رؤوس السنة العبرية
28-12-2008, 11:08 AM
بامكان أقل الناس ذكاء ان يحزرردود الأفعال العربية والدولية على أية مجزرة تقوم بها اسرائيل ، ولأنها هي ايضا على دراية تامة وحاسوبية حول حدود ردود الفعل فهي تقترف مجازرها بدم بارد ، اما الأرقام فهي ليست ذات شأن ، سواء بلغت آلافا أو مئات أو عشرات ، فمن لم يطله العقاب على ما فعل في قانا وصبرا وشاتيلا وجنين وبقية العائلة لن يتردد في تكرارالمحاولة.

ان اسرائيل تحتفل الان على طريقتها برؤوس السّنة العبرية ، أو السّنة النووية ، وترقص على اشلاء بشرية واطلال منقعة في الدماء ، وهذا ما قاله برطانة مستفزة قائد الأمن الاستيطاني على احدى الشاشات فقد وعد المستوطنين برقصة يتبادلون فيها أنخاب الدم بدلا من الشراب ، ان اسرائيل تراهن دائما على مسألتين أولاهما حالة التردي والوهن والخنوع التي يعيشها العرب منذ بدأوا يتساقطون تباعا ، من الأموي والعباسي حتى الفاطمي ، لهذا فهي لا تعبأ بما يقوله محترفو النّدب في المآتم الموسمية ، وقد لا تسمعه على الاطلاق ، لأنها تعرف أنه منزوع الدسم والفاعلية ويستخدم للاستهلاك المحلي المحدود ولا يدوم أكثر من ورقة كلنكس تمسح بها الدموع وتنتهي الى سلال القمامة ان ما ينبغي قوله الان لا يقال ولن يقال لأن التواطؤ في ذروته بين قبيلة القتيل والقتلة ، ولان ما سبق هذه الحملة البربرية من تمهيد هيأ الناس جميعا للتأقلم مع المجزرة ، ومنهم من يذهب الى ما هو أبعد ويحمل صاروخا اصاب منزلا مهجورا أو سقط على منزل فلسطيني في الطريق العبء كله،

واليكم قائمة أولية بردود الأفعال على مثل هذه المجازر..

اولا ، تتغذى الفضائيات بعلف أحمر ينقذها من البطالة والرتابة.

ثانيا: يخرح الدبلوماسيون العرب من سباتهم قليلا كي ينعموا بقدر من الحراك العقيم والرحلات الطارئة.

ثالثا: يتضاعف الاحباط واليأس لدى المواطن العربي كي يفقد آخر ما لديه من رجاء بتغيير الحال.

رابعا: يتم تذكير العرب أجمعين بأنهم فاقدو الحول والقوة وان لا سبيل امامهم للنجاة الا بالمزيد من التنازلات.

خامسا: تنفيذ مرحلة من مسلسل ابادة تتم بالتقسيط المريح للجيش الاسرائيلي.

سادسا: تتعمق الازدواجية السياسية لدى أطراف تضحك سرا وتبكي علنا ما دام هناك من ينوب عنها.

سابعا: تعميق الحفرة لدفن خيار المقاومة ، لأنه كما يصوره الاعلام المعولم عديم الجدوى ويتحول الى ذريعة للفتك بالمدنيين ومضاعفة حصارهم وتجويعهم.

ان هذا القصف الوحشي هو عزق على وتر مضفور من جلدنا ولحمنا ويتم تزييته كلما جف بدمنا،،
-منقول-

جريدة الدستور