رأي المريح
04-04-2009, 09:56 PM
''محاجيات'' من الحملة
لم يتبق من عمر ''الحملة'' إلا يومان، وبعدها سيفسح المجال لفتح الصندوق، لكن وهذا هو الأهم سيغلق صندوق آخر، صندوق الوعود التي وزعت ذات اليمين وذات الشمال، فقد عاش البعض من الجزائريين وليس كلهم طبعا طيلة زمن عمر ''الحملة'' على وقع طبول البراحين الذين راحوا يخطبون في الناس واعدين إياهم بالجنة الموعودة المنتظر فتح أبوابها يوم الخميس المقبل، ببطاقة ناخب تعادل قيمتها صكوك الغفران المعروفة.. هذه أولى ''محاجيات'' الحملة.
لقد عشنا طيلة أيام ''الحملة'' على ''معايرات'' بالقصف الثقيل، فالسياسي الذي هرول في طوابير ممجدة ومخلدة نسي كل الأعراف، وتجاوز جميع الخطوط إلى درجة أن أغلب الوزراء حتى لا أقول المسؤولين انتهجوا سياسة ''قول قول'' أمام الملأ، ولم يكن يهمهم بعد ذلك إن كانوا مقنعين في ''محاجياتهم'' أم لا، وهذه الثانية.
أما ثالث المحاجيات فقد كشف عنها الوزير الأول الذي تميز عن غيره من ''البراحين'' بخرجات لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الخطيب الاستعراضي الذي يمكن له أن يجيد كل شيء إلا الإقناع، وإلا كيف نفسر رده على السائل عن غلاء البطاطا بقوله: ''اللي بعثوك ما همش ظراف''، ومن ''الظريف'' في اعتقاد أويحيى؟، هل الفلاح الذي مسحت ديونه؟ أم الفلاح الذي كدّ ولم يجن لا بطاطا ولا وجزر؟ أم أظنه الفلاح الذي لا يعرف للأرض أصلا، ومع ذلك استفاد من إعانات الدولة وقيل له هي هبة الانتخابات، إنها امتداد ''البايلك''، وإذا كان الواقع هو عين الحقيقة، فإن الحقيقة هي لسان حال السائل يا أويحيى، وليكن لئيما، فالأولى لكم أن تكونوا ''ظراف'' مع جيوب الشعب في ''بطاطاه''.
ومن محاجيات الحملة المتعددة أن الكثير من خطب المداحين سقطت في جهوية ضيقة إلى درجة أنهم أعادوا الجزائر إلى عصور ما قبل التاريخ، إذ تخيلوا أن أمين عام ''الأفالان'' لم يجد ما يقنع به مواطني مسقط رأسه، الأغواط، للذهاب إلى صندوق الخميس سوى القول لهم ''انتخبوا حتى ما يعايرونيش بكم ويعايروكم بي''، هذا ما كشفت عنه الحملة التي لم يتعد عمرها الـ19 يوما فقط، فماذا لو امتدت إلى شهور مثلما يحدث في بعض البلدان؟ الأكيد أننا كنا نصل إلى سماع قصص الخرافات وسرد الأساطير، وهذه رابع وآخر المحاجيات.