوآله
ص 23
وسلم في صلاة الفجر، فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكمتقرؤون خلف إمامكم؟! . قلنا نعم، هذا (2). يا رسول الله. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحةالكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها حسنه الترمذي وصححه البخاري في جزء القراءةوابن حبان والحاكم وغيرهم، وما أعل به من عنعنة ابن إسحاق مردود بقول البيهقي. وقدرواه إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق فذكر سماعه فيه من مكحول، فصار الحديث بذلكموصولا صحيحا ا ه‍. وقال الخطائي: إسناده جيد لا طعن فيه، وقال الحافظ في التلخيصالحبير وتخريج أحاديث الأذكار: إسناده حسن، وروى الدار قطني عن عبادة بن الصامتأيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يقرأن أحدكم شيئا من القرآن إذاجهرت بالقراءة إلا بأم القرآن . قال الدار قطني: رواته كلهم ثقات. أما النهي عنالقراءة مطلقا فلم يثبت أبدا، فكيف يدعي الألباني نسخ قراءة الفاتحة؟! أليس هذاجهلا واضحا؟. الرابع تقرر في علم الأصول: أن الجمع بين الأدلة واجب، لا يجوز العدولعنه إذا كان ممكنا بوجه من الوجوه. والجمع هنا ممكن بوضوح، والأحاديث نفسها بشيرإليه. فالذين قرؤوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهروا بالقراءة، فلذلك قال: ظننت أن أحدكم خالجنيها... ما لي أنازع؟ . وكانوا يقرأون السورة مثل سبح حرصا علىحفظها منه صلى الله عليه وآله وسلم فأرشدهم إلى الإنصات وترك الجهر لئلا يحصل تشويشوأمرهم مع ذلك بقراءة الفاتحة في أنفسهم. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: وإذا قرأفأنصتوا . معناه لا تجهروا بالقراءة، وهم مأمورون بقراءة الإمام له قراءة . حديثضعيف بجميع طرقه، ولو فرضنا أنه يتقوى بتلك الطرق الضعيفة، لا يتجاوز أن يكون لهأصل فلا يرقى إلى معارضة حديث الفاتحة المتواتر كما قال البخاري.
(
هامش)
(2)
بتشديد الذال المعجمة: أي سريعا. (*)
ص 24
ثم حمل القراءة فيه علىقراءة الفاتحة غلط لا مسوغ له. بل المراد قراءة السورة وأدعية الركوع والسجود،والمعنى: أن الإمام يكفي المأموم عن قراءة السورة. وعن قراءة الأدعية الواردة فيالركوع والسجود وفي القيام من الركوع وفي الجلوس بين السجدتين. أما الفاتحة فهيمخصوصة من عموم القراءة لأنها ركن في الصلاة والإمام يتحمل المندوبات فقط، ولايتحمل الأركان كما هو معلوم بالضرورة من كتب الشريعةالإسلامية. الخامس علم مماذكرنا أن دعوى النسخ باطلة، نشأت عن ضيق أفق وضعف في الفهم، والألباني يتحمل إثمهاوإثم من قلده فيها وعليه ينطبق حديث: ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بهامن غير أن ينقص من أوزارهم شيء . وهل أسوأ من إبطال حديث صحيح وإلغائه من درجةالحجية والعمل بدعوى خاطئة جريئة لا مخطئة، ولا لصاحبها عذر مقبول. وغلطاته كثيرةمتنوعة في الرجال، وفي التصحيح والتضعيف، وفي فهم الحديث، وفي الاستنباط منه، وفيالجرأة على الأئمة الأعلام، وفي لمز كل من خالفه بالابتداع، أما الإنصاف وعفةاللسان فيسمع عنهما ولا يحسهما من نفسه، نسأل الله الهداية والتوفيق. والحمد لله ربالعالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الأكرمين، ورضي الله عن صحابتهوالتابعين. أبو الفضل عبد الله بن محمد ابن الصديق عفي عنه .
__________________
  • ملف العضو
  • معلومات
ADEL28
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 51
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ADEL28 is on a distinguished road
ADEL28
عضو نشيط
رد: تحذير الشيخ الالباني من منهج وفتاوى يوسف القرضاوي
30-12-2008, 01:28 AM
لحم العلماء مر ولا ازكي على الله احد
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
ضمن سلسلة تراجم العلماء ترجمة للشيخ العلامة إبن باز رحمه الله
ترجمة فضيلة الشيخ المُحَدِّث عبد القادر الأرناؤوط
الساعة الآن 08:44 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى