محور الشر =امريكا- اسرائيل-ايران
17-08-2007, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعددت الأنظمة الفارسية. . . وعدو العرب واحد

موقع عربستان ـ أبو أياد الأحوازي *
الحلقة الأولى

في ظل أزمة المفاهيم السياسية التي نعيشها على الساحة الأحوازية،فإن ثمة خلط مقصود بات يبان في التفكير ونوع الكتابات التي تنشر هنا أو هناك، وفي كثير من الأحيان تستخدم هذه المفاهيم في غير مكانها،الأمر الذي بات يسبب خلطاً ملحوظاً ويؤثر سلباً على مسار قضيتنا الأحوازية،وعلى الصعيدين:الداخلي والخارجي.

ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة التي سببت،أو تكاد أن تسبب،انحرافاً في مسيرة نضال شعبنا هو الخلط بين مفهوم الدولة الفارسية الحديثة التي تشكلت منذ عشرينيات القرن المنصرم،بكل ما تحتويه من عقائد وأفكار ورؤى عنصرية وشوفينية من جهة،وبين الأنظمة السياسية الحاكمة والمتغيرة كالنظامين الملكي (الشاهنشاهي) أو ما يسمى بالجمهورية الإسلامية ،من جهة ثانية.

هذا الخلط وسوء الفهم جعل البعض يعتبر صراعنا مع العدو الفارسي هو صراع مع شكل النظام الحاكم وليس مع الدولة الفارسية كاحتلال،حيث يجعل من أصحاب هذا الفهم الساذج أضحوكة بيد العنصريين الفرس،لغاية مهمة وخطيرة وهي تشريع الاحتلال الفارسي من خلال هؤلاء(العقلانيين!!!!كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم) في حين أن هذا الأمر وبكل تأكيد مرفوض جملة وتفصيلا عند الوطنيين التحرريين الشرفاء(التقليديين كما يحلو للبعض تسميتهم)،واعتقد جازما أن الأحوازيين الشرفاء لا يعنيهم شكل النظام الحاكم في إيران حتى ولو كان ملائكيا لأنهم ينظرون للدولة الفارسية كدولة احتلال وعليه لابد أن يزول هذا الاحتلال أن طال الزمن أم قصر.

ومن اجل أن نسلط الضوء على كيفية بناء الدولة الفارسية الحديثة وما تحمله من أفكار عنصرية بغيضة وعدائية لكل ما يمت للعروبة بصلة،علينا أن نركز على مقومات هذه الدولة التي تغير اسمها عام 1935م إلى اسم إيران،وضمن أهداف واضحة المعالم وتم تحديدها بهدفين أساسين،

الأول:

(تقوية الذات الفارسية) ،

والثاني

(إضعاف الأخر أو القوميات) ،

واستخدمت لهذه الغاية كل الآليات والمؤسسات،وقد تم العمل عليها فكريا وعقائديا من جانب مؤسسي (الخطاب القومي الفارسي) وهو تحديد الأعداء وتصنيفهم لغرض مواجهتهم والتخلص منهم باعتبارهم المعرقلين للمشروع الداعي لبناء الدولة القومية الفارسية على حساب القوميات والشعوب الأخرى،وبالتالي العمل على صهرها وذوبانها في بوتقة واحدة بغية تفريسها ومحو هويتها،وكان للشعب العربي الأحوازي نصيب الأسد من ذلك الخطاب الشوفيني حيث كان العداء للعرب جزء لا يتجزأ من ذلك الخطاب العنصري المتجذر في العقلية الفارسية إلى يومنا هذا .

وهذا ما يشير اليه "بندكيت اندرسون" عن العقلية الفارسية وتأسيس مفهوم الوطنية لديهم (الفرس) حيث يقول:" اتساع مفهوم الوطنية الإيرانية (الفارسية) في القرن التاسع عشر والعشرين في المباحث الأدبية والسياسية انتج أيديولوجية وطنية لدى الفرس،وجاء هذا الأمر دون النظر إلى العوامل الاجتماعية والثقافية المختلفة لدى الشعوب الساكنة في إيران. هذا الأمر نتج عنه تأسيس هوية إيرانية على أساس العرق الآري،ولكنه على حساب الشعوب الأخرى الموجودة في إيران.و أصبحت النظرة إلى الشعوب الأخرى،إما انهم من العرق الآري ولكنهم تأثروا بالآخرين(الأتراك و البلوش) ، او انهم جاءوا من خارج إيران ـ أي انهم دخلاء(كالعرب)ـ فلا مكان لهم على هذه الأرض(إيران).وفي واقع الأمر اصبح لكلمة فارس(الفرس) و إيران،معنا واحد وحاول الفرس أن يرفعوا من شأن الهوية الإيرانية من خلال التحقير و الحط من شان الشعوب الأخرى،كما انهم برروا التخلف الإيراني المعاصر على انه نتيجة لهجوم العرب في صدر الإسلام عليهم وهذا ما أشار إليه غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان الفارسي الحالي ورئيس ما يسمى بـ"مؤسسه فرهنكستان فارسي" سابقا ،حيث يذكر في إحدى الندوات العربية- الإيرانية التي شارك فيها . . . يذكر التالي :"إن بلادهم كانت تاريخيا ذات مدنية عظيمة وحضارة زاهرة وان فضائلها ضاعت اثر اندحار الجيوش الساسانية وانتصار الجيش الإسلامي بقيادته العربية الهمجية غير المثقفة وهي التي سببت انحطاط وتدمير بلاد فارس القديمة وتخلفها إلى العصر الحاضر". (1)

ويستمد هذا الخطاب أساسه من الصراع التاريخي بين العرب والفرس وكما يعتقد اغلب المثقفين الفرس أن الإسلام كان غزوا وتدميرا لحضارتهم حيث ابتدأ الصراع بغزو الأخمينيين لحضارات ما بين النهرين وحضارة عيلام واستمر الصراع حتى بعد الإسلام من خلال الفتن والفرق التي أثاروها ضد العرب والمسلمين والتي نتلمس تأثيرها حتى اليوم. وما شهدناه من تآمر في حثهم المغول لغزو بغداد وتمهيد الطريق لدخولهم إليها من قبل الوزير الفارسي ابن العلقمي و الطوسي ومؤامرات كثيرة لا يمكن إحصاءها وهي مستمرة حتى اليوم من خلال الدولة الفارسية الحديثة.

لقد استمر العداء في الفترات التاريخية المختلفة ولكن الجزء المهم منه بدء بالتحديد مع دخول المستشرقين(المؤرخين) للمنطقة والتنقيب عن أثار الحضارات في المنطقة. ومن أهم هؤلاء المستشرقين ويستهوفر،شاندور، كيرشمن، موئية، اشبولر. وبدؤوا بغرس ((الأفكار)) عن الحضارة الفارسية المزدهرة[!!] قبل مجيء المسلمين(العرب) وإلقاء ذنب تدميرها على العرب وإظهار العرب كقوم متوحشين .
دون النظر بأمانة إلي تاريخهم الحضاري في المنطقة (عيلام ،بابل،أشور،..) وكيفية تدمير معظم هذه الحضارات على أيدي الفرس الذين لم يكونوا سوى قوم وحشيين في نظر الآخرين واليونانيين بالتحديد، كما أورده المؤرخ هرمان نبكستون في كتابه "اليونانيين والفرس".


17 – 8 – 2007