مقالات الساعة
11-01-2009, 06:23 PM

المقالة الاولى
الكاتب : فلسطيني
عنوان المقالة :شُموخ نَعل..عندما يصبح الحذاء رمزاً

بوشٌ إذا ضُربَ الحذاءُ بوَجهِهِ صاحَ الحذاءُ: بأيِّ ذَنبٍ أُضرَبُ
ربّما هذا هو ما نحتاجه في هذا الزمن الرديء، أنْ ينطق حذاء عربيّ كاسراً جُدراناً سميكة من الصمت العربيّ المُطبق. حذاء أقترح ضمّه إلى جامعة الدول العربيّة، لتصبحَ جامعة الأحذية العربية. فهذه الجامعة التي تلُمُّ شلّةَ عرب صُنِعوا في دول أجنبية، لا يعيبها أن تلمَّ مجموعة أحذية عربية، حتى ولو صُنعت في دول أجنبية أيضاً. ولكني أخشى أصلاً من فشل اقتراحي هذا، ولا أقصد بالفشل أن يُقابَل الاقتراح برفض واحتجاج المواطن العربي، وإنّما بالرَّفض المُعلن وبالصُّراخ من قِبَل الحذاء نفسه، الذي أتصوّر أنّه لا يتشرّف –من منطلق الكرامة الحذائيّة- أن يكون عُضواً في الجامعة العربيّة، ولا حتى أميناً لها. فقد اعتادت أُمّتنا العربية (رضي الله عنها) أن تجلس على شرفة البيت الأبيض، صامتةً كاشفةً عن فخذيها المترهّلين، تحتسي الخمر، تُعاشر أشباه رِجالٍ وتبولُ علينا. زمن أكثر من رديء، زمن التخاذل والتواطؤ والشياطين العربيّة الخرساء، التي رغم خَرَسِها وطَرَشِها، تُزعجها أقلام وحجارة ثائرة، وأحذية عربية تصرخ مُعلنةً رفضها لزمن الصمت. فتَطايُرُ فردتيّ نعلٍ لصحفيّ عربيّ، دَفَعَنا للتصفيق والتعبير عن ابتهاجنا وافتخارنا بهذا العمل الشجاع. البعض يرقص فرحاً، والبعض الآخر يوزّع الحلوى ويُغني لاعتباره أنّنا –كَعَرَب- انتصرنا على رأس الأفعى الأمريكية بفَردَتَيّ حذاء. هذا الحذاء الذي أثبت للعالم أنّ في العراق حقًّا هنالك أسلحة دمار شامل، هي أسلحة الرّوح الوطنية، والحس المتمرّد المُقاوم. هي أحذية العراقيين الثائرة، وتلك اﻟ "لا" الصَّدّامِيّة العملاقة، المُعترضَة ،منذ زمن، طريق ذلك المغتَصِب الحقير.

ا
لمقالة الثانية
الكاتبة: فلسطينية
عنوان المقالة : في غزة ...الوقت من دم

حين يكون الوقت من ملل واسترخاء , يبارك مخمل المقاعد الوثيرة وغطرسة الفراش الدافئ يكون الوقت من دم في غزة .
حين يكون الوقت ثرثرة تخترق صدى الأرصفة والمقاهي وجدران البيوت , تلملم تأمل الأطمئنان وتداعب الغد, يكون الوقت من دم في غزة .
حين يكون الوقت فضائيات تفتش عن أجساد أنثوية تلد أجيالاً متأججة بالشهوات , وتتأرجح على حبال ضوئية , لا يصل طولها إلى قامة امرأة غَزية تنتشل أطفالها من تحت الركام , يكون الوقت من دم في غزة.
حين يقول طفل غزي لأمه أريد أن ارسم نجمة فيرسم الصاروخ الأسرائيلي لحم هذا الطفل فوق بقايا الحجارة المتناثرة , لوحة الوداع للطفولة , يكون الوقت من دم في غزة .
حين يكون وقت ألصلاة , تكون الصلوات في غزة محاطة بالجثث التي غسلت بالذعر والنواح , يكون الوقت من دم في غزة .
حين يكون الوقت بين البورصات والدولارات والبترول يلعب الوقت لعبة خلع الأقنعة , تصير الأنظمة العربية طاولة واحدة تتقن حفظ السكاكين لتُقطع الشعب الفلسطيني حسب المزاج والظروف وشفافية الولع الذي يؤكد أن سياسة عدم مد يد المساعدة لهم اقصر الطرق إلى قلب الرضى الأمريكي .
حين يكون الوقت يسرق التواطؤ العربي والتصريحات التي تُقشر بذور التهريج ليخرج منها مهرجين تسيل من أطرافهم الهرولة , يكون الوقت من دم في غزة.
حين يكون الوقت كالغجري يتباهى بفتوته وعضلاته , يكون الوقت في غزة يحصي الأحبة والعشاق الذين يسافرون بدون حقائب إلى باطن الوطن , موت يرفض الموت .
حين يكون الوقت يشبه مطاط القمم العربية ونزهة الرؤساء العرب في مطارات القبلات والسجاجيد الحمراء المختبئ خلف نسيجها خيوط التآمر, يكون الوقت من الدم في غزة .
حين الوقت يكون بدون وقت في غزة ، يؤسسون جمعيات لخزن الأمل , يكتبون على أبوابها إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من عرب .

مودتي للجميع