مولد النبي صلى الله عليه وسلم ..للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
08-03-2009, 11:30 PM
قال بعض السلف إن الإنسان يوم القيامة يسأل بلمّ وكيف يسأل لمّ فعلت كذا ويسأل كيف فعلت كذا فلا بد من السؤال عن العلة والكيفية ولقد كان كثير من المسلمين إن لم نقل أكثر المسلمين في هذا الشهر يقيمون في الليلة الثانية عشرة منه يقيمون عيداً يحتفلون به يزعمون أن ذلك هو ليلة ليلة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وإنني في هذا المقام أقول وبالله أقول واستعين بالله تعالى على ما أقول إنه يجب علينا معشر المسلمين أن نحلل هذه العادة التي اعتادها بعض المسلمين أو أكثر المسلمين نحللها من الناحية التاريخية ومن الناحية الشرعية أما من الناحية التاريخية فإنه لم يثبت أن ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في الليلة الثانية عشرة وهذه ، وهذه كتب التاريخ بين أيديكم اختلف المؤرخون متى ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقول إنه ولد في الليلة الثانية من هذا الشهر ومنهم من يقول إنه ولد في الليلة السابعة منه ومنهم من يقول إنه ولد في الليلة التاسعة منه ومنهم من يقول إنه ولد في الليلة العاشرة منه ومنهم من يقول إنه ولد في الليلة الثانية عشرة منه ومنهم من يقول إنه ولد في الليلة السابعة عشرة منه ومنهم من يقول أنه ولد في ليلة اثنتين وعشرين من هذا الشهر هذه الأقوال الكثيرة المضطربة تدل على أنه ليس لمن أدعى أنه ولد في الليلة الثانية عشرة ليس لديه مستند تاريخي يستند إليه ولهذا حقق بعض الفلكيين العصريين أنه ولد في الليلة التاسعة من هذا الشهر تحقيقاً علمياً وعلى هذا فيبطل أن تكون ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الليلة الثانية عشرة من هذا الشهر وأما من الناحية الشرعية فإننا فإنا نسأل الذين يقيمون هذه العادة نسألهم أيقيمونها تعبداً لله تعالى واخلاصاً له أم تعظيماً لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة له أم يقيمونها تخليداً لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم يقيمونها مضاهاة للنصارى الذين اتخذوا الذين اتخذوا يوم مولد عيسى بن مريم عيداً نسألهم لأي هذه الأغراض أقاموها فإن قالوا نحن نقيمها تعبداً لله وتعظيماً له قلنا إذن أقررتم بأنها عبادة والعبادة من دين الله والله تعالى قد أكمل دينه أكمل دينه حين أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(المائدة: من الآية3) فإذا كان دين الله كاملاً فأرونا هذه العادة أرونا إياها في كتاب الله أو أرونا إياها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرونا إياها في كلام الخلفاء الراشدين فإذا لم تكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كلام خلفائه الراشدين فليست من دين الله تعالى في شيء إذن فلا يصح أن تكون عبادة لله تعالى وإذا قلتم إننا نقيمها تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة له فإننا نقول نعم ما قصدتم نعم قصد المرء أن يكون معظماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الواجب على المرء أن يعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من تعظيم أي بشر حتى أعظم من والديه ومن أبنائه ومن له حق عليه لأنه لا حق لأحد من البشر أعظم من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته ولكن بماذا يكون تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تعظيمه هو التأدب بين يديه والتزام شريعته وعدم التقدم عليه فهل من الأدب أن يشرع الإنسان في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يشرعه هل من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتقدم الإنسان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)(الحجرات: من الآية2)فليس من تعظيم من تعظيم رسول الله وليس من أدب رسول أن يلجئ الإنسان في شريعته ما ليس منها بل هذا خلاف الأدب وخلاف التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا قالوا إننا نفعل ذلك تخليداً لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول له نعم إن تخليد ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر محبوب إلى الله محبوب إلى كل مؤمن ولكن ما هو الطريق لتخليد ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كل مؤمن لا بد أن يكون ذاكراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عبادة يقوم بها ذلك لأن العبادات كلها مبنية على أمرين الإخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كنت مستحضراً لهذين الأمرين في عبادتك فمعنى ذلك أنك لا تتعبد لله بعبادة قولية أو فعليه إلا كنت ذاكراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه هي الذكرى هي الذكرى الحسنة التي أمرت والتي بها قيام دينك ليست الذكرى أن تقيم احتفالاً مجرداً عن الشريعة خالياً من كل نص يدل عليه إنها ذكرى جافة يذكرها الإنسان في تلك الساعة ثم يطوي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذن فذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كائنة في قلب كل عبدٍ مؤمن حين يفعل أي عبادة من عبادة الله لأن الذي شرعها بل الذي بينها للناس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت تذكره عند كل عبادة تذكر أنك متبع له و أنه أمامك فيها وأنه هو الواسطة بينك وبين الله تعالى في بيان شريعة الله وإذا قالوا إنا نفعلها مضاهاة للنصارى لئلا يظنوا أننا لا نعظم نبينا حيث كانوا يعظمون نبي الله المسيح بن مريم بتخليد ذكرى مولده بإقامة الأعياد له فنقول لهم بئس ما صنعتم أن تكون قدوتكم في هذا الأمر ما سنه النصارى في نبي الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وإنكم إذا كنتم تريدون أن تضاهوا النصارى من كل ما يفعلونه لنبي الله عيسى بن مريم فقولوا إذن نضاهيهم فنقول إن محمداً ابن الله حاشا لله عز وجل فقد قال النصارى إن المسيح ابن الله فهل يمكن لأي مسلم أن يقول إن محمداً ابن الله كلا ولكننا نحن نقول إننا لا نضاهي النصارى في أمر لم يشرعه الله ورسوله في هذه الرسالة الكاملة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإننا نكذب النصارى في قولهم إن عيسى بن مريم هو ابن الله ولكننا نقول إن عيسى بن مريم مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران:59) الكون كله لله عز وجل والمسيح بن مريم من الكون وهو نبي الله تعالى الذي بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال لقومه يا بني إسرائيل اني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد ولكن النصارى لم يقبلوا هذه البشارة ولم يصدقوا عيسى بها ولذلك لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالبيانات قالوا هذا سحر مبين أيها الاخوة بعد هذا التحليل التاريخي والتحليل الشرعي لهذه العادة التي اعتادها أكثر المسلمين نتوصل إلى أنها بدعة من البدع لأنها اتخذت ديناً وكل شيء أتخذ ديناً ولم يثبت أنه مشروع من الله ورسوله فإنه كله بدعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وإنما بينا هذا وأطنبنا فيه وأكثرنا القول لأن كثيراً من الناس الذين يأتون إلى هذه البلاد من البلاد التي اعتادوا هذه البدعة ربما يستنكرون ويقولون لماذا لا تفعل في هذه البلاد وربما يكونون على جهل منهم في حقيقة الأمر نحو هذه البدعة ونحن نقول لهم إنها لا تفعل في هذه البلاد ونحن نفتخر بذلك ونعتز ونحمد الله أن هدانا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل الله أن يهدي إخواننا المسلمين لاجتناب هذه البدعة وأن يرزقهم تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق تعظيمه والتأدب معه والتأدب معه حتى لا يتقدموا بين يديه فيشرعوا في شريعته ما لم يشرعه كما أننا نرجو أن اخواننا الذين يأتون إلينا من تلك البلاد يفهموا حق الفهم أنها ليست هذه البدعة بحق بل هي كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلالة وإنما نرجو منهم و نحملهم المسئولية أن يكونوا دعاة خير و اصلاح لقومهم إذا رجعوا إليهم لعل الله أن ينفع بهم وأن يهدي على أيديهم من تورطوا في هذه البدعة والله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ومن أراد الحق بقلب مخلص ونية صادقة و اتباع للحكمة فإنه يوفق إليه إن شاء الله اسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص له و الاتباع لرسوله وأن يجعلنا هداة مهتدين ودعاة مصلحين واسأله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ونسأله تعالى أن يجعلونا ممن يقدمون قول الله وقول رسوله على قول كل أحد واسأله تعالى أن يجعلنا ممن يحكمون الله ورسوله حتى على أنفسهم واسأله تعالى أن لا يجعلنا من المتعصبين لأهوائهم ولا من المناصرين لآرائهم بغير حق واسأله أن يوفق المسلمين جميعاً لما فيه الخير والصلاح إنه جواد كريم أيها المسلمون (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) وافوا بعهد الله إذ عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المصدر:
البعثة و الدعوة و الهجرة و الوفاة</b>
المصدر:
البعثة و الدعوة و الهجرة و الوفاة</b>
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري
فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
من مواضيعي
0 السلام عليكم
0 نصيحة إلى أبناء الجزائر: بيان من مشايخ الإصلاح
0 قصة حقيقة مؤثرة/قصة الأخ سليم مع أمه .
0 منبر خاص بالبطاقات الدعوية وصنع التواقيع
0 حتى لا نخرّب أوطاننا بأيدينا/ خطبة جمعة للأخينا الفاضل خالد حمودة -حفظه الله-
0 العِزّة فى الانتساب إلى السلف الصالح
0 نصيحة إلى أبناء الجزائر: بيان من مشايخ الإصلاح
0 قصة حقيقة مؤثرة/قصة الأخ سليم مع أمه .
0 منبر خاص بالبطاقات الدعوية وصنع التواقيع
0 حتى لا نخرّب أوطاننا بأيدينا/ خطبة جمعة للأخينا الفاضل خالد حمودة -حفظه الله-
0 العِزّة فى الانتساب إلى السلف الصالح







