تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
وجد48
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2009
  • المشاركات : 52
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • وجد48 is on a distinguished road
وجد48
عضو نشيط
طريق على الرمال -الجزء الاول-
20-03-2009, 08:58 PM
لوحة في معرض, الغروب موضوعها, نخلتان على الشاطئ, مركب صغير يستعد للإبحارو لونالغروب يغطي خطوطا متقطعة من البحر..و في مكان هناك على الرمال صدفة وحيدة و كأنهاتقول للبحر تعال و خذني إلى من يواسيني....كانت هذه تفاصيلها أو بعضا منها.
غريب فتاة أمام هذه اللوحة منذ وقت ليس بهين...لم تستوقفها لوحة في المعرض ما عدا هذه...كأنما هي إحدى إبداعات هذا الرسام...أو كتمثال أنجزه كلمسة ختامية لخص فيهاكل موضوعات لوحاته.
اقتربت منها علي اعرف السبب, هو الفضول أو ربما لأن اللوحةاستهوتني أيضا وقفت بجانبها نظرت إلى اللوحة وقتا ثم نظرت في عينيها,أخذت أحملق في تلك حينا و في تلكين أحيانا ,أحست بفضولي,نظرت إلى ,ابتسمت,ارتجفت,ثبتت و اضطربتشعرت بها بركانا كان هادئا فإذا به ينفث دخانه إعلانا عن عودة نشاطه لكنه ما يلبث أن يعاود الهدوء دون حتى قذف الحمم لا أعرف لماذا شعرت بكل هذا و هي واقفة أمامي وأخيرا خرجت من زوبعتها لتقول لي اسمي- رتيبة- و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة أخرى لكن هذه كانت أكثر هدوءا و غموضا في نفس الوقت ,لم يفارقها أبداالتناقض.
تواعدنا على اللقاء ثانية ربما نصبح صديقتين....بعد أيام و ذات مساء وأنا أقرأ رواية سمعت جرس الهاتف يرن.
-آلو نعم.
-أنا رتيبة هل تذكرينني؟(و كانفي صوتها حشرجة يكاد كلامها لا يفهم من خلالها)
-أجل بالطبع كيف حالك؟
-بخيرو لست بخير.
-أهو لغز؟
-ليس لغزا و لكنها حالة تنتابني فلا أعود أعرف نفسي, هل لنا أن نلتقي؟
-حسنا هذا يسعدني, متى و أين؟
-اليوم وقت الغروب سأنتظركفي قاعة الشاي التي بجانبها نخلتان.
-حسنا اتفقنا.


وضعت الهاتف و أخذت أفكر , أرخي الحبل مرة و أشده مرة أخرى هذه الفتاة كل ما فيها غامض حركة يديها ,نظرةعينيها,نبرة صوتها ثم هدأت موجة أفكاري و قلت في نفسي ربما موعدي معها قد يقشع هذاالضباب المحيط بها.
قبل موعد الغروب بحوالي الساعة جهزت نفسي و اتجهت إلى المكان الذي اتفقنا على اللقاء به أخذت مقعدا في قاعة الشاي حيث تظهر النخلتان و فوقهم الشمس كانت بعد لم تغرب...ذهبت قبل الموعد علي أجد بعض الإجابات عن أسئلتي في تفاصيل هذا المكان الذي يبدو و كأنه ديكور لأحد المشاهد الرومانسية لأحدالأفلام.
و أخيرا وصلت رتيبة,كانت عيناها مجمرتان,وجهها شاحب,جلست دون أن تنطق حتى بالسلام و هي تتنهد بسرعة و كأنها تريد حرق ما بداخلها من أوكسجين.....هدأتها وسألتها ما خطبها , قالت:
- أحسست بالاختناق ليس من قلة الهواء بل من قلة الكلام صدري مكتظ ,العواصف ولدت أمواجا و الأمواج أنتجت زبدا سد أنفاسي.
-مهلا أهذه نهاية فيلم درامي؟
و همت بالوقوف و الانصراف...لكني شددتها منطرف ثوبها و استسمحتها فأنا لم أكن أقصد السخرية بل أردت أن ابسط الأمر و أهون من المشكل الذي لا أعرفه حتى.
هدأت مرة أخرى و قلت لها أفتح لك قلبي على مصراعيه فافرغي عواصفك و ألقي زبدك خارجا ضخي كل ما يعوق تنفسك فصدري لك كالعش للعصفور ( وفي نفسي كنت أريد الإجابة على العديد من الأسئلة و لماذا تختارني لتحكي لي عن مشكلتها التي تبدو عويصة من مقدماتها و نحن لم نلتقي سوى مرة واحدة و هذه الثانية)
كانت تعرف أن رأسي قد أنهكته عواصف الأسئلة.
قالت سأحكي لك دون أنتطرحي الأسئلة فهي سوف تقيدني,سئمت أنا القيود و من العيش في أخدود لا أريد أن أرى حولي حدود ,أكره منظر السلاسل حتى الحلي أصبحت أكرهها فهذا عقد كأنه حبل للانتحار وذاك سوار كأنه أصفاد و ذاك خاتم بالرغم من أنه أصغرها إلا أنه أخطر القيود ....سأحكي لك....
و بدأت...
رتيبة التي هي فتاة بيت ست أخوات و هي الصغرى لمتربى مدللة لأنها كذلك بل تربت كباقي أخواتها فالوالدان و خاصة الأب كان يحلم دوما بولي العهد لكن مشيئة الله أبت إلا أن يكون أبى البنات...أخوات رتيبة كلهن ماكثات بالبيت فمنهن من تجيد الخياطة و من تحسن الحلاقة ومن تتفنن في الحلويات...كانت هواياتهن في حدود ضيقة نظرا لعيشهن في قرية متناثرة الأطراف, أما الصغريات فلم تظهربعد لديهن موهبة..رتيبة هي الوحيدة التي أصرت على متابعة دراستها بالرغم من تقاليدالقرية الجاحفة و إنهاء دراستها بالاكمالية دخلت الثانوية متحدية الجميع و ها هيتنال شهادة البكالوريا بتقدير جيد...و أصبح أمامها تحد أكبر و هو الدخول إلى الجامعة الشيء الذي رفضه الجميع الأب و الأعمام و حتى سكان القرية لم تسلم من كلامهم فلم يدعو صفة من صفات العقوق و المجون إلا ووضعوها بها..لم تأبه إلى كل هذالاقتناعها أنها من ذهب و تبقى ذهبا حتى و لو وضعت وسط حديد أخذ منه الصدأمأخذه.
أخيرا استطاعت إقناع والدها و هنا لم يهمها غيره و وعدته أنها ستغلق أفواه الناس حين تعود إليهم حاملة شهادة جامعية و هي لا تزال تلمع كالذهب.
رتيبة بعد هذا التحدي بقيت في حيرة أي شعبة تختار هل تختار تخصصا علميا كما كانت في الثانوية أو تختار تخصصا أدبيا و هو الذي تجد فيه نفسها ......بقيت على هذه الحال ليال طوال و كأنها بحر هائج تذهب أمواجه فتصفع الصخور على الشاطئ ثم تعود.
كان ذاك بعد أن مرت أيام غمرها الفرح بالنجاح لا يعكر صفوها التفكير فيما سيكون بعد هذاالنجاح.
وهكذا و بعد عاصفة هوجاء حامت حول مستقبلها وجدت بفعل تميزها حلا وسطا. الأدب و الفن موجود في كل مكان..صحيح أن علومه تعددت و تعمقت لكن أساسه لا يوجد في الكتب أو يلقن من طرف أستاذ فأساسه الإحساس و هذا هبة من الله ...كما يمكن أن تقرأكتبا فتفهمها و تطالع روايات و قصصا و تحفظ معلقات و قصائد دون أن يوجهها أستاذ أويلقي عليها محاضرات فهي لن تحضر دكتوراه الأدب و الفن هي فقط ستمارس ما هو فيوجدانها و يسري في دمها.
أما العلم الدقيق فيستوجب شرحا و تفصيلا و تطبيقا.
وهكذا رست على قرارها بأن تدرس تخصصا علميا و بالموازاة تمارس هوايتها في الكتابة والأدب.و بعد ما جهزت أوراقها و ما أكثرها اتجهت إلى معهد التكوين شبه الطبي وفعلا سجلت بالمعهد و قبلت نظرا للمعدل الجيد الذي تحصلت عليه في البكالوريا.كانت تحلم منذ صغرها أن تعيش لأجل الآخرين ..أن تخفف عن الآخرين معاناتهم و آلامهم لم تكن أنانية يوما.انتهى أخيرا روتين التسجيلات و الذهاب والإياب بين المكاتب و الإمضاءات و خذ الاستمارة من هذا و اذهب إلى هناك....
انتهت فترة الانتظار و ها هي ذي رتيبة تحضر حقائبها للانطلاق نحو المستقبل المجهول أمضت رتيبة يوم وصولها إلى الحي الجامعي بأكمله في توضيب غرفتها و ترتيب إغراضها...جاء الليل أوت رتيبة إلى فراشها بعد التعب و لم تتناول وجبة العشاء فهي لم تتعود بعد الأكل بمفردها.رغم التعب و الإرهاق لم يغمض لرتيبة جفن طوال الليل فقدأمضته تفكر في الغد و كيف أنها ستدخل الجامعة و تحضر أول محاضرة.
تعجلت بزوغ الفجر فباتت تنظر إلى الساعة. أشرقت الشمس و كانت رتيبة جاهزة للخروج فهي تعودت النهوض باكرا هناك في القرية.حضرت أول محاضرة فالثانية و التي تليها و مرت الأيامبين الدراسة و المكوث في الغرفة اكتسبت صديقات و أصدقاء.
مرت السنة و السنتان ورتيبة من تألق إلى آخر فهي الآن محبوبة الجميع حتى الأساتذة فقد كانت تحتل المراتب الأولى... ظلت رتيبة على هذا الحال إلى أن جاء اليوم الذي انقلبت فيه موازين حياتها.
ذات يوم و بعد انتهاء الامتحانات ارتأت رتيبة أن تغير الجو بعض الشئ وتكسر روتين المراجعة و الدروس هي و بعض صديقاتها و دلت كل واحدة بدلوها فمنهن مناختارت السينما و من اختارت التسوق رتيبة اقترحت الشاطئ و ما كان للجميع إلا أنيرحب بفكرتها.
و هكذا قصدن الشاطئ ,تحدثن ,لعبن ,تبللن ,بكل بساطة رجعن إلى أيامالطفولة ,رتيبة كانت أكثرهن شقاوة و بعد أن نال منهن التعب قصدن منطقة صخرية و جلست كل واحدة منهن على صخرة محدثات البحر بما يختلج صدورهن كانت رتيبة تتأمل البحر وكأنها تراه لأول مرة و سبحت هي الأخرى في عالم أفكارها.
كان الموج يعزف موسيقاه الساحرة لكن هذا لم يمنع رتيبة من أن تسمع عزفا آخر انصتت قليلا إذ هو صوت القيتارة ,لم يكن بعيدا لكنها لم تر أحدا و كأنه عزف يخرج من بين الصخور أخذت تبحث بين الصخور فإذا بأحدهم يجلس على الصخرة يحتضن قيتارة كأنما أم تحضن صغيرها اقتربترتيبة من العازف و أخذت تنصت أكثر إلى الألحان المليئة أشجان .
انتبه العازف أخيرا إليها و هي تقف مسمرة على إحدى الصخور تتأمل الأفق و تنصت إلى موسيقى الطبيعة و موسيقى الإنسان اللتان انسجمتا معا و كانت الدموع تنهمر من عينيها كأنما هي نهرلكن مياهه تنساب بهدوء ,كانت تعيش بكل وجدانها الازدواجية الرائعة زرقة البحر تمتدإلى اللانهاية و تلاقي زرقة السماء ,أمواج البحر تتراقص فيعلو الماء الزبد و يقابله هناك في الأعلى سحب ناصعة البياض تقول له لست وحدك أنا هنا معك و تسير الأمواج إلى الشاطئ فتلقى جدارا يتحداها من الصخور فيكسر شموخها مهما علت و كأن الأمواج جاءت تتوسلها أن تخضع بدون ملل ,تأتي و تتكسر لكن الصخور صامدة واقفة في كبرياء لا تستسلمعلى عكس الرمال التي تستسلم في كل مرة فتذهب بها الأمواج و تجيء إلى حيث أرادت وكأنه القدر يلعب دور البطولة كعادته.
توقف العازف عن العزف و التفتت رتيبة إليه و كأنها تريد أن تلومه لماذا توقف؟ أحست أن هناك شيئا ناقصا أو حلقة ضائعة من مسلسل ألفت تتبعه رغم أنه أبكاها .........يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة وجد48 ; 20-03-2009 الساعة 09:21 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Salimekki
Salimekki
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 19-10-2008
  • المشاركات : 211
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • Salimekki is on a distinguished road
الصورة الرمزية Salimekki
Salimekki
عضو فعال
رد: طريق على الرمال -الجزء الاول-
21-03-2009, 11:29 PM
وأنا بدوري اسأله بغضب: لماذا توقفت عن العزف .. تناغم الوتر مع صوت الموجة يأخذك إلى حيث لا تشعر أبدا بالملل .. ليته لم يتوقف عن العزف يا رتيبة ..

سأجلس هناك على صخرة ليست ببعيدة ... لأرقب ما سيحدث ..
وأعترف ... تصوير للمشاهد (على عجلته وسرعته) جذاب ورائع ... أنتظر التتمة بفارغ صبر

تحياتي أخت وجد


الـمـبـحــر عـلـى عـتـبــات الـحــرف ... يـكـتـب لـكــم
سليم مكي سليم :: فهرس المواضيع

إذا أردت أن تبقى حيا بعد أن تموت .. فاكتب شيا يستحق أن يـُـقرأ .. أو افعل شيئا يستحق أن يـُـكتـَـب عليه.
My A r t Gallery on Deviantart
  • ملف العضو
  • معلومات
وجد48
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2009
  • المشاركات : 52
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • وجد48 is on a distinguished road
وجد48
عضو نشيط
رد: طريق على الرمال -الجزء الاول-
25-03-2009, 04:22 PM
لابد من التوقف لأخذ الأنفاس
لابد من التوقف فقد لا نشعر بذاك الاحساس
لابد من التوقف لنعرف أين نحن من هؤلاء الناس

شكرا أخي سليم على قراءتك أسعدني مرورك و أرجو أن تعجبك باقي القصة و لا تبخل علي بنصائحك بورك فيك.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
موسوعة الاغدية
موسوعة الاغدية
موسوعة الاغدية
حلقات كونان من 1-404 أسرع بتحميلها
أمراض تصيب الطفل و الوقاية منها
الساعة الآن 05:41 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى