قصة الوكيل....لنغير مفهومنا للحياة
17-09-2008, 12:32 PM
هل تتحسس معنى الوكيل في حياتك؟؟؟؟ هل تؤمن بصدق أن وعد الله حق؟؟؟؟ هل تؤمن يقينا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا؟؟؟ فلنتابع القصة التي نعرفها جميعا، لكن بمنظار جديد
كان ذقيانوس ملكا ظالما، يقتل المؤمنين من أتباع المسيح، فخاف أحدهم على الرسالة من الزوال و قرر أن ينقلها لمن استطاع أن يعلمه، و تمكن هذا الرجل المؤمن أن يقنع سبعة فتيان لكنه كان يعلِّم كل واحد وحده، و لم يستطع أن يعرفهم على بعضهم البعض بسبب خوفه من الملك و جواسيسه،و بعد مدة قُتل هذا الرجل المؤمن – و قد كان آخر مؤمن بالمسيح – بعد أن زرع الإيمان في نفوس الفتية السبعة....
كانوا سبعتهم مؤمنين لكن كل واحد منهم ضعيف وحده لا يعرف ماذا يصنع، و لا يجرؤ على إشهار إيمانه، و لبثوا كذلك حتى جاء يوم العيد السنوي، اليوم الذي يسجدون فيه للآلهة ويعظموها و تنتشر المعاصي و الانحرافات و الجهل و الشرك، فلم يحتمل الفتية كل هذه المظاهر و انسحبوا من الحفل سرا و هم يتخفون، فالتقوا سبعتهم تحت شجرة بعيدة عن الناس و مع ذلك لم يجرؤوا على الكلام خوفا من الملك و جواسيسه، بقوا في صمت لبرهة ثم قام أحدهم فقال: و الله ما أخرجني إلا الذي أخرجكم، فقولوا و لا يتكلم أحدنا على الآخر.......
:: :: ::
وهنا درس لنا نستفيده من خروجهم، و هو أن المؤمن لا يطيق الجلوس في مكان به كفر و معاصي و فسوق فاختبر نفسك، هل تقبل أن تجلس مع من يدخن مخدرات و تقول أنا لا أدخن فقط جالس معه؟؟؟ هل تصاحب من يستهزئ بالدين و تقول هو لا يمس معتقدي؟؟؟؟ بل أ تبقى في الملعب تشجع فريقا ما رغم ما يحدث من تجاوزات و فساد و رفث في الكلام؟؟؟؟؟ هل تتفرجين على فيديو كليب هابط ماجن و تقولين أنا لا أفعل مثلها فقط أتفرج؟؟؟
:: :: ::
المهم نتابع، تحت هذه الشجرة البعيدة عن الناس اجتمعوا على الحق ليبدؤوا رحلة الإصلاح، هم كانوا في بيئة تحرم الإيمان فأصلحوها و نشروا الدعوة، أما نحن بلادنا مؤمنة و الحمد لله إذن لماذا لا نصلح، لماذا نجلس نتحسر على وضعنا و لا نحاول التغيير.
:: :: ::
درس آخر هنا، و هو أن المؤمن ضعيف وحده و لا بد له من صالحة ليتعاونوا،و أن المؤمن يقوم ليصلح و لا يجلس منتظرا متحسرا، يعمل و في قلبه حرقة على الدين و على الناس..... يعامل الناس برفق و يحبب في الدين و لا ينفِّر منه مهما حدث، و يكبت حماسه في قلبه ليكون له وقودا.
:: :: ::
و بعد أن اجتمعوا ماذا سيفعلون؟؟؟؟ما هي الخطة التي سيتبعونها ليصلحوا في الأرض لأنهم أصحاب رسالة.
قومهم كانوا في فقر و بؤس شديدين، فقال الفتية كيف ندعو شخصا للإيمان و هو لا يجد ما يملئ به بطنه ؟؟؟؟
فقرروا أن يتعاونوا و يجتهدوا على مساعدة الناس و خدمتهم و إطعامهم كي يتعرف الناس على أخلاقهم أولا، أوصلوا الليل بالنهار عملا على إصلاح الأرض، فأحبهم جميع الناس و أصبحوا يثقون بهم، و هذا في انتظار الخطوة التالية و هي نشر الدعوة إلى لا إله إلا الله......
قومهم كانوا في فقر و بؤس شديدين، فقال الفتية كيف ندعو شخصا للإيمان و هو لا يجد ما يملئ به بطنه ؟؟؟؟
فقرروا أن يتعاونوا و يجتهدوا على مساعدة الناس و خدمتهم و إطعامهم كي يتعرف الناس على أخلاقهم أولا، أوصلوا الليل بالنهار عملا على إصلاح الأرض، فأحبهم جميع الناس و أصبحوا يثقون بهم، و هذا في انتظار الخطوة التالية و هي نشر الدعوة إلى لا إله إلا الله......
و قبل أن يصلوا إلى الخطوة الثانية، علم الملك الظالم بما يخططون فأمر بقتلهم إن لم يتراجعوا عن مشروعهم، و صاح في الناس محذرا منهم و قال أن هؤلاء مؤمنون و يقولون لا إله إلا الله، فسبحان العزيز الذي جعل الظالم يعرف الناس بالإيمان، قال الناس هؤلاء الذين ساعدونا كانوا يريدون أن يدعوننا للإيمان بالله، فأحبوا رسالتهم أكثر، أما الفتيان الذين حوصروا، كانوا يفكرون في الحل، هل ينتهي جهدهم هكذا و يستسلمون، كان الوقت يتسارع و الجنود يلاحقونهم، فما العمل الآن؟؟؟؟ و بعد تفكير قرروا أن يلجئوا إلى الكهف ليخططوا كيف يبدؤون من جديد............
هم الآن الكهف، هل تتخيل معنى الكهف؟؟؟؟ ظلمة، خوف، رعب، عقارب، حيات ..............
اختيار اللجوء إلى الكهف ليس سهلا أبدا، و الخروج للمجهول صعب لكن عليهم أن يقرروا بسرعة، لم يكن عندهم وقت ليسلموا على أهاليهم أو ليودعوهم، و مع ذلك اختاروا ما عند الله.......
اختيار اللجوء إلى الكهف ليس سهلا أبدا، و الخروج للمجهول صعب لكن عليهم أن يقرروا بسرعة، لم يكن عندهم وقت ليسلموا على أهاليهم أو ليودعوهم، و مع ذلك اختاروا ما عند الله.......
تخيل و هم عند مدخل الكهف، يتساءلون لماذا؟؟؟ لماذا بعد أن اقتربوا من تحقيق حلمهم ينتهي هكذا؟؟؟
يقولون يا رب، ما الحكمة من انتهاء عملنا هكذا؟؟؟؟ لكن الله هو الوكيل............
يقولون يا رب، ما الحكمة من انتهاء عملنا هكذا؟؟؟؟ لكن الله هو الوكيل............
الوكيل ..... من أسماء الله الحسنى.....فما معنى الوكيل؟؟؟
عندما تريد أن تحقق شيئا كبيرا، لكن إمكانياتك لا يمكن أن توصلك، يعني، أنت لديك حلم كبير و الآن أنت عند النقطة ألف، نقطة البداية، و حلمك يتحقق في النقطة ياء، نقطة ياء بعيدة جدا لا يمكنك أن تصل إليها، طيب أنت حاليا تستطيع أن تعمل فقط إلى النقطة باء فما العمل؟؟؟ لا يهم، اعمل من ألف لباء و انظر كيف يكمل لك الوكيل من باء لياء ........ لا تقل لا فائدة من القيام ، أبدا ، قم بما عليك و توكل على الله، لأن الله أكبر و أعظم و أرحم من أن يراك تتقدم إليه خطوة و لا يعينك ........
هذا ما حدث مع أصحاب الكهف، و مع الرسول صلى الله عليه و سلم يوم بدر.....
الصحابة 300 مسلم في مواجهة 1000 مشرك، منطقيا لا ينفع، لكن الله يقول: ( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الأنفال، قال ما استطعتم، قوموا بما تقدرون عليه و توكلوا على الوكيل، لذلك يقول لهم في نفس السورة (فلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى) الأنفال.
الوكيل لما رأى من أصحاب الكهف أنهم عملوا ما استطاعوا هيأ لهم من أمرهم مرفقا، آواهم إلى الكهف و جهزه لهم ليرتاحوا 309 سنين، في مساحة 90 متر مربع، جعله مريحا لهم و من رحمته أن جعل الشمس تزاور عن كهفهم ذات اليمين و تقرضهم ذات الشمال، و جعل الملائكة يقلبونهم ذات اليمين و ذات الشمال، و لا يقدر على هذا غيره سبحانه و تعالى.
في الفترة التي ناموا فيها، ماذا حدث في البلدة ؟؟؟؟؟؟
بعد اختفائهم، اهتز نفوذ الملك، لأن البلد بأكمله ينظرون إليه أنه قتل الشباب، الجميع يمقت الملك الظالم لأنه تسبب في اختفاء الفتية الذين كانوا يخدمونهم.
بعد اختفائهم، اهتز نفوذ الملك، لأن البلد بأكمله ينظرون إليه أنه قتل الشباب، الجميع يمقت الملك الظالم لأنه تسبب في اختفاء الفتية الذين كانوا يخدمونهم.
الناس لم ينسوا الفتية أبدا، بل أحبوهم أكثر لأنهم ضحوا بأنفسهم من أجل إصلاح البلد و قاموا بتخليد أسماءهم في الرقيم ، و الرقيم هو لوح نقشت عليه أسماؤهم و أصبح الجميع يقتدي بهم و يربي أبناءه على أمل أن يكونوا مثلهم، الاختفاء المثير للفتية أصبح هو الشعلة المحركة في المجتمع لأن الناس يحبون الذي يضحي من أجلهم أكثر ممن يعيش لأجلهم.
و تعاقب الملوك بعد موت ذقيانوس، و الناس يكملون ما بدأه الفتية، و بعد 300 سنة يأتي ملك مؤمن بالله فينشر العدل و يجعل الرقيم مفخرة للأمة، و خلد ذكرى الفتية من خلال يوم سنوي يتذكرون فيه تضحيتهم.
و الآن، بعدما تحقق الحلم، بعد أن انتهى ما بدأه الفتية، تأتي المعجزة الربانية ليوقظ الشباب حتى يشهدوا ما حدث من تغيير بسببهم، ليستشعروا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، و أن وعده حق، نعم إخواني الله لا يضيع أجر المحسنين، يقول تعالى: (إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) الكهف
بعد أن استيقظوا ذهب أحدهم ليأتيهم بالطعام الزكي، فوجد المدينة قد تغيرت فاحتار من أمره، لكنه لما تذكر قولهم و لا يشعرن بكم أحدا، أخفى دهشته و ذهب إلى السوق و طلب الطعام، لكن عندما رأى البائع العملة مكتوب عليها ذقيانوس نادى في الناس و جمعهم عليه، فأحضروا الرقيم و سألوه عن اسمه فأخبرهم، ثم سألوه عن اسماء أصحابه فأخبرهم، و لكم أن تتخيلوا كيف كان رد فعل الناس، هؤلاء هم الفتية الذين اختفوا في غموض، هؤلاء هم من أصلحوا بلدنا، هؤلاء هم من نحتفل كل سنة بذكراهم........ و ذهبوا معه إلى الكهف ليروا أصحابه، فتوفاهم الله في الكهف رحمة منه بهم.
يقول الله تعالى في نهاية القصة: (كذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق و أن الساعة لا ريب فيها)
يعني أعثرنا أنه أوصل القوم إلى مكان الشباب ليعلموا أن الوكيل يفي بوعده حقا و أن الذي بعث الفتية اليوم قادر على أن يبعثنا جميعا ليوم الحساب و لذلك كانت الآيات التي بعد قصة أصحاب الكهف كلها عن الحساب و اليوم الآخر.
يعني أعثرنا أنه أوصل القوم إلى مكان الشباب ليعلموا أن الوكيل يفي بوعده حقا و أن الذي بعث الفتية اليوم قادر على أن يبعثنا جميعا ليوم الحساب و لذلك كانت الآيات التي بعد قصة أصحاب الكهف كلها عن الحساب و اليوم الآخر.
أخي الكريم، لا تفقد الأمل، في أي عمل تريده قدم كل ما تقدر عليه من أسباب و قل حسبي الله و نعم الوكيل و سترى كيف يكمل الوكيل ما لم تقدر عليه، تيقن معي أن وعد الله حق و أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
هذه قصة أصحاب الكهف التي نقرأها كل يوم جمعة، هذه هي المعاني التي ينبغي لنا أن نشعر بها كلما قرأنا سورة الكهف..............
عن قصص القرآن
لعمرو خالد
لعمرو خالد
من مواضيعي
0 مشاركتي في مسابقة تصميم للجزائر Just Thinking
0 لماذا تظهر أليسا عند البحث عن استقلال الجزائر
0 Dropbox ملفاتك معك أينما كنت بدون أن تحملها
0 روراوة يجلب مدرب و لاعبين جدد لا ينهزمون أبدا - نكتة
0 مكتبة مذكرات التخرج الوطنية
0 لمن يريد بيع ملفات بحوثه و دراساته
0 لماذا تظهر أليسا عند البحث عن استقلال الجزائر
0 Dropbox ملفاتك معك أينما كنت بدون أن تحملها
0 روراوة يجلب مدرب و لاعبين جدد لا ينهزمون أبدا - نكتة
0 مكتبة مذكرات التخرج الوطنية
0 لمن يريد بيع ملفات بحوثه و دراساته
