بين شباب السلف وشباب الخلف زالت الغيرة وضاع الشرف
05-06-2007, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...القوي الجبار العليم.,,يمهل ولا يهمل .,,يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..أما بعد::دعونا نعيد عجلة التاريخ مؤقتا إلى الماضي لنقارن حاضرنا البائس لعلنا نستشف الداء فنجد الدواء....في بداية البعثة النبوية وقف صناديد قريش من الشيوخ والوجهاء في وجه محمد الأمين المبعوث رحمة للعالمين .,صلى الله عليه وسلم ...فمنعوه وشددوا وضيقواعليه وأذوه., فكان أكثر أتباعه الذين إستجابوا لدعوته هم الشباب اليافعين.,,ولما أمر بالهجرة تبعه هؤلاء الفتية.,ولما أمر بالجهاد كانوا السباقين في تلبية النداء.,,وفيهم قال مناجيا ربه يوم بدر::ً اللهم إن تهلك هذه العصبة لن تعبد بعد اليوم...ً فبفضل الله ثم بفضل سواعد هؤلاء الأبطال إنتشر دين التوحيد في الآفاق والأوطان حتى وصل الى الصين شرقا وإلى الأندلس غربا...وبرغم كل ما أصاب الأمة من محن وشدائد بقي هذا الخزان في الأمة معطاء وحصنا منيعا....فكلنا يتذكر الرعيل الأول من أبطالنا الأشاوس الذين وقفوا في وجه أعتى إستعمار بربري همجي إرهابي دموي منذ خلق الله الخلق...لقد كانت سلسلة التضحيات يغذيها شبابنا منذ أول يوم وطأ الإستعمار بلادنا عبر الثورات المتلاحقة والتي كان آخرها ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة والتي كان عظماؤها فتية في أعز شبابهم...نعم أيها الإخوة إن الشباب هم حصن و حماة الأمة.,فكما يقال عن العلماء أنهم ورثة الأنبياء وأنهم ملح البلد...( يا أيها الرجال يا ملح البلد.. من يصلح الطعام إذا الملح فسد )..فكذلك يقال عن دعائم وركائز هذه الأمة القوة الضاربة للشباب...ولقد عرف أعداء الله سر وقوة هذا الشباب فراحوا يخططون و يمكرون ليل نهار لإبعاد هذا الجيل عن النبع الصافي والمنهل الكافي والأصل الشافي.,,لقد عرف أعداء هذه الأمة أن سر بقاء وإستمرار هذا الشعب في المقاومة والجهاد طيلة 132سنة هو تمسك كل هذا الشعب الأبي بدينه وقرآنه.,,وإن المتتبع لسجلات العدو وأرشيفه يلاحظ بوضوح تام لا غبار عليه إستعمال مصطلح ً مسلم أو مسلمون ً عند الإشارة لأي من شعبنا الأصيل فلم يكن يومها لا عربي و لا بربري ولا جزائري ....بل ...مسلم....هو الذي أفقد جنرالات فرنسا صوابهم و أسقط مشروع الجزائر الفرنسية إلى الأبد...نعم لقد عرف الأعداء قوة القرآن وسلاح الإيمان فبدؤوا بتخطيط جديد غفلوا عنه في السابق ألا وهو محاربة الدين بالتجهيل والمسخ.. والتجهيل هنا إبعاد الأمة عن لغة القرآن والدين .,والمسخ هو سلخ الأمة عن أصالتها والتشكيك في الهوية.,ولقد لعب الكثير من بني جلدتنا أو بالأحرى المحسوبين علينا دورا تدميريا رهيبا في هذا المجال...وإنك لتعجب عندما تشاهد مسؤولا رفيعا في هرم الدولة يخاطب الشعب بلغة فافا ,لغة بيجار بعد 45سنة من رحيل الإستعمار وكأنه في أحد المحافظات الفرنسية.,وينتابك العجب أكثر عندما تعلم أن المسؤول الفلاني لا يحسن نطق جملة سليمة بالعربية وآخر يقول بلا حياء أنه يفضل التحدث بالفرنسية لأنه يجهل العربية...وقلت في نفسي يا سبحان الله ما هذه المهزلة...إن المرء في أي بقعة يعيش فيها لا يسمح له بمزاولة وظيفة حكومية إذا جهل لغة تلك البقعة...!!!ففي إيطاليا لا تكون مسؤولا إذا لم تعرف قراءة وكتابة الإيطالية وكذا في سائر البلدان والأمصار التي لها سيادة وكرامة..بل حتى عند القبائل المتخلفة في أفريقيا,آسيا وغابات الآمازون.,,فلماذا عندنا و فقط عندنا يسمح للأمي بتولي المسؤولية السامة..؟! والجواب واضح .,إنه داخل في إطار مسخ الأمة وسلخها وإبعادها عن مقومات الوجود والإستمرار.,,فإذا جهلت لغة الدين جهلت أصل الدين وبالتالي يسهل إستغباؤك وتفريخ الفتاوي الجاهزة لنشر الفتن وإبعاد الأمة عن مسارها الحقيقي وإلهاء ما تبقى من شبابها الصالح في أمور تافهة.,بعد أن جهل وخدر السواد الأعظم من الفتية....ليس عبثا أن أن يهرب الشباب اليوم من العلم والتعليم لأن مشروع التجهيل قد دبر بليل., فالمتعلم لا مكان له في جمهورية الغناء والطرب.,,فأصبح كل حمار ينهق من المشاهير وكل فاجرة ماجنة تنطق تربح الملايير.,,فلا علم يحترم ولا أصحابه يعدون من الأخاير.,,فانقلبت الموازين عند شباب اليوم فلم يعد يهمه امر العلم والجهل .,الشريف والديوث .,الأمين والخائن .,الرفيع والوضيع.,,الصدق والكذب ..الذكورة والأنوثة والخنوثة .,,فكل هذه الكلمات سيان له ...! فالمال وحده هو الإله الجديد ولا يهم طريق وسبيل الحصول عليه.,,فلا وازع ديني ولا مانع أخلاقي..ولتبتكر الحيل الرخيسة لكسبه فالقانون مرن يمكن التلاعب به والإستفادة منه...وهكذا وسط هذه الفوضى من الإنحلال والتجهيل والتيئيس ضاع شبابنا وتاه فلم يعد يدري من هو و ما المراد منه..!! ضاع وراء زجاجة الخمر المتوفرة بكثرة .,تاه في سراب المخدرات المتدفقة علينا من كل حدب و صوب..ذاب و أنحل في مستنقع الفساد والرذيلة...لأن كل الطرق المؤدية لهذا السقوط والهاوية مفتوحة ومعبدة عليها آلاف المرشدون يتطوعون لرميهم في السحيق....أما طرق العفة والصلاح. .فلم تعد تعجب الصحاح.. فسدت الأبواب وضاعت كلمات التنبيه والتحذيرونداء الفلاح وسط ضجيج الغوغاء وكثرة النباح..فعجبت وأشتد عجبي من قوم كان سلف شبابهم جهالا مخمورين ضائعين .,يعملون اليوم في دولهم لإصلاح وحماية شبابهم.,فهم يمنعون التدخين والخمروالرذيلة في الأماكن العامة. .! ونحن في بلدنا ترى أم العجائب, .حيث يخطط لتدمير أحفاد الشباب الصالح المجاهد القويم على مدار الساعة .,فكل وسائل العيش والحياة الكريمة مستعصية أمام شبابنا .,أما طرق الرذيلة والإنحطاط فهي مفتوحة بلا إحتياط وولاة الأمور يتملق من يريد الإستثمار في هذه الأنماط...وتسهل له الأمور ويفرش له البساط .,,وأما من يريد حماية شباب الأحفاد فتسد في وجهه السبل إن لم تنهال عليه السياط.....ما هذا يا قوم! ما هذا يا قوم ! ما هذا يا قوم ! أليس فيكم رجل رشيد., يصرخ في وجه هؤلاء العبيد., أن كفوا عن هذا المكر الفريد ., وخافوا الله ويوم الوعيد .,إنه فعال لما يريد.,يمهل ولا يهمل عقابه شديد.,يعجله في الدنيا لكل عربيد .,,وفي الآخرة جهنم تطلب هل من مزيد...فحسبنا الله ونعم الوكيل ....