عـــــطـــر الجنــــــــة :
24-06-2009, 01:33 AM
عـــــطـــر الجنــــــــة :
</span>
الحكاية التالية واقعية ومصدرها الصحف العراقية</span>
</span>دخل رجل في العقد السادس من </span>ا</span> لعمر وقور وسمح</span> </span>المحيا، أحد محلات الص</span> ي</span> اغة في منطقة الكاظمية ببغداد، وطلب من الصائغ أن يضع</span> </span>له حجرا كريما على خاتمه، فقدم له الصائغ شايا وطفق الزبون يحدثه في شتى</span> </span>المواضيع في أسلوب شيق ويعرج على المواعظ والحكم والأمثال، ثم دخلت المحل</span> </span>امرأة على عجلة من أمرها وتريد من الصائغ إصلاح سلسلة ذهبية مكسورة فقال</span> </span>لها الصائغ: انتظري قليلا حتى ألبي طلب هذا الرجل الذي أتاني قبلك، ولكن</span> </span>المرأة نظرت إلى الصائغ في دهشة وقالت أي رجل يا مجنون وأنت تجلس لوحدك</span> </span>ثم خرجت من المحل،واستأنف الصائغ عمله إلى أن دخل عليه رجل يطلب منه تقييم</span> </span>حلية ذهبية كانت يحملها، فطلب منه أن ينتظر قليلا إلى أن يفرغ من إعداد</span> </span>الخاتم الذي طلبه الزبون الجالس إلى جواره، فصاح الرجل: عمّ تتحدث فأنا</span> </span>لا أرى في المحل سواك! فسأله الصائغ: ألا ترى الرجل الجالس أمامي فقال</span> </span>الزبون الجديد: كلا ثم حوقل وبسمل، وخرج. هنا أحس الصائغ بالفزع ونظر</span> </span>إلى الرجل الوقور وتساءل: ماذا يعني كل هذا؟ فرد الرجل: تلك فضيلة تحسب</span> </span>لك والله أعلم، ثم أردف قائلا: تريث ريثما يأتيك اليقين. . . </span></span>
</span>دخل رجل في العقد السادس من </span>ا</span> لعمر وقور وسمح</span> </span>المحيا، أحد محلات الص</span> ي</span> اغة في منطقة الكاظمية ببغداد، وطلب من الصائغ أن يضع</span> </span>له حجرا كريما على خاتمه، فقدم له الصائغ شايا وطفق الزبون يحدثه في شتى</span> </span>المواضيع في أسلوب شيق ويعرج على المواعظ والحكم والأمثال، ثم دخلت المحل</span> </span>امرأة على عجلة من أمرها وتريد من الصائغ إصلاح سلسلة ذهبية مكسورة فقال</span> </span>لها الصائغ: انتظري قليلا حتى ألبي طلب هذا الرجل الذي أتاني قبلك، ولكن</span> </span>المرأة نظرت إلى الصائغ في دهشة وقالت أي رجل يا مجنون وأنت تجلس لوحدك</span> </span>ثم خرجت من المحل،واستأنف الصائغ عمله إلى أن دخل عليه رجل يطلب منه تقييم</span> </span>حلية ذهبية كانت يحملها، فطلب منه أن ينتظر قليلا إلى أن يفرغ من إعداد</span> </span>الخاتم الذي طلبه الزبون الجالس إلى جواره، فصاح الرجل: عمّ تتحدث فأنا</span> </span>لا أرى في المحل سواك! فسأله الصائغ: ألا ترى الرجل الجالس أمامي فقال</span> </span>الزبون الجديد: كلا ثم حوقل وبسمل، وخرج. هنا أحس الصائغ بالفزع ونظر</span> </span>إلى الرجل الوقور وتساءل: ماذا يعني كل هذا؟ فرد الرجل: تلك فضيلة تحسب</span> </span>لك والله أعلم، ثم أردف قائلا: تريث ريثما يأتيك اليقين. . . </span></span>
وبعد قليل</span> </span>دخل المحل رجل وزوجته وقالا إنهما يرغبان في فحص خاتم معروض في واجهة المحل</span> </span>فطلب منهما الصائغ أن يمهلاه بضع دقائق حتى يسلم الزبون الجالس معه خاتمه،</span> </span>فاحتد الرجل وقال: أي رجل ونحن لا نرى غيرك في المحل والتفت إلى زوجته وقال</span> </span>لها: يبدو أن هذا الصائغ لا يرغب في بيع الخاتم لن</span> ا</span> . . . لنذهب إلى محل</span> </span>آخر! هنا انتابت الصائغ حالة من الهلع الشديد، ونظر في ضراعة إلى الرجل</span> </span>الجالس قبالته، وسأله: قل لي بربك ماذا يحدث! هنا اعتدل الزبون في جلسته</span> </span>وحلق ببصره بعيدا وقال في صوت أقرب إلى الهمس: أنا من عباد الله الصالحين</span> </span>ولا يراني إلا من حمل صفاتي! هنا </span>دخ</span> لت النشوة محل الفزع في قلب الصائغ وكاد</span> </span>أن يحلق من فرط السعادة عندما أكد له الرجل أنه أي الصائغ من أهل الحظوة،</span> </span>وقال له إن سيحقق له أي أمنية، ولأن الصائغ كان يملك ما تشتهيه نفسه من</span> </span>عرض الدنيا فقد رد على الرجل بقوله: لا أريد سوى الظفر بالجنة فابتسم الرجل</span> </span>وقدم للصائغ منديلا أبيض وقال له: ضعه على أنفك واستنشق بقوة ففي المندي</span> ل </span>عطر الجنة، ففعل الصائغ ذلك وأحس بالنشوة تسري في أوصاله في نعومة ولطف،</span> </span>وبعد دقائق معدودة تلفت حوله فلم يجد الرجل ولم يجد المجوهرات التي كانت</span> </span>معروضة داخل المحل وأدرك بعد أن فات عليه الفوات أن عطر الجنة المزعوم كان</span> </span>مخدرا، وأن الزبائن الذين أتوه ثم أنكروا رؤية الزبون الجالس أمامه كانوا</span> </span>أعضاء في عصابة الإنفِزيبول مان أي الرجل الخفي، وبالطبع لم تعثر الشرطة</span> </span>! على الرجل لأنه لا يراه إلا الأغبياء</span> .</span>
كلما اتذكر ان الطائرات التي تقصف السوريين سورية وقادتها سوريون بؤوامر سورية كرهت عروبتي واكاد انسلخ عن كل ما هو عربي
