هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث أويهوديٍّ لَعين قالها عبد العزيز آل الشيخ عن قول لسيد قطب
23-12-2008, 07:48 PM
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - :

ظهر في الآونة الأخيرة من بعض الكتاب العقلانيين يتكلمون زورًا وبهتانًا في مقام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - ، وأنه ليس من جملة الصحابة؛ لأنه أسلم بعد الفتح، فما هو قول سماحتكم، وكيف الرد على شبهتهم ؟ ..

فأجاب : هذا قولٌ باطلٌ ، وقائله ضالٌّ مضلّ ، مكذِّبٌ للحقِّ ، مُنكِرٌ للحق .

معاوية بن أبي سفيان أحدُ أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقول المؤرخون : إنه أسلم عاَم ست ، وأخفى إسلامه على أبيه ، وقالت له أمه : أخفِ إسلامك لا يقطع عنك أبوك النفقة ، ثم عَلِم أبوه بإسلامه فقال : لماذا ؟ قال : ما آليتُ نفسي إلا خيرًا ، وأنه أعلن إسلامه عامَ الفتح .

هو كاتب الوحيِ للنبي- صلى الله عليه وسلم - ، وهو - رضي الله عنه - أميرٌ على الشام في أيام الصديق وعمر وعثمان ، جمَع له عمر - لما توفي أخوه زيد بن أبي سفيان - بين الشام كله ، فأصبح أميرًا على الشام في عهد عمر وفي عهد عثمان ، ورضيَه الصحابةُ ، ورضِيَه المسلمون إمامًا لهم عامَ الأربعين بعد تنازل الحسنِ بن علي عن الخلافة ، وهو أول ملوكِ الإسلام ، وخلافتُه كلُّها خيرٌ وبركة ، معروف بالحلم والصفح والعفو ، معروفٌ بالأخلاق الطيبة ، والسيرة النبيلة، فهو صحابيّ ابن صحابي، وأمه صحابية - رضي الله عنه وأرضاه - ، والمسلمون مُجمعون على أنه أولُ ملوك الإسلام ، وأنه خليفة مِن خلفاء المسلمين ، وأن بيعتَه بيعةُ حق ، وأنه أحد أئمة المسلمين وفقهاءِ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، رضي الله عنه وأرضاه. والله يقول : ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) ؛ فلا شك أن المنفقين والمجاهدين أفضل ، لكن الله قال : ( وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) ..


يقول أيضا السائل : ما رأيُكم - أيضا - في قول القائل : ( وحين يركنُ معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم ، لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ، فلا عجب أن ينجحان ويفشل ، وإنه لَفَشل أعظم من كل نجاح ) هل هذا الكلام من جملة سب الصحابة ؟ ..

الجواب : هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث ، أو يهوديٍّ لَعين ، ما يتكلم بهذا مسلم .

عمرو بن العاص شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم – بالجنة ، ومعاوية من فضلاء الصحابة ، وهم رضي الله ( لهم )الدين ، ( وأهل ) وتقوى وصلاح ، لا يشك مسلم فيهم ، وما فعلوا شيئا يُعاب عليهم ، وكلُّ ما قاله أولئك فمُجرَّد فرية وكذب وتضليل ، - وعياذا بالله- عنوانُ نفاق مِمّن قاله )
ا . هـ

( ملاحظة : كانت هذه الفتاوى بتأريخ 15 رجب 1426 هـ .. ضمن سلسلة محاضرات التوحيد المقامة بالطائف لعام 1426 هـ )