أنتِ و لا أحد (الجزء الثاني)
25-06-2007, 02:45 PM
...
كل الناس ترى الصبح في شروق الشمس , و أنا أرى صبحي في شروق محياكِ.
أعود كل يوم بخيالي إلى الوراء , اتركه ينساب في الآفاق , و أستقرأ أمواج الأزمان و أستظهر خطوط الدهور , مسافرا في صحراء الأفكار و محلقا في حدائق البواطن.
أستجديكِ و أناديكِ , فينطلق صوتي في صمت مع رذاذ الأمطار و حبات الضباب , يشق طريقه إلى مسامعكِ في ثبات.
و أستيقظ على صدى صوتي حزينا متألما لحالي من طول الفراق.
أخبرتني أشجار البساتين , و أزهار الحدائق لما مررتُ بها آتيا من شواطئ الملكوت , حين كانت تستقبلكِ صباحا مساءا , كيف كانت تقرأ الحنين في خطـــــاكِ و تلمح الحزن في وجنتيكِ ...
و أخبرتني الرياح أنكِ كنتِ تصنعين للطيور من تسابيحكِ ألحانا تعزفها , و تجعلين لها من تهاليلكِ منازل خالدات ...
و أخبرتني الجبال أنك كنت تتخذين من سفوحها خُلوة , لله تضرعا و مناجاة.
و في الأسحار من كل ليلة , حين أكون مستغرقا في صلاتي و مناجاتي , تأخذني ردود صدى تسبيحات المخلوقات , فهذا طائر يغرد لله راكعا و هذا جبل يهتز في خفقان , و تلك أشجار ساجدات .
حينها أراكِ تارة بين الركوع و السجود مسافرة , و تارة غارقة في بحر الدموع و التوسلات. فأجد نفسي تهفو إليكِ في صمت و قلبي ينادي قلبك بأعلى صوت : " ما أجمل أن نلتقي أنا و أنت بين يدي الرحمان في خضوع و خشوع لخالق الموجودات."
تلك هي صورتكِ في عيناي , لا تمحوها ترسبات الأيام و لا تبلوها شدة الأزمات.
و دهشت حين رأيت المياه تشبهكِ, بينما كانت تنساب من أعالي الجبال أو تنزل من السماوات , تحمل في طياتها من الرحمة تجليات ...
فأخبرتني أن ذلك كان لها مما تعلمته منكِ أوقات التلاواتِ , و راحت تردد دون توقف ما تلقنته منك من فيوضات ...
فأدركت حينها , كما أن لله في كل شيء إعجاز فإن له فيكِ إعجازات.
إذ خلقني و إياك من نفس واحدة , ثم على شاكلتنا كانت الموجودات , افترقنا في يوم كان لنا مكيدة , و لقاءنا لا ضير من المحتومات ...
فلا تحزني لطول الفراق , فاللقاء لبد صائر فذلك وعد من بارئ النسمات , فحين أخذ الميثاق من بني آدم كان اللقاء في الكتاب من المسطورات...
تمنيت لو انك الآن قارئة لكلماتي, فربما في تقدير الخالق أن تكوني من القارئات ...
يتبع ...
كل الناس ترى الصبح في شروق الشمس , و أنا أرى صبحي في شروق محياكِ.
أعود كل يوم بخيالي إلى الوراء , اتركه ينساب في الآفاق , و أستقرأ أمواج الأزمان و أستظهر خطوط الدهور , مسافرا في صحراء الأفكار و محلقا في حدائق البواطن.
أستجديكِ و أناديكِ , فينطلق صوتي في صمت مع رذاذ الأمطار و حبات الضباب , يشق طريقه إلى مسامعكِ في ثبات.
و أستيقظ على صدى صوتي حزينا متألما لحالي من طول الفراق.
أخبرتني أشجار البساتين , و أزهار الحدائق لما مررتُ بها آتيا من شواطئ الملكوت , حين كانت تستقبلكِ صباحا مساءا , كيف كانت تقرأ الحنين في خطـــــاكِ و تلمح الحزن في وجنتيكِ ...
و أخبرتني الرياح أنكِ كنتِ تصنعين للطيور من تسابيحكِ ألحانا تعزفها , و تجعلين لها من تهاليلكِ منازل خالدات ...
و أخبرتني الجبال أنك كنت تتخذين من سفوحها خُلوة , لله تضرعا و مناجاة.
و في الأسحار من كل ليلة , حين أكون مستغرقا في صلاتي و مناجاتي , تأخذني ردود صدى تسبيحات المخلوقات , فهذا طائر يغرد لله راكعا و هذا جبل يهتز في خفقان , و تلك أشجار ساجدات .
حينها أراكِ تارة بين الركوع و السجود مسافرة , و تارة غارقة في بحر الدموع و التوسلات. فأجد نفسي تهفو إليكِ في صمت و قلبي ينادي قلبك بأعلى صوت : " ما أجمل أن نلتقي أنا و أنت بين يدي الرحمان في خضوع و خشوع لخالق الموجودات."
تلك هي صورتكِ في عيناي , لا تمحوها ترسبات الأيام و لا تبلوها شدة الأزمات.
و دهشت حين رأيت المياه تشبهكِ, بينما كانت تنساب من أعالي الجبال أو تنزل من السماوات , تحمل في طياتها من الرحمة تجليات ...
فأخبرتني أن ذلك كان لها مما تعلمته منكِ أوقات التلاواتِ , و راحت تردد دون توقف ما تلقنته منك من فيوضات ...
فأدركت حينها , كما أن لله في كل شيء إعجاز فإن له فيكِ إعجازات.
إذ خلقني و إياك من نفس واحدة , ثم على شاكلتنا كانت الموجودات , افترقنا في يوم كان لنا مكيدة , و لقاءنا لا ضير من المحتومات ...
فلا تحزني لطول الفراق , فاللقاء لبد صائر فذلك وعد من بارئ النسمات , فحين أخذ الميثاق من بني آدم كان اللقاء في الكتاب من المسطورات...
تمنيت لو انك الآن قارئة لكلماتي, فربما في تقدير الخالق أن تكوني من القارئات ...
يتبع ...






