وصف الملائكة
21-02-2009, 04:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



وصف الملائكة:
وصفهم الله تعالى في كتابه بقوله : (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ) (19 )(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء : 20 )


وقال تعالى ايضا: (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ) (26 )لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (الأنبياء : 27 )


وقال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) (الأعراف : 206 )


الملائكة عبيد الله:-
فهم عبيد لله تعالى ، وخلق من مخلوقاته العظيمة ، لايستحقون شيئا من العبادة . قال تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ( 40 )قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ) (سبأ : 41 )


وقال تعالى: (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران : 80 )
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما قد وصف لكم ".


ومن صفة خلقهم أن لهم أجنحة ، فمنهم من له جناحان جناحان، ومنهم من له ثلاثة ثلاثة ، ومنهم من له أربعة أربغة ، وهكذا , قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فاطر : 1 )
وفى صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه :" أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح".


قدرتهم على التشكل:-
وقد أقدرهم الله تعالى على التشكل بالأجسام الحسنة ، كما تمثل جبريل عليه السلام لمريم بشرا سويا وكما تمثلوا لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، عندما حلوا عليه ضيوفا مكرمين ، وكما تمثلوا للوط عليه السلام عندما جاؤوا لإنزال العذاب بقومه ، ونحو ذلك.
الرد على المشركين في قولهم : الملائكة بنات الله :-
ورد الله على المشركين الذين زعموا أنهم بنات الله تعالى – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فقال تعالى وتقدس : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ( 26 ) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ( 27 ) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (الأنبياء : 28 )
وقال تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ( 149 ) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ( 150 ) أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ( 151 ) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 152 ) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ( 153 ) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ( 154 ) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ( 155 ) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ( 156 ) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ( 157 ) الصافات


ثم قال تعالى عن الملائكة :
(وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164 )وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ( 165 )وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (166 ) الصافات


منهم : جبريل عليه السلام ، الموكل بالوحي قال تعالى : (قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ) (البقرة : 97 )
وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم في البطح له ستمائة جناح ، قد سد عظم خلقه الأفق . ثم رآه ليلة المعراج – أيضا – في السماء كما قال تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13 )عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14 )عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) (النجم : 15 )، ولم يره في صورته إلا هاتين المرتين ، وأما بقية الأوقات ففي صورة رجل ، وغالبا في صورة دحية الكلبي.
قال الله تعالى في جبريل : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ( 19 ) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ( 20 ) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ( 21 ) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22 ) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) ( 23 ) التكوير


ميكائيل عليه السلام : -


منهم : ميكائيل ، وهو الموكل بالقطر وتصاريفه إلى حيث أمره الله عز وجل.


أخرج الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: " مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ فقال : ماضحك ميكائيل منذ خلقت النار"
قال الله تعالى فى ميكائيل : (مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) (البقرة : 98 )
إسرافيل عليه السلام :
إسرافيل ، وهو الموكل بالصور ينفخ فيه ثلاث نفخات بأمر ربه عز وجل : نفخة الفزع، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين.
وهؤلاء الثلاثة من الملائكة هم الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه من صلاة الليل : " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما أختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" رواه مسلم.
وفي سنن النسائي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل ، أعوذ بك من حر النار ، ومن عذاب القبر".
ومنهم : ملك الموت، وهو الموكل بقبض الرواح . قال تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة : 11 )
ملائكة الحفظ عليهم السلام:-
ومنهم : الملائكة الموكلون بحفظ بني آدم في كل حالاته من حل وسفر ونوم ويقظة. قال تعالى : (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ(10 ) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) (الرعد : 11 )
قال ابن عباس رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ): ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدره خلوا عنه.
الكرام الكاتبون عليهم السلام:-
ومنهم : الكرام الكاتبون ، وهم الذين يكتبون أعمال العباد من خير وشر. قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ( 10 ) كِرَاماً كَاتِبِينَ ( 11 ) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (12 ) الإنفطار
كثرة الملائكة عليهم السلام :-
وقد اخبر صلى الله عليه وسلم : " أن البيت المعمور في السماء يدخله- وفي رواية يصلي فيه- كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لايعودون إليه آخر ماعليهم".




الموضوع انتقيته لكم من كتاب المعتقد الصحيح
للشيخ عبد السلام ابن برجس رحمه الله


أتمنّى أن تستفيدوا منه



بالتوفيق للجميع