~مع الــتــيــار~ هذه ضيافة أجلّ وأكبر وأعظم
07-10-2011, 07:14 PM
وأي ضيافة أجلّ وأكبر وأعظم ، من هذه الضيافة ؟؟
قال الله تعالى : (( إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا ـ خالدين فيها لا يبغون عنها حولا )) [ الكهف : 107 ـ 108].
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصرالسعدي رحمه الله :
أي : إن الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ، وشمل هذا الوصف جميع الدين ، عقائده ، وأعماله ، أصوله ، وفروعه ، الظاهرة والباطنة ، فهؤلاء ـ على اختلاف طبقاتهم من الإيمان ، والعمل الصالح ـ لهم جنات الفردوس .
يحتمل أن المراد بجنات الفردوس ، أعلى الجنة ، وأوسطها وأفضلها وأن هذا الثواب ، لمن كمّل الإيمان ، والعمل الصالح ، وهم الأنبياء والمقربون .
ويحتمل أن يراد بها ، جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب ، جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار و المقتصدين ، كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه ، ولذكر الجنة بلفظ الجمع المضاف إلى الفردوس ، ولأن الفردوس يطلق على البستان ، المحتوي على الكرم ، أو الأشجار الملتفة ، وهذا صادق على جميع الجنة .
فجنة الفردوس نزل وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح ، وأي ضيافة أجلّ وأكبر وأعظم ، من هذه الضيافة ، المحتوية على كل نعيم للقلوب ، والأرواح ، والأبدان ، وفيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، من المنازل الأنيقة ، والرياض الناضرة ، والأشجار المثمرة ، والطيور المغردة المشجية ، والمآكل اللذيذة ، والمشارب الشهية ، والنساء الحسان ، والخدم والولدان ، والأنهار السارحة ، والمناظر الرائقة ، والجمال الحسي والمعنوي ، والنعمة الدائمة .
وأعلى ذلك وأفضله وأجله ، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه ، الذي هو أكبر نعيم الجنان ، والتمتع برؤية وجهه الكريم ،وسماع كلام الرؤوف الرحيم .
فلله تلك الضيافة ، ما أجلها وأجملها ،وأدومها وأكملها ،وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق ، أو تخطر على القلوب ، فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا ، يصل إلى قلوبهم ، لطارت إليها قلوبهم بالأشواق ، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق ، ولساروا إليها زرافات ووحدانا ،ولم يؤثروا عليها دنيا فانية ، ولذات منغصة متلاشية ، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة ، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب ، آلاف مؤلفة ، ولكن الغفلة شملت ، والإيمان ضعف ، والعلم قلّ ، والإرادة نفذت ، فكان ما كان ،فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المصدر :
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله [ ص 461 ] .
قال الله تعالى : (( إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا ـ خالدين فيها لا يبغون عنها حولا )) [ الكهف : 107 ـ 108].
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصرالسعدي رحمه الله :
أي : إن الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ، وشمل هذا الوصف جميع الدين ، عقائده ، وأعماله ، أصوله ، وفروعه ، الظاهرة والباطنة ، فهؤلاء ـ على اختلاف طبقاتهم من الإيمان ، والعمل الصالح ـ لهم جنات الفردوس .
يحتمل أن المراد بجنات الفردوس ، أعلى الجنة ، وأوسطها وأفضلها وأن هذا الثواب ، لمن كمّل الإيمان ، والعمل الصالح ، وهم الأنبياء والمقربون .
ويحتمل أن يراد بها ، جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب ، جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار و المقتصدين ، كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه ، ولذكر الجنة بلفظ الجمع المضاف إلى الفردوس ، ولأن الفردوس يطلق على البستان ، المحتوي على الكرم ، أو الأشجار الملتفة ، وهذا صادق على جميع الجنة .
فجنة الفردوس نزل وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح ، وأي ضيافة أجلّ وأكبر وأعظم ، من هذه الضيافة ، المحتوية على كل نعيم للقلوب ، والأرواح ، والأبدان ، وفيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، من المنازل الأنيقة ، والرياض الناضرة ، والأشجار المثمرة ، والطيور المغردة المشجية ، والمآكل اللذيذة ، والمشارب الشهية ، والنساء الحسان ، والخدم والولدان ، والأنهار السارحة ، والمناظر الرائقة ، والجمال الحسي والمعنوي ، والنعمة الدائمة .
وأعلى ذلك وأفضله وأجله ، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه ، الذي هو أكبر نعيم الجنان ، والتمتع برؤية وجهه الكريم ،وسماع كلام الرؤوف الرحيم .
فلله تلك الضيافة ، ما أجلها وأجملها ،وأدومها وأكملها ،وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق ، أو تخطر على القلوب ، فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا ، يصل إلى قلوبهم ، لطارت إليها قلوبهم بالأشواق ، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق ، ولساروا إليها زرافات ووحدانا ،ولم يؤثروا عليها دنيا فانية ، ولذات منغصة متلاشية ، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة ، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب ، آلاف مؤلفة ، ولكن الغفلة شملت ، والإيمان ضعف ، والعلم قلّ ، والإرادة نفذت ، فكان ما كان ،فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المصدر :
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله [ ص 461 ] .
من مواضيعي
0 يغفر ذنبك عند كل وجبة طعام!
0 غير مسجل هذه دعوة مني لك لتأمل هذه الآية: (( فلنحيينه حياة طيبة))
0 [ جديد ] 24 بطاقة دعوية حول فضل وأعمال عشر ذي الحجة
0 توصيات ونصائح للطلاب مع بداية الموسم الدراسي الجديد 2014م/2015م
0 افتراضي تهنئة العيد من بذرة خير إلى كل الأعضاء خاصة بذرة خير
0 نبشر كل مؤمن ومؤمنة في العالم بأن الشيخ أبوبكر الجزائري حفظه الله حي يرزق وهو يتمتع بصحة جيدة
0 غير مسجل هذه دعوة مني لك لتأمل هذه الآية: (( فلنحيينه حياة طيبة))
0 [ جديد ] 24 بطاقة دعوية حول فضل وأعمال عشر ذي الحجة
0 توصيات ونصائح للطلاب مع بداية الموسم الدراسي الجديد 2014م/2015م
0 افتراضي تهنئة العيد من بذرة خير إلى كل الأعضاء خاصة بذرة خير
0 نبشر كل مؤمن ومؤمنة في العالم بأن الشيخ أبوبكر الجزائري حفظه الله حي يرزق وهو يتمتع بصحة جيدة










