تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إبداع
إبداع
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 08-11-2008
  • الدولة : أرض المليون ونصف المليون شهيد
  • المشاركات : 452
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • إبداع is on a distinguished road
الصورة الرمزية إبداع
إبداع
عضو فعال
"إنما الله إله واحد"..... لمحمد الغزالي
25-12-2008, 09:51 AM
الوحدة المطلقة
إنما الله إله واحد
ليس لهذا العالم إلا إله واحد، يخضع له بالقهر والجبروت كل ما سواه: (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) (مريم: 93 – 95).
وإذا استقرأنا ما توهمه الناس شريكا لله في ألوهيته، لم نجد أحدا من هؤلاء الشركاء المزعومين ترشحه حالته، ليكون في هذا الوجود شيئا طائلا.
لقد عبد القدماء أحجارا اقتطعوها من سطح الأرض، فهل يصح – في خلد عاقل – أن حجرا من الأرض – بل الأرض كلها- تصلح لتكون إلها؟!
وعبدوا صنفا من الحيوان وقدسوا نسله –كما يفعل الهندوس إلى اليوم- فهل هناك عجل – مهما زاد لحمه وشحمه- يصلح لمنصب الألوهية؟ فما الذي يوضع بعده في أطباق الآكلين؟
إن الوثنيين سفهوا أنفسهم عندما هووا بها إلى هذا الدرك!
وقد ادعى بعض الناس الألوهية لنفسه، كفرعون حاكم مصر، وكهذا (الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم: ربي الذي يحيى ويميت قال: أنا احيي وأميت) (البقرة:258)
فظن هذا المغفل أن السلطة التي يستمتع بها والتي تجعله يقتل من الرعية ما يشاء ويبقي ما يشاء، ظن ذلك مسوغ الطموح لمنصب الألوهية..
وهذا الظن يبقى في رأس صاحبه حتى يقطعه جمهور الثوار، ويرمون به في الأقذار.
وبعض الدهماء من اليهود والنصارى ضلوا في فهم أنبيائهم، ورفعوهم إلى مصاف الآلهة، مع أن هؤلاء المرسلين ليسوا إلا عبيدا موهوبين، وقد كذبوا بهذا على أنفسهم وعلى الواقع.
فمن الحماقة أن تظن في بشر –مهما علا شأنه- انه خلق كوكبا من الكواكب ولماذا نذهب بعيدا؟ إن احدهم لم يخلق ذبابة أو ما دونها، فكيف يعد إلها من يعجز عن أي خلق؟
بل أن جرثومة من آلاف الجراثيم التي تكمن في بطن ذبابة، لو سلبت احدهم صحته ما قدر على ردها!! فمن أين بعد هذا ينسب إلى الألوهية؟

توحيد العامة وما يعلوه من غبار
ينبغي لهذه الأمة أن تكون مثلا عاليا في إسلام الوجه لله، وإفراده بالنية والعمل، بيد إننا نلحظ –آسفين- أن هناك مسالك شائعة بين الجماهير الغفيرة من المسلمين، لها دلالتها الخطرة على فساد التفكير، وضلال الاتجاه، واضطراب المقصد.
ولا نحب أن نوارب في الكشف عن هذه العلة، فان أي خلل في دعائم التوحيد معناه الخبل الذي يدرك موطن القيادة الفكرية في هذا الدين الحنيف.
إذ التوحيد في الإسلام حقيقة وعنوان، وساحة وأركان، وباعث وهدف، ومبدأ ونهاية. ولسنا –كذلك- ممن يحب تصيد التهم للناس، ورميهم بالشرك جزافا، واستباحة حقوقهم ظلما وعدوانا.
ولكننا أمام تصرفات توجب علينا النظر الطويل، والنصح الخالص، والمصارحة بتعاليم الكتاب والسنة كلما وجد عنها أدنى انحراف.
لقد اهتمت حكومة انجلترا –في سبيل مكافحة الشيوعية- بالحالة الدينية، في مصر! فكان مما طمأنها على إيمان المصريين (!) أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح احمد البدوي بطنطا هذا العام.
والذين زاروا الضريح ليسوا مجهولين لدي – فطالما أوفدت رسميا لوعظهم، فكنت اشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، وكثرتهم الساحقة لا تعرف عن فضائل الإسلام وأنظمته شيئا. ولو دعوا لواجب ديني صحيح لفروا نافرين، وان كانوا أسرع إلى الخرافة من الفراش إلى النار!
وحسبك من معرفة حالهم: أنهم جاؤوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد. فإذا جادلت القوم، قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي. وأكثر أولئك المغفلين لغطا يقول لك: نحن نعرف الله جيدا، ونعرف أن أولياؤه عبيده، وإنما نتقرب بهم إليه، فهم اطهر منا نفسا وأعلى درجة. وهذا الكلام –على فرض مطابقته لواقع القوم- غلط في الإسلام فان الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالاخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا. (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟) (الشورى:21).
بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى، أن الطلب ووسيلته جميعا، يجب أن يكونا من الله. (إياك نعبد وإياك نستعين) (الفاتحة:5) "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله".
أليس من المضحك أن نستنجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة، وان نتوسل ممن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيرا أو يستدفع شرا؟ (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب، ويرجون رحمته ويخافون عذابه) (الإسراء:57).
إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق. والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه فهنا الطامة. واحسب أن القرآن الكريم كان يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال: (يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء؟ أم هم ضلوا السبيل؟ قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ..) (الفرقان:17-18).
اجل! لقد نسوا الذكر، وما قام عليه الذكر من توحيد شامل. وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون انه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وان من دونه لا يملكون من ذلك شيئا.
فان هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجه، والإخلاص، فان المشركين القدماء كانوا يعرفون الله كذلك. (قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار؟ ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟ ومن يدبر الأمر؟ فسيقولون الله) (يونس:31).
ومع أنهم يقولون "الله" بصراحة وجلاء، فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين، لان الإيمان –إذا عرفت الله حقا- ألا تعرف غيره فيما هو من شؤونه.
ولذلك يستطرد القرآن في مخاطبة هؤلاء: (فقل أفلا تتقون * فذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون * كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون) (يونس: 31-33).
إن العامة عندما يشدون الرحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس. وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبوابا لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة.
ومهما قلبنا عملهم هذا من جميع وجوهه فلن نجد فيه ما يطمئن إليه ضمير المؤمن أبدا. ومحبة الصالحين وبغض الفاسدين من شعائر الإسلام حقا. ومظاهر الحب والبغض معروفة.. هي مصادقة للأحياء أو منافرة، واستغفار للموتى أو لعنة. وأين من عواطف الحب والبغض هذا الذي يصطنعه المسلمون اليوم؟؟..
إن الواحد منهم قد يصادق افسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء- ثم تراه مشمرا مجدا في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين؛ لا ليدعو له؛ ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه وذلك ضلال مبين!!
وبناء المعابد على قبور الصالحين تقليد قديم، وقد ذكر القرآن ما يدل على شيوعه في الأمم السابقة. وفي قصة أهل الكهف تسمع قوله عز وجل: (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) (الكهف:21).
ويظهر أن اتخاذ المساجد على القبور كبناء التماثيل، لم يكن محظورا أول أمره إذ لم تكن له دلالة مثيرة. غير أن البشر سفهوا أنفسهم، فالأحجار التي نحتوها للعظماء عبدوها، أو – على حد تعبيرهم- اتخذوها إلى الله زلفى. والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدسوها وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك.
فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية حربا شعواء، وشدد تشديدا ظاهرا في حق هذه المساخر المنافقة.
وقد رأينا كيف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وان يهدم كل صنم. فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة. وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) - في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم-: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن هذا".
وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى. وكأنه يتوجس شرا مما يقع به فدعا الله "اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثنا يعبد".
ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام دون الوقوع في هذا المحظور، فقد اقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين. وتنافسوا في تشييد الأضرحة، حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها، بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.
ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة، تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى وتهوين الصعاب!.
وأحب ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة. فان النبي (صلى الله عليه وسلم) امتنع عن هدم الكعبة وإعادة بناءها على قواعد إبراهيم لان العرب كانوا حديثي عهد بشرك. وجماهير العامة الآن ينبغي أن تساق سوقا رفيقا إلى حقائق الإسلام، حتى تنصرف -في هدوء- عن التوجه إلى هذه الأضرحة وشد الرحال إلى ما بها من جثث.
وإخلاص المعلم وأسلوبه في الدعوة، عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة مما علق بها من شوائب وعلل. وقد تكون لدى بعضهم شبه في معنى التوسل. فلنفهم أولئك القاصرين أن التوسل في دين الله، إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح، وقد جاء في السنة: (اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) فهذا توسل بالإيمان بذات الله. وجاء –كذلك- توسل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار. وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب. ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال.
ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) توسلا بالأشخاص مهما علت منزلتهم –سواء أكانوا أحياء أو أمواتا- على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة وحسبوه من صميم الدين، ودافعوا عنه بحرارة وعنف ضد المنكرين والمستغربين.


****** ***** ******
اللهم احفظ شباب المسلمين من الفتنة والفرقة


******* ******* *******

التعديل الأخير تم بواسطة إبداع ; 25-12-2008 الساعة 09:56 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : البويرة
  • المشاركات : 546
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • نزار الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
النصح و التناصح
25-12-2008, 09:58 AM
كـمـبـيـوتـرإن إلى الألوهية؟



توحيد العامة وما يعلوه من غبار




توجب علينا النظر الطويل، والنصح الخالص، والمصارحة بتعاليم الكتاب والسنة كلما وجد عنها أدنى انحراف.
لقد اهتمت حكومة انجلترا –في سبيل مكافحة الشيوعية- بالحالة الدينية، في مصر! فكان مما طمأنها على إيمان المصريين (!) أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح احمد البدوي بطنطا هذا العام.
والذين زاروا الضريح ليسوا مجهولين لدي – فطالما أوفدت رسميا لوعظهم، فكنت اشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، وكثرتهم الساحقة لا تعرف عن فضائل الإسلام وأنظمته شيئا. ولو دعوا لواجب ديني صحيح لفروا نافرين، وان كانوا أسرع إلى الخرافة من الفراش إلى النار!
وحسبك من معرفة حالهم: أنهم جاؤوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد. فإذا جادلت القوم، قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي. وأكثر أولئك المغفلين لغطا يقول لك: نحن نعرف الله جيدا، ونعرف أن أولياؤه عبيده، وإنما نتقرب بهم إليه، فهم اطهر منا نفسا وأعلى درجة. وهذا الكلام –على فرض مطابقته لواقع القوم- غلط في الإسلام فان الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالاخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا. (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟) (الشورى:21).
بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى، أن الطلب ووسيلته جميعا، يجب أن يكونا من الله. (إياك نعبد وإياك نستعين) (الفاتحة:5) "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله".
أليس من المضحك أن نستنجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة، وان نتوسل ممن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيرا أو يستدفع شرا؟ (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب، ويرجون رحمته ويخافون عذابه) (الإسراء:57).
إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق. والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه فهنا الطامة. واحسب أن القرآن الكريم كان يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال: (يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء؟ أم هم ضلوا السبيل؟ قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ..) (الفرقان:17-18).
اجل! لقد نسوا الذكر، وما قام عليه الذكر من توحيد شامل. وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون انه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وان من دونه لا يملكون من ذلك شيئا.
فان هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجه، والإخلاص، فان المشركين القدماء كانوا يعرفون الله كذلك. (قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار؟ ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟ ومن يدبر الأمر؟ فسيقولون الله) (يونس:31).
ومع أنهم يقولون "الله" بصراحة وجلاء، فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين، لان الإيمان –إذا عرفت الله حقا- ألا تعرف غيره فيما هو من شؤونه.
ولذلك يستطرد القرآن في مخاطبة هؤلاء: (فقل أفلا تتقون * فذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون * كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون) (يونس: 31-33).
إن العامة عندما يشدون الرحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس. وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبوابا لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة.
ومهما قلبنا عملهم هذا من جميع وجوهه فلن نجد فيه ما يطمئن إليه ضمير المؤمن أبدا. ومحبة الصالحين وبغض الفاسدين من شعائر الإسلام حقا. ومظاهر الحب والبغض معروفة.. هي مصادقة للأحياء أو منافرة، واستغفار للموتى أو لعنة. وأين من عواطف الحب والبغض هذا الذي يصطنعه المسلمون اليوم؟؟..
إن الواحد منهم قد يصادق افسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء- ثم تراه مشمرا مجدا في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين؛ لا ليدعو له؛ ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه وذلك ضلال مبين!!
وبناء المعابد على قبور الصالحين تقليد قديم، وقد ذكر القرآن ما يدل على شيوعه في الأمم السابقة. وفي قصة أهل الكهف تسمع قوله عز وجل: (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) (الكهف:21).
ويظهر أن اتخاذ المساجد على القبور كبناء التماثيل، لم يكن محظورا أول أمره إذ لم تكن له دلالة مثيرة. غير أن البشر سفهوا أنفسهم، فالأحجار التي نحتوها للعظماء عبدوها، أو – على حد تعبيرهم- اتخذوها إلى الله زلفى. والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدسوها وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك.
فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية حربا شعواء، وشدد تشديدا ظاهرا في حق هذه المساخر المنافقة.
وقد رأينا كيف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وان يهدم كل صنم. فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة. وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) - في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم-: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن هذا".
وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى. وكأنه يتوجس شرا مما يقع به فدعا الله "اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثنا يعبد".
ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام دون الوقوع في هذا المحظور، فقد اقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين. وتنافسوا في تشييد الأضرحة، حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها، بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.
ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة، تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى وتهوين الصعاب!.
وأحب ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة. فان النبي (صلى الله عليه وسلم) امتنع عن هدم الكعبة وإعادة بناءها على قواعد إبراهيم لان العرب كانوا حديثي عهد بشرك. وجماهير العامة الآن ينبغي أن تساق سوقا رفيقا إلى حقائق الإسلام، حتى تنصرف -في هدوء- عن التوجه إلى هذه الأضرحة وشد الرحال إلى ما بها من جثث.
وإخلاص المعلم وأسلوبه في الدعوة، عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة مما علق بها من شوائب وعلل. وقد تكون لدى بعضهم شبه في معنى التوسل. فلنفهم أولئك القاصرين أن التوسل في دين الله، إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح، وقد جاء في السنة: (اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) فهذا توسل بالإيمان بذات الله. وجاء –كذلك- توسل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار. وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب. ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال.
ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) توسلا بالأشخاص مهما علت منزلتهم –سواء أكانوا أحياء أو أمواتا- على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة وحسبوه من صميم الدين، ودافعوا عنه بحرارة وعنف ضد المنكرين والمستغربين.

[/quote]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : البويرة
  • المشاركات : 546
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • نزار الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : البويرة
  • المشاركات : 546
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • نزار الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : البويرة
  • المشاركات : 546
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • نزار الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : البويرة
  • المشاركات : 546
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • نزار الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية نزار الجزائري
نزار الجزائري
عضو متميز
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
ماذا نفعل إذا خالف الحديث الصحيح المذهب المالكي ؟
تحذير الأخوان من ضلالات طارق السويدان
عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر
الإمام أبو حامد الغزالي
الساعة الآن 04:00 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى