رد: التطوع في الجزائر...موضوع للنقاش
30-06-2007, 02:46 PM
السلام عليكم و رحمة الله
السؤال الذي يطرح نفسه ليس هو عن ماهية العمل الخيري أو مجالاته
بقدر ما هو في نظري عن أسباب تقاعس أو تردد الفرد و المجتمع عن آدائه والقيام به و لعل أهم هذه الأسباب :
1- الغفلة عن البعد الإيماني و الإنساني للعمل الخيري :
ورد في السنة النبوية : (ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أوقف) .
وفي هذا الأثر إشارة إلى تأصيل الأوقاف وهي النواة الأولى للمؤسسات والأعمال الخيرية.
وورد كذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (سبق درهم مائة ألف درهم) والتبرعات العامة للمصالح العامة من الأعمدة الرئيسية لنجاح العمل الخيري, وفي هذا الحديث حث على المشاركة الشعبية وبكل الوسائل لتوسيع دائرة الإحسان لكل مشارك حتى الفقراء والصغار والكبار والنساء والرجال ؛ لتكون مشاركة جميع شرائح المجتمع في العمل الخيري ودعمه بكل الموارد البشرية والمالية للأمة.
عن بن عباس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ) صحيح البخاري .
بل أين أصحاب القلوب و العقول من هذا الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ، ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ! فملأ خفه ، ثم أمسكه بفيه ، ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا : يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ؟! قال : في كل كبد رطبة أجر" . صحيح البخاري و مسلم .
لقد قرر فقهاء المسلمين: انه اذا لجأت هرة عمياء الى بيت شخص، وجبت نفقتها عليه، وحرم عليه طردها، ومن يَبَرّ الهرة او القطة، يَبَرّ الإنسان بداهة.
2- التداخل بين العمل الخيري و السياسة :
كان لزاما أن يفصل العمل الخيري الانساني عن كل عمل أو توجه آخر
و أن يبقى عملا خيريا خالصا.
و هذا الأمر بسيط ليس كل الناس مغرمين بالسياسة و ليس كل الناس يحب لونا سياسي بعينه و التداخل بين العمل الخيري و السياسة مدعاة للشك و الريبة و من ثمت الخوف و النفور وغالبا مايقحم في الصراعات السياسية وخاصة بين أنظمة الحكم والمعارضة مما يجعله يدفع ثمن تلك الصراعات .
3- السلبية المفرطة للفرد الجزائري في التعاطي مع آلام الآخرين (شعارها هات تخطي راسي) :
يظن البعض عن جهل أو عدم إكتراث أن غياب إطار تنظيمي للعمل الخيري كالجمعيات أو النوادي يعفيهم منه
من يمنع الفرد من أداء زكاته المفروضة؟ وهي جزء أصيل من موارد العمل الخيري.
من يمنع الفرد أن يتفقد ويساعد أهله و جيرانه من أهل الحاجة؟
من يمنع الطبيب ، المعلم ، المحامي ، و كل صاحب تخصص يمس حياة الناس مباشرة من مد يد العون لهم في تخصصه وقضاء حاجة أهل الحاجة؟
الجواب بصراحة نحن من يمنع نفسه الخير ويحرمه الغير
-----
هذا مجرد رأي و الله أعلم
قال الإمام الشافعي:
سأضرب في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتساب معيشـة ** وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد