تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أنس الجزائري
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 20-10-2008
  • الدولة : باتنة - الجزائر
  • العمر : 43
  • المشاركات : 837
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أنس الجزائري is on a distinguished road
أنس الجزائري
عضو متميز
النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 08:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

النصيحة الذهبية للأشاعرة


الشيخ:عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله-



تميز الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – كما يقول الشيخ محمد علي عبدالرحيم رئيس جماعة أنصار السنة – رحمه الله – بـ " جمال البلاغة ، ووضوح المعاني ، وسعة الاطلاع ، وشرف الغاية ، كما جمع علمًا مصفىً من شوائب البدع والخرافات الصوفية ، وكان حسَن اللغة ، قليل اللحن ، فصيح العبارة " . " جماعة أنصار السنة ، للدكتور الطاهر ، ص 186 " .

قلتُ : وللشيخ كتابٌ مهم صاغه بأسلوبه الجميل ، عنوانه " الصفات الإلهية بين السلف والخلف " ، ناقش فيه أشاعرة عصره من المتأخرين ، الذين خالفوا عقيدة متقدميهم - بعد أن مرّ على مشاهيرهم - ، ثم نصحهم بالعودة إلى العقيدة السلفية ، وأن لا يُكابروا بالتشبث ببدع الجهمية ، أحببتُ أن أنقل جزءًا منه هنا من باب النصيحة - ؛ لعله يجد أذنًا " أشعرية " صاغية ، تؤوب إلى الحق ، قبل أن تلقى – ببدعها – الحق .. والله الهادي .

قال - رحمه الله - :



عقيدة أبي الحسن الأشعري


- أورد كلامه في الإبانة ثم قال - : هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.
ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..
هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة"( 1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.
فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة" ، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه"( 2) .
كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه"( 3).
كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:
ولا يرَى صِفَاته
مثلَ صفاتِ البَشَرِ
وليس ينفي صفة
له كنَفْي المُنْكِرِ
ويثبتُ استواءَه
كما أتى في السُّور( 4)

كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري(5 )، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.
ولا أظن في أشعري مسلم، أنه يرتضي أن يُتهم إمامه بالردة عن دين الحق، أو بأنه كان نَهْبَ الحيرة والاضطراب في عقيدته، أو بأنه كان ذا وجهين ، وجه ينافق به المعتزلة والمعطلة، فكتب في تأويل الصفات أو نفيها، ووجه آخر ينافق به السلفيين، فيكتب في إثبات الصفات، ولا أظن في إنسان يحترم الحقيقة أنه يجنح إلى الريبة في صحة نسب الكتاب إلى الأشعري من غير دليل، إلا إن كنا نعتبر نزغ الهوى دليلاً!!. كما لا أظن أنه يرتاب في أن الأشعري ظل يؤمن بكل كلمة قالها فيه، ولم يؤلف كتاباً آخر ينقض به ما أثبته في الإبانة.
والذين يُجلون الأشعري، ويفخرون بالانتساب إليه، لا أظن أيضاً أنهم يجرؤون على إنكار هذه الحقيقة التي أذكرهم بها مرة أخرى: تلك هي أن ما انتهى إليه مذهب الأشعري على يد بعض أتباعه يخالف ما كان عليه الأشعري نفسه، ويناهضه ، وأن ما كتبه الرازي، أو الجويني وغيرهم من تأويلات يناقض عقيدة الأشعري كل المناقضة، وينتسب برحمٍ ماسَّةٍ إلى المعتزلة والجهمية الذين كفَّرهم أبوالحسن الأشعري!! فهل بعد هذا أستطيع أن أُقدِم على الظن بأن أشاعرة اليوم لن يُقْدِموا على تحطيم إمامهم الكبير؛ ليبنوا على أنقاضه بعض الذين أبوا إلا أن يجحدوا بدين إمامهم الكبير، وإلا أن يعينوا عليه عدوّه من الجهمية والمعتزلة!! وإلا أن يَسُبُّوا كبار أئمتهم ؛ كالأشعري، ليسبوا ـ بَغْياً ـ أنصار السنة؟.
رأي الأشعري في كتاب المقالات: وكتاب المقالات من أنفس وأجل الكتب التي عنيت بترجمة آراء الفرَق الإسلامية وغير الإسلامية، وقد سماه: "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين" ، وكل أشعري يفخر بهذا الكتاب، غير أن الكثير منهم كان يتمنى أن يحذف منه الأشعري هذا الباب الذي عنون له بقوله: "هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث، وأهل السنة". ولقد بدأه بذكر طرف من عقيدة أهل السنة، ثم ذكر أنهم يُقرون بأن الله سبحانه على عرشه، وأن له يدين بلا كيف، وأن له عينين بلا كيف، وأن له وجهاً، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، وأنه يجيء يوم القيامة، وأنه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأنهم يرون اتباع من سلف من أئمة الدين، ومجانبة كل بدعة، وكل داع إلى بدعة. وقد ذكر أبوالحسن بجوار كل مسألة أدلتها النقلية من القرآن والسنة. ثم قال: "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل"( 6).
لقد خشي الأشعري أن يظن به ظان أنه ليس من أهل السنة، فعقب على رأي أهل الحديث بما عقب. وهكذا نرى الأشعري لا يترك فرصة تسنح من غير أن يَهْتَبِلَها؛ ليثبت أنه على عقيدة السلف، هذا لأن ولاءه القديم للمعتزلة كان شبحاً رهيباً يؤرقه، ويثير ثائرة شَجْوِه، ويُسعر جحيم الندامة في أعماقه، ويريب فيه أُمَّة من الناس، ويدفعه إلى أن يؤكد في كثير من كتبه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال أنه على عقيدة السلف. تُرى، هل اقتنع الأشاعرة؟.
إني لأخشى أن يستبد بهم العناد، فيدفعهم إلى دَمغ إمامهم الكبير أبي الحسن الأشعري بالزيغ والتجسيم؛ ليرموا بنفس هذا البهتان أنصار السنة المحمدية!! أخشى أن يصموا آذانهم عن هذا النداء الخالص من النية الصافية، ومن جلال الحقيقة وسمائها، فيصموا إمامهم الكبير بالردة عن حقيقة الدين الحق!! أما نحن "أنصار السنة المحمدية" فنبرئ إمام الأشاعرة الكبير من هذه الوصمة الشنعاء.



رأي الباقلاني


والباقلاني هو ـ كما يقول: ابن تيمية في "الحموية" - : "أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله ، ولا بعده". وقد سجل الباقلاني: أنه سلفي العقيدة في كتبه الآتية: التمهيد، والإبانة، والحيرة، وننقل هنا رأيه عن التمهيد.
إيمانه بالاستواء: قال الباقلاني: "إن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟.
قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على العرش، كما أخبر في كتابه، فقال عزّ وجل: ( الرحمن على العرش استوى ) ، وقال تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، وقال: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) .
رده على من يزعمون أن الله في كل مكان: يرد الباقلاني على أصحاب هذه الفرية بقوله: "لو كان في كل مكان، لكان في جوف الإنسان، وفي فمه، وفي الحشوش، وفي المواضع التي يُرْغَب عن ذكرها ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولو كان في كل مكان، لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة، إذا خلق منها ما لم يكن خَلَقَه. وينقص بنقصانها ، إذا بطل منها ما كان، ولَصَحَّ أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا. وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافة وتخطئة صاحبه".
شبهة وردها: والشبهة الأولى نتجت عن سوء فهم - واعتقد أن سوء الفهم متعمّد - لقوله تعالى: ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ، فقد زعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه الآية الكريمة تثبت أن الله في كل مكان!! وعلى هؤلاء يرد الباقلاني بقوله: " المراد أنه إله عند أهل السماء ، وإله عند أهل الأرض ؛ كما تقول العرب: فلان نبيل مُطَاع بالعراق، ونبيل مطاع بالحجاز. يعنون بذلك أنه مطاع في المصرين، وعند أهلهما. وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة".
شبهة المعية: وردت آيات كثيرة تُثبت المَعِيَّة. وقد زعم المعطلة وأتباعهم أن هذه الآيات تنفي الاستواء، وتُثبت أن الله في كل مكان ، ويرد الباقلاني على مقترفي هذه الشبهة بقوله: " وقوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ، يعني بالحفظ، والنصر، والتأييد. ولم يُرِد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى: ( إنني معكما أسمع وأرى ) ، محمولٌ على هذا التأويل ـ أي التفسيرـ، وقوله تعالى: ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ، يعني: أنه عالم بهم، وبما خَفيَ من سرهم، ونجواهم. وهذا إنما يُستعمَل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياساً على هذا: إن الله بالبَرَدَان، ومدينة السلام( 7)، ودمشق، وأنه مع الثور والحمار، وأنه مع الفُسَّاق، والمهان، ومع المُصْعِدين إلى الحُلْوان( 8) قياساً على قوله: (إن الله مع الذين اتقوا ) ، فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه" .. وسيأتي بسط بيان عن المعية.
رده على من فسّر الاستواء بالاستيلاء: ويقول الباقلاني: " لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق
لأن الاستيلاء : القدرة والقهر. والله تعالى ـ لم يزل قادراً قاهراً، عزيزاً مقتدراً. وقوله تعالى: ( ثم استوى ) ، يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، فبطل ما قالوه"( 9).
زهق الباطل: نُشر كتاب التمهيد للباقلاني بالقاهرة سنة 1947م وليس فيه هذا النص الذي نقلناه هنا، وقد أشرف على طبعه والتعليق عليه أستاذان من أساتذة جامعة القاهرة، وقد فتنهما عن الحق والتثبت شيخٌ شعوبي ( يعني الكوثري ) ، كان لا يدين إلا بمقت السنة وأئمتها، والعروبة وأبطالها؛ لهذا عاش ينال من كل إمام مسلم عربي الأصل، ويدعو إلى الجهمية الصرفة. فكان أن رمى الأستاذان - بِوَسْوَسَةِ الشيخ - الإمامَ ابنَ تيمية وتلميذه ابنَ القيم بما كان يجب أن يرميا به الشيخ الشعوبي، بعد أن أضلهما وضللهما، ونال من كرامتهما العلمية بين الزملاء والجامعيين، ولاسيما بعد ظهور النسخة الكاملة من التمهيد، فقد أثبتت أنهما كانا ضحية من ضحايا حقد الشيخ على ابن تيمية العظيم، وعلى كل ما هو عربي ، إذ وُجد فيها النص الذي نقلناه ! ولشد ما أدهشنا، وأدهش كل محب للحقيقة أن يخضع الأستاذان الكبيران، لتلبيس حاقد موتور، فيصرفهما عن التثبت والبحث والتنقيب الذي يقيم لهما كل معذرة، وهما من أبناء الجامعات التي تزعم أنهما تعلّم ـ أول ما تعلم ـ الحرية والفكرية!!.
لقد اعترف الأستاذان اعترافاً ضمنياً بوجود نقص كبير في نسختهما الخطية التي عثرا عليها في مكتبة باريس، والتي عنها نشرا " التمهيد " ، وبأنها لا تُطابق الفهرس المخطوط الملحق بالنسخة الباريسية، ولهذا يقولان: " ونلاحظ اختلافاً بين هذا الفهرست، ومضمون نص التمهيد الذي قدمناه للقراء، فهو يحتوي على خمس وعشرين عنواناً غير موجودة في نصّنا، كما أنه لا يشير إلى أبواب كثيرة وردت في التمهيد( 10)" ثم يقولان: "وتبقى أخيراً عدة عناوين نجدها موضع شبهة خطيرة منها رقم (30) الخاص بالاستواء على العرش" هذا؛ لأنهما لم يجداه في النسخة التي بين أيديهما، ثم أشارا إلى ما نقله ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" عن كتاب التمهيد، وإلى ما ذكره ابن تيمية أيضاً في الحموية وغيرها، ثم قالا: " ولو صدقنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في نقلهما عن التمهيد، للزمنا أن نقرر أن ما بين يدينا من نص التمهيد غير كامل، ولكنا لا نستطيع ـ عند ملاحظة التعارض البيّن بين مذهب الباقلاني، ومعنى ما ينسبه إليه هذان المؤلفان المعروفان بالتحيز ـ إلا الشك في صحة نقلهما، وقد كتب إلينا العلامة الحجة الشيخ " الكوثري" وكيل مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية في هذا الشأن: " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا. ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زوراً؛ ليخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني، ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين يدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم" !!
وقد ذكر الأستاذان أيضاً: أنه جاء في الفهرس: "باب القول في الوجه واليدين" ولكنهما لم يجداه في النسخة(11 ) ، كما ذكرا أن الباقلاني قال في مقدمة التمهيد أنه سيتكلم عن مسألة ما في باب "التعديل والتجوير" ، ولكنهما لم يجدا لهذا الباب أثراً في نسختهما الخطية( 12). كما ذكرا أنه يوجد نسختان مخطوطتان للتمهيد غير نسختهما محفوظتان بإستانبول، إحداهما في مكتبة أبا صوفيا تحت رقم 2201، والأخرى في مكتبة عاطف تحت رقم 2223. غير أنهما لم يستطيعا الوصول إلى واحدة منهما. كما اعترفا بأن أيدياً امتدت إلى المخطوطة التي نشر عنها الكتاب. كما ذكر الأستاذان أسماء الكتب التي ألفها الباقلاني والتي لم يعرف الكثير منها النشر، ومنها كتاب "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة" وهو الذي نقل عنه ابن تيمية في "الحموية" عقيدة الباقلاني في الصفات ، وكتاب "الحرة" وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن القيم في "الجيوش" ما يؤيد ما ذهب إليه الباقلاني في التمهيد في مسألة الصفات، غير أنه سماه "الحيرة".
ألا ترى أن كل هذا، بل بعضه كان كافياً في إقناع الأستاذين بأن النسخة التي نشرا عنها الكتاب نسخة ناقصة فعلا!! وفي منع الأستاذين من أن يصدرا على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم هذا الحكم الظالم الذي تسرعا في إصداره، والذي كان من بين "حَيْثيَّاته" لقب وكالة المشيخة الإسلامية!! وقد آمن الأستاذان - بعد - أن هذه الوكالة قد غررت بهما، وجعلت منهما أحدوثة يتفكه بها العاكفون على النظر في المخطوطات ونشرها؛ إذ ما كانت الألقاب من الوسائل التي يعتمد عليها في نشر المخطوطات، وفي التنصيص على نفي شيء أو إثباته!! كما كان من بين "الحيثيات" أن ما نقله الإمامان ابن تيمية وابن القيم يخالف مذهب الباقلاني!.
ولست أدري ما الذي دعاهما إلى إصدار حكمهما بإثبات هذه المخالفة المزعومة!!. أكانت بين أيديهما الكتب الباقلانية التي استنبطا منها مذهب الباقلاني ، وجعلتهما يعتقدان أن ما استنبطاه منها يخالف ما نقله الإمامان الجليلان؟ لم يكن بين أيديهما سوى هذه النسخة الناقصة من التمهيد، فأنى لهما العلم بمذهب الباقلاني الحقيقي؟!.
هذا، وقد نسي الأستاذان، أو تناسيا أننا كثيراً ما نعثر بمثل هذا التناقض في مذاهب كثير من أئمة الأشاعرة، فقد كان بعضهم يدين اليوم بما يتراءى له غداً أنه ضلالة، فينصرف عنه إلى غيره. ودليلنا في هذا : الأشعري نفسه، والجويني، والرازي والغزالي، ففي كل منهم مَسٌّ، وفي تاريخ كل منهم دليل الحقيقة التي تقولها.
وابن تيمية على وفرة خصومه، وترصد المئات منهم للنيل منه، لم يجرؤ واحد منهم على التشكيك في أمانته العلمية، وها هي كتب ابن تيمية، وها هي كتب الحديث والتفسير والفقه والأصول والتصوف والكلام والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب. فراجعوا ما نقله ابن تيمية في كتبه عن كتب هذه الفنون، وثمت تتجلى لكم قيمة هذه الأمانة العظيمة التي كان يمتاز بها الإمام الجلل، وخبرته الواسعة الدقيقة بكل فن من فنون الثقافات في عصره. ومما يوضح القيمة الجليلة لهذه الأمانة، وشمول هذه الخبرة الواسعة أن نذكر أنه لم تكن هناك مطبعة، ولا كتب مطبوعة!! ولا أكون مغالياً إذا قلت : إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيمية لتحقيقها، وتصويبها!!.
فقَلَم ابن تيمية، وفكره الثاقب، وفهمه الدقيق، وبصيرته المشرقة، وخبرته الواسعة، وشمول ثقافته وأمانته العظيمة المشهود بها له. كل هذا يجعلنا نثق الثقة المطلقة في دقة النصوص التي توجد في كتبه وفي صحتها، حتى فيما ينقل عن فلاسفة الإغريق، كأرسطو، وإفلاطون!! فما بالك بالثقافة العربية والإسلامية؟!.
ثم أقول للأستاذين: ألا نستطيع اتهامهما بأنهما هما اللذان أخفيا باب الاستواء، وباب الوجه واليدين، ولاسيما ونحن نعلم أن الباعث على هذا الإخفاء موجود وقوي، فقد كانا تحت سيطرة ذلك الشيخ الذي كان لا يبغض إماماً كما يبغض ابن تيمية وابن القيم، ولا يحقد على فئة كما يحقد على أهل السنة!! كنا نستطيع ذلك، مادام الاتهام أصبح هيناً يسيراً كما فعل الأستاذان، ولكننا لم نفعل ؛ لأننا نكرم أنفسنا.
وقد شاء الله سبحانه أن يبرئ الإمامين الجليلين " ابن تيمية وابن القيم" مما رماهما به الشيخ الشعوبي، ومحققا كتاب التمهيد؛ إذ صورت إدارة الثقافة بالجامعة العربية مخطوطة التمهيد التي كانت في استامبول بمكتبة عاطف تحت رقم 2223( 13).
وقد قارن أخونا الأستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة بين ما في النسخة التي صورتها إدارة الثقافة وبين ما سجله ابن القيم في "الجيوش" وابن تيمية في "الحموية". فتجلت له صورة رائعة من الأمانة العلمية التي امتاز بها الإمام وتلميذه. فنشر هذا في صحيفتنا "الهدي النبوي" وفي رسالة خاصة. وقد طالب الأستاذين أن يذعنا لسلطان الحق القاهر، فيعترفا صراحة بالخطأ، ويستغفرا الله مما بهتا به الإمامين الجليلين، وينشرا في رسالة خاصة ما أغفلته نسختهما، أو يعيدا نشر التمهيد مرة أخرى احتراماً للحقيقة على الأقل. ولم يستجب أحد لهذه الدعوة الجليلة!! وإليك ما جاء في كلمة الأستاذ محمد عبدالرزاق: " بمقارنة نسخة مكتبة مصطفى عاطف بنسخة مكتبة باريس وجدنا نقصاً في نسخة باريس عن نسخة مكتبة عاطف بنحو 72 ورقة تقدر بنحو 30 ورقة من النسخة الباريسية، ومحل النقص بين الورقة 60، والورقة 61 منها" هذا، وقد طبع التمهيد عن العاطفية في بيروت في سنة 1957م من منشورات جامعة بغداد، وقد دحض ناشرها قول الأستاذين اللذين نشرا التمهيد بالقاهرة، وكذبهما فيما نسباه إلى ابن تيمية وابن القيم، مستدلاً بوجود ما نقلاه في النسخ الخطية التي نشر عنها التمهيد في بيروت ومنها العاطفية. وأقول: من يراجع ما نقله الإمام ابن القيم في الجيوش بما في الوجه 137 من النسخة العاطفية المحفوظة صورتها في إدارة الثقافة بالجامعة العربية يجد التطابق التام بين ما نقله ابن القيم في كتابه الجيوش عن التمهيد وبين ما هو موجود في العاطفية. مما يعطينا الدليل فوق ما لدينا من أدلة على أن أمانة ابن القيم وشيخه العظيم ابن تيمية فوق الشبهات. وحق ما يقول أخونا الأستاذ "محمد عبدالرازق حمزة " : " يا ترى هل كان من المصادفات التي لا يؤمن كثير من متعالمي هذا الزمان أنها أقدار الله الجارية بحكمته وعلمه ـ أن تأتي النسخة العاطفية من جبال الأناضول البعيدة عن الناشرين إلى القاهرة على يد هيئة دولية هي إدارة ثقافة الجامعة العربية؟ فقد طارت بتوفيق الله لحضرة السلفي الصالح خادم السنة وباذل ماله ونفسه في نشرها في أقطار العالم الشيخ محمد نصيف بتصوير نسخة منها على نفقته- فجزاه الله خيراً - ليطلع الناس عليها. فيصح عندهم انخرام النسخة الباريسية التي نشرت بالقاهرة، ويقوم دليل جديد بفضل الشيخين ابن تيمية وابن القيم وصحة نقلهما، وبهت من كذبهما، وافترى عليهما". نعم إنها قدرة الله القاهرة.
وهكذا جاء الحق، وزهق الباطل، وثبت ثبوتاً يغمره جلال اليقين أن الباقلاني دان في التمهيد بما يدين به السلف في الصفات، وأنه أحد اللاعنين للخلفية الشوهاء!!.
رأي في الباقلاتي: يقول بروكلمان في دائرة المعارف الإسلامية عن الباقلاني إنه "أدخل في علم الكلام أفكاراً جديدة مأخوذة من الفلسفة اليونانية، أو من المذاهب الاعتقادية للكنيسة الشرقية مثل فكرة الجوهر الفرد، والخلاء(14)، والقول بأن العَرَض لا يحتمل العَرَض، وأنه لا يبقى زمانين" ، وهذه هي إحدى جنايات "الباقلاني، فإنه كما يقول ابن خلدون في مقدمته: "جعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها؛ لتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول(15 )".
يجب اعتقاد آراء الكنيسة الشرقية، والفلسفة اليونانية؛ ليصح إيمانناً!! ونحن نسأل الخلف!! أكان صفوة هذه الأمة في قرنها الأول يعرفون الجوهر الفرد والخلاء، والعرض الذي لا يبقى زمانين ؟! ولا يحتمل العرض؟ ونسألهم أيضاً: بم يُحْكَم على هؤلاء؟؟ فقد كانوا جميعاً لا يعرفون شيئاً عن هذه الأوهام التي زعموا أنها الأدلة التي يتوقف على معرفتها الإيمان ، والتي زعموا أنها أصل أصول الإسلام(16 )؟

رأي ابن فُورَك

وأبوبكر بن فورك من كبار أئمة الأشاعرة، وقد اضطربت أقواله في بعض أصول الدين. ولكنه يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين. وكذلك المجيء والإتيان كما فعل إمامه الكبير أبو الحسن الأشعري. وقد قال فيما صنف في أصل الدين.
" فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم(17 ) سميع بصير؟ قيل لهم: اتفقنا على أنه حي تستحيل عليه الآفات. والحي إذا لم يكن مأْوُوفاً بآفاتٍ تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً.
وإن سألتْ فقالت: أين هو؟ فجوابنا: إنه في السماء، كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك. فقال ـ عز من قائل ـ : ( أأمنتم من في السماء ) ، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه. وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم، فقلت: أين الله؟ لقالوا : إنه في السماء. ولم ينكروا لفظ السؤال بأين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- سأل الجارية التي عرضت للعتق. فقال: (أين الله؟) فقالت: في السماء. مشيرةً بها( 18). فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) ، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها. ومعنى ذلك أنه فوق السماء؛ لأن" في " بمعنى فوق. قال الله تعالى:( فسيحوا في الأرض ) أي فوقها".
وحسناً فعل أبو بكر بن فورك!! فإنه لم يغضب من "أين" ولا من الجواب عن "أين" كما يفعل أشاعرة اليوم!! ولو غضب من "أين" لاتّهم أعظم العابدين، وخاتم المرسلين بأنه نال عامداً من حرمات الله، وتغاضى جاحداً عن شتم الله، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سأل بأين، وهو الذي حكم بإيمان من أجاب عن "أين"!!.


رأي الجويني


والجويني من أعظم أعلام الأشاعرة، حتى لقد لقبوه بإمام الحرمين، وقد نزع في كتابه " الإرشاد" منزع التأويل ، وعدا على السلف بحملة ظالمة( 19). ولكنه عاد فحرم التأويل، ومجد السلف، وسجل ذلك في آخر كتاب قام بتأليفه، وهو "العقيدة النظامية" وبهذا أدرج "الإرشاد" في الأكفان!! وإليك ما قاله في "النظامية".

7" اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتن على أهل الحق فحواها(20 )، وإجراؤها على ما تبرزه أفهام أسباب اللسان منها( 21). فرأى بعضهم تأويلها، والتزام هذا المنهج في آي الكتاب، وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع، وترك الابتداع. والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة سنة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم- على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام. والمشتغلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً، أو محتوماً ؛ لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الرب.
ومما استُحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سئل عن قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى ) فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة" ، فَلْتُجْر آية الاستواء والمجيء، وقوله:( لما خلقتُ بيديّ ) (ويبقى وجه ربك) وقوله : (تجري بأعيننا) وما صح من أخبار الرسول عليه السلام كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. فهذا بيان ما يجب لله تعالى(22 )".
وفي كلام الجويني حق كبير، ولكن فيه أيضاً تناقض بادٍ وخلل مثير!! فقد قرر أن مذهب أئمة السلف هو إجراء الظواهر على مواردها، والانكفاف عن التأويل. وهذا هو الحق الذي أيده هو بما نقله عن مالك. وهو قوله رضي الله عنه: " الاستواء معلوم" فعلام يدل هذا؟ إنه لا يدل إلا على شيء واحد ، هو أن معنى الاستواء مفهوم ، معلوم معناه في لغة القرآن والحديث. ولو لم يكن هذا مراد مالك، لقال: لا أدري، أو لقال: الاستواء مجهول. ولكنه قال "معلوم". أما الذي حكم مالك بأنه مجهول فهو "الكيف" لا "المعنى".
أما التناقض: فقد وقع فيه " الجويني" بسبب زعمه أن السلف كانوا يفوضون "معاني" الصفات. فهذا الزعم الفطير يناقض ما ذكره من قبل، فصار كأنما يقول: مذهب السلف إجراء الظواهر على معانيها، ومذهب السلف تفويض معانيها!! وهذا يدلك، ويؤكد لك أن الجويني لم يُحسن التعبير عن مذهب السلف ، رغم أنه استشهد بالكلمة القيمة المقتصدة التي قالها مالك، والتي ذهب فيها مذهب أستاذه الجليل "ربيعة بن عبدالرحمن(23 )" فقد سئل ربيعة عن كيفية الاستواء، فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق".
وهكذا نرى إمام دار الهجرة، وأستاذه الجليل يؤكدان أن معنى الاستواء معلوم، أما "كيفية" استواء الله على عرشه، فهي المجهولة!! هذا، وإلا اتهمنا سلف هذه الأمة البررة الأخيار بأنهم كانوا لا يؤمنون في الأسماء والصفات الإلهية إلا بألفاظ خربة خاوية لا معنى لها، ولا دلالة!! وقلنا بأن صفات الله وأسماءه ما هي إلا ألفاظ خالية من كل مدلول أو مفهوم، فلا تثير في قلب العابد إلا الشعور بالعدم، والقلق العميق السحيق. ولا تتصل بالفكر إلا اتصال الرموز المبهمة والألغاز المحيرة، والأحجيات والطلسمات المقنعة بالغموض والإبهام!! أو بأنه سبحانه أبى لنا إلا الضلالة الأبدية والحيرة السرمدية، والتناحر المدمر حول أسمائه وصفاته!!.
وكيف نجرؤ على اتهام الله سبحانه بهذا، وبأنه يوجب علينا الإيمان بأن أسماءه وصفاته ألفاظ لا معنى لها، أو يوجب علينا ـ نحن المخلوقين ـ أن نضع لهذه الأسماء والصفات الإلهية المعاني التي نريد؛ لأنه عجز عن بيان معاني أسمائه وصفات؟!.
وهل يقدر المخلوق، ويعجز الخلاق، والمخلوق آية من آيات قدرته القاهرة؟.إن ما ذكره الجويني يُشعِرك بأنه كان ـ وهو يكتب لتأييد الحق ـ ينظر بإحدى عينيه إلى الماضي الذي صال فيه، وجال ، مُدَّرِعاً بالتأويل، جاحداً بالاستواء، وبعقيدة السلف، ويرمق بالأخرى حاضره الذي انبثقت فيه إشراقة من النور في قلبه، ودوَّت في أعماقه زجرة هادية من الضمير تحثه على الإذعان الخالص للحق، وعلى أن يكفر بماضيه، وولائه للباطل فيه.
فحاول فيما كتبه في "العقيدة النظامية" أن يجعل منه شِفَّ رياء لماضيه، ولحاضره، حتى لا يثير أولئك الذين دانوا بكتبه الأولى، وانضووا تحت لوائه، وهتفوا باسمه، وصفقوا له!.
ثم؛ ليُسْكِن قليلاً من ثورة الحق التي يدوّي هديرها القوي في أعماقه!!
على أن في كلام "الجويني" حقائق جديرة بالتأمل والاعتبار :أولاها: أن خير طريقة هي طريقة السلف، لا طريقة الخلف، فالسلف هم صفوة هذه الأمة، فهم أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم بإحسان.
والثانية: وجوب الكف عن التأويل ـ أي الكف عن صرف الألفاظ عن ظواهرها.
الأخيرة: وجوب الاتباع، والكف عن الابتداع، وبهذه الحقائق التي ناصر الجويني فيها دعوة الحق، استحق أن يدعو المسلمون له بالرحمة والمغفرة، ولاسيما من أجل هذه النصيحة التي قال فيها: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به(24 )".
فعلى الأشاعرة المعاصرين واجب كبير، هو أن يكفوا عن العمل ببدعة الضلالة : بدعة الكلام، كما قال إمامهم الكبير ، وأن يدرسوا ما دان به سلف هذه الأمة دراسة واعية مستبصرة؛ ـ وهو دين الحق الجلي من الكتاب والسنة ـ ؛ ليحققوا بهذه الدراسة، وبالإيمان عن بينة ما دعاهم إليهم إمامهم الكبير الجويني، وهو: وجوب الاتباع، وترك الابتداع.

رأي الغزالي

وأبو حامد الغزالي أشعري كبير، وله صفة أخرى ألصق به من أشعريته هي: أنه صوفي كبير!! ولكننا هنا سنأخذ عن "أشعريته" التي تعلمها على يد أستاذه "الجويني". أما صوفيته الإشراقية، فسنترك لغيرنا الحكم عليها في ترجمته.
يقول في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": " اعلم أن الحق الصريح الذي لا مِراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ـ أعني الصحابة والتابعين"( 25)، ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسليم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" وإليك موجزاً عن هذه الأصول التي ذكرها الغزالي.
الأصل الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد، بالإضافة إلى حسن المعاد.
الأصل الثاني: أنه بلغ كل ما أوحي إليه من صلاح العباد في معادهم ومعاشهم، ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله، وأحراهم بالوقوف على كنهه، وإدراك أسراره هم أصحاب الرسول الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولازموا الرسول آناء الليل والنهار، مسخّرين أنفسهم لفهم معاني كلام الوحي، وتلقيه بالقبول للعمل به أولاً، ولنقله إلى الذين بعدهم ثانياً. وللتقرب إلى الله بسماعه وفهمه وحفظه ونشره. ثم يقول: "ليت شعري أيُتَّهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخفائه( 26) ـ يعني الوحي ـ وكتمانه عنهم؟ حاشا منصب النبوة عن ذلك. أو يُتهم أولئك الأبرار في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو يُتهمون في إخفائه وإسراره بعد الفهم، أو يُتهمون في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بفهمه وتكليفه، فهذه أمور لا يتسع لتقديرها عقل عاقل".
الأصل الرابع: إن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين؛ لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
وبعد هذه الأصول المحكمة المسلّمة فعلاً عند كل مسلم يُصدر الغزالي هذا الحكم الصادق الحق الخاص بالسلف: "نعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه( 27)". ولا ريب في أن كل أصل من هذه الأصول التي أجاد الغزالي في بسطها وعرضها توجب على كل مسلم أن يتبع، لا أن يبتدع. فعلى أشاعرة العصر الحديث، أو على الخلفيين واجب كبير أذكرهم به مرة أخرى، هو: أن يدرسوا مذهب السلف الذي أكد الغزالي أنه وحده هو الصواب والحق والهدى، وأن ما سواه خطأ وباطل وضلالة، دون أن يعتمدوا على الغزالي، فإنه بعد هذا التمجيد للسلف قد نسب إليهم آراء باطلة يبرأ منها صفوة السلف، فأثبت أنه لا يفقه دين السلف!.
وفي كتابه " فصل التفرقة بين الكفر والزندقة" يعرّف البدعة بأنها عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السلف، ثم يتبع هذا بالحديث عن مقامين، فيقول: " يتضح لك أن ها هنا مقامين. أحدهما: مقام عوام الخلق، والحق فيه الاتباع والكف عن تغيير الظواهر رأساً، والحذر عن إبداع التصريح بتأويل لم تصرح به الصحابة، وحَسْمِ باب السؤال رأساً، والزجر عن الخوض في الكلام والبحث، واتباع ما تشابه من الكتاب والسنة. كما روي عن مالك - رحمه الله- أنه سُئل عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة" ثم يتكلم عن المقام الثاني فيقول: "المقام الثاني بين النظار الذين اضطربت عقائدهم المأثورة المروية، فينبغي أن يكون بحثهم بقدر الضرورة، وتركهم الظاهر بضرورة البرهان القاطع( 28)".
المقام الأول!! يصفه الغزالي بأنه مقام الاتباع، والكف عن الابتداع، وأصحاب هذه المقام يؤمنون بآيات الصفات والأسماء وأحاديثها من غير تغيير للظواهر أو نزوع إلى التأويل، كما قال مالك في الاستواء!! وكل مسلم يعرف أن هذا المقام هو مقام سلف هذه الأمة وأخيارها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما يعترف الغزالي ضمناً وصراحة. ولكن الغزالي ينعته صراحة أيضاً بأنه مقام العوام!! أما المقام الآخر، فهو مقام النظار أو المتكلمين أو الخلف، وهؤلاء يحرم عليهم ترك الظاهر من غير ضرورة مستمدة من البرهان القاطع؛ لأن ترك الظاهر بغير برهان قاطع كفر كما يقول الغزالي نفسه في نفس الكتاب. ولكن الغزالي يصف هذا المقام بأنه مقام النظار الذين اضطربت عقائدهم!!.
وأعتقد أن كل مسلم يحب أن يوجه إلى الغزالي هذا السؤال: إذا كان البررة الأخيار من سلف هذه الأمة هم العوام في الفكر والعقيدة والدين. فمن ـ يا تُرى ـ هم خواصها وأبرارها ، وأرباب الفكر الثاقب والبصيرة المشرقة، والدين القويم؟ لقد ذكر في "إلجام العوام" أنهم السلف. أما هنا فلا يذكر لنا في مقابل هؤلاء "العوام" سوى: "النظار الذين اضطربت عقائدهم" أفهؤلاء هم الخواص أصحاب الفكر العبقري والدين الخالص السوِيّ؟ ! لقد ضل الغزالي بأتباعه في تيه سحيق عميق!! فهم إن دانوا بما دان به خيار هذه الأمة، سماهم عواماً، وإن دانوا بما دان به علماء الكلام، أو الخلف سمّاهم نظاراً قد اضطربت عقائدهم!!.
والمسلم الحق ـ ولا شك ـ يحب أن يكون من أولئك الذين أطلق عليهم الغزالي أنهم عوام.
وحسبنا من الغزالي اعترافه بأن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كفوا عن التأويل، وأنهم آمنوا بصفاته وأسمائه كما وردت. وأن عقيدة السلف هي الحق والمنجاة، وأن التأويل هلكة ومَهْوَاة. اسمعوا إليه يقول في كتابه " قانون التأويل" عن التأويل في أصول العقيدة: " من أين يتجاسر عن الحكم بالظن، وأكثر ما قيل في التأويلات ظنون وتخمينات؟! ولست أرى أن أحكم بالتخمين. وهذا أصوب وأسلم من كل عاقل، وأقرب إلى الأمن يوم القيامة؛ إذ لا يبعد أن يُسْأل يوم القيامة، ويطالب، ويقال: لم حكمت علينا بالظن؟ ولا يقال له: لِمَ لمْ تستنبط مُرادنا الخفي الغامض( 29)". وتدبر ما ذكره دون أن يتعرض له بإبطال، وهو أن "إثبات الفوْق لله تعالى مشهور عند السلف ولم يذكر أحد منهم أن خالق العالم ليس متصلاً بالعالم، ولا منفصلاً، ولا داخلاً، ولا خارجاً، وأن الجهات الست خالية منه، وأن نسبة جهة فوق إليه كنسبة جهة تحت، فهذا قول بدع( 30)" تُرى هل يقتنع أشاعرة العصر، وهم أحلاس هذه البدعة الملعونة التي ذكرها الغزالي؟.



عقيدة الرازي


والفخر الرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، ومن غلاة المؤولة المسرفين في الطعن على السلف، ومن المؤلفين في كل فن حتى في السحر والتنجيم(31 ).
غير أنه ما لبث أن ارتاب في كل ما كتب ـ كما يقول شيخ الأزهر السابق، الشيخ مصطفى عبدالرازق:
" وقلَّت ثقته في العقل الإنساني، وأدرك عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإحاطة بالوجود في ذاته. وكانت تنتابه في بعض مجالس وعظه نوبات فيصرخ مستغيثاً!! وعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال، فاستغاث: " يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقي" ! كما يذكر الشيخ أيضاً ما نقله ابن الصلاح عن الرازي، وهو قوله: " ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى(32 )".
ومن وَهَج الحسرة البالغة على ما ضيّع من عُمُرٍ في الجدلِ عن الضلالة، ومن دموع الندامة التي كانت تؤُجُّ في أعماقه، ومن أغوار فاجعته النفسية راح يندب نفسه بهذه الأبيات:

نِهايــةُ إقـــدامِ العُقـــولِ عِقالُ

وأكــثرُ سَعـــي العالمين ضلالُ

وأرواحـنا فـي وحْشــةٍ من جسومنا

وحاصــل دنــيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحـثنا طول عمرنا

سـوى أن جمعـنا فيه قيل وقالوا(33 )

إنها عاصفة الشك تجتاح نفسه، وتدمر ثقته في كل ما ألفه وكتب، وقرأ من قبل، وإنها صرخة الندم على ما ضيع!!.
"وأكثر سعي العالمين ضلال!!" إنه سعي "الخَلَفِيّة" ، وسَعي ماضيه الذي تروعه أشباحه، ونفجعه منه ذكريات الإسراف في الجور على قيم الحق ومقدساته، وفي اتهام أولياء الحق المثبتين للصفات بأنهم يهود هذه الأمة!! كما كان ينعتهم من قبل.
"جمعنا فيه قيل وقالوا"!! هذا هو كل ما حصله من معرفة!! إنها أقوال تافهة لا تهدي، ولا تنزع بفكر إلى الاهتداء، وغثاء عفن من الخرافات، وإنها لترجمان صادق عن قيمة كل ما ألف من كتب، وعن قيمة معارف أولئك الذين يَعدُون على الحق، ويوغلون في العدوان عليه!!.
فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا على تقديسهم وولائهم لكتب ألفها الرازي في ضلالته، ثم عاد ـ والندم يستحوذ على مشاعره، والتوبة تأخذ بناصيته ـ فوصفها بأنها تافهة وباطل!! لقد برئ منها الرازي، وندم أشد الندم على تأليفه لها، وقد عبر عن هذا الندم في أبياته تلك، وبما سجله في كتابه " أقسام اللذات"(34 ).
براءته من الخلفية: يقول في كتابه (أقسام اللذات) " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيه:( والله الغني وأنتم الفقراء) وقوله : ( ليس كمثله شيئ ) ،و ( قل هو الله أحد ) ، وأقرأ : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( يخافون ربهم من فوقهم ) ، ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، ( قل كلٌ من عند الله ) ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وصية الرازي في مرض موته: أملى الرازي في مرض موته على تلميذه "إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني" وصية طيبة، قال عنها " ابن خلكان": "ورأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة( 35)"، ومما جاء في هذه الوصية قوله: " ولقد اعتبرتُ الطرق الكلامية، ومناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم" ، وقد استفتحها بقوله: "اعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً، لا أقف على كمية، ولا كيفية سواء كان حقاً، أو باطلاً، أو غثاً أو سميناً(36 )".
اعتراف صادق ريّان الإخلاص في ندامته بأن المناهج الكلامية، أو طريقة الخلف لا تهتدي، ولا تهدي إلى يقين، وإنما تورث الشك والقلق والحيرة العاصفة.
وفي وصيته الحزينة صورة موجعة من مأساته الدامية، وإنك لتكاد تلمح دموع التوبة، وهي تنساب من عينيه الذاويتين، وتحس شواظ الحسرة المشبوبة في أعماقه!!.
كما يتبين لك في جلاء : رجوعه عن "خلفيته" الجامحة إلى عقيدة السلف، ويبدو لك إيمانه القوي بالاستواء والفوقية. وإني أخص هاتين بالذكر؛ لأن الرازي ـ رحمه الله ـ كان لا يكفر بشيء قبل توبته كما يكفر بالاستواء والفوقية ! ولكن تداركته رحمة من الله، فشرح للحق صدره، فتاب ومضى في شيخوخته الواهنة المكدودة المتعبة يبتهل إلى الله بالتوبة، ويلعن كل ما كتب من قبل!!.
ثم يُعلن عقيدته في وصيته، ولكنك تحس بالخوف القوي الذي يملك على الرجل أنفاسه، وقلمه، وفكره وهو يقول: " كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عن الشركاء في القِدَم والأزليّة والتدبير الفعالية، فذاك هو الذي أقول به، وألقى الله تعالى به، وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، فكل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة المتّفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو".
ثم يقول، ودموعه تحمل أشجان قلبه وأفلاذه مُسْترحماً الرحمن الرحيم: "لتكن رحمتك مع قصدي، لا مع حاصلي، فذاك جهد المُقِلّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة ، فأغثني، وارحمني، واستر زَلَّتي، وامحُ حَوْبتي ، يا من لا يزيد ملكة عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين".
ثم يقول ما يجب أن يقول الخلف بعد توبتهم: " وأقول : ديني متابعة سيد المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما".
أين الصِّيالُ في سَوْرتِه، وأين الجدال المحموم في رعونته؟ وأين الرازي الخلفي الذي جعل كتاب الله وراءه ظهريا؟ لا ترى إلا قلباً يذوب في توبته، ولوعة تنَفِّس عن غليلها، واستسلاماً مقروناً بالخوف والخشية المهيمنة على نفس ذليلة.
فهل يتدبر الخلفيون الذين يتخذون الرازي رباً من دون الله فيحلون بهواه، ويحرمون بهواه، ويسدون أسماعهم وقلوبهم عن القرآن لهواه؟؟! فهم رازيُّون أكثر من الرازي الأسطورة.وهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصرين على الإيمان بقدسية الرازي، ووجوب الاقتداء به في أصل الدين، وهو الذي وقف على شفا القبر يلعن ذلك الماضي الرهيب المعلون الذي استعلن فيه بعدوانه على الحق؟ أيهما أجدر بالاقتداء ـ إن كان يجوز الاقتداء بغير الرسول – صلى الله عليه وسلم- ـ آلرازي ـ وهو نهب الحيرة والضلالة في شبابه المعربد ـ أم الرازي الشيخ الذي شفته التوبة من ضلالته؟ إنه لعجيب أن يحطم صاحب الصنم صنمه، ويعلن في صراحة أنه كان صنماً حقيراً، ومع هذا يأبى الخلفيون إلا أن يعتقدوا فيه أنه ليس صنماً، وإنما هو إله كبير!!.
عجيب أن يَعْتَدَّ الخلفيون الزاعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة بكتب الرازي التي برئ هو منها، وجدَّ في لعنها، وسجد بين يدي الله في ذلة يضرع إليه ألا يحاسبه على ما بث فيها من زيغ وضلال!! عجيب أن يجعلوا هذه اللعنة عقبة كأداء تحول بينهم، وبين القرآن؟.



كلمة أخيرة مع الأشعرية


من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية ، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.
حتى الغزالي!! فإن ابن عساكر يقول عنه: " وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم(37 )".
ولهذا ؛ أسأل الزاعمين أنهم على دين الخلف: أين هو دين الخلف، وهؤلاء الذين تعدونهم أئمة الخلف، قد لعنوا هذا الدين الخَلَفِيَّ، وبرئوا إلى الله منه، ودعوا جميعاً إلى الإيمان بما آمن به سلف هذه الأمة، وكما آمنوا؟ وإني لأستطيع أن أجيب بالحق البين: ليس للخلفية من معنى، ولا سلطان تعتد به بعد هذا إلا ذكريات تعسة!! فقد شهد التاريخ أئمة هذه "الخلفية" وهم يهوون بمعاولهم عليها، ويأتون بنيانها الواهن من القواعد، ويُخَلِّفون أطلالها الثكلى تقص للتاريخ قصة أولئك الذين شيدوها، ثم حطموها، وتركوها أنقاضاً تثير العِبْرة والعَبْرة!! تركوها، ومالها من وجود إلا في متحف الآثار البالية!! ثم أقول للخلفيين أيضاً: إنه لا "الإرشاد " ولا " المواقف "، ولا " العقائد العضدية "، ولا "المقاصد "، ولا "العقائد النسفية" ، ولا كل الشروح الطوال لها، ولا الحواشي المسرفات في اللغو والهذر، ولا كل كتب الرازي التي ألفها قبل توبته. لا كتاب من هذه الكتب يمثل حقيقة ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري، ثم هو بالأحرى لا يهدي إلى يقين، ولا يمثل صورة من صور اليقين!! أروني الذين هُدوا إلى الإسلام على يد هؤلاء؟ " . انتهى كلام الشيخ الوكيل -رحمه الله - ، ( ص 47 - 98 ) .

تنبيه : كلامه عن محققَي التمهيد للباقلاني ، سبق الحديث عنه هنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051
وهنا : رسالة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة - رحمه الله - عن الباقلاني وكتابه :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18111

الهوامش:

(1)ص 152 بيين كذب المفتري.
(2)ص448 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى.
(3)انظر صفحتي129، 131 من تبيين كذب المفتري.
(4)ص175 المصدر السابق.
(5)ذكر الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي في رسالة الذب عن الأشعري أنه شاهد نسخة من الإبانة بخطه مقروءة مصححة. ثم عرّض بأشعري ارتاب في نسبة الكتاب إلى أبي الحسن. فقال: " فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف من العلماء. أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه. واشتهاره قبل توبته بالاعتزال" ص10 رسالة " الكوثري وتعليقاته" مطبعة الإمام.
(6)ص ثلاث مائة وعشرون وما بعدها ج1 مقالات الإسلاميين طبع النهضة ويقول ابن تيمية عن كتابه هذا " إنه من أجمع الكتب، وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملاً غير مفصل" ص247 مجموعة تفسير ابن تيمية.
(7)البردان: اسم يطلق على قرية في بغداد، وعلى مواضع أخرى. ومدينة السلام: هي بغداد.
(8)حُلوان: تقال على عدة أماكن منها حلوان العراق، وكانت مدينة عامرة، وحلوان قوهستان بنيسابور، وحلوان مصر.
(9)ص119 وما بعدها اجتماع الجيوش الإسلامية، ص 452 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى، ص169 ج3 شذرات الذهب وانظر النسخة المصورة من التمهيد الموجودة في حوزة إدارة الثقافة بالجامعة العربية، وهي منقولة عن نسخة مكتبة مصطفى عاطف باستانبول رقم 2223 ويوجد هذا النص في أثناء وجه 137 من النسخة العاطفية.
(10)ص 262 من كتاب التمهيد.
(11)وجد في النسخة العاطفية لكتاب التمهيد، وذلك في أثناء وجه 136 منها.
(12)وجد في النسخة العاطفية في أثناء وجه 169.
(13)أشرت إلى هذا في كتابي "دعوة الحق" المطبوع سنة 1952 حينما عرضت رأي الباقلاني.
(14)يقول بعض المتكلمين، ومنهم الأشاعرة : إن الكائنات مؤلفة من أجزاء متماثلة في ذاتها، وكل جزء من هذه الأجزاء يسمى الجزء الذي لا يتجزأ، أو الجوهر الفرد، أو الذرة في الاصطلاح العلمي الحديث. وقد عرّف الكلاميون الجوهر الفرد بأنه ذو وضع لا يقبل القسمة أصلاً. لا قطعاً، ولا كسراً ولا وهماً، ولا فرضاً.
والإيمان عند الأشعرية يتوقف على الإيمان بمسألة الجوهر الفرد، فهو حجر الزاوية في مذهبهم، أو كما عبر كبير منهم، الأصل السادس من أصول الإسلام ، أو القاعدة التي ينبني عليها كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد!! والخلق المستمر، هكذا يؤكد الأشاعرة أنه بدون دليل الجوهر الفرد، لا يمكن إثبات قدرة الله واختياره، ولا إثبات نبوة من النبوات، ولا القيامة التي أخبر الله عنها! أما الخلاء، فقد افترضوا وجوده، لكي يمكن تحرك هذه الجواهر الفردة، فتجتمع، أو تفترق. والأشاعرة لم يبتدعوا القول بالجوهر الفرد، وإنما قلدوا غيرهم وغلوا في التقليد، حتى أصبح الجوهر الفرد عندهم هو الدليل المعتمد وحده في التوحيد. إنهم استمدوه من المتكلمين قبلهم، وهؤلاء استمدوه من الفلسفة اليونانية القديمة التي كانت قبل سقراط، ولاسيما فلسفة "ديمقريطس" ، فقد قسم هذا الفيلسوف الطبعي الوجود إلى عدد غير متناه من الوحدات المتجانسة غير المنقسمة، غير المحسوسة لتناهيها في الدقة، وحكم عليها بالوجود في خلاء غير متناه تتحرك فيه، فتتلافى، وتفترق ، فيحدث الكون بتلاقيها، والفساد بافتراقها. وديمقريطس يحكم بقدم هذه الجواهر الفردة أو الذرات وببقائها الأبدي السرمدي، وبأن الحركة تعصف بها منذ القدم بذاتها، أي لا صلة لإله بحركتها !
وينتقل مذهب الفيلسوف، ويؤمن به الأشاعرة، فيصير ديمقريطس هو النبي المستتر لأشاعرة الجوهر الفرد، وتصير أسطورته الأصل الذي يتوقف عليه إيمانهم ونجاتهم هذا، وقد فجر العلم الذرة، وعصف بها، وفتتها. تُرى بماذا يثبت الأشاعرة اليوم وجود الصانع المختار، والنبوات، ومجيء اليوم الآخر؟.
(15)ص206 ط عبدالرحمن محمد.
(16)يقول الغزالي: " من أشد الناس غلواً وإسرافاً طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي حررناها، فهو كافر، فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده" ص97 الجواهر الغوالي مجموعة رسائل للغزالي.
(17)نبهنا مراراً على أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى ، وإنما من أسمائه الأول والآخر.
(18)أي بإصبعها، وقد صرح في رواية أبي هريرة التي أخرجها أبو داود "فأشارت إلى السماء بأصبعها".
(19)انظر ص40 من كتاب الإرشاد، وقد روى محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر أبا المعالي، وهو يخطب على المنبر بقوله: " كان الله، ولا عرش" ، ويؤكد نفي الاستواء، فقال له الهمداني: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش ـ يعني؛ لأن ذلك إنما جاء في السمع ـ: وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو، لا يلتفت يمنة، ولا يسرة ، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا" ، فصرخ أبو المعالي - ووضع يده على رأسه - : "حيرني الهمداني" ! ثم نزل من على المنبر. وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه القصة بقوله: " فهذا الشيخ الهمداني ـ تكلم بلسان جميع بني آدم، فأخبر أن العرش والعلم باستواء الله عليه إنما أخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب والسنة ، بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غير تعيين عرش، ولا استواء، فإن هذا أمر فطري ضروري نجده في قلوبنا نحن، وجميع من يدعو الله تعالى، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟" ص 52 نقض المنطق.
(20)الفحوي = معنى الكلام ولحنه. وتعبير أبي المعالي يخالف الحقيقة ، فالذي امتنع على أهل الحق: هو إدراك الكيفية لا المعنى.
(21)أي امتنع إجراؤها على حسب ما يفهم الناس منها بالنسبة إلى الخلق.
(22)انظر ص23 وما بعدها العقيدة النظامية ط سنة 1948 بمطبقة الأنوار بالقاهرة، وهي قسم من كتاب كبير ألفه الجويني في العقيدة والأركان المبني عليها الإسلام. وقد عمد تلميذه "أبوبكر بن العربي" إلى فصل قسم العقيدة من هذا الكتاب. وتسميته: "العقيدة النظامية".
(23)أطلق عليه " ربيعة الرأي" وقد قال عنه مالك: "ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة" توفي سنة 136هـ.
(24)ص61 نقض المنطق.
(25)ص 5 إلجام العوام ط منير.
(26)الصوفية التي آمن بها الغزالي، ونصرها تؤكد ذلك، فتزعم أنه كتم الحقيقة، وأظهر الشريعة! وأنه اختص بالحقيقة قوماً دون قوم من أصحابه!! وانظر النصوص الدالة على هذا في كتابَي " مصرع التصوف " و " هذه هي الصوفية".
(27)ص 33 وما بعدها إلجام العوام.
(28)ص 88 الجواهر الغوالي رسالة " فيصل التفرقة" ط أولى سنة 1353هـ.
(29)ص 12 قانون التأويل.
(30)ص88 رسالة فيصل التفرقة، داخل مجموعة الجواهر الغوالي.
(31)ألف فيه كتاب "السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم". وقد ألفه كما يقول ابن تيمية في السحر وعبادة الكواكب والأوثان ، مع أنه كثيراً ما يحرم ذلك، وقد نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: " يُعلمون الناس السحر" نصوصاً كثيرة ، منها : زعمه: أن الساحر قد يقلب الإنسان حماراً، والحمار إنساناً، وأن تحصيل العلم بالسحر واجب، وأن السحر ثمانية أنواع، منه سحر الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة، وقد ذكر فيه طريقهم في مخاطبة كل كوكب من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه، وما يلبسونه، وما يتمسكون به، كما ذكر أن من أنواع السحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم الجن،وذكر أنه يمكن الاتصال بها بالرقى والدخن أو بالعزائم وعمل التسخير. ثم يقول ابن كثير: "ويقال إنه تاب منه، وقيل بل صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد" ، وقال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال": " وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم" سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله" ، كما ذكر ابن خلكان أسماء كتب الرازي التي ألفها، ثم قال: " وفي الطلسمات السر المكتوم أو المكنون".
وله كتاب في تفسير حديث المعراج يقول عنه ابن تيمية ما يأتي: "احتذى فيه حذو ابن سينا. فإنه روى الحديث بسياق طويل وأسماء عجيبة وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين. وإنما وضعه بعض السوّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة. ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين. وجعل معراج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترقيه بفكره إلى الأفلاك ! وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب ، فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس والأنهار الأربعة هي العناصر، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق" !! ص53 نقض المنطق.
(32)ص20 من مقال صدّر به الشيخ كتاب: "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي.
(33)انظر ترجمة الرازي في وفيَات الأعيان لابن خلكان، وتذكرنا هذه الأبيات بقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل: لقد طفت في تلك المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم * فلم أر إلا واضعاً كف حائر * على ذقَن أو قارعاً سن نادم ، وقد قدم بهما لكتابه "نهاية الإقدام" كما ذكر ابن خلكان في ترجمته.
(34)سماه الشيخ مصطفى عبدالرازق أقسام الذات، ولعله خطأ مطبعي، فالكتاب يتحدث عن أقسام اللذات الإنسانية.
(35)ذكرها في ترجمة الرازي.
(36)23، 24 مقدمة الشيخ مصطفى عبدالرازق لكتاب الرازي.
(37)ص 296 تبيين كذب المفتري.



المصدر: المجلس العلمي (الألولة)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله)
إن الروافـض شر من وطئ الحصى وأن الروافـض أشد وطاة على المسلمين من اليهود والنصارى وأن الروافـض إذا علوا في دولة فأبشر بزوالها
الرافضة أمة مخذولة، ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة
التعديل الأخير تم بواسطة أنس الجزائري ; 07-03-2009 الساعة 08:31 AM سبب آخر: تصحيح
  • ملف العضو
  • معلومات
salim400O
زائر
  • المشاركات : n/a
salim400O
زائر
رد: النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 09:37 AM
سيدي الحبيب الكريم ، إنك تقرأ قديما تاب منه أصحابه ، فلا تلم الناس لو إقتدوا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لكن في جاهليته ، و أصبحوا عن بكرة أبيهم يسكرون و يشربون الخمر !!!

اقتباس:
[quote=أنس الجزائري;533461]



كلمة أخيرة مع الأشعرية



من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية ، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.[/quote]
هاك ما يسقط بناؤك و يأتي البنيان من قواعده من شهادة شيخ الإسلام بن تيمية على صحة الأشعرية و عقيدتهم ( لن تصدق لأنهم يخفون عنك الحقيقة أو أنت من الذين يحرصون على إخفاء الحقيقة و يرسلون أي شيء للفتنة بين المسلمين )


مشكلتكم يا حبيبي في السلفية أنكم لا تقرؤون ، و إن قرأتم لا تفهمون ، و إن جاء أحد و لو كان شيخ الإسلام بن تيمية بما يخالفكم ، تكذبون ... ماذا تفعل لو وجدت أن ما تكتب قد إعتبره أصحابه ضلالا و تبرؤوا منه ؟؟؟؟

لو بقيت بعدها على ضلال تبرأ منه صاحب ، فلا تلم عربيدا لأنه يسكر إقتداء بالصحابة في جاهليتهم

أنتم يا حبيبي و قرة عيني لا تريدون أن تسمعوا صوت الحق ، فما عسا الناس أن تفعل معكم ؟

يا الله ، سأرسل لك مفاجأة صغيرة و عارض شيخ الإسلام بن تيمية بمن تريد لأني أراكم تذكرونه بكرة و أصيلا و هم نعم الشيخ بعد سنة 707 هـ

لكن ، لما تصرون على نشر أشياء تبرا منها أصحابها ، هل همكم فقط تكفير المسلمين و تبرير قتلهم بإعتبارهم كفارا و سبي نساءهم و قتل أطفالهم و لو كان هؤلاء المسلمين أحفاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي قال فيهم "شعب الجزائر مسلم" ، فلم تعترفوا بما قال و تلتم الناس في الحواجز المزيفة و سبوتم نساءهم و قتلتم أطفالهم حتى ببقر بطون الحوامل ؟


لا تستعجل على خبر يسقط وهما ضل يعشش فيكم


سيد الكريم ، الشيخ بن تيمية رحمه الله و طيب ثراه ، "تاب" من فكره السلفي و تبرأ من كتبه و إعترف أن العقيدة الأشعرية ( و لست البتة أشعري بل مسلم فقط ) تطابق عقيدة أهل السنة و الجماعة ، و قد كانت توبته سنة 707 هـ قبل أن يتوفاه الله بـ 18 سنة ، يعني لما بلغ رشده و سن الحكمة عرف خطأه الذي جعله يعارض أمة محمد صلى الله عليه و سلم الذي قال فيها "لا تجتمع أمتي على ضلالة" ...

و لا ألومه ، لكن هكذا هي ثورة الشباب ، أخرجت رسول الله رغما عنه من المدينة المنورة للحرب في أحد حتى غضب منهم ، ثم أمرهم بالمكوث في الجبل ، فحركتهم أيا الغنيمة و نزلوا من الجبل و ما بقي فيه إلا الشيوخ .... الله غالب الشاب صوفة طايرة ، واش تحب ، يظن نفسه أنه على حق و هو بالكاد خرج من العش فرخا لا يقوى حتى على المراوغة لو هاجمه صقرا ...

تطالبني بالمصدر من هذا الكلام الغريب ، أرد أن الغريب فيمن يمنعونكم من مرفة الحقائق الناصعة للآخرين حتى سخر منكم الناس و إستهزؤوا بكم ... يا الله ، نذكر المصدر :

ذكر الحافظ بن حج العسقلاني في كتاب أعلام القرن الثامن ، أن الشيخ بن تيمية تاب من الفكر السلفي و أعلن كتابيا هذا و "تبرأ من كتبه" و من فكره الذي كفر 72 فرقة و كأنه يطلع على قلوب المسلمين رغم وجود أحاديث تحدير شديدة ضد هذا الفكر الذي يقتل 99% المسلمين ليترك واحد يجهز عليه اليهود بين يوم و ليل ، و لا يمس الفكر الأغر لا شعرة و لا بعرة من بني اليهود كما ترى أمامك يرابطون في أولى القبلتين

إن لم تصدق فكذب أيضا الحافظ بن حجر العسقلاني و كذب أي شخص تقابله إلا من يأمرك بتكفير المسلمين

لكن للدلاة على بعض ضلال الشيخ بن تيمية بشهادة تلميذه بن القيم أقول :

ذكر بن القيم أنه أتى للشيخ بن تيمية بكتاب عقيدة عن الأشعرية "فبصق عليه" ، و ذكر بن القيم ذلك للدلالة على لأن شيخه قبل 707 هـ كان يحتقر الأشعرية حتى "بصق" على كتاب لهم فيه آيات الله و أحاديث رسول الله !!!

هذا مثال بسيط لتدرك ثورة الشباب التي يمر بها أي أحد منا ، لكن يبصق على آيات الله و أحاديث رسوله فهذا شيء "شهد شاهد من أهلها" ...

و للدلاة العقلية و النقلية أكثر أن الشيخ بن تيمية مر بمرحلتين الآتي :

1. الشيخ لما كان سلفيا بمعنى "تكفير 72 فرقة" من السملمين ما يعادل 99% منهم ، من العقل أن 72 هاته لا تسميه "شيخ الإسلام" ، فكيف أصبح يسمى "شيخ الإسلام" بإجماع أمة يكفر 99% منها ؟ ألم تسمع إجماع العلماء حين يقولون "من كفرني كفرته" ، و قول رسول الله "من قال لسملم منافق فقد باء بها أحدهما" ؟
2. بقدرة قادر و برضى كبير يجمع المسلمين بما فيهم الأشاعرة على أنه شيخ الإسلام ، فهل ترضى أنت أن تسمي رجلا يصمك بالكفر "شيخ الإسلام"
3. القصة سهلة الفهم حين نقرأ من كل مراجع التاريخ أنه رحمه الله "تاب" من الفكر السلفي الذي يكفر 72 فرقة من المسلمين ، و ألف كتبا قيمة في الثناؤ على الخلفاء الراشدين بعدما "خطأهم" في 17 موضعا في القرآن و كأنه أعلم بتفسيره منهم ، و لما رأوا الناس و العلماء تصريحاته و مؤلفاته أجمعوا على أنه "شيخ الإسلام"

يبقى السؤال : كيف نفرق بين كتبه قبل سنة 707 هـ و بعدها ؟ هنا أقول الله أعلم و أدرى ، لكن على قول "سلفي" هو إطار من إطارات الدولة الآن "ترك مؤلفاته أسلم طريق كي لا ندخل جهنم بالقتل" ... هذا ليس رأيي ، لكني ربما أستطيع تمييز كتبه التي كتبها ثائرا قبل سنة 707 ، رغم أنه لا يكتب التاريخ ، و بعدها ... لكن هل تستطيع أنت أخي الحبيب و قرة عيني ؟ الله أعلم



و إمضاؤك سيدي الكريم دليل آخر له ما يناقضه من كلام الشيخ نفسه ، يدل دلالة واضحة أنه مر بمرحلة ضلال تاب منه ، و مرحلة تصحيح حتى سموه الناس (الذين كفرهم من قبل ثم تراجع ) "شيخ الإسلام

اقتباس:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله)
إن الروافـض شر من وطئ الحصى وأن الروافـض أشد وطاة على المسلمين من اليهود والنصارى وأن الروافـض إذا علوا في دولة فأبشر بزوالها
الرافضة أمة مخذولة، ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة
اقتباس:

اقتباس:



و للدلة القوية هاك ما يناقضها من أقواله حتى لا تعد من الذين تأمرهم أمريكا بمجرد أن الشيعة في إيران ساعدوا إخوانك السنة في غزة ، و للآسف السنة في السعودية و مصر أغلقت عنهم حتى أبواب الهرب ... على كل الحركي حركي يا لو كان هو ولد نوح الذي كفر بأبيه و آثر الكفر على الإيمان ... هاك سيدي كلام الشيخ و إختر أي التناقضين تحب إن كان لك قلب سليم

اقتباس:
الشيخ ابنتيمية: يقول: (وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلىبلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير،وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهوخير من أن يكونوا كفاراً-مجموع الفتاوي-
وقال أيضا رحمه الله لما سئل عمن يفضلاليهود والنصارى على الرافضة: (كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد فهو خير من كل منكفر به، وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء كانت بدعة الخوارج والشيعةوالمرجئة والقدرية أو غيرهم)- مجموع الفتاوي-
يعني هل تكذب الشيخ بن تيمية و ترتاح من تناقضاته ، أم تعترف أنه مر بمرحلتين ؟ أنت و شأنك سيدي

فإن علمت أن جموع العلماء و المشايخ سنة و شيعة العام الماضي في قطر قد إتفقوا عن الكف عن الصحابة و مؤازة فلسطين و كل ما هنالك ... أصبح شعارك سيدي نوع من الدعاية لإسرائيل ليس إلا ...و أذكرك أنني مسلم فقط ، لكني أكره الكذب و لا أتمهك به ، بل أكره المأجورين و هم عندي بمثابة "الحركى"

هل فككت براغي رأسك يا أخي ، فكل برغي يحتاج إلى أطنان كتب و وقت نساعدكم به في سبيل الله كي نزهق الباطل الذي "لا أدري" كيف تروجون له و قد تاب من أصحابه

هذا مثال فقط عن الشيخ بن تيمية رحمه الله قد أخفوه عنكم ، فلا تضعوا أنفسكم فاهمين و أنتم لكم نصف الحياكة ، و خاصة تصريحات شبابية

لك الشيخ بن باديس مثلا ، لو قرأت لتصريحاته و كتبه أيام شبابه لكرهت الصوفية عن بكرة أبيهم و أحببت الوهابية ( التي حولت بيت الرسول فقط إلى مراحيض الآن للحجيج ) و قلت "ما شاء كيف إستطاع آباؤنا بصوفيتهم قهر الحلف الأطلسي ، و لم تستطع السعودية بسلفيتها حتى رمي فتات الخبز عبر شباك رفح ، بل و رمت غزة كلها بالتشيع ؟؟ " ... الجواب سهل أيضا ينطق به الشيخ بن باديس الذي أحمل صورته ... هاهو :

لقد صرح بن باديس في جريدتي الشهاب و البصائر في الأعداد الأخيرة بفضل علماء تام وحدهم أربعة عددهم ، و قال كتب بصريح العبارة أنهم أثروا فيه سلوكا و إعتقادا و تربية و علما ، من هم يا ترى ، هل هم صوفيون ؟ :

1. العالم الفذ الصوفي حمدان لونيسي المتوفة بالمدينة المنورة ... صدق أولا تصدق
2. العالم الفذ الصوفي الطاهر بن عاشور رحمه الله ... صدق أولا تصدق
3. و عالمان آخران صوفيان أيضا لا أذكر إسمهما رحمهما الله ... ... صدق أولا تصدق

يعني كيف يكره الصوفية في شبابه ، ثم يرجع كل الفضل لهم في كبره ، هل أصابه الخرف أم بلغ من العمر عتيا و كان من المفروض أن يذكر 4 علماء وهابيين ؟

آه ، الأمر فيه فخ ، ليس من سليم المسكين ، لكن عندكم في تجمعاتكم السرية التي تمعن في نشر ضلالات تبرأ منها أصحابها و طوا زمنها ، فلماذا تنشرون الفساد ؟ أو لماذا لا تحاكمون قياداتكم على نشر الكذب و ستر الحق ... خاصة يا سيدي الكريم ، لما تخفون حقبة الشيوخ عندما يكبرون و يتزنون بالحكمة ؟ هذا هو السؤال الذي يسقط فيكم آلاف الرؤوس و تهرب من السلفية عن بكرة أبيها حين تدرك أن القوم يصرون على سرد الضلالات بأسماء اصحابها ، و تخفي بكل حرص سرد تصحيحاتهم أو توباتهم


"يومنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض"

و كفر : معناها يعرف الأمر و يستره و لا يعلنه ... يعني كل على بعضه أخلاق يهود ... فأدرك نفسك سيدي من هذا الستر المهين لشخصيتك و شخصية إخوانك في السلفية و طالبوا بالحقيقة كاملة إن كنتم رجالا

فإن ظهر أنكم مأجورين ، فسحقا سحقا سحقا

و تبقى إجابتي أفيد للآخرين

و السلام عليكم سيدي و أخي و رحمة الله رغم أني أعرف أنك تعتبرني عدوا في 72 فرقة تكفرها و تحلم بقتلها و لن تستطيع و لو إجتمعت الجن و الإنس على ذلك

بارك الله فيك على إثارة الموضوع
التعديل الأخير تم بواسطة salim400O ; 07-03-2009 الساعة 10:02 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    28

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
رد: النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 09:55 AM
الرد على اكذوبة ان شيخ الاسلام كان اشعري
ياعجبي
شيخ الاسلام يصبح اشعري ثم يكتب كتاب بعد ذلك للرد عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،

فقد نقل أحد الأخوة الكرام كلاماً لأحد الجهمية الكوثرية ذهب فيه لقول هو في غاية الحمق والتهور وهو أن ابن تيميه انتكس عن السنة ومذهب السلف وأصبح أشعرياً جهمياً من عام 707 هـ إلى توفى سنة 728هـ!! ولا أكاد أصدق أن من يعرف ابن تيمية ويعرف الأشعرية يقول بهذا! ولكن الحمق والكذب والفجور كما يقال-ليس له حد !! وقد كتبت ما يحضرني في رد هذه السخافة ، أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعل ما قدمناه خالصاً لوجهه وأن يجنبنا الكذب والظلم والبهتان وسائر صفات أهل العدوان.

=========

================




ملخص ما يقوله الجهمي فيما سوده أن شيخ الإسلام رحمه الله انتكس في عام 707 ثم بقي أشعرياً إلى أن مات وقد توفى سنة 728 يعني بقي أكثر من عشرين سنة أشعرياً وأن من قرض من علماء مصر الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي –وقد زعم أن هذا الإمام أشعري !- إنما كان بتعليل أنه لم يكن يصر على الباطل ويلمحون لهذه الانتكاسة!!!!

وعلى هذا أقول: أمالك يا هذا حياء يكفيك عن مثل هذه الأكاذيب الواضحة والأباطيل الفاضحة ؟؟؟أما تستحي من الله؟! والله إن هذه المباهتة بإنكار الجليات وجحد المعلومات لا تطفيء نور الحق ولا تنور أبداً دخان الباطل بل يتميز بها المنصف من المتعسف والعارف من الجاهل والصادق من الكاذب وإليك البيان:

المسألة الأولى: زعمه أن ابن تيميه كان أشعرياً من تاريخ 707 هـ إلى أن توفي عام 728 هـ من أوقح الكذب وأعظم السفسطة سواء سلمنا بثبوت هذه الانتكاسة المزعومة في ذلك التأريخ أو لم نسلم لأن ابن تيميه ألف بعد هذا التأريخ كثير من مؤلفاته السلفية فدرء التعارض ألفه ابن تيميه بعد عودته من مصر كما بين هذا بأدلته الصريحة المحقق في مقدمة الكتاب والكتاب أشهر من رأس على علم وقد رد عليه الأشعري كمال الدين بن الشريشي ثم رد عليه ابن تيميه بمصنف على ما ذكره ابن رجب وابن عبد الهادي والذهبي وغيرهم وقد اختصر الكتاب بدر الدين الهكاري القاضي الشافعي واعتمد المحقق الشيخ رشاد رحمه الله على مختصره وعلى تسع نسخ أخرى بعضها مقابل ومصحح.ثم بعده ألف ابن تيميه منهاج السنة وهو من أشهر كتبه السلفية وقد قيلت فيه قصائد معروفة واختصره الذهبي -الذي اختصر المنهاج سنة 720 ينظر المختصر ص31 وفيه إثبات العلو وقيام الأفعال به وغير ذلك مما اختصره الذهبي مقراً له - واختصره كذلك العلامة الإمام ابن عبد الحق البغدادي-على ما يظهر لي ينظر مقدمة منهاج السنة 1/86 فقد رجح خلاف هذا-وغيرهم ونقل منه ابن حجر في الفتح وغيره من أشاعرة وسلفية وفيه بين عقيدته بوضوح وقد قال التقي السبكي قصيدته في هذا الكتاب التي نقلها ابنه كما سيأتي ذكره ، وقد ثبت أنه ألف أيضاً بعد هذا التأريخ القاعدة المراكشية والرد على المنطقيين والنبوات والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان والجواب الصحيح والصفدية وشرح الأصبهانية وفي سجنه الأخير ألف تفسير آيات أشكلت.. والرسالة البعلبكية التي قُرأت على المؤلف سنة 718 هـ وعليها إجازته بخطه وفي جامع المسائل والفتاوى عدة تصانيف أخرى ، وغير هذا مما يطول سرده والمنصف يكفيه هذا دون المتعسف ، أبعد هذا يقول من يفهم أنه عاش أشعريا!؟ يالله أين الحياء؟؟

ثم على تقدير عدم ما سبق: ألا يعقل هذا الكذاب الجويهيل كيف لم ينقل عنه صديق ولا صاحب ولا عدو ولا مؤرخ ولا حتى بقال! طوال أكثر من عشرين سنة عاشها بعد ذلك ولا حرف واحد في بيان هذه العقيدة التي اعتنقها !؟بل لم ينقل عنه الأصحاب الملازمين له كابن عبد الهادي وابن القيم وابن المحب وغيرهم إلا الاعتقاد السلفي المعروف، مع شدة الرغبة بالظفر بمثل هذا من قبل أعدائه حتى أنهم زوروا غير مرة عليه أنه تراجع كما ذكر هذا ابن تيميه نفسه!! ألم يقرأ في ترجمته أنه ((ثم إن الشيخ بعد وصوله من مصر إلى دمشق واستقراره بها لم يزل ملازماً للاشتغال والأشغال ونشرالعلم وتصنيف الكتب وإفتاء الناس بالكلام والكتابة المطولة.))إلخ ، فأين كلامه في نصرة التجهم ؟ ، بل يا جهمي أين الحياء؟؟


بل بعض تلامذته السلفيين لم يلتق به ويأخذ عنه أصلاً إلا بعد هذا التأريخ كالحافظ ابن عبد الهادي حيث لازمه خمس سنوات كاملة وأخذ منه بعد هذا التأريخ وقد ألف ابن عبد الهادي في العقيدة السلفية ونصرتها أمثال الكلام على الاستواء وغيرها.

بل وجدت أن ابن القيم ما التقى بشيخ الإسلام إلا عام 712 هـ-وعمره حوالي 21 سنة- وهي السنة التي عاد فيها شيخ الإسلام من مصر إلى دمشق –ينظر مقدمة اجتماع الجيوش ص23-واستمر اللقاء بينهما إلى سنة 728 هـ وهي السنة التي توفى فيها ابن تيمية -أي لمدة سبعة عشر عاماً!- ، أفيقول عاقل يعرف كلام ابن القيم وكتبه ومنهجه وموقفه من الأشعرية أن شيخه ابن تيمية كان آنذاك أشعرياً ؟؟ لا والله لا يقوله إلا فاجر قد خلع جلباب الحياء ورماه تحت قدميه!

ألا يعلم ماذا قال ابن القيم في النونية عن تأثير شيخه عليه وكيف دله على طريق الحق؟

بل كيف يبقى هؤلاء التلاميذ كابن القيم أو ابن المحب أو ابن شيخ الحزامين وغيرهم وهم سلفية معروفون بل هم من ألد أعداء الأشاعرة أقول: كيف بقى هؤلاء يأخذون منه طوال هذه السنين بعد هذا التأريخ ولا يزالون على مدحه وحبه إن كان قد أصبح جهمياً أشعرياً؟؟؟؟ بل لم يذكر أحد منهم شيء في هذا بل نقلوا عنه ضد ذلك من إثبات الصفات إلخ مما يناقض عقيدة الجهمية .

بل لم يقل بهذه الكذبة القبيحة حتى ألد أعدائه وهو تقي الدين السبكي الذي يقول بعد وفاة ابن تيميه كما ينقل ابنه في طبقاته الكبرى:

( ولابن تيمية رد عليه-يعني المنهاج - وفى % بمقصد الرد واستيفاء أضربه )
( لكنه خلط الحق المبين بما % يوشبه كدرا في صفو مشربه )
( يخالط الحشو أنى كان فهو له % حثيث سير بشرق أو بمغربه )
( يرى حوادث لا مبدا لأولها % في الله سبحانه عما يظن به )
( لو كان حيا يرى قولي ويفهمه % رددت ما قال أقفو إثر سبسبه )
( كما رددت عليه في الطلاق وفي % ترك الزيارة ردا غير مشتبه )

فتأمل قوله في ابن تيميه أنه يرى حوادث إلخ وأنه يخالط الحشو أنى كان ، أفإن كان ابن تيميه رجع عن الحق إلى الأشعرية أفيقول هذا عنه التقي السبكي؟؟ أفلا اعتذر عنه ؟ حاشى التقي السبكي من فجورٍ في الكذب لا يقول به إلا من أوغل في الحماقة والتهور والله المستعان.

المسألة الثانية: زعمه أن اعتراض من اعترض على تكفير ابن تيميه فيما نقل ابن ناصر الدين الدمشقي –وقد زعم أن هذا الإمام أشعري !!-في الرد الوافر من علماء مصر إنما كان بتعليل أنه لم يكن يصر على الباطل وألمحوا لهذه الانتكاسة!!!! ثم قال المباهت: وهذا هو الحق!!

فأقول: تبين لي تماماً أن هذا الجهمي قد خلع جلباب الحياء بالمرة ، وهو لم يستفد والله بكذبه المفضوح هذا إلا أن يعلم الناس أنه كذاب!! بيانه :

1- أن الجهمي هنا يحاول بمثل هذه الدعاوى المعلومة الفساد أن ينسب كذبته القبيحة إلى أحد من هؤلاء الأئمة الأعلام ولكن لم يفلح بذكر نص واحد صريح منهم وحاشا أحد منهم أن يقول بما لا يقول به مسفسط! وأتحداه أن يذكر عن أحد من هؤلاء العلماء أنه نص على كذبته القبيحة نصاً صريحاً وهي أن ابن تيميه كان أشعرياً منذ 707 للهجرة وحتى مات ولذلك مدحه!! .

2- زعمه أنهم ألمحوا لدعواه الكاذبة كذبه أخرى تضاف لسلسة أكاذيب هذا الكوثري الجهمي ، وهذه الدعاوى المطلقة الغير مبرهنة من السهل إدعائها خصوصاً على جهمي كذاب مثل هذا المجاهر بكذبه ، ثم أقول: لما يلمحوا لهذا؟؟؟ لما لا يقولوا بصراحة دون تلميحات نمدحه لأنه تاب وهل في التوبة والإنابة إلى العقيدة الحقة بزعمكم ما يعيب؟؟ إم إنه خيال الجهمي المريض؟؟ وقوله أن علماء مصر(وعد منهم الحافظ ابن حجر والبدر العيني وغيرهم ) يقولون أنه "لا يصر على الباطل" ، أقول: لم أجد لهم هذا القول بهذا اللفظ لكنه كلام صحيح على تقدير ثبوته فحاشاه أن يصر على باطل بعد قيام الدليل عنده على أنه باطل ، إذ هذا صنيع أهل الأهواء، فهذا كلام عام في مدحه والثناء عليه لا يلزم منه ما عناه هذا الجهمي!لولا خياله المريض!، ولكن الواقع أنني وجدت ألفاظاً لهم لا تساعد هذا الجهمي على دعواه البتة منها:

قول العيني: ((فمن قال هو كافر فهو كافر حقيق ، ومن نسبه للزندقة فهو زنديق وكيف ذاك وقد سارت تصانيفه في الآفاق وليس فيها شيء مما يدل على الزيغ والشقاق ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيارة والطلاق إلا عن اجتهاد سابق بالاتفاق... وله المصنفات المشهورة المقبولة والفتاوى القاطعة غير المعلولة...)) الرد الوافر ص262

ومن أشهر تصانيفه منهاج السنة الذي سارت به الركبان ثم قال رحمه الله في وصف ما وقع له في المجالس التي عقدت لابن تيميه رحمه الله : ((وأما مجريات هذا الإمام فكثيرة في مجالس عديدة فلم يظهر في ذلك لمعانديه فيما اُدعي عليه برهان ، غير تنكيدات رسخت في القلوب من ثمرات الشنآن وقصارى ذلك أنه حبس بالظلم والعدوان ، وليس في ذلك ما يعاب به ويشان وقد جرى على جلة من التابعين الكبار من قتل وقيد وحبس...))إلخ

فأين ذكر الرجوع وهذا محله!!؟؟؟ بل كلام العيني ظاهره كما ترى بنقيض ما نقله هذا المباهت ، ولكن هذا الرجل قد خلع جلباب الحياء بالمرة ، ومن لم يستح فليصنع ما شاء!

وكذا كلام ابن حجر ضده فقد قال ابن حجر((فإنه شيخ الإسلام بلا ريب ، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ، ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً [قلت:لأنه من أهل السنة والحق لا البدعة والهوى ] وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبرؤ منه ومع ذلك فهو بشر يخطيء ويصيب ، فالذي أصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه ..)) إلخ ما قاله رحمه الله.

تأمل قوله: (( وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبرؤ منه )) وقوله: ((والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور))لماذا معذور؟؟ ألأنه تاب كما يزعم هذا المباهت؟ .



3- قوله أن ابن ناصر الدين "أشعري" ، لم يذكر عليها دليل وهي كذبه أخرى تضاف لما سبق فقد وجدت أن الحافظ ابن ناصر الدين رحمه الله في الرد الوافر نفسه يبطلها فقد قال فيما ذكر عن الحافظ العلامة أبو المظفر السرمري قال:

((وكان إماما ثقة عمده زاهدا عابدا محسنا جهده صنف في أنواع كثيرة نثرا ونظما وخرج وأفاد وأملى رواية وعلما ومن مؤلفاته النظامية كتاب الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية:

معارضا فرقة قد قال أمثلهم % إن الروافض قوم لا خلاق لهم


وقد أحسن في هذا الرد المقبول وهدم تلك الأبيات بنظام المنقول وجلال المعقول وكان عمدة في نقد رجال الحديث وضبطه.))

تأمل قوله هذا وأنظر وصفه في رد العلامة السرمري السلفي على السبكي الأشعري بقصيدته الرائعة وفيها بين السرمري رحمه الله الكلام على حلول الحوادث وتسلسلها ونوع الكلام و الفعل إلخ ما ينقض مذهب الأشعرية مناقضة تامة فكيف يكون أشعرياً من يمدح رد السلفي على الأشعري بل ويصف رده بأنه "قد أحسن في هذا الرد المقبول وهدم تلك الأبيات بنظام المنقول وجلال المعقول" ؟؟؟


ثم قال ابن ناصر الدين : ((وترجم-أي السرمري- الشيخ تقي الدين بشيخ الإسلام فيما كتبه بخطه وجمع في شمائله اللطيفة ترجمة مؤنقة منيفة إعلاما بقدره وتنبيها قال فيما وجدته بخطه فيها حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء والأئمة النبلاء الممعنين في الخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الصواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن يتكلف الأدلة والتعليل وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله سبحانه وتعالى عليه بمطالعة مؤلفات هذا الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام مما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو الا ان وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه في أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف ان شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح العقيدة الاصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته كتخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.))232-233


فأنظر لنقل ابن ناصر الدين ما ينصح به العلامة السرمري مقراً له تعرف قبح كذبة هذا الكذاب.

وأنظر لما نقله عن العالم المحدث السراج البزار قوله: ((كان سراج الدين المذكور للشيخ تقي الدين معظما وبشيخ الإسلام له مترجما وجمع له ترجمة مفردة سماها الأعلام العلية في مناقب الإمام ابن تيمية ومما ذكره فيها قال حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء من أصحاب الأئمة النبلاء الذين خاضوا في أقوال المتكلمين ليسترجعوا منها الصواب ويميزوا بين القشر واللباب ان كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعة مؤلفات هذا الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا ان وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم فانجلى عنه ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين.)) ص211

فأنظر لانتقاء ابن ناصر الدين من مصنف البزار المعروف في ترجمة ابن تيميه(الأعلام العلية) هذه النصيحة الثمينة بالذات وإيرادها له ليقرأها الناس وينتفعوا تعرف قبح كذبة هذا الكذاب.

وكذا ما نقله عن الإمام العلامة القاضي مفتي المسلمين ابن طرخان الملكاوي من أن شهاب الدين احمد الحلبي قال ذكر بعض الناس اليوم شيئا وشق علي فقيل الشيخ شهاب الدين الملكاوي باع نسخة شرح صحيح مسلم للنووي واشترى كتاب الرد على النصارى للشيخ تقي الدين ابن تيمية فقال في جواب ذلك إن عندي من شرح مسلم نسختين بعت إحداهما واشترين كتاب الرد ولو لم يكن عندي من شرح مسلم نسخة لم يكن بعيب لأن ما في شرح مسلم أعرفه وما في كتاب الرد على النصارى أنا محتاج إليه ومع ذلك فوالله ان الشيخ تقي الدين ابن تيمية شيخ الإسلام ولو دروا ما يقول لرجعوا الى محبته وولائه وكما قال كل صاحب بدعة ومن ينتصر له لو ظهروا لا بد من خمودهم وتلاشي أمرهم وهذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية كلما تقدمت أيامه تظهر كرامته ويكثر محبوه وأصحابه أو كما قال.))


وقوله: ((..وكان والده عز الدين من خواص أصحاب الشيخ تقي الدين وكتب ابنه بدر الدين المذكور مصنف الشيخ في الرد على الرافضي في ست مجلدات هي عندي بخطه يترجم الشيخ في أوائل كل جزء بترجمة بليغة من ذلك قوله في حاشية الجزء الاول فيما وجدته بخطه))ص122

ثم أن ابن ناصر الدين قد نسخ كتاب العلو للذهبي بيده وهو الكتاب الذي فيه من تقرير العقيدة السلفية الشيء العظيم وأنا هنا لا احتج بمجرد نسخه فحسب لأن ما صنعه ليس هو مجرد نسخ الكتاب بل تجده يعلق ويتعقب الذهبي أنظر العلو 1/261 و1/283 و 1/338 و1/426 و 1/542 و2/864 وقد قال في تعقبه 1/338 ما نصه : ((وهو حديث شامي تفرد به بقية فيما أعلم وهو يصلح للاعتبار)) يعني يصلح للاعتبار في إثبات العلو فتأمل! و لو كان أشعرياً جهمياً هل كان ٍيقول هذا؟ بل هل سيسكت في تعليقاته عن كلام الذهبي أو غيره في إثبات العلو والصفات أم سينتقدها!؟ وأذكر أنني قد وقفت قديماً على كلام له في أحد أماليه فيه إثبات الصفات لكني لم أظفر به الآن.

ثم وجدت أن التقي الحصني نص على أنه سلفي على منهج ابن تيميه رحمه الله ينظر ترجمة التقي الحصني من الضوء اللامع للسخاوي وفيها : ((ثم شرع-أي التقي- في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه-أي التقي الحصني- ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية))


أما كونه صوفياً فلم أقف له على شيء صريح ولعل هذا الجهمي والله أعلم فهم هذا من ما ورد في أسماء بعض تآليفه التي لم تطبع ولم أقف على مضمونها وعلى أي حال وبتقدير أنه وقع في خطأ فالعلماء عند أهل السنة غير معصومين من الوقوع في الخطأ في بعض المسائل الفرعية وغيرها فلو ثبت عن عالم من علماء السنة خطأ في مسألة فإن هذا يرد عليه ويبين خطأه كائنا من كان ، ولايستدل بفعله على جواز هذا الأمر.


المسألة الثالثة: وهي في تحقيق صحة الرجوع:

والأمر فيها أهون بكثير مما مضى والراجح ضعفها مع وجود أصل القصة دون الرجوع والمكتوب وأن الشيخ كتب لهم عبارات مجملة - بعد التهديد والتخويف - لكن ليس فيها رجوع عن عقيدته ، ولا انتحال لعقيدةٍ باطلة ، وذلك للأوجه التالية:


الوجه الأول: أن المكتوب والرجوع لا يثبت بسند صحيح على طريقة أهل الحديث فكل من ذكرها لم يذكرها بسند صحيح على من حضرها إنما أوردها تعليقاً أو وجادة لا تثبت بشروطها وهم معاصراه ابن المعلم في "نجم المهتدي ورجم المعتدي" نسخة باريس رقم 638" والنويري في " نهاية الأرب" -كما في الجامع 181-182 وذكرا أن مجلساً آخر بعد هذا المجلس في 16 ربيع الآخر قد عقد له تضمن نحو ما مضى! وقد رواها النويري كما نقل الجهمي الكوثري أعلاه بصيغة: ((وكُتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه: بسم الله الرحمن الرحيم ، شهد من يضع خطه آخره أنه...)) ولم يسم النويري من هو ذا الذي كتب ووضع خطه آخرا؟ وما حاله؟ وكيف نقله عنه النويري؟ أبواسطة؟ وما حال هذه الواسطة؟ فأنى يصح مثل هذا؟؟؟ ثم نقله بعد ذلك بعض المتأخرين كالحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر وابن تغري بردي في المنهل الصافي والنجوم الزاهرة بلا سند، ومن المعروف أنه ليس كل ما يرد في التراجم صحيح وقد ورد -على سبيل المثال- عند النويري أن ابن تيميه أفتى أنه لا يجوز زيارة قبور الأنبياء والصالحين!!!!! مما يعرف الناس أنه من الأكاذيب التي روجها أعداء الإمام ونفاها وكذبها هو بنفسه مرارا ،وعند ابن حجر نقلاً عن الأقشهري-على سبيل المثال-أنه قال أنه تعالى ينزل كنزولي هذا ونزل عن المنبر درجتين!!، وليس عدم ثبوت هذا بسند صحيح هو موجب ضعفها فحسب بل إذا جمعت معها :


الوجه الثاني: وهو أن هذا الكتاب مخالف لعقيدة الشيخ ، التي كان يدعو إليها ويناضل عنها طوال حياته قبل هذه الحادثه وبعدها أشد المخالفة ، ثم أجمع مع هذا:


الوجه الثالث: وهو أنه لا يوجد أي أثر أو إشارة لهذا الرجوع في كتاباته ولو كان شيئاً قد حصل حقيقة فيما تضمنه هذا المكتوب لكان حقيقاً أن يظهر في كتاباته أو نقول تلاميذه عنه. بل النقيض قد حصل كما نوضحه في:


الوجه الرابع: وهو أن شيخ الإسلام قد تكلم في محاولاتهم استصدار أمثال هذا المكتوب عنه ورد عليهم رداً مبرحاً وذكر كذبهم عليه وتزويرهم لكتابته وهو في سجنه آنذاك، بل إن سبب تأليفه للتسعينية -وقد ألفها في سجنه في مصر- هو نفس طلبهم هذا وهو أن يعتقد نفي الجهة عن الله والتحيز ؛ وأن لا يقول : إن كلام الله حرف وصوت قائم به ؛ بل هو معنى قائم بذاته ؛ وأنه سبحانه وتعالى لا يشار إليه بالأصابع إشارة حسية أنظر التسعينية 1/113 والمجموع 5/264 ورد عليهم رداً سريعاً في مكتوب أخذوه آنذاك ثم زاده بعد ذلك من أوجه كثيرة قال في أولها:

((وقد كتبت هنا بعض ما يتعلق بهذه المحنة التي طلبوها مني في هذا اليوم وبينت بعض ما فيها من تبديل الدين واتباع غير سبيل المؤمنين لما في ذلك من المنفعة للمسلمين وذلك من وجوه كثيرة نكتب منها ما يسر الله...))


ثم كتب جواباً عظيماً هو من أقوى كتب شيخ الإسلام حشد فيه من الأدلة النقلية والعقلية ومن كلام السلف وإجماعهم ومن اعترافات الأشاعرة وتهافت أقوالهم وتناقضها في هذه المسائل المطلوب فيها تراجع الشيخ ما يقضي منه العجب ، فتأمل هذا فهذا يزيد في أوجه بطلان هذه الأكذوبة وقد طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء بتحقيق ممتاز للدكتور العجلان طبع مكتبة المعارف .

وتأمل ثباته وقوة كلامه وذكره تزويرهم كلامه وهو يجيب رسالة أرسلت إليه في رمضان وهو في السجن في مصر سنة 706 كما في مجموع الفتاوى 3/ 215 قال:

((...وأنتم فابشروا من أنواع الخير والسرور بما لم يخطر في الصدور . وشأن هذه " القضية " وما يتعلق بها أكبر مما يظنه من لا يراعي إلا جزئيات الأمور . ولهذا كان فيما خاطبت به أمين الرسول علاء الدين الطيبرسي أن قلت : هذه " القضية " ليس الحق فيها لي بل لله ولرسوله وللمؤمنين من شرق الأرض إلى مغربها ؛ وأنا لا يمكنني أن أبدل الدين ولا أنكس راية المسلمين . ولا أرتد عن دين الإسلام لأجل فلان وفلان . نعم يمكنني أن لا أنتصر لنفسي ولا أجازي من أساء إلي وافترى علي ولا أطلب حظي ولا أقصد إيذاء أحد بحقي وهذا كله مبذول مني ولله الحمد ونفسي طيبة بذلك ... قلت له وإلا فأنا على أي شيء أخاف إن قتلت كنت من أفضل الشهداء وكان علي الرحمة والرضوان إلى يوم القيامة وكان على من قتلني اللعنة الدائمة في الدنيا والعذاب في الآخرة ليعلم كل من يؤمن بالله ورسوله أني إن قتلت لأجل دين الله وإن حبست فالحبس في حقي من أعظم نعم الله علي ووالله ما أطيق أن أشكر نعمة الله علي في هذا الحبس وليس لي ما أخاف الناس عليه لا أقطاعي ولا مدرستي ولا مالي ولا رياستي وجاهي . ... وكان قد قال لي : فأنت تخالف المذاهب الأربعة ؛ وذكر حكم القضاة الأربعة فقلت له : بل الذي قلته عليه الأئمة الأربعة المذاهب وقد أحضرت في الشام أكثر من خمسين كتابا : من كتب الحنفية والمالكية والشافعية وأهل الحديث ، والمتكلمين والصوفية كلها توافق ما قلته بألفاظه ؛ وفي ذلك نصوص سلف الأمة وأئمتها . ولم يستطع المنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه . وكان لما أعطاني الدرج . فتأملته فقلت له : هذا كله كذب ؛ إلا كلمة واحدة . وهي أنه استوى على العرش حقيقة ؛ لكن بلا تكييف ولا تشبيه . قلت وهذا هو في " العقيدة " بهذا اللفظ بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل . فقال : فاكتب خطك بهذا . قلت : هذا مكتوب قبل ذلك في " العقيدة " ولم أقل : بما يناقضه ؛ فأي فائدة في تجديد الخط . وقلت : هذا اللفظ قد حكى إجماع أهل السنة والجماعة عليه غير واحد من العلماء : المالكية والشافعية وأهل الحديث وغيرهم ؛ وما في علماء الإسلام من ينكر ذلك إلا هؤلاء الخصوم .

قلت : فإن هؤلاء يقولون : ما فوق العرش رب يدعى ولا فوق السماء إله يعبد ؛ وما هناك إلا العدم المحض والنفي الصرف وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرج به إلى الله تعالى ؛ ولكن صعد إلى السماء ونزل . وأن الداعي لا يرفع يديه إلى الله . ومنهم من يقول : إن الله هو هذا الوجود ؛ وأنا الله ؛ وأنت الله ؛ والكلب والخنزير والعذرة ويقول : إن الله حال في ذلك . فاستعظم ذلك وهاله أن أحدا يقول هذا . فقال " هؤلاء " يعني ابن مخلوف وذويه فقلت : هؤلاء ما سمعت كلامهم ولا خاطبوني بشيء ؛ فما يحل لي أن أقول عنهم ما لم أعلمه ..)) ثم نقل عن الأئمة ما ينصر قول أهل السنة ونقل أيضاً عن قدماء الأشاعرة موافقتهم له في ذلك ثم قال:

((وهذا باب واسع لا يحصر فيه كلام العلماء من جميع الطوائف وما في ذلك من الدلائل العقلية والنقلية وما يعارض ذلك أيضا من حجج النفاة والجواب عنها ، وقد كتبت في هذا ما يجيء عدة مجلدات وذكرت فيها مقالات الطوائف جميعها ، وحججها الشرعية والعقلية واستوعبت ما ذكره الرازي في كتاب " تأسيس التقديس " " ونهاية العقول " وغير ذلك.. . وأيضا لما كنت في البرج ذكر لي أن بعض الناس علق مؤاخذة على الفتيا " الحموية " وأرسلت إلي وقد كتبت فيما بلغ مجلدات ولا حول ولا قوة إلا بالله ... مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحدا قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي ، ولا انتصرت لذلك ، ولا أذكره في كلامي ، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها . وقد قلت لهم غير مرة : أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته فأنا أقر بذلك . وأما ما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ من نقل إجماعهم من عامة الطوائف ... لهذه المحاضر التي عندهم ما تساوي مدادها وهم يعرفون كذبها وبطلانها وأنا لا أكره المحاقة عليها عنده ليثبت عنده الحق دون الباطل ، ..))

وقال أيضا في 3/253- 261 يحكي ما حصل له في سجنه في مصر: ((...وأنا أو غيري من أي القسمين كنت فإن الله يعاملني وغيري بما وعده فإن قوله الحق ** وعد الله لا يخلف الله وعده } فقلت له في ضمن الكلام : الحق في هذه القصة ليس لي ، ولكن لله ولرسوله ولسائر المؤمنين من شرق الأرض إلى غربها . وأنا لا أعني تبديل الدين وتغييره ، وليس لأجلك ، أو أجل غيرك أرتد عن دين الإسلام : وأقر بالكفر والكذب والبهتان . راجعا عنه أو موافقا عليه . ولما رأيته يلح في الأمر بذلك أغلظت عليه في الكلام . وقلت دع هذا الفشار وقم رح في شغلك . فأنا ما طلبت منكم أن تخرجوني - وكانوا قد أغلقوا الباب القائم الذي يدخل منه إلى الباب المطبق - فقلت أنا افتحوا لي الباب حتى أنزل يعني فرغ الكلام . وجعل غير مرة يقول لي : أتخالف المذاهب الأربعة فقلت : أنا ما قلت : إلا ما يوافق المذاهب الأربعة ، ولم يحكم علي أحد من الحكام إلا ابن مخلوف وأنت كنت ذلك اليوم حاضرا . وقلت له أنت وحدك تحكم أو أنت وهؤلاء . فقال : بل أنا وحدي فقلت له : أنت خصمي ، فكيف تحكم علي ؟ فقال : كذا ومد صوته وانزوى إلى الزاوية ... ثم هذا الرجل قد ظهر كذبه غير مرة . ذلك اليوم كذب علي في أكثر ما قاله وهذه الورقة التي أمر بكتابتها أكثرها كذب والكتاب السلطاني الذي كتب بأمره مخالف للشريعة من نحو عشرة أوجه وفيه من الكذب على المجلس الذي عقد أمور عظيمة قد علمها الخاص والعام . فإذا كان الكتاب الذي كتب على لسان السلطان وقرئ على منابر الإسلام أخبر فيه عن أهل المجلس : من الأمراء والقضاة بما هو من أظهر الكذب والبهتان ، فكيف فيما غاب عنهم . قلت وهو دائما يقول عني : إني أقول إن الله في زاوية ولد ولدا وهذا كله كذب . وشهرته بالكذب والفجور يعلمه الخاص والعام . فهل يصلح مثل هذا أن يحكم في أصول الدين ومعاني الكتاب والسنة وهو لا يعرف ذلك ورأيته هنا يتبسم تبسم العارف بصحة ما قلته فكأن سيرة هذا الحاكم مشهورة بالشر بين المسلمين . وأخذ يقول لي : هذه المحاضر ووجدوا بخطك فقلت أنت كنت حاضرا ذلك اليوم . هل أراني أحد ذلك اليوم خطاً أو محضرا ؟ أو قيل لي شهد عليك بكذا أو سمع لي كلام!!! ، بل حين شرعت أحمد الله وأثني عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم " منعوني من حمد الله . وقالوا : لا تحمد الله بل أجب . فقلت لابن مخلوف : ألك أجيب أو لهذا المدعي ؟ وكان كل منهما قد ذكر كلاما أكثره كذب . فقال : أجب المدعي . فقلت : فأنت وحدك تحكم أو أنت وهؤلاء القضاة فقال : بل أنا وحدي . فقلت : فأنت خصمي فكيف يصح حكمك علي فلم تطلب مني الاستفسار عن وجه المخاصمة ؟ ، فإن هذا كان خصما : من وجوه متعددة معروفة عند جميع المسلمين . ثم قلت : أما ما كان بخطي فأنا مقيم عليه . وأما المحاضر : فالشهود فيها فيهم من الأمور القادحة في شهادتهم وجوه متعددة تمنع قبول شهادتهم بإجماع المسلمين والذي شهدوا به فقد علم المسلمون خاصتهم وعامتهم بالشام وغيره ضد ما شهدوا به . وهذا القاضي " شرف الدين " بن المقدسي قد سمع منه الناس العدول أنه كان يقول أنا على عقيدة فلان حتى قبل موته بثلاث دخلت عليه فيما يرى مع طائفة فقال قدامهم : أنا أموت على عقيدتك يا فلان ، لست على عقيدة هؤلاء يعني الخصوم...إلى أن قال... فقال لي فما الذي أقوله لنائب السلطان ؟ فقلت : سلم عليه وبلغه كل ما سمعت . فقال : هذا كثير . فقلت : ملخصه أن الذي في هذا الدرج أكثره كذب . وأما هذه الكلمة " استوى حقيقة " فهذه قد ذكر غير واحد من علماء الطوائف - المالكية وغير المالكية - أنه أجمع عليها أهل السنة والجماعة ، وما أنكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا أئمتها . بل ما علمت عالما أنكر ذلك ، فكيف أترك ما أجمع عليه أهل السنة ولم ينكره أحد من العلماء . وأشرت بذلك إلى أمور : منها ما ذكره الإمام " أبو عمر الطلمنكي " وهو أحد أئمة المالكية قبل الباجي وابن عبد البر وهذه الطبقة . قال : وأجمع المسلمون من أهل السنة أن معنى ** وهو معكم أين ما كنتم } ونحو ذلك من القرآن : أن ذلك علمه وأن الله فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء . وقال أيضا : قال أهل السنة في قول الله ** الرحمن على العرش استوى } إن الاستواء من الله على عرشه المجيد على الحقيقة لا على المجاز ... )) إلخ

إلى أن قال بعد سرده لآثار كثيرة 3/265-267: ((وهذه الآثار لم أذكرها كلها للرسول لكن هي مما أشرت إليه بقولي : إني لم أقل شيئا من نفسي وإنما قلت ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها وهذا الموضع يضيق بها في ذلك من كلام الأمة فقال لي : نعم هو مستو على العرش حقيقة بذاته بلا تكييف ولا تشبيه . قلت نعم وهذا هو في " العقيدة " فقال فاكتب هذه الساعة أو قال اكتب هذا أو نحو هذا فقلت هذا هو مكتوب بهذا اللفظ في العقيدة التي عندكم التي بحثت بدمشق واتفق عليها المسلمون فأي شيء هو الذي أريده ؟ وقلت له : أنا قد أحضرت أكثر من خمسين كتابا - من كتب أهل الحديث والتصوف والمتكلمين والفقهاء الأربعة : الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية - توافق ما قلت . وقلت : أنا أمهل من خالفني ثلاث سنين أن يجيء بحرف واحد عن أئمة الإسلام يخالف ما قلته . فما الذي أصنعه ؟ فلما خرج الطيبرسي والفتاح عاد الفتاح بعد ساعة فقال : يسلم عليك نائب السلطان وقال : فاكتب لنا الآن " عقيدة " بخطك فقلت : سلم على نائب السلطان ، وقل له : لو كتبت الساعة شيئا لقال القائل : قد زاد ونقص أو غير الاعتقاد وهكذا بدمشق لما طلبوا الاعتقاد لم أتهم إلا بشيء قد كتب متقدما . قلت : وهذا الاعتقاد هو الذي قرئ بالشام في المجالس الثلاثة وقد أرسله إليكم نائبكم مع البريد والجميع عندكم ثم أرسل لكم مع العمري ثانيا لما جاء الكتاب الثاني ما قاله : القضاة والعلماء والمحضر وكتاب البخاري الذي قرأه المزي ، والاعتقاد ليس هو شيئا أبتدئه من عندي حتى يكون كل يوم لي اعتقاد وهو ذلك الاعتقاد بعينه والنسخة بعينها . فانظروا فيها فراح ، ثم عاد ، وطلب أن أكتب بخطي أي شيء كان . فقلت فما الذي أكتبه قال مثل العفو وألا تتعرض لأحد . فقلت : نعم هذا أنا مجيب إليه ، ليس غرضي في إيذاء أحد ، ولا الانتقام منه ولا مؤاخذته . وأنا عاف عمن ظلمني . وأردت أن أكتب هذا ثم قلت مثل هذا ما جرت العادة بكتابته فإن عفو الإنسان عن حقه لا يحتاج إلى هذا ..))


فتأمل موقفه من محاولاتهم المفلسة له بالرجوع وأنظر لقوة كلامه وعلى ماذا يبني كلامه وأنظر لذكره كثرة تزويرهم عليه وأضف لهذا ما نورده في:


الوجه الخامس: أن جماعة من الحفاظ والمؤرخين وهم من أقرب الناس له شهدوا على كذب أمثال هذه الدعاوى بالرجوع كقول الحافظ الذهبي كما في المعجم المختص: "قلت: قد سجن غير مرة ليفتر عن خصومه ويقصر عن بسط لسانه وقلمه وهو لا يرجع ولا يلوي على ناصح إلى أن توفي.."

وقوله في وصف ثبات الشيخ أمام خصومه: (( ...حتى قام عليه خلق من علما مصروالشام قياما لامزيد عليه ... وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي ، بل يقول الحق المرّ الذي أداه إليه إجتهاده وحِدّة ذهنه وسعة دائرته في السنن و الأقوال))


وقد ألمح ابن كثير لكذب أمثال هذه الدعاوى بقوله: ((..مع أن لم ينقطع في بحث لا بمصر ولا بالشام ولم يتوجه لهم عليهم ما يشين وإنما أخذوه وحبسوه بالجاه –كما سيأتي- وإلى الله إياب الخلق وعليه حسابهم)) وقد نقل بعض محاولاتهم له بأن يعود عن عقيدته فقال :


((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))


وكذا قال القاضي العالم النبيل ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار-الرد الوافر ص149-: ((وإلا فقد اجتمع عليه عصب الفقهاء والقضاة بمصر والشام ، وحشدوا عليه بخيلهم ورجلهم ، فقطع الجميع وألزمهم بالحجج الواضحات أي إلزام ، فلما أفلسوا بالحجة أخذوه بالجاه والحكام وقد مضى ومضوا إلى الملك والعلام))

واجمع ما مضى وأضف عليه ما نسرده في:


الوجه السادس: وهو أن الشيخ رحمه الله قد حصلت له مضايقات كثيرة في مسائل عديدة قبل هذا التاريخ وبعده ، سجن من أجلها وعوتب فلم يعرف عنه أنه رجع عن شيء منها ، بل غاية أمره أن يسكت عن الإفتاء بها مدة ، ثم يعود إلى ذلك ويقول لايسعني كتمان العلم كما في مسالة الطلاق (العقود325) فكيف يكتب هذه المرّة معتقداً ما يناقض عقيدة أهل السنة ، ويقرر مذهب أهل البدع الذي عاش بعد هذا التأريخ وقبله ينقضه أشد النقض!؟



الوجه السابع: أن قضية التزوير قد وقعت غير مرة على ابن تيمية كما ذكر هو من قبل وكما ذكر أصحابه وقد أصبحت هذه الخصلة من أشهر خصال أعدائه ، انظر ما مضى من كلام شيخ الإسلام نفسه وأنظر أيضاً في ذلك مواضع كثيرة في العقود 200، 204، 207،209،328.

قال البرزالي في الموضع الأول عن خصومه: ((واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ، ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته فالله المستعان)))

وقال ابن تيميه نفسه كما في الموضع الثالث: ((وكان قد بلغني أنه زور علي كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير ، يتضمن ذكر عقيدة محرفة ولم أعلم بحقيقته لكن علمت أن هذا مكذوب))

وقال الشيخ في الموضع الرابع: ((أنا أعلم أن أقواماً يكذبون علي كما قد كذبوا علي غير مرة..))

وقال ابن عبد الهادي في الموضع الأخير: ((وعظم التشنيع على الشيخ –يعني في شد الرحل-وحرف عليه ، ونقل عنه مالم يقل..))


كما ضبط عليهم الكذب والتزوير وتحريف الكلام في مواضع أخرى كثيرة((التسعينية 1/111 و الإخنائية 104-105 و المجموع 3/210 و3/161-164 و6/375 وموقف ابن تيميه من الأشاعرة 1/179-180 حاشية)) فليس غريباً عليهم هذه المرة أن يزور على ابن تيمية ما زوروا ومن هنا يظهر لم يضعف الأخذ بأمثال هذه الوجادات المخالفة لمنهج الشيخ المعروف.


الوجه الثامن: وهو أن جماعة كبيرة من المعاصرين للحادثة وفيهم من أكابر مؤرخي الإسلام وفيهم تلاميذه ومعهم جماعة ممن أتى بعدهم من المؤرخين لم يذكروا هذا الرجوع أو المكتوب قط بل ذكروا القصة بدون هذا وأن ذاك المجلس انفصل على خير أو ذكروا أنه كتب لهم مجملاً من القول لما هدد بالقتل ، وهم:

1- البرزالي الشافعي مؤرخ الشام وأحد محدثي الإسلام لم يذكر في تاريخه في حوادث هذه السنن شيئا عن الرجوع أو المكتوب-الجامع 213- 215وقد نقل واقعة إفراجه في المقتفى كالتالي:

((وفي أوائل ربيع الأول وصل الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى إلى دمشق وتوجه إلى القاهرة فوصلها في تاسع عشر الشهر المذكور ، وحضر بنفسه إلى السجن إلى الشيخ تقي الدين ابن تيميه فأخرجه بعد أن استأذن في ذلك ، فخرج يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر إلى دار نائب السلطنة بالقلعة ، وحضر بعض الفقهاء وحصل بينهم بحث كثير وفرقت صلاة الجمعة بينهم ، ثم اجتمعوا إلى المغرب ولم ينفصل الأمر ، ثم اجتمعوا بمرسوم السلطان يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر مجموع النهار-[وهو 25 ربيع الأول الذي يزعمون أنه وقعت فيه الانتكاسة]- وحضر جماعة أكثر من الأولين حضر نجم الدين بن الرفعة وعلاء الدين الباجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وصهر المالكي وجماعة من الفقهاء ولم تحضر القضاة وطلبوا واعتذر بعضهم بالمرض، وبعضهم تبع أصحابه، وقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم وانفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وكتب كتاباً إلى دمشق بكرة الاثنين السادس والعشرين من الشهر يتضمن خروجه وأنه أقام بدار ابن شقير بالقاهرة وأن الأمير سيف الدين بن سلار رسم بتأخره عن الأمير مهنا أياماً ليرى الناس ويحصل الاجتماع به...ثم عقد للشيخ تقي الدين مجلس ثالث يوم الخميس سادس ربيع الآخر بمدرسة الصالحية بالقاهرة.))


وقد نقل عنه ابن رجب وغيره قريب مما نقل عن الذهبي ،فلعله ذكره فيما لم نقف من تاريخه أو في كتاب آخر له مثل "معجم الشيوخ" .

ونص ابن رجب: ((ثم في ربيع الأول من سنة سبع وسبعمائة دخل مهنا بن عيسى أمير العرب إلى مصر ، وحضر بنفسه إلى السجن ، وأخرج الشيخ منه ، بعد أن استأذن في ذلك ، وعقد للشيخ مجالس حضرها أكابر الفقهاء وانفصلت على خير.وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما: أن الشيخ كتب لهم بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض مافيها ، لــمّا خاف وهدد بالقتل ))


2- الحافظ ابن كثير الشافعي عمدة المؤرخين وعلم المفسرين لم يذكر في "البداية والنهاية "شيئا في هذا بل نقل واقعة إفراجه على نقيض دعوى الخصوم، قال:

((فلما كان يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول جاء الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى ملك العرب إلى السجن بنفسه وأقسم على الشيخ تقي الدين ليخرجن إليه، فلما خرج أقسم عليه ليأتين معه إلى دار سلار، فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلار وجرت بينهم بحوث كثيرة.

ثم فرقت بينهم الصلاة، ثم اجتمعوا إلى المغرب وبات الشيخ تقي الدين عند سلار، ثم اجتمعوا يوم الأحد-[وهو 25 ربيع الأول الذي يزعمون أنه وقعت فيه الانتكاسة]- بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم وانفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الأمير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.
وكتب الشيخ كتابا إلى الشام يتضمن ما وقع له من الأمور..)).


3-ذكر الدواداري –المؤرخ- ( توفى بعد 736 ) في " كنـز الدرر" الجامع 239 نحو ما ذكر البرزالي وابن كثير في واقعة إفراجه وفيها: ((وخاطب –أي الأمير مهنا- مولانا السلطان في أمر الشيخ تقي الدين ابن التيمية فأنعم مولانا السلطان به بإطلاقه ، فتوجه إليه الأمير ..)) إلخ بنحو ما ذكر البرزالي وزاد أنهم عقدوا له مجلسا آخر في (14/ربيع الآخر / 707 ) بعد ذهاب الأمير حسام الدين ، ووقع الاتفاق على تغيير الألفاظ في العقيدة وانفصل المجلس على خير.

4- الحافظ ابن عبدالهادي الحنبلي تلميذه كما في (العقود الدرية 197) نــقلا عن الذهبي كما سيأتي.


5- الذهبي مؤرخ الإسلام المعروف لم يذكر في كل مؤلفاته عن هذا الأمر شيئاً إلا ما نقله عنه ابن عبدالهادي قال ما نصه:

((...وجرت أمور طويلة ، وكتب إلى الشام كتاب سلطاني بالحط عليه ، فقرئ بالجامع وتألم الناس له ، ثم بقي سنة ونصفا ( أي سنة 707 ) وأخرج ، وكَتَبَ لهم ألفاظا اقترحوها عليه ، وهُدّد وتُوعِد بالقتل إن لم يكتبها . وأقام بمصر يقرئ العلم ويجتمع عنده الخلق...))

6- ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي (795) في"الذيل - الجامع : 476-477"نحو ماذكره ابن عبدالهادي في (العقود) ونقله عن الذهبي والبرزالي فقال:

((ثم في ربيع الأول من سنة سبع وسبعمائة دخل مهنا بن عيسى أمير العرب إلى مصر ، وحضر بنفسه إلى السجن ، وأخرج الشيخ منه ، بعد أن استأذن في ذلك ، وعقد للشيخ مجالس حضرها أكابر الفقهاء وانفصلت على خير.وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما: أن الشيخ كتب لهم بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض مافيها ، لــمّا خاف وهدد بالقتل ))

7- لم يذكر المقريزي الشافعي المؤرخ الكبير في"المقفَّى الكبير - الجامع :507" شيئا منخبر الرجوع ولا الكتاب وقد ذكر نحو ما ذكره ابن كثير والبرزالي في المقتفي والدواداري وغيرهم في قصة الإفراج تلك.



فالظاهر أن الشيخ كتب لهم عبارات مجملة - بعد التهديد والتخويف بالقتل كما نقله الذهبي والبرزالي وابن رجب- ثم وجدوا أنه لا فائدة في ذلك المكتوب على الوجه الذي كتبه فزوروا عليه كلاماً وشهادة وتوقيعاً ثم روجوه وليست هذه أول مرة يقع منهم مثل هذا بل قد وقع كما أشتهر وذكرناه من قبل.


الوجه التاسع: ومما يفتّ في عضد هذه الأكذوبة أن جماعة طلبوا من الشيخ أن يقول في الاعتقاد الذي كتبه: أن هذا هو اعتقاد أحمد بن حنبل يعني : هو مذهب متبوع فلا يعترض عليه فلا يرضى الشيخ بهذا ، بل يصدع بان هذا هو معتقد سلف الأمة جميعهم ، وليس لأحمد اختصاص بذلك. ( العقود 218-215،240-241


الوجه العاشر: مما يزيد في تأييد كذب هذه الأخلوقة : أن الكتاب الذي زعموا كُتب سنة 707 هـ ، فكيف يصح هذا وهم يطالبونه في سنة 708هـ بكتابة شيء بخطه في هذه المسألة نفسها !!!.

فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة 708هـ وقالوا: ((ياسيدي قد حملونا كلاما نقوله لك ، وحلفونا أنه مايطّلع عليه غيرنا : أن تنـزِلَلهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن ، ونأخذ خطك بذلك ، نوقف عليه السلطان ونقول له : هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه ، قد رجع عنه ونقطع نحن الورقة. (وهذا يدل على أنهم قد يئسوا من رجوعه عن عقيدته )

فقال لهم شيخ الإسلام : تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إلــه يعبد ،ولا في المصاحف قرآن ، ولا لله في الأرض كلام ؟! ودق بعمامته الأرض ، وقام واقفا ورفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنـي أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتابكورسلك ، وأن هذا شيء ما أعمله ...)) ثم دعا عليهم.

ولما قالوا له : كل هذا يعملونه حتى توافقهم ، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك ، فقال لهم : ((أنا إن قتلت كانت لي شهادة ، وإن نفوني كانت لي هجرة...)) فيئسوا منه وانصرفوا. (ذكره إبراهيم الغياني خادم شيخ الإسلام - الجامع 147-148).

فلوا كان لهم كتاب بخطه في تلك المسائل - كما زعموا - لم يبطلوا منه أن يكتب لهم بخطه كتابا آخر فخلصنا أنه لم يكن معهم في المرة الأولى إلا الكذب والتزوير والتحريف.


وقد استفدت بعض ما مضى من مقدمة الجامع –ط 2- لسيرة شيخ الإسلام خلال سبعة قرون - جمعه ووضع فهارسه محمد شمس و علي العمران بإشراف وتقديم الشيخ بكر ابو زيد. ط دارعالم الفوائد.


الوجه الحادي عشر: هب أننا سلمنا أنه قد قال هذا ورجع في ذلك التأريخ وهو 707 هـ أي قبل وفاته بأكثر من عشرين سنة فابن تيميه بشر كغيره من البشر قد يعتريه ضعف في بعض الأحيان وقد قرر العلماء بأن التقية رخصة يجوز الأخذ بها بضوابطها المعروفة خصوصاُ أن الذهبي و البرزالي وابن عبد الهادي وابن رجب وغيرهم ذكروا أنه كتب لهم ما كتب لما هدد بالقتل! فإن قال قائل:

كيف يعقل أن ابن تيميه هذا الرجل الشديد في الحق يترك الأفضل وهو الصبر ويأخذ بالرخصة لما هدد بالقتل !؟

قيل: قائل هذا الكلام إن كان يقول بأن ابن تيميه عاش على معتقده المشهور ، فلا مانع من أن يسلم له هذا الكلام فهذا لم يتناقض وينتج من هذا الشك في ثبوت المكتوب والرجوع أمام ما تواتر عن الإمام.

وإن كان المعترض هذا يجوز أن يكون ابن تيميه قد عاش السنوات الطوال يأخذ عنه تلاميذه ومحبوه من السلفية ويمدحونه بل بعضهم لم يلقه إلا في هذه السنين ويكتب الشيخ في هذه الفترة المصنفات الطوال والقصار ويرد على النصارى والروافض والأشاعرة!!ولم ينقل عنه صديق ولا صاحب ولا عدو ولا مؤرخ ! طوال أكثر من عشرين سنة عاشها بعد ذلك ولا حرف واحد في بيان هذه العقيدة التي اعتنقها !؟؟بل لم ينقل عنه الأصحاب كابن عبد الهادي وابن القيم إلا الاعتقاد السلفي المعروف مع شدة الرغبة بالظفر بمثل هذا من أعدائه ومع العلم بكثرة كتبة التي يرد بها على الأشعرية ألفها بعد هذا التأريخ!! . إلخ راجع ما قلناه سابقاً في المسألة الأولى وهو مع هذا كله أشعري جهمي!!.

أقول: إن جوز المعترض هذا فتجويز أنه ترك الأفضل وأخذ بالرخصة-على تقدير صحته- في ذاك الوقت مع شدتة في الحق أهون وأقرب للتصديق وإن استبعد المعترض أن ابن تيميه يأخذ بهذه الرخصة مع شدته في الحق فاستبعاد الكلام السابق أحرى وأولى وهذا كلام في نظري لا ينبغي أن يرده منصف.


أما كلام النبهاني فقد نقضه الإمام العلامة أبو المعالي الألوسي في كتابه المفيد غاية الأماني في الرد على النبهاني فطالعه تستفد هذا ما أردت تعليقه على هذه المسألة والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  • ملف العضو
  • معلومات
salim400O
زائر
  • المشاركات : n/a
salim400O
زائر
رد: النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 11:34 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس العاصمي مشاهدة المشاركة
.ثم بعده ألف ابن تيميه منهاج السنة وهو من أشهر كتبه السلفية وقد قيلت فيه قصائد معروفة واختصره الذهبي -الذي اختصر المنهاج سنة 720 ينظر المختصر ص31 وفيه إثبات العلو وقيام الأفعال به وغير ذلك مما اختصره الذهبي مقراً له - واختصره كذلك العلامة الإمام ابن عبد الحق البغدادي-على ما يظهر لي ينظر مقدمة منهاج السنة 1/86 فقد رجح خلاف هذا-وغيرهم ونقل منه ابن حجر في الفتح وغيره من أشاعرة وسلفية

ماهذا يا رجل ، أكلمك عن بن تيمية سنة 707 هـ ، و ترد على أن الذهبي إختصر سنة 720 هـ كتاب له لا تعرف متى كتبه ؟

و لنفرض أن الذهبي كان ملتصقا ببن تيمية سنة 720 هـ و يعلم أنه لم يتب من الفكر السلفي سنة 707 هـ ، فهل نتهم العسقلاني بأنه كذاب لما ألصق رسالة بن تيمية و إعترافه في كتابه أعلام القرن الثامن

آه ، هنا من نصدق يا حبيبي و قرة عيني ، بن حجر العسقلاني أم نكذبه ؟ لابد من تكذيبه و أنتم تفتخرون به دائما لقتل 99% المسلمين حرام دمها و عرضها و لم يقتل رسول الله حتى بن سلول المنافق الأكبر

أكتفي بهذا ، لأني لا أطيق قراءة "نسخ-لصق" بعد بث موضوعي مباشرة بـ 15 ثانية و أنا كتبته في ساعتان ... هذا من قبيل العبث معك سيدي الكريم ، تلصقون و لا تريدون أن تقرؤوا حتى ما أرسلت

لكن أحيلك للأخت "عايدة" لأعرف مدى إنصافها و عدلها في الإشراف بما تفضلت به من أخلاق السلف العالية حيث تقول :

اقتباس:
"
اقتباس:

ثم على تقدير عدم ما سبق: ألا يعقل هذا الكذاب الجويهيل كيف لم ينقل عنه صديق ولا صاحب ولا عدو ولا مؤرخ ولا حتى بقال!


يا للأخلاق العالية التي وصفها شيخكم الكبير الجابري حين يصف تلامذته السائلين بالحمير ( هو وصف و لست تلميذا له )

ماهذا يا أخي ، ألا تعرفون حتى النقاش و عندما نرد عليكم بحقائق تحذف ردودنا لأنها إساءة أدب معكم ؟

قد بدا واضح جدا أنكم على خلاق كبير حين حولتم فقط و فقط بيت الرسول إلى مراحيض ، فلم تتأدبوا حتى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكيف تتأدب معي أو مع أي كاتب

على كل أنتظر تدخل الأخت المشرفة "عايدة" لتأديبك ...

"لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى"
التعديل الأخير تم بواسطة salim400O ; 07-03-2009 الساعة 11:51 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    28

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
رد: النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 12:22 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
ماهذا يا رجل ، أكلمك عن بن تيمية سنة 707 هـ ، و ترد على أن الذهبي إختصر سنة 720 هـ كتاب له لا تعرف متى كتبه ؟

و لنفرض أن الذهبي كان ملتصقا ببن تيمية سنة 720 هـ و يعلم أنه لم يتب من الفكر السلفي سنة 707 هـ ، فهل نتهم العسقلاني بأنه كذاب لما ألصق رسالة بن تيمية و إعترافه في كتابه أعلام القرن الثامن

آه ، هنا من نصدق يا حبيبي و قرة عيني ، بن حجر العسقلاني أم نكذبه ؟ لابد من تكذيبه و أنتم تفتخرون به دائما لقتل 99% المسلمين حرام دمها و عرضها و لم يقتل رسول الله حتى بن سلول المنافق الأكبر

أكتفي بهذا ، لأني لا أطيق قراءة "نسخ-لصق" بعد بث موضوعي مباشرة بـ 15 ثانية و أنا كتبته في ساعتان ... هذا من قبيل العبث معك سيدي الكريم ، تلصقون و لا تريدون أن تقرؤوا حتى ما أرسلت

لكن أحيلك للأخت "عايدة" لأعرف مدى إنصافها و عدلها في الإشراف بما تفضلت به من أخلاق السلف العالية حيث تقول :





يا للأخلاق العالية التي وصفها شيخكم الكبير الجابري حين يصف تلامذته السائلين بالحمير ( هو وصف و لست تلميذا له )

ماهذا يا أخي ، ألا تعرفون حتى النقاش و عندما نرد عليكم بحقائق تحذف ردودنا لأنها إساءة أدب معكم ؟

قد بدا واضح جدا أنكم على خلاق كبير حين حولتم فقط و فقط بيت الرسول إلى مراحيض ، فلم تتأدبوا حتى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكيف تتأدب معي أو مع أي كاتب

على كل أنتظر تدخل الأخت المشرفة "عايدة" لتأديبك ...

"لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى"


الله اكبر من يثحدث عن الادب
استاذ السب والشتم وقلة الادب يثحدث عن الادب
اولا الكلام ليس لي
ثانيا
يكفيك سبك وشتمك
للناس
كقذفك للاخت مريم البارحة

وكقولك لي انت من من حطب جهنم


هذا تعريف "الحركي" العميل[/quote]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
آمين لأن الله يعرف صدقي في كشف العملاء و لو كان دعاءك يندرج تحت قول اليهود للرسول "السام عليكم" فيرد عليهم و عليكم ما قلتم ...

غفر الله لوالديك إن كانوا مسلمين ، و جعلك الله من حصب جنهم لأن جهنم لا توقد بالوقود الذي يسرقه بوش سيدك الذي تدافع عنه و عن عملائه ، بل "وقودها الناس و الحجارة" ... لكني أرجوا من الله هلاكك قبل أجلك بموت بطيئ يصيبك أيها العميل الصهيوني أو الحركى الذي ما عندهش النيف ... أرجوا من الله ذلك .... و سنرى من مع الله من من ينافق في المنتديات مقابل أجر زهيد يعبده و يستعسه طول حياته

هذه ردود جزائري قح ، و ليس عميل يقلب حديثه المستفز للأعضاء ثم يشتكي المنتدى رد الأعضاء

اتمنى فقط أن أجد منتدى جزائري قح 100 بالمائة ، حتى نريكم فينا قوة كل شيء ... أنتم حثالة العملاء و لستم حتى عملاء ...
وهذه نمادج من قلة ادبك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
مليون موضوع عن "التلفية" التي تبرأ منها الشيخ بن تيمية و تاب منها سنة 707 هـ ، في هذا المنتدى و زد على ذلك سب الجزائر و رموزها الصوفيين العلماء المجاهدين ، و لا تحذف لأنها مكررة ... أما المواضيع التي تدافع عن رموز الجزائر فما أسرع الحركى في تلقفها و التشويش عليها ... لكن على الإشراف الحياد حتى نحز رؤوس هؤلاء العملاء الخائنين للجزائر التابعين لعلماء عملاء ممنوع عليهم حتى عمامة الرسول و العرب في أرض الرسول و العرب

لقد رددت عليك في موضوع الألباني المشمغ الحقير الذي يقدح شرف رسول الله و يسخر من الصحابة و لا يفرق بين الألف و العصى ، الفاحش في قوله في بيوت الله أيها الجويهيل ... فلا تهرب من الدفاع عن شيخك الأبله "الساعاتي" المطرود من كل البلاد المرحب به من طرف حاكم الشعوذية المعاقر للخمر الراقص مع بوش أمام قبر الرسول في أرض الرسول بسيف عربي فوق ذلك ... نساء الشماغات يلتحفن بشماغاتهن حياء من سيدهم بوش و سيد سيدهم المشمغ "ملك" ( و كأن في الإسلام مملكة ) على وقف الله ، الصارف أموال الحجيج على نساء بني الأصفر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لحسان بن ثابت رضي الله عنه "أهجهم و روح القدس معك"

قبحك الله أيها الحقير الذي يصفني بالكذب ، فأنت تثبت صدق الجابري في وصف تلامذته بالحمير لسوء أدبهم ، "و شهد شاهد من أهلها"

ترتكت لك عادة اليهود و النصارى تلك ما دمت تعتقد بكذبة "أفريل" التي تدخلك جهنم أنت و الأغبياء مثلك ... فعلا "إذا حدث كذب" صفات النفاق و من يعتقد بكذبة أفريل لا يمكن أن يجاوز دعاؤه و رجاؤه أنفه أو حاجبيه " و أخلد إلى الأرض" أيها المتنصر الفكر ، المعتقد بكذبة أفريل

أطلب من رجولتك فقط ، إن كنت رجلا ، أن لا تدخل مختفيا كالنساء ، و شغل لمبة "متصل الآن" ... فلا أضنك إلا أحد المتعددي العضويات تكتب الردود و تصفق على نفسك

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "أهجهم و روح القدس معك"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
أنت أخرق في هذا دائما أيها التالف التلفي "الحركي" ، فلا زلت تقول عني بأني صوفي أو بوق لهم ... لقد قررت لك ألف مليون مرة أنت و التالفين أني لا اقبل أصلا إلا كلمة "مسلم" ... "هو سماكم المسلمين" ... قبحك الله و كذبك و طريقة نقاشك الملعونة التي لا تترك الأدب فيكم و أنت تتبع هؤلاء الحثالة .... فكيف تكذب علي و تريد مناقشتي ؟ أنت فعلا تلميذ الجابري الذي وصف تلامذته بالحمير ...
أنا أستعمل نفس طريقتك ، و أتبع قول رسول الله لحسان بن ثابت رضي الله عنه "أهجهم و روح القدس معك" أيها "الحركي" .... تأدب معي في كلامك و تجرد من أقوالك اللعينة و لمز الشيطان فيك و أنت أحقر من حقير



أما نصك التالي ، فسألونه بالطريقة الصحيحة لتردرك أني قوي الملاحظة التي رأت فيكم طاقية اليهود و كرهكم الشديد لعمامة الرسول صلى الله عليه و سلم :

قال تافهكم الألباني العميل للصهاينة :


أولا : الألباني هو من قال "إدعى" ، يعني بداية تكذيب لقول البوطي ، و الدليل ، و أردف عليها أنها "لا تثبت عنده" ، فالبوطي لا يكتب في كتابه "لا تثبت عنده" ، بل يكتب "لا تثبت عندي" أيها الأبله ، و قد أردف الألباني العميل عليها قوله المتسائل "فأين هذا النص الذي يثبت كونه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟"
يعني أن الألباني العميل للصهاينة يكذب أنه صلى الله عليه و سلم أفضل الخلائق ، لأن هذا من أمور العقيدة ، لأن لا وجود لنص أو آية أو حديث صحيح متواتر -حسب زعمه و كذبه - يثبت ذلك ... كيف لم تستطع فهم هذا أيضا ؟

لقد ألصقوا لكم كلام الألباني من كتابه في الشريط ، فلما تكذبون و تشبهون على البوطي ما قاله الألباني .... ألم تكفيك ورقة الألباني الملصقة في الشريط ؟ أم أنه ألباني لا يعرف حتى الكلام بالعربية و يدعي أنه إمام في الحديث ؟؟؟

من الأفضل ان تورد رقم الصفحة و الكتاب عند الألباني ليعرف الجميع أنك تحرف و تنسب قول الألباني للبوطي ...

ألم أقل أن مهمتكم إخراج الألباني - المعصوم من الخطأ عندكم - من حالة الرذالة إلى حالة الشبهة لإنقاذه ؟

و دعك من كلمة "لا تهرب" أيها الحقير ... فأنا هنا لا أنتصر لنفسي ،بل أريد أن أخرجك من عبادة العباد - الألباني المعصوم عندكم - إلى عبادة رب العباد لو كنت أصلا مسلما
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
الإبراهيمي قال هذا ؟ أعطينا رقم الصفحة و الكتاب أيضا أيها الكاذب

لو قال هذا فهو أبله مثلكم ، لكن حاشاه ، فهو يعلم أن الشيخ بن باديس في كبره و عمر الحكمة أعلن في جريدتي الشهاب و البصائر أن شيخه الكبير الذي أثر فيه عقيدة و فقها و سلولكا هو شيخع الصوفي يا تلفي ، و من ثم لو قال هذا ، فقد سب و سفه شيخه بن باديس ، و من ثم فانت ترميه بالسفه أيها السفيه

أيها الجزيهل التالف ، لقد مدح بن باديس الأمير عبد القادر الصوفي القادري ، فكيف تكذب أيها الكذاب "الحركي" على رموز الجزائر

طبعا أنا لا أسبك ، لكني أقرر وقائع أنت تخطها ... أنت "حركي" و لا يهمك بلدك إن كنت هنا ، و على الإشراف أن يتأكد من ip لديك ، فقد يجدونك من إسرائيل ترسل تحريف اليهود للدين ، أو من "البليدة" التي عرفت بالتواجد اليهودي فيها ، و ما قصة lion laroche اليهودي الفرنسي الذي إخترق جشي الأمير عبد القادر بعدما أعلن سنة 1815 نفسه مسلما و صلى و صام مع المسلمين و دخل المساجد و إشتهر فيها ، و لما كشفه "الصوفي" الأمير عبد القادر القادري ، هرب لفرنسا و أعلنته marichal برتبة عالية

أه صحيح ، كيف حال اليهود في البليدة ؟ فأنا أعرف حتى أين يسكنون ، و إن أردت صور بعضهم ألصقتها لك هنا ، فستتفاجأ أنهم يصلون بكم و يجتمعون سرا مع يهود يلبسون كما يلبس السلفيين هناك لأن أصلا السلفيين يلبسون لباس اليهود لتحقيق تغطية إختراقهم للجزائر

ما تخافش ، لنستدرجكم لفم الأسد ، و بعدها نوقضه ليقفل فاه و نخلص من "حركى" العصر حثالة اليهود السلفيين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
أنت سلفي تلفي أخرق لأنك تصفني دائما بالصوفي ( و ليس لي شرفهم في الجزائر ) كما تشرف بذلك كل أسيادك المجاهدين يا من تعتقد أن الأمير عبد القادر الصوفي كان يرقص كنانسي عجرم مدة 17 سنة كأنه من النسوة المشمغين علمائك السعوديين الذين يسمون أنفسهم سعوديين و ليس حجازيين تبعا للمارق المعاقر للخمر في بلاد رسول الله ، الراقص مع بوش اللعين سيدكم امام قبر رسول الله بسيف و نساؤكم هناك لا يقوون على النبس ببنت شفة .... نساء فينزويلا أفضل منهم لأنهن ثرن ضد بوش أيها الملاعيين "الحركى"

أما عن ردك ، أراك شاربا لمسكر ، أين وجدت ما ترد عليه ؟ في الشريط ؟

رد عن ما ورد في الشريط ، و لدي ألف شريط لتسمع صوت الألباني و أنت لا تقوى على تخطيئه في شيء لأنه عندك معصوم أيها الأبله الصغير "اللاصق-الناسخ" و قد عرفت مما تلصق بجرك و بعجرك ... ألا تعلم من هو صاحب الموقع الذي تعتمد عليه ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
أنا لست صوفي ، و لن أصل للصوفية التي آمن بها أسيادك مثل بن باديس و الأمير عبد القادر المجاهدين بالسيف و القلم ... عكس علمائك المشمغين بشماغ أحبار اليهود

لكن يا غبي ، الصوف لبسته الملائكة يوم بدر هو و العمامة و لبسه رسول الله و الصحابة أيها الأبله ، أم أنك تلبس الحرير كالنساء ؟ و أخلاق النساء ظاهرة عليكم كما على علمائكم الذين إلتحفوا كالنساء يوم رقص بوس في أرض رسول الله

هيا ، أرنا حرير الناعمات في لباسك أيضا يا لابسا طاقية اليهود أمرا من اليهود غير قادر على التحكم على ما تضعه على رأسك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
أطلب منك يا غبي أنت و الآخرين أن تشغلوا خاصية "الإضهار" لنعلم الكذابين منكم إن كنتم رجالا ... هيا فهذا أقل الشجاعة ... حتى في المنتديات كالنساء تختفون ؟ كيف نعلم الكذابين منكم من الصادقين ؟ هذا أقل حق نطلبه و يطلبه المتتبع ...

هيا يا تابع للمشمغين بشماغ اليهود ، أرنا شجاعتك أنت و الآخرين أنكم دائما موجودون ... أقول دائما موجودون ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
الأمر سهل لتصبح معمقا و في ليلة واحدة و الليلة إن شئت

أدخل http://www.youtube.com/ ، و أكتب إسم أي "حركي" من علماء السعودية لترى علماء يضحكون من أوقاله بردود مفحمة جدا من الحديث و القرآن ، و لتدرك أن هؤلاء العملاء "الحركى" يخفون الكثير و وسائل الإعلام الصهيونية تنشرهم و تغطس بهم الفضائيات و نساء فنيزويلا أفضل منهم جميعا لأنهن ثرن ضد بوش لما ذهب إليهن في بلادهن بحجة أنه "مجرم حرب ضد المسلمين" ... أما الحمقى الرعاع عملاء اليهود علماء السعودية القذرين ، فقد إلتحفوا كالنساء بشماغاتهن لما رقص بوش أمام قبر الرسول في أرض الرسول

يكفي أن تقول لسلفي في الشارع : أين عمامة الرسول .... فيهرب لأنه يلبس طاقية اليهود

تحياتي ، و إفعل ما قلته لك ، الأمر سهل جدا ... لأنهم حمير و مرتزقة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
ما شاء الله ، فتاوى لصالح اليهود دائما ، و أكمل الباقي اللألباني عندما أفتى بوجوب خروج أهل الضفة الغربية لبلاد أخرى و عددهم 6 ملايين

أرأيت أيها القارئ ، كيف لا يريدون قتل اليهود ؟؟؟

كل هؤلاء الحثالة سمت العمليات بالإنتحارية ، فلا داعي أصلا لقراءة الموضوع لأنها تحمي اليهود بوصف المسلمين المدافعين عن بلادهم بالإنتحار ... إنهم علماء يتشمغون كما يتشمغ أحبار اليهود و ممنوع عليهم لبس عمامة الرسول ... فكيف يفتي يهودي في قتل يهودي لصالح مسلم ... لا يمكن على من سكتوا كالنساء يوم جاء بوش يرقص أمام قبر الرسول أن يفتوا ضد أسيادهم اليهود

أما الأحمق الأخير ، فلا يصلح لأي شيء ، لأنه أفتى بأنها إستشهادية من عنوانه و قال عنها أنها غير جائزة ، فمعنى هذا أن الجهاد و الإستشهاد عنده غير جائز .... هذا "كافر" في الفكر السلفي على ما أسمع ... سلفي كافر

هذا تعريف "الحركي" العميل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
آمين لأن الله يعرف صدقي في كشف العملاء و لو كان دعاءك يندرج تحت قول اليهود للرسول "السام عليكم" فيرد عليهم و عليكم ما قلتم ...

غفر الله لوالديك إن كانوا مسلمين ، و جعلك الله من حصب جنهم لأن جهنم لا توقد بالوقود الذي يسرقه بوش سيدك الذي تدافع عنه و عن عملائه ، بل "وقودها الناس و الحجارة" ... لكني أرجوا من الله هلاكك قبل أجلك بموت بطيئ يصيبك أيها العميل الصهيوني أو الحركى الذي ما عندهش النيف ... أرجوا من الله ذلك .... و سنرى من مع الله من من ينافق في المنتديات مقابل أجر زهيد يعبده و يستعسه طول حياته

هذه ردود جزائري قح ، و ليس عميل يقلب حديثه المستفز للأعضاء ثم يشتكي المنتدى رد الأعضاء

اتمنى فقط أن أجد منتدى جزائري قح 100 بالمائة ، حتى نريكم فينا قوة كل شيء ... أنتم حثالة العملاء و لستم حتى عملاء ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
أنت الكاذب دائما ، لأني أتيتك بالدليل المادي يقول فيه بصريح العبارة
إنه عميل لبوش اللعين ، و مأواه جهنم و بيس المصير كما وعد ربك إن كان ربك الله و ليس شارون يا لي ما عندكش النيف تابع للمرعن في السعودية و تقول أنك جزائري ، الله يلعن الجزائرية نتاعك ، لعلها جزائرية اليهود و العملاء و الحركى أيام الثورة

بدل سماك و سمي نفسك "حركى" بدل "مسلم" ، و هل يقول المنافق عن نفسه "منافق" ؟؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
صلاة بإمامين أيضا ؟؟؟

ألم أقل لم أن هؤلاء السلفيين "بغل من فوقه بغل" ههههههه

لتعرفوا ايضا أن "أئمتهم" الذين يصلون بهم لا يعرفون حتى القبلة و هم في بلاد رسول الله ... يجب إحضار الكعبة أمامهم ليصيبوا إتجاه الكعبة أيضا ..... هههههه

لا حول و لا قوة إلا بالله .... تمتعوا لتعرفوا اسياد السلفيين الجزائريين كيف هم

تصبحون على خير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
ما شاء الله : أنظر أخي n o u r i إلى راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فوق رأس بوش و هو يرقص مع هؤلاء الكلاب السلفيين العملاء الحركى

يعني توسيخ راية التوحيد من اللمم فقط و ليس من الكبائر ... هذوا يهود هاذ السلفيين نتاع الخرطي

حكام السعودية هم رأس السلفية الوهابية فلا تكذب على الناس ... الله غالب ، هذا ما بقى يحكم و يفتي في أرض الرسول ، غير لمكرفس من التلفيين و الكسول

أنظر أنظر ... بوش يرقص واقفا و هم راكعون ههههههه

و بوش ركع لحذاء عربي أخيرا عراقي و المشكل الكبير أنه شيعي .... الله يلعن الحركى في أهل السنة و الجماعة و أولهم علماء السعودية شيوخ البطيخ .... و الله حشمونا هذا الكلاب الضالة المشمغين ، شيوخ البطيخ المشمعين ... أين أبطالنا في السنة و الجماعة اليوم ، و لما لا يسيطرون على بلاد رسول الله بدل هؤلاء الحركى السلفيين و أتباعهم الحركى في الجزائر ؟

ياجهول يا جمول ... دعك من النفاق و الكذب و روح ترقد و حذاري أن تذخل بإسم سبوييه ، رانا فقنا لك قـهـقـهـة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة


عندما نتكلم معهم و نحن جزائريون مثلهم ، لا يصدقوننا هؤلاء "الحركى"

أتينا بواحد من شيوخهم يفضح "حقارة" هؤلاء المأجورين شيوخ البطيخ السعوديين

"و شهد شاهد من أهلها"
http:///watch?v=9aaghbp0lbu
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
تعالوا لنرى الحمقى السلفيين الوهابيين السعوديين الذي يفتخر بهم "الحركى" السلفيين في الجزائر ... شيوخ بطيخ ، و سلفيين كبار يصلون في قبلتين متنافرتين في نفس المكان



السلفيون الوهابيون يصلون في قبلتين مختلفتين في السعودية و في نفس المكان


من فيهم يصلي للكعبة ، و من لم يصله نسخ قبلة بيت المقدس هههههه

أو نصفهم في القبلة ، و الآخر لنار المجوس في الفرس قديما هههههه

أنا أظن أن الإثنين يستدبران القبلتين بشماغات اليهود التي يلبسونها بدل عمامة رسول الله في أرض رسول الله

اللهم تقبل ههههههههه

http:/tch?v=fuw_to1eifw
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
رد على الموضوع هنا ، و دعك من هروب الماعز

تعلموا أولا عدم التنابز بالألقاب ثم ناقشوا ... و إلا فقد بادلناكم أخلاقكم التي علمها لكم شيخكم الجابري حتى وصفكم بالحمير

لكن لن أناقش "طفلا" لا زال لا يفرق بين "الألف" و "العصى" و يهرب كلما جئت بموضوع و قل ما تشاء لأنك تحت سماء الجزائر و ليس تحت سماء السعودية التي تمنع عن علمائك حتى عمامة النبي صلى الله عليه و سلم و تفرض عليهم شماغ أحبار اليهود ... فأرى أنني الشوكة التي تخنقكم في هذا المنتدى حتى أصبحت حيلتكم الوحيدة : "لا تردوا عليه"

"يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت"

أما أنت يا من تسمي نفسك "جمال" ، فأنا أعرفك جيدا ، و رغم ذلك ناقشتك و هربت في عدة مواطن و بلعتطت حتى الحديث الشريف .... و حتى صورة بن باديس لم تردها و تحب لو لبس طاقية اليهود مثلك و خالف العادة التي هي السنة و لبس لباس شهرة هو لباس من نار يوم القيامة و فوق ذلك يلبسه اليهود في إسرائيل حتى الآن

النقاش نعك نوع من الإستدراج لكفي عن صعقكم و ترك أفواهم فارغة يملؤها الذباب ... و قد وجدت من الأفضل إدراج خطة "و شهد شاهد من أهلها" لتخرصوا للأبد ، فأنتم حثالة "حركى" مأجورة كل يوم في المنتديات ، و قد وجدنا منكم من له "صالة" كاملة في بيته في الحواسيب لإغراق المنتديات و التناوب على الرد في منتدى واحد

لكن لي طلب واحد إن كنتم رجال ( رغم أن الحركى عمرهم ما يكونوا رجال )

كل واحد منكم يُفــَعل خانة "متصل" أمام إسمه ليظهر حضوره لنعرف عددكم ... هذا طلبي منذ أيام لم يتححق لأن الراد هنا واحد أو إثنين بأسماء كثيرة ... و خير دليل أن عدد الموتجدين الآن هم : قليل

على كل ، ما لم يتحقق طلبي يا وحد الحركي أنت و هذا الحركى لكلاب "الخوارج كلاب النار" الذين يتشبهون باليهود و يسمون أنفسهم "سلفيين" في الجزائر ، لن أناقش أحدا لأنكم "مبتدعة" حتى في كلمة "سلفيين" بدل كلمة "مسلمين" "هو سماكم المسلمين" صدق الله و كذب الوهابيين ، و "من وقر مبتدعا فقد ساعد على هدم الإسلام" صدق رسول الله و كذب الحركى "التلفيين" المتشبهين باليهود حتى في لباسهم

ياخي "حركى بلا إستعمار" ياخي ههههههههه


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salim400o مشاهدة المشاركة
ههههههههههه

كل المشاركين غير متصلين إلا واحد ، يعني كلب سلفي واحد يملك عدة أسماء

يا إشرافنا العزيز ، ألا يوجد في طاقكم التقني تقني واحد ذكي ؟ تفحصوا ip و من يتصل هذا الشخص لتعرفوا أنه يملك عدد أسماء ... و لا فيها و فيها

هههههههههه هذ آخر رد ، و من رد على الكلاب كثيرا أصبح مجنونا "الخوارج كلاب النار"
التعديل الأخير تم بواسطة فارس العاصمي ; 07-03-2009 الساعة 12:27 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
salim400O
زائر
  • المشاركات : n/a
salim400O
زائر
رد: النصيحة الذهبية للأشاعرة..
07-03-2009, 02:02 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس العاصمي مشاهدة المشاركة

الله اكبر من يثحدث عن الادب
استاذ السب والشتم وقلة الادب يثحدث عن الادب
"الخوارج كلاب النار" صدق رسول الله ، فهل هو أستاذ السب قبلي ؟

أشكرك على المقتطفات الرائعة الماضية لي التي تصف حالكم بدقة متناهية

هل قسم تدخلي ظهرك حتى أفقدك صوابك ، و صرت أنا موضوعك

وصف الرسول الخوارج بكلاب النار لأنهم فعلا كلاب النار

أما أنتم فـ :
- حولتم بيت الرسول وحده في مكة إلىمراحيض عمومية
- مسختم أي شيء يتعلق بزوجاته و كمستم قبورهم دون مراعاة لحرمات الميت ، فماب بالك لأمهات المؤمنين
- فرض على االسعودية كلها أن تتشبه باليهود في الملبس ، و أنتم بكل طواعية تفرضون على أنفسكم التشبه باليهود في تل أبيب
- أفتى عثيمينكم ضد كل ما جرى عليه الخلفاء الراشدين بترك قبر الرسول في العراء لتدهسه الأقدام يوما ما
- قتلتم المسلمين في كل مكان و لم تسموا شعرة و لا بعرة لليهود يوما
- وصفتم أهل غزة بالشيعة الرافضة لمجرد أنهم لم يسلموا خنزير اليهود قلعاط شليط لليهود
- حرمتم عمامة الرسول في أرض الرسول ، و عايرتم أي حامل لها بانه شيعي رافضي في الوقت الذي تصرون على طاقية اليهود التي تغنى بها عباسي المدني و علي بن حاج
- فعلتم الأفاعيل بعد تكفير 72 فرقة من المسلمين و سبيتم نساءها للزنى و المتعة في الجبال دون خجل أو حياء
- إتبعتم النجدي أول الخوارج عن الحكم هو محمد بن عبد الوهاب بن شولمان من يهود الدونمة الذي قضى على الخلافة الإسلامية ليؤسس مملكة لآل سعود بني مردخاي اليهودي العراقي ، ثم تتلكم عن الأدب
-
-

ثم تكلمي عن الأدب ؟؟؟؟

آنا أسف سيدي ، سأناديك من اليوم و صاعدا "صحابي أخطأ ركب السلف فإلتحق بركب اليهود"

أنت تهرف بما لا تعرف ، و تتباكى على وهم أنت أول واحد بمنهجك تكرهه و تنشر الفساد للوهابيين الذي حولوا لك بيت رسول الله الذي تتباكى عليه إلى مرحاض تنعم به يوما ما بالجلوس فيه لتشفي غليلك من نبي الرحمة الذي قهر الباطل و وصف

"الخوارج كلاب النار"


إمضاءك لا معنى له و أنت تناصر الكارهين لرسول الله حتى النخاع


لا تقوون حتى على الردود السديدة ، ثم تنعمون بإقتفاء أثر السلف بطاقيات اليهود و شماغات احبار اليهود ، و الحلم الكبير بالتغوط على بيت رسول الله كما حضره لكم الوهابيون ...

فعلا "خوراج كلاب النار" صدق رسول الله و لو كرهت ، فملفكم ثقيل جدا في سيئاته حتى بان قبحه حين يراكم الناس تتغوطون على بيت سيدكم رسول الله رغم أنوفكم و لو نافقتم الظهر كله


و هل رأينا منكم في المساجد إلا نتانة الجوارب و قهقهات الشياطين


تهلا ...
التعديل الأخير تم بواسطة salim400O ; 07-03-2009 الساعة 02:14 PM
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
هل نتقبل النصيحة ؟
الفرق بين النصيحة والتعيير
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم
الساعة الآن 10:31 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى